تقرير خاص

يعيش معتقلو الرأي داخل السجون السعودية حالة من الإهمال في الرعاية الإنسانية والصحية، وسط تكتم من السلطات السعودية عن أوضاع السجون السيئة، وانتقادات حقوقية عالمية ولكنها لم ترق للضغط الكافي على النظام السعودي لفتح السجون أمام زيارات حقوقية والاطمئنان على أحوال المعتقلين بالداخل.

ورغم ذلك التكتم  تتسرب عبر أسوار السجون معلومات ترسم لنا صورة لما يحدث بالداخل من انتهاكات وتعذيب وإهمال صحي يودي إلى الوفاة في كثير من الأحوال – كما رصدنا من قبل -، وكذلك شهادات لمعتقلين سابقين وتقارير حقوقية بحدوث انتهاكات جسيمة، في تنفيذ لسياسة “الموت البطيء” التي يتبعها النظام مع معتقلي الرأي.

1- الداعية البارز “سلمان العودة”:

في سبتمبر 2018؛ كشف نجله الأكاديمي السعودي بجماعة “جورجتاون” الأمريكية، عبدالله، عن تدهور وضع والده الصحي وظروف اعتقاله، موضحًا أن مشكلة ارتفاع الضغط عادت له بعد نقله للرياض، وإنه “في ظروف سيئة جدًا”، مؤكدًا أنه رغم حالته الصحية المتدهورة فإن السلطات وضعته بزنزانة مخيفة صغيرة جداً (متر في متر) ليس فيها حتى دورة مياه، وبعدها نقلوه للانفرادي واستمرّوا في التجاهل الصحّي، مما أدّى لارتفاع ضغط الدم مرّة أخرى.

2- الداعية “خالد الراشد”:

في أغسطس 2008؛ تم الكشف عن تدهور الحالة الصحية للداعية المعتقل منذ عام 2005 “خالد الراشد”؛ حيث تعرض الداعية السعودي للتعذيب الجسدي من قِبل السلطات، خلال السنة الأولى من سجنه، حسبما ذكرت مصادر حقوقية آنذاك.

3- الداعية الشيخ “عوض القرني”:

في مارس 2019؛ أكدت مصادر حقوقية سعودية أنباء عن تدهور الحالة الصحية لداعية المعتقل “عوض القرني”، وأنه تم نقله لمستشفى السجن منتصف 2018 نتيجة للإهمال الطبي الذي تعرض له، والضغوط النفسية الكبيرة في السجن، لا سيّما بعد محاكمته ومطالبة النيابة العامة بإعدامه، وحتى الآن فحالته دون المتوسطة نتيجة للتأجيلات المستمرة في محاكمته بدون سبب.

4- المفكر الإسلامي “سفر الحوالي”:

في أغسطس 2018؛ وعقب اعتقاله مع أبنائه الأربعة وشقيقه، حملت أسرة “الحوالي” السلطات السعودية  المسؤولية الكاملة عن حياته الذي اعتقل رغم مرضه الشديد، حيث يعاني من جلطة دماغية وكسر في الحوض وفشل كلوي.

ولفت مصدر مقرب للعائلة إلى أن “الحوالي” نُقل بإخلاء طبي إلى الرياض ولا يزال موجودًا فيها، في حين أن أبناءه نقلوا إلى سجن في مدينة جدة، كما انتشرت في الآونة الأخيرة أنباء عن وفاته وهو ما تم نفيه ولكن التدهور الصحي له لا يزال مستمرًا وسط استمرار في اعتقاله وتعنت في الإفراج عنه.

5- الشيخ “موسى القرني”:

الشيخ “موسى القرني” في خطر التعرض للوفاة في أية لحظة بسبب الحال التي أوصلته إليها انتهاكات السلطات السعودية منذ اعتقاله تعسفيًا في فبراير 2007، والتي كان آخرها إدخاله مستشفى الأمراض العقلية”.

