خاص: يأتي الرئيس الأمريكي الجديد، جو بايدن، إلى سدة الحكم بالبيت الأبيض في العشرين من يناير/ كانون الثاني القادم، ومعه فيما يبدو شكل جديد للتعامل مع السعودية وولي عهدها الأمير “محمد بن سلمان”!

فـ”بايدن” أعلن منذ بدء حملته الانتخابية عن التزامه بتعهدات اتجاه حقوق الإنسان في المملكة، كما أبدى رأيه في عدد من القضايا الحساسة التي تمس ولي العهد السعودي شخصيًا، مثل قضية “جمال خاشقجي”، والناشطات المعتقلات، وهو ما تسبب في قلق انتاب أوساط الطبقة الحاكمة في السعودية، وعلى رأسها “ابن سلمان” شخصيًا.

لذا قام “ابن سلمان” والمحيطين به بخطوات استباقية للتعامل مع إدارة “بايدن” الجديدة، من خلال عدة خطوات تهدف لامتلاك أدوات للتفاوض مع هذه الإدارة من موقع إن لم نقل قوة، فمن موضع مكافئ أو مساوٍ على الأقل.

امتلاك أوراق ضغط:

عقب انتهاء فعاليات قمة العشرين، فاجأ النظام السعودي المجتمع الدولي، بإحالة قضية الناشطة المعتقلة، لجين الهذلول، وعدد من الناشطات معها لمحكمة الإرهاب، رغم الوعود التي سبقت عقد القمة بالعفو عنهن، وإغلاق ذلك الملف المؤرق بالنسبة للنظام السعودي.

حيث أعلنت المحكمة التي عقدت لـ”الهذلول”، بتحويل أوراقها إلى المحكمة الجزائية المتخصصة (الإرهاب)، لعدم الاختصاص، كذلك عقدت مؤخرًا جلسة محاكمة لـ”لجين” في المحكمة الجزائية، مع مطالبة الادعاء العام بتغليظ العقوبة عليها!

ليس ذلك فقط، خلال الأيام الماضية، قامت محكمة سعودية بإصدار حكم ضد الطبيب السعودي الذي يحمل الجنسية الأمريكية، وليد فتيحي، بالسجن لمدة 6 سنوات، والمنع من السفر لمدة مماثلة، في خطوة تصعيدية ضد الإدارة الأمريكية القادمة.

وقد دفع ذلك الحكم على مواطن أمريكي، بتدخل نواب الكونجرس أولاً بالتنديد بذلك الحكم ورفضه لعدم توافر ضمانات المحاكمة العادلة فيه، كذلك الضغط على الإدارة الأمريكية الحالية، والقادمة؛ من أجل إيجاد حل لتلك القضية.

كل تلك الخطوات بحسب مراقبين تؤكد أن “ابن سلمان” يحاول صنع أوراق ضغط يستطيع من خلالها فتح مجال للتفاوض مع إدارة “بايدن” من موقف قوة ولو قليلاً.

الإنهاء على البدائل:

عَمَدَ “ابن سلمان” إلى نقل الأمير السعودي، أحمد بن عبد العزيز، وابن أخيه ولي العهد السابق، الأمير “محمد بن نايف”، من محبسهما إلى محبس في مكان سري بالصحراء لا يعرفه أحد.

وقد ذكرت مصادر أنه عقب نقلهما إلى ذلك المكان بالصحراء، شعر “ابن نايف” بالتعب والإرهاق وإنهاكه جسديا، وطلب من سجانيه حضور طبيبه الخاص أو نقله بشكل عاجل إلى أحد المستشفيات الطبية بسبب معاناته من تدهور خطير بفعل ما يتعرض له من التنكيل والإهمال الطبي.

ومن المعروف للجميع في المملكة، أن ملف الأمراء المعتقلين داخل المملكة، تحت قيادة ولي العهد شخصيًا، والذى رفض بدوره حضور طبيب “ابن نايف” أو نقله للفحص الطبي في أحد المستشفيات.

ورجحت المصادر أن تكون هذه الخطوات المتتالية متعمدة من قبل ولي العهد – الذى يخشى ابن عمه المعتقل – مع قرب وصول الرئيس الأمريكي جو بايدن إلى رئاسة البيت الأبيض.

الحاكم الشاب للملكة يحاول مواصلة حكمه بالقبضة الحديدية، وإقصاء أبناء عمومته في سبيل الوصول إلى كرسي الملك.

إذًا كل الشواهد تدل الآن على خوف يكتنف “ابن سلمان” من مجيء إدارة “بايدن” لسدة الحكم في الولايات المتحدة، لهذا كانت كل تلك الخطوات محاولة لاستباق الأحداث، وفتح مجال للتفاوض، وإيجاد أوراق للضغط على الإدارة الجديدة، والتي سيكون التعامل معها صعبًا وغير سهل، وهذا ما ستظهره الشهور القليلة القادمة.