MBS metoo

تقرير خاص.. لماذا يهدد “كورونا” معتقلي الرأي بالسعودية؟!

تقرير خاص:

في كل يوم تصدر وزارة الصحة السعودية بيانًا جديدًا تؤكد فيه وقوع إصابات جديدة بين مواطني المملكة والمقيمين فيها بفيروس “كورونا”، وتتسع رقعة الإصابة به يوميًا بل في كل ساعة إذا أردنا أن نكون أكثر دقة في التعبير.

من أجل ذلك نشطت عبر مواقع ومنظمات حقوقية سعودية ودولية دعوات للضغط على السلطات السعودية للإفراج عن معتقلي الرأي داخل سجونها، في خطوة ستساهم في تحسين صورة النظام السعودي حقوقيًا بالخارج، وسط تجاهل متوقع من قبل السلطات لكل تلك الدعوات.

ودعت تلك الحملات إلى الإفراج عن الناشطين والناشطات والدعاة والعلماء المعتقلين وذلك لأنهم من أوائل الفئات المعرضة للإصابة بذلك الفيروس، وهنا نستعرض أهم النقاط حول لماذا يشكل “كورونا” خطر على المعتقلين داخل السجون السعودية.

– ما هو فيروس كورونا؟

بداية فيروسات كورونا هي مجموعة كبيرة من الفيروسات التي يمكن أن تصيب الحيوانات والبشر على حد سواء، حيث تسبب أمراض الجهاز التنفسي، سواء التي تكون خفيفة مثل نزلات البرد أو شديدة مثل الالتهاب الرئوي.

وقد نتذكر مرض سارس (المتلازمة التنفسية الحادة الوخيمة) الذي انتشر في الفترة بين 2002-2003، والذي كان مثالاً على فيروس كورونا الذي انتقل من الحيوانات إلى البشر. وقد ظهرت في الشرق الأوسط في عام 2012 سلالة أخرى بارزة أحدث من فيروس كورونا تسمى MERS (متلازمة الشرق الأوسط التنفسية)، ويقول العلماء إنها انتقلت في البداية من جمل إلى إنسان.

وينتشر فيروس كورونا بين الناس عادةً من خلال السعال والعطس أو ملامسة شخص لشخص مصاب أو لمس سطح مصاب ثم الفم أو الأنف أو العينين.

وللحماية من العدوى، توصي مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC) باتباع ممارسات النظافة الشخصية الأساسية، مثل غسل اليدين بشكل متكرر، وشرب السوائل بكثرة، وتغطية الأنف والفم بمنديل أو بكوعك عند السعال، والبقاء في المنزل إذا كنت تشعر بالمرض.

كورونا في السعودية:

وصل عدد إجمالي المصابين بالسعودية حتى الخميس الموافق 19 مارس 2020 وفقًا لتصريحات المتحدث باسم وزارة الصحة السعودية “محمد العبد العالي”، 238 حالة.

وأوضح “العالي” أن أغلب حالات الإصابة جاءت من الخارج، مشيرًا  إلى “ازدياد ملحوظ في حالات التعافي من كورونا”، مؤكداً ارتفاع حالات التعافي من الفيروس في السعودية إلى 8.

وشدد المتحدث على ضرورة التزام المواطنين والمقيمين بتعليمات الوزارة للوقاية من الإصابة بالفيروس، ونصح المواطنين والمقيمين بالبقاء في المنازل ضمن الإجراءات الاحترازية لوقف تفشي فيروس كورونا، مضيفاً: “يجب غسل اليدين وتجنب المصافحة والبعد عن التجمعات”.

من ناحية أخرى أعلنت هيئة كبار العلماء تعليق صلوات الجماعة عدا الحرمين الشريفين، لتعود يوم الخميس الموافق 10 مارس وتعلن إغلاق المسجد النبوي، وكذلك علقت الحكومة السعودية تأشيرات العمرة من كافة دول العالم.

من جانبها اتخذت الحكومة إجراءات عدة لمنع انتشار المرض منها تعطيل الدارسة بالمدارس والجامعات، وأيضًا تعطيل العمل بالمؤسسات والدواوين الرسمية عدا الحيوية منها حتى نهاية مارس، كما أوصت خلال هذا الأسبوع بتقليل نسبة العاملين داخل المؤسسات الخاصة والاعتماد على العمل من خلال المنزل.

أما بالنسبة لمعتقلي الرأي فقد اتخذت السلطات السعودية قرارًا بمنع الزيارات العائلية عنهم، ومنع إدخال أي مواد أو أدوية من خارج السجن مما تسبب في وقوع ضرر كبير على معتقلي الرأي وذويهم.

خطر كورونا على معتقلي الرأي:

كما قلنا سابقًا إن هذا الفيروس سريع العدوى، وينتقل بالتلامس، ومن المعروف أن الأماكن المكتظة تعد من أهم البؤر التي ينشط فيها الفيروس وتتعدد فيها الإصابات.

