خاص: ينتهج ولي العهد السعودي “محمد بن سلمان” سياسية خاصة لا يعرف كثير من المتخصصين والسياسيين لها واجهة محددة، ويصفها البعض الآخر بأنها سياسة “انتقائية مزاجية”، بحسب أهواء “ابن سلمان” الشخصية، بغض النظر عن مصلحة المملكة السياسية أو الاقتصادية.

وأوضح متخصصون أن “ابن سلمان” يضع أهواءه ورغباته فوق مصلحة المملكة، ولو تعارضت معها مصالح المملكة، أعلى من شأن أهوائه، وجعلها هي الحكامة على سياسة المملكة ككل، ومن خلال السطور القلية سنضرب مثالين أحدهما سياسي، والأخر اقتصادي يؤكد تلك النزعة الفردية التي ينتهجها “ابن سلمان” في تعامله مع الأمور السياسية والاقتصادية في المملكة.

 

العلاقات الأمريكية – السعودية أنموذجًا:

شهدت العلاقات الأمريكية السعودية عبر عقود مراحل صعود وهبوط، ولكن بالتأكيد لم تصل إلى الحضيض الذي وصلت له الآن بسبب تصرفات “ابن سلمان”.

فبعد حادثة “خاشقجي”، وخسارة “ترامب” وقدوم “بايدن” للبيت الأبيض، تدهور العلاقات الأمريكية السعودية، وبدلاً من أن يعيد “ابن سلمان” ترميم تلك العلاقة ويعمل على الحفاظ على ما بقي فيها من دفء، انتهج “ابن سلمان” موقف معادي من السياسيات الأمريكية، من ارتماء في أحضان روسيا والصين، ما جعل الولايات المتحدة تنتهج هي الأخرى نهج أكثر تشددًا مع المملكة، ونسى “ابن سلمان” أن للمملكة أصول تصل لتريليونات الدولارات في البنوك الأمريكية منذ السبعينات وحتى الآن.

كان أخر تلك الخطوات المتحفزة ضد أمريكا، ما كشفت عنه صحيفة “الجارديان” البريطانية، أن الرئيس الصيني “شي جين بينج” قد يزور السعودية، الأسبوع المقبل، مشيرة إلى أن المملكة تخطط لتنظيم حفل استقبال له يضاهي الذي أقامته للرئيس الأمريكي السابق “دونالد ترامب” عام 2017.

وذكرت الصحيفة أن الترحيب الذي يتم إعداده للزعيم الصيني يتناقض بشكل صارخ مع الترحيب الذي حظي به الرئيس الأمريكي “جو بايدن” في يوليو/تموز المنصرم، عندما تلقى الأخير استقبالا متواضعا، ما يعكس العلاقات المتوترة بين البلدين والنفور الشخصي بين “بايدن” والزعيم السعودي الفعلي، “محمد بن سلمان”.

ومع ذلك، من المتوقع أن يتلقى “شي” بدلا من ذلك ترحيبا بالأجراس والصفارات يهدف إلى توطيد العلاقات بين بكين والرياض وتعزيز صورة الصين كحليف للمملكة العربية السعودية، مع استمرار العلاقات مع واشنطن في الانجراف.

كذلك ما تناوله تقرير لموقع “الخليج الجديد” حول تجاهل السعودية الجهود الأمريكية لعزل روسيا بسبب الحرب الأوكرانية، حيث قال التقرير إنه “بالرغم من قرار الرئيس الأمريكي “جو بايدن” احتضان ولي العهد السعودي “محمد بن سلمان” من أجل إنقاذ الاقتصادات الأوروبية والأمريكية المتعثرة، فمن غير المرجح أن تتبنى المملكة الخطط السياسية لواشنطن ضد روسيا”.

وأوضح التقرير أن الشراكات النفطية مع روسيا لعبت دورًا مهمًا في مساعدة السعودية على تحقيق هذا المستوى من النمو في الربع الثاني من عام 2022 الذي استوردت فيه السعودية 647 ألف طن من النفط الروسي. وقد ضاعفت السعودية مشترياتها من النفط الروسي الذي رأت فيه فرصة لجني الأرباح بسبب سعره الرخيص نتيجة العقوبات، والذي يؤكد رغبة “ابن سلمان” لرفض التوجه الأمريكي الخاص بعزل روسيا.

كما تأتي الجهود السعودية للانضمام إلى مجموعة “البريكس” التي لا تتحدى الدولار فحسب، بل تحاول إنشاء نظام عالمي بديل لتؤكد تلك الرغبة لدى “ابن سلمان”.

 

زيادة انتاج النفط وأثره على اقتصاد المملكة:

قالت وكالة “رويترز” للأنباء إن انخفاض طرأ على سوق الأسهم السعودية، وسط ضعف أسعار النفط عند أدنى مستوياتها منذ شهر فبراير الماضي.

وذكرت الوكالة الشهير في تقرير لها، إلى أن ارتفاع التضخم وارتفاع أسعار الفائدة أدى إلى إثارة مخاوف من حدوث ركود اقتصادي.

وأشارت إلى أن ذلك قد يؤدي إلى تراجع الطلب على النفط، وخسائر مكاسبة بالغة للسعودية.

فيما قال موقع “أويل برايس” الأمريكي إن حصة روسيا في سوق الهند النفطي تتزايد على حساب حصة المملكة العربية السعودية، رغم شراكتهما في منظمة “أوبك+”.

وذكر الموقع الاقتصادي الشهير في تقرير له أن نفط موسكو يزيح نفط الرياض من الصدارة.

وعلل ذلك بأن روسيا باعت نفطها بسعر أقل من 19 دولاراً للبرميل عن سعر النفط السعودي.

فيما كشفت وكالة “بلومبرغ” الأمريكية إن الهند وروسيا تطعنان المملكة العربية السعودية في مجال النفط، رغم أنهم باتوا حلفاء مؤخرًا ولديهم تعاون كبير.

كذلك ما فعلته السعودية من رفعها لأسعار النفط أمام الأسواق الآسيوية، دفع المشترون الآسيويون بشكل كبير لتوجه نحو شراء النفط الأمريكي الرخيص، مما يزيد من احتمالية انخفاض الطلب على نفط المملكة، وفقاً لوكالة “بلومبرغ”.

وأشارت الوكالة إلى أن المملكة العربية السعودية تدعي الثقة في توقعات الطلب في وقت سابق من هذا الشهر بعد أن رفعت أسعار الخام لآسيا إلى مستوى قياسي، على الرغم من فروق العقود الآجلة والوقت التي تعكس مخاوف من تباطؤ اقتصادي.

وأوضحت الوكالة أن الزيادة في الإنتاج الليبي والانخفاض غير المعهود في الطلب على البنزين في الولايات المتحدة أدت خلال ذروة موسم القيادة إلى وفرة إمدادات حوض المحيط الأطلسي وأثرا على الأسعار. انخفض خام غرب تكساس الوسيط الأسبوع الماضي إلى خصم نادر مقابل خام دبي، وفقًا لبيانات جمعتها بلومبرج. كما تقلص مؤشر الطلب الرئيسي على نفط الشرق الأوسط – علاوة عمان على مقايضات دبي – إلى أصغر فجوة منذ يونيو.