خاص: كشف موقع “أكسيوس” عن رسالة وجهها أهالي وعائلات ضحايا 11 سبتمبر للرئيس الأمريكي، جو بايدن، وإداراته، ليؤكد أن هناك حربا طاحنة تدور في الخفاء بواشنطن، بسبب رغبة بعض أجنحة إدارة “بايدن” للتواصل مع ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، بسبب أزمة أسعار النفط التي تسببت فيها الحرب الأوكرانية – الروسية.

وبحسب موقع “أكسيوس” فإن رئيسة أحد أبرز التحالفات العائلية لضحايا 11 سبتمبر، كتبت إلى الرئيس “بايدن”، مثيرة مخاوف بشأن احتمال تجدد التعاون بين الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية.

وأوضح الموقع أن رئيسة منظمة العائلات المتحدة لضحايا الحادي عشر من سبتمبر، تيري سترادا، أرادت في رسالتها لـ”بايدن” أن يفي بتعهده في حملته الانتخابية بجعل المملكة العربية السعودية “منبوذة”، بعد أن ذكر الموقع هذا الأسبوع أن مستشاري الرئيس يناقشون رحلة محتملة لإقناع المملكة بضخ المزيد من النفط.

 

– رسالة لمنع التواصل:

وكتبت “سترادا” في رسالتها قائلة: “نشارك الأمريكيين ألمهم بسب أسعار النفط”، وندرك أن هناك عددًا من القضايا المهمة بين بلدينا، لكن أي حوار يجب أن يشمل سعينا المستمر منذ سنوات لتحقيق العدالة والمساءلة.

وشددت رئيسة منظمة العائلات المتحدة على أنه “لا يمكن لأي إعادة لضبط علاقة أمتنا مع المملكة العربية السعودية أن تنجح بدون مصالحة مناسبة لضحايا هجمات 11 سبتمبر 2001”.

وبحسب الموقع، فإن أثار الضغط لإصلاح العلاقات مع السعوديين غضب التقدميين والنشطاء، فهم يواصلون مطالبة “بايدن” بمحاسبة ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان على مقتل الصحفي في واشنطن بوست جمال خاشقجي.

ولفت الموقع إلى أن رسالة “سترادا”، التي فقدت زوجها في هجمات 11 سبتمبر، تفتح جبهة جديدة في حملة الضغط لوقف أي تحرك نحو توثيق العلاقات مع المملكة العربية السعودية.

ومنظمة العائلات المتحدة، هي الممثلة الرئيسية لحوالي 3000 من أفراد الأسرة الذين فقدوا أحباءهم في الهجمات الإرهابية يوم 11 سبتمبر 2001، وكان 15 سعوديًا من بين الخاطفين التسعة عشرة.

 

– شكوك بالتواطؤ لإخفاء الحقيقة:

كانت عائلات ضحايا هجوم 11 سبتمبر/ أيلول 2001، في الولايات المتحدة تقدموا سبتمبر الماضي، بشكوى لهيئة رقابية تابعة للحكومة؛ للتحقيق في شكوك في أن مكتب التحقيقات الفيدرالي “أتلف أدلة تربط السعودية بالخاطفين”.

تم إرسال الشكوى إلى المفتش العام بوزارة العدل الأمريكية، مايكل هورويتز، وجاء فيها إنه “من المحتمل أن يكون واحد أو أكثر من مسؤولي مكتب التحقيقات الفيدرالي قد تعمد إتلاف الأدلة لتجنب الكشف عنها”.

ووقع على الشكوى حوالي 3500 شخص من عائلات الضحايا وأوائل المستجيبين والناجين، وتضمنت طلبات للتحقيق في تصريحات مكتب التحقيقات الفيدرالي، التي صدرت ردًا على أمر استدعاء من العائلات، بأن الوكالة “فقدت أو ببساطة لم تعد قادرة على العثور على أدلة رئيسية حول الأفراد الذين قدموا دعمًا كبيرًا داخل الولايات المتحدة لخاطفي الطائرات في 11 سبتمبر (أيلول)”.

من جانبه، امتنع مكتب التحقيقات الفيدرالي عن التعليق على الخطاب وفق وكالة “رويترز” للأنباء، التي نقلت الخبر.

وقالت السعودية إنه ليس لها دور في هجمات الطائرات المخطوفة، ولم ترد السفارة السعودية في واشنطن على الفور على طلب للتعليق تقدمت به “رويترز”.

ولطالما سعى أفراد عائلات الضحايا إلى الحصول على وثائق حكومية، بما في ذلك تقارير سرية لإنفاذ القانون والاستخبارات، تتعلق بما إذا كانت المملكة العربية السعودية قد ساعدت أو مولت أيًا من منفذي الهجمات الـ19 المرتبطين بالقاعدة التي منحتها “طالبان” ملاذًا آمنًا في أفغانستان في ذلك الوقت.

 

– رسالة سابقة:

ووجهت عائلات ضحايا هجمات 11 سبتمبر رسالة إلى الرئيس الأمريكي “جو بايدن”، في أغسطس الماضي، تطالبه بعدم المشاركة في إحياء الذكرى العشرين للهجمات؛ إلا بعد الكشف عن الوثائق السرية المرتبطة بالتحقيق فيها ودور المملكة العربية السعودية.

ووقع الرسالة أكثر من 1600 شخص من أقارب ضحايا هجمات 11 سبتمبر، التي وقعت عام 2001 وأسفرت عن مقتل ما يقرب من 3 آلاف أمريكي.

وقالوا في الرسالة إنه “منذ اختتام أعمال لجنة 11 سبتمبر عام 2004، تم الكشف عن الكثير من أدلة التحقيق التي تورط مسؤولين حكوميين سعوديين في دعم الهجمات”.

وعبر إدارات متوالية، سعت وزارة العدل ومكتب التحقيقات الفيدرالي بنشاط للحفاظ على سرية هذه المعلومات ومنع الشعب الأمريكي من معرفة الحقيقة الكاملة عن الهجمات.

وأضافوا أن “بايدن” وعد خلال حملته الانتخابية بالكشف عن الوثائق والمعلومات السرية، وتابعوا: “لكن إذا تراجع الرئيس بايدن عن التزامه وانحاز إلى الحكومة السعودية، فسنكون كذلك مضطرين للوقوف علنًا ضد أي مشاركة من قبل إدارته في أي نصب تذكاري لإحياء ذكرى 11 سبتمبر”.