خاص: أتت محاكمة الأميركي من أصل لبناني، أحمد أبو عمو، المتهم في الولايات المتحدة بالتجسس لصالح ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان، من خلال عمله بشركة “تويتر”، كمفارقة تجسد حالة التناقض الذي تعيشه السياسة الخارجية للولايات المتحدة مع السعودية.

فرغم لقاء القبضة الشهيرة الذي جمع بين “بايدن” و”ابن سلمان” في جدة مؤخرًا، إلا أن توقيت هذه المحاكمة يلقي بظلال حول زيارة “بايدن” ويؤكد أن ما هي إلا مناورة لتفادي خسائر سياسية مدمرة على “بايدن” الذي يكافح لتوفير الوقود لشعبه في ظل الأزمة الروسية – الأوكرانية.

 

– 300 ألف دولار رشوة:

وفي تقرير لها، ذكرت وكالة “بلومبرج” الأمريكية أن مساعد المدعي العام الأمريكي المسؤول عن قضية “أبو عمو”، كولن سامبسون، حاول الاستفادة من الشهود في محاولة لإثبات اتهام الحكومة بأن “أبو عمو”، قد تم تجنيده كـ “عميل، جاسوس” من قبل بدر العساكر، مدير مكتب ولي العهد “ابن سلمان ” وذراعه الأيمن في أعماله القذرة.

وأفادت الوكالة في تقريرها أن “أبو عمو” أثبتت التحقيقات أنه حصل على 300 ألف دولار كرشوة من السعوديين، في مقابل قائمة لمستخدمي “تويتر” أراد “ابن سلمان” أن يتتبعها شخص من الداخل.

 

– عقوبات تصل لـ20 عامًا:

وتلخصت الشهادات في شرح موظفو Twitter السابقون سياسات الخصوصية والوصول إلى البيانات الخاصة بالشركة، والتي كان “أبو عمو” ينتهكها إذ قام، كما يُزعم، بتسليم عناوين البريد الإلكتروني للمستخدمين في المملكة العربية السعودية، وأرقام الهواتف، وعناوين IP، وتواريخ الميلاد.

ويواجه “أبو عمو” العديد من التهم؛ بما في ذلك العمل كعميل أجنبي غير قانوني في الولايات المتحدة وعرقلة سير العدالة، والتي تصل عقوبتها القصوى إلى السجن 20 عامًا، ومن المقرر أن تستغرق المحاكمة قرابة أسبوعين، بحسب “بلومبرج”.

 

– تسريبات أدت لانتهاكات:

وأوضح التقرير أن الولايات المتحدة ومنظمات حقوق الإنسان تقول إن المعلومات التي سرقها “أبو عمو”، والمتآمرون معه المزعومون، في عام 2015، أدت إلى عواقب وخيمة، منها؛ احتجاز منتقدي السعودية في سجون سرية، والصعق بالصدمات الكهربائية، والحرمان من النوم، والضرب، وأشكال أخرى من التعذيب.

كما نقلت الوكالة عن يويل روث، رئيس قسم السلامة والنزاهة في “تويتر”، قوله للمحلفين إن اللغة العربية هي واحدة من أكثر اللغات استخدامًا على المنصة – من قبل مئات الملايين من المستخدمين، مضيفًا أن إتاحتها لدعاة حقوق الإنسان والناشطين أمر بالغ الأهمية في المملكة العربية السعودية لأنها توفر “مساحة قوية” للمعارضة.

 

– صداقة تحولت لعمالة:

كتب “أبو عمو” في تقرير قدمه لمديريه في “تويتر”: “لقد بنيت علاقة قوية مع فريق صاحب السمو الملكي ولي العهد، الأمير سلمان بن عبد العزيز آل سعود”، في إشارة إلى ملك المملكة العربية السعودية ووالد محمد بن سلمان، مضيفًا: “أنا أعمل مع فريق جلالة الملك من أجل إعلان رسمي لتويتر الآن”.

وأوضحت الوكالة أن مديري “تويتر” ذكروا بأن ترويج “أبو عمو” لتويتر بين أفراد العائلة المالكة في المملكة العربية السعودية كان جزءًا من وظيفته في العثور على “أفضل صانعي المحتوى في العالم” و “جعلهم ناجحين” على المنصة الاجتماعية، ولكن تحولت الصداقة إلى عمالة.