وكان “القرني” قد تعرض للإصابة بجلطة في الدماغ، تسببت بفقدان عقله، وذلك نتيجة الإهمال الصحي داخل السجن، وأوضح حساب “معتقلي الرأي” أن “القرني” كان قد تهجّم عدة مرّات بشكل غير مبرّر على السجين الموجود معه بنفس الزنزانة، فتمّ نقله للعزل الانفرادي، وبعد تكرار تصرفه بشكل غريب تبيّن أن السبب هو جلطة دماغية، ومع الإهمال الطبي بالسجن تم نقله لمستشفى للأمراض العقلية.

6- الإعلامي “علي العمري”:

في يوليو 2019؛ تم الكشف عن تعذيب جديد تم بحق الإعلامي المعتقل “علي العمري”، داخل سجن تابع للديوان الملكي السعودي، وكانت صحة “العمري” قد تدهورت بشكل كبير إثر ما تعرض له من تعذيب جسدي وحشي مؤخرًا، وقد تأكدت إصابته بمشاكل شديدة في الكلى تثير المخاوف من تعرضه لفشل كلوي حاد.

وأضاف أنه تم نقل الداعية السعودية فور الانتهاء من تعذيبه من السجن الخاص التابع للديوان الملكي إلى زنزانة في سجن الحاير حيث لا يزال هناك حاليًا، كما أن تم التأكد من حبسه في زنزانة انفرادية منذ اعتقاله وحتى الآن.

7- الداعية “عبدالعزيز الطريفي”:

في أكتوبر 2019؛ كشفت مصادر عن قيام السلطات السعودية بنقل الداعية المعتقل”عبدالعزيز الطريفي” إلى المستشفى عقب التدهور الصحي الشديد الذي ألم به، بحيث لم يعد من الممكن إبقاؤه في ظروف الاحتجاز داخل الزنازين.

وأوضح حساب “معتقلي الرأي” أن “التدهور الصحي الذي يعاني منه الشيخ عبدالعزيز الطريفي ليس جديداً، وإنما ما استجد هو زيادة سوء وضعه الصحي بشكل خطير”.

8- الناشطة المعتقلة “نوف عبد العزيز”:

أعلن في مارس 2019؛ عن التدهور الشديد في الحالة الصحية للناشطة المعتقلة داخل سجون النظام السعودي، نوف عبد العزيز، وأوضح “معتقلي الرأي” أن هذا التدهور ناتج عما “تعرضت له من تعذيب جسدي وحشي”، مضيفًا أنها “خضعت لعملية جراحية قبل فترة قليلة، ولا تزال تعاني من آثار تلك العملية نتيجة منع جميع أنواع الأدوية المسكنة عنها”.

كما وثقت منظمة “القسط” لحقوق الإنسان السعودية في تدوينة بحسابها على “تويتر”، تعرض “نوف” “للتعذيب الشديد، ..وضربت بـ”العقال” حتى سقطت على الأرض، وتعرضت لأنواع تعذيب أخرى”.

ولفتت المنظمة في تدوينتها إلى أنه من غير المعلوم إذا ما كانت “نوف” “قد حضرت الجلسة الفائتة أو لا، ولكن المصادر تؤكد أنها تمر بظروف صحية صعبة”.

وطالبت المنظمة “السلطات السعودية الإفراج الفوري عن نوف عبد العزيز، وتوضيح ما إذا كانت العملية التي أجريت لها بسبب التعذيب أو أنها تغذية قسرية، وعليها التحقيق في التعذيب ومعاقبة المتسببين”.

9- المواطنة “عايدة الغامدي”:

في أبريل 2018، تم الكشف عن تدهور الحالة الصحية لوالدة الناشط السعودي المعارض بالخارج “علدالله الغامدي” والتي تم اعتقالها في سبتمبر 2017 للضغط على ابنها بالخارج لتسليم نفسه.