1- اكتظاظ الزنازين وعدم توافر بيئة صحية:

وثقت عدة تقارير حقوقية محلية سعودية وأخرى دولية حالة الاكتظاظ الموجودة داخل زنازين الحبس والسجون في كافة أرجاء المملكة، مما يخلق بيئة غير صحية تعمل على انتشار الفيروس وسط المعتقلين، وطالبت منظمة “القسط” في تقرير لها السلطات السعودية بإعادة توزيع المعتقلين داخل الزنازين لتخفيف العدد منعًا لانتشار العدوى بكورونا وغيرها من الأمراض المعدية.

كما تتعمد السلطات السعودية عدم نظافة الزنازين التي يقبع فيها معتقلو الرأي، حيث تنتشر الأوساخ والحشرات وهي بيئة خصبة لانتشار الأمراض والأوبئة.

وكذلك يجب على السلطات السعودية توفير الأماكن الصحية جيدة التهوية، وتعرض المعتقلين لأشعة الشمس لفترات طويلة (فترات التريض خارج الزنازين) وذلك منعًا لانتشار العدوى بينهم.

2- المعتقلون والسجناء الجنائيين:

من المعروف للجميع أن السلطات السعودية تتعمد وضع السجناء الجنائيين برفقة معتقلي الرأي في زنازين واحدة، من أجل إذلالهم، ولكي يكون هناك نوع من أنواع المراقبة المستمرة عليهم، فهم في النهاية أعين لإدارة السجن على المعتقلين.

والبعض من هؤلاء الجنائيين قد يكون مدمنا للمخدرات أو لديه أمراض قد تكون معدية، أو قد تسهل إصابته بفيروس “كورونا” مما يعرض المعتقلين للخطر الصحي.

ولهذا دعت منظمات حقوقية للفصل بين معتقلي الرأي والسجناء الجنائيين منعًا لانتشارا العدوى، مع ضرورة الاهتمام بالحالة الصحية لهؤلاء السجناء، والارتقاء بالمستوى الصحي داخل السجون السعودية بشكل عام.

3- الإهمال الصحي والمعتقلون كبار السن:

بالطبع كحال باقي المعتقلين في عالمنا العربي، يقبع معتقلو الرأي بالمملكة في أسوء وضع صحي عالمي، حيث نسبة كبيرة منهم من كبار السن الذين يعانون أساسًا من أمراض مزمنة قد تكون سببًا لإصابتهم بفيروس كورونا.

كما أن حالة الإهمال الطبي المتعمد من قبل السلطات والتي وصلت لحد منع الأدوية عن كثير من المعتقلين قد تودي بحياة هؤلاء المعتقلين من غير كورونا، فكيف بانتشار ذلك الفيروس سريع الانتقال والعدوى!!

المطلوب من السلطات السعودية تجاه المعتقلين والسجناء لديها:

بالطبع ندعو كما دعت كثير من الجهات الحقوقية السلطات السعودية للإفراج الفوري عن معتقلي الرأي لديها، ولكن هناك عدة خطوات مهمة لابد من الضغط دوليًا على النظام السعودي لاتخاذها من أجل حماية المعتقلين والسجناء بشكل عام داخل السجون.

فقد طالبت منظمة “القسط” لحقوق الإنسان السعودية في تقرير لها السلطات السعودية باتخاذ عدة خطوات مهمة لمنع انتشار فيروس “كورونا” وسط المعتقلين ومنها:

أولاً: يجب توفير عيادة بتجهيزات جيدة في السجون، وبحضور ممرض/ة وطبيب/ة لتقديم الرعاية الصحية المباشرة حسب الحاجة.

ثانيًا: (الفحص الجسدي) حالَ وصول السجين، يجب فحصه للكشف عن الأمراض المعدية وإجراء تقييم جسدي ونفسية شامل، حيث يجب الحرص على الكشف عن المساجين الذين يحملون أمراضًا معدية مثل الأمراض التي تنتقل عن طريق الاتصال الجنسي، وفيروس نقص المناعة البشرية/الإيدز، والتهاب الكبد الوبائي “سي” و”بي”، والدرن، والجرب.

ثالثًا: يجب إيلاء اهتمامٍ خاص بالمساجين الذين يعانون من الأمراض المزمنة مثل مرض الانسداد الرئوي المزمن، والربو، والضغط، والصرع، والأمراض القلبية الإقفارية، و أمراض المناعة الذاتية… إلخ.

رابعًا: يجب إيلاء اهتمام خاص بمكان احتجاز المساجين الذين يعانون من الأمراض النفسية ويحتاجون لمراقبة مستمرة، وذلك لحماية المساجين وضمان بيئة آمنة وصحية في المنشأة

خامسًا: يجب إيلاء اهتمام خاص للسجينات، وتقديم فحوصات سرطان عنق الرحم وتلبية حاجات النساء الحوامل.

سادسًا: يجب توفير اللقاحات والعناية الصحية حسب الحاجة.

سابعًا: يجب أن يقدّم الطبيب الفاحص توصيات لإدارة السجن بشأن اختيار أماكن احتجاز السجين وحاجته من الرعاية الصحية، مثل الأدوية أو الحاجة لنظام غذائي خاص.

ثامنًا: يجب توفير نشرة توعوية لكل المساجين تحتوي معلوماتٍ حول حقوقهم في الرعاية الصحية، ترشدهم بالخدمات والمرافق الصحة الجسدية والنفسية المتوفرة، وكيفية الحصول على هذه الخدمات.

Exit mobile version