خاص: يستعد صهر الرئيس الأمريكي السابق، دونالد ترامب، وكبير مستشاريه، جاريد كوشنر، لإصدار كتاب له بعنوان “Breaking History: A White House Memoir”، في 23 أغسطس/ آب الجاري.

ومن خلال الكتاب، يتناول “كوشنر” خبايا البيت الأبيض، وما جرى خلف الأبواب المغلقة خلال رئاسة “ترامب” للولايات المتحدة، وما جرى من نزاعات داخل المكتب البيضاوي، وممرات الأمم المتحدة، والاجتماعات المتوترة والمفاوضات بالغة الحساسية، وغيرها من التسريبات اليومية والتحقيق وصراع الجناح الغربي في البيت الأبيض.

ولكتابة هذا الكتاب، قال “كوشنر” إنه التحق بدورة دراسية عبر الإنترنت يقدمها كاتب روايات الإثارة الأمريكي، جيمس بيترسن، ونتيجة هذه الدراسة وفقاً لصحيفة “غارديان” البريطانية في 8 يونيو (حزيران) الماضي تمكن من كتابة سيرة حياته على مدى السنوات الأربع التي قضاها في البيت الأبيض، في حين كان “ترامب” يصر على أنه سيقضي ولاية ثانية في الحكم، كان صهره يدون الولاية الأولى، والذي فيما يبدو سيظهر المزيد من الفضائح التي قد تعصف بأي مستقبل سياسي لـ”كوشنر” في أروقة واشنطن.

 

– لماذا التقارب مع “ابن سلمان”؟

وتطرق الكتاب بالطبع إلى العلاقة الخاصة بين “كوشنر” و”ابن سلمان”، وتأثيرات تلك العلاقة على العلاقات السعودية – الأمريكية، أثناء ولاية “ترامب”، وما بعدها.

تضمنت المقتطفات التي تم إصدارها حتى الآن من الكتاب، محاولة لكسب التعاطف مع اعتلال الصحة، حيث ذكرت صحيفة “نيويورك تايمز” أن “كوشنر” قال إنه تم تشخيصه وعلاجه من سرطان الغدة الدرقية في عام 2019 لكنه أبقى الأمر سرًا، كذلك الاستحسان لجهوده في الشرق الأوسط، موضحًا أنه نظرًا لأن محمد بن سلمان كان ضروريًا لاتفاقات إبراهام للسلام، فقد نظر إلى الأمير السعودي على أنه مصلح أكثر من كونه قاتلًا!

وقال “كوشنر” في أحد مقتطفات الكتاب المسربة: “بينما كان هذا الوضع – مقتل خاشقجي – فظيعًا، لم أستطع تجاهل حقيقة أن الإصلاحات التي كان محمد بن سلمان ينفذها كان لها تأثير إيجابي على ملايين الأشخاص في المملكة – وخاصة النساء –”.

وتابع مستشار الرئيس الأمريكي السابق وصهره: “كانت كل هذه الإصلاحات من الأولويات الرئيسية للولايات المتحدة، حيث أدت إلى مزيد من التقدم في مكافحة التطرف وتعزيز الفرص الاقتصادية والاستقرار في جميع أنحاء المنطقة التي مزقتها الحرب، وكانت المملكة تستعد للبناء على هذا التقدم التاريخي، وأعتقد أنه سيكون كذلك”.

وفي تقرير لصحيفة “وول ستريت جورنال” الأمريكية حول الكتاب، قالت فيه إن وزير الخارجية، ريكس تيلرسون، كان غاضبًا من تدخل “كوشنر” في الشرق الأوسط، وتعاملاته الخاصة مع محمد بن سلمان؛ لأنه كان يعتقد أن ذلك أمر خطير. وأن العديد من العاملين في الخارجية الأمريكية كانوا يرون أن “كوشنر” لم يكن أكثر من مجرد شخص طموح أدار السياسة الخارجية الأمريكية لمصلحته الشخصية، وأحيانًا على حساب أمان المواطن الأمريكي نفسه.