تعاني “عايدة” من العديد من الأمراض المزمنة، ولا يعرف ذويها أي شيء عن حالتها الصحية، كما أنّ السلطات لا تزال تحرمها من حق توكيل محام يتابع ملف قضيتها.

كما كشفت منظمة “القسط” عن تعرضها للتعذيب كالحرمان من الخدمات الصحية الضرورية، والحبس الانفرادي، والحرمان من محاكمة عادلة ومستقلة وعلنية، كما تعرضت للضرب الشديد أمام ابنها عادل الذي تعرض للضرب هو الآخر، والجلد بالعقال، ويظهر على جسم عايدة الغامدي آثار حروق وأعقاب سجائر.

10- المعتقل “جميل الفاسي”:

وهو من وجهاء جدة اعتقلته السلطات السعودية منذ أكثر من عام ونصف دون توجيه أي اتهامات له حتى الآن، بسبب التضييق عليه، ومنع الأدويةعنه، بأوامر من “ابن سلمان”.

وأكد حساب “مجتهد” في مايو 2019، أن “الفارسي” يعاني تدهورًا في حالته الصحية والنفسية، بعد أن وجه “ابن سلمان” بمزيد من التضييق عليه والمبالغة في أذيته، موضحًا أنه “لم يتضح تحديدًا سبب المبالغة في التضييق عليه وحرمانه من العناية الصحية وإيقاف صرف العلاج والأدوية له والإصرار على كسر إرادته”.

وتابع “مجتهد” بقوله: “يعتقد أنه لم يستجب لطلبات التراجع عن مواقفه في قضايا اقتصادية وحقوقية وربما سياسية كثيرة وأهمها موقفه من بيع أرامكو”.

11- الضابط المعتقل “زايد البناوي”:

في مارس 2019؛ كشف حساب “معتقلي الرأي” تعرض الضابط المتقاعد زايد البناوي للإهمال الطبي من قبل إدارة السجن رغم إصابته بمرض السرطان، مما تسبب في تدهور حالته الصحية.

وقال الحساب في تدوينة له: “تأكد لنا أن الضابط المتقاعد زايد البناوي لايزال بحال صحية سيئة ويعاني من الإهمال الطبي في تقديم الأدوية اللازمة له”، مضيفًا بأن المعتقل “ساءت إصابته بالسرطان خلال فترة اعتقاله التعسفي منذ 24/10/2017”.

12- المعتقل “محمد آل عبدالعال”:

في أبريل 2019، تك الكشف عن تدهور الحالة الصحية للمعتقل داخل سجون النظام السعودي، محمد آل عبد العال، إثر الانتهاكات النفسية والجسدية الفظيعة التي تعرض لها داخل المعتقل، وأكدت مصادر أن المعتقل “عبد العال” يُعاني من أمراض نفسية جراء اعتقاله التعسفي، وهناك خطر وشيك على حياته.

وأشارت المصادر إلى أن “عبد العال” حاول الانتحار عدة مراتٍ، وذلك بسبب تعرضه لانتهاكاتٍ نفسية وجسدية فظيعة، ولجلسات تحقيق قاسية استمرت لساعات طويلة.

13- الإصلاحي الدكتور “إبراهيم المديميغ”:

أفرجت عنه السلطات السعودية في ديسمبر 2018، بعد التدهور الشديد في حالته الصحية، بعد عدة شهور من اعتقاله.

14- المعتقل “الدكتور مصطفى الحسن”:

تدهورت صحته بشكل خطير، بعد إصابته أثناء اعتقاله بمرض السرطان، ما أجبر السلطات على الإفراج عنه في آذار / مارس 2018 بعد نصف سنة من الاعتقال.

ولا تزال القائمة تطول، فهذا ما استطعنا الوصول إليه حسب المتوفر من المعلومات، وما خفي كان أعظم فكل يوم يقضيه المعتقل داخل أسوار الظلم تقلل من صحته وقدرته على المقاومة وفرصة نجاته من هذا الوضع اللعين..