خاص: بدأت الخميس الماضي، أحداث فعاليات الدورة الثانية من مهرجان البحر الأحمر السينمائي، الذي يعد المهرجان السينمائي الأول الذي يعقد على أرض المملكة العربية السعودية، في إطار