وعلق “تيلرسون” على ما جاء في الكتاب حول العلاقة مع “ابن سلمان”: “إنك تضيء عود ثقاب في غابة جافة، والشرق الأوسط بأكمله يحترق”، مضيفًا: “قد تذهب أيضًا إلى مجلس الشيوخ للتأكيد لأنك ستتسبب في حرب، ولن أكون الشخص الذي سيتم إلقاء اللوم عليه”.

 

– كيف بدأت العلاقة؟

وذكرت “وول ستريت” أنه خلال الأشهر الأولى من إدارة “ترامب”، أجرى جاريد كوشنر مكالمة عاجلة مع محمد بن سلمان – الذي كان آنذاك نائب ولي العهد السعودي؛ طالبًا المساعدة لضمان نجاح أول رحلة خارجية للرئيس إلى المملكة. كان كوشنر، أحد كبار مستشاري البيت الأبيض، الوحيد الذي حثّ صهره الرئيس دونالد ترامب على الزيارة.

وحسب التفاصيل التي نقلتها الصحيفة قال “كوشنر” للأمير “محمد”: “الجميع هنا يخبرني أنني أحمق لأنني أثق بك. فهم يقولون إن الرحلة فكرة مروعة، وأنني إذا ما بلغت المملكة العربية السعودية، حيث تنتشر الرمال والجمال، سأكون ميتًا لا محالة”.

وضحك الأمير “محمد” وأكد لـ”كوشنر” أن الرحلة سيكون لها فوائد كبيرة لـ”ترامب” والولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية على حد سواء. استقبل الأمير “محمد” والحكام السعوديين “ترامب” بحفاوة في أيار/ مايو 2017، في زيارة انتهت برقصة السيف وصفقة أسلحة بقيمة 350 مليار دولار وأعلى ميدالية مدنية في البلاد لتعزيز العلاقات بين البلدين.

تقدم المكالمة المفصلة في مذكرات جاريد كوشنر لمحة نادرة عن العلاقة غير العادية بين الرجلين التي تطورت من تحالف سياسي ودي إلى شراكة تجارية عميقة في فترة ما بعد البيت الأبيض، ما جذب انتباه محققي الكونغرس.

 

تدقيق في العلاقات المالية:

قالت النائب الديمقراطية عن نيويورك، كارولين مالوني، التي تترأس لجنة الرقابة في مجلس النواب، إن العلاقات المالية بين “كوشنر” والأمير “محمد” تستدعي تمحيصًا دقيقًا.

وذكرت في بيان لها: “يستحق الشعب الأمريكي إجابات عما إذا كان مسؤول كبير في البيت الأبيض قد استغل منصبه لتحقيق مكاسب شخصية، وما إذا كان الوعد بتحقيق تعويض في المستقبل عن الإجراءات الرسمية قد أثر على السياسة الخارجية للولايات المتحدة في عهد الرئيس السابق ترامب”.

وكانت النائب الأمريكية، رئيسة لجنة الرقابة والإصلاح التابعة للكونغرس، كارولين مالوني، أعلنت فتح تحقيق فعلاً في صفقة استثمرت فيها الحكومة السعودية 2 مليار دولار في شركة لصهر الرئيس الأمريكي السابق، دونالد ترامب، “جاريد كوشنر”.

وصرحت الرئيسة أن اللجنة تحقق أيضًا فيما إذا كانت المصالح المالية الشخصية لكوشنر قد أثرت بشكل غير صحيح على السياسة الخارجية للولايات المتحدة الأمريكية في الشرق الأوسط في ظل إدارة ترامب.

وتابع البيان: “يقود صندوق الاستثمارات العامة ولي العهد، الذي طور معه كوشنر علاقة وثيقة للغاية عندما كان مستشارًا رفيعا للرئيس السابق ترامب”.

وقالت الرئيسة: “سيبلغ هذا التحقيق اللجنة حول ما إذا كان ينبغي تعزيز قوانين الأخلاقيات الفيدرالية لمنع كبار المسؤولين الحكوميين من الاستفادة من منصبهم داخل الحكومة الفيدرالية لجني مكاسب مالية غير متوقعة قبل أو أثناء أو بعد الوظيفة الحكومية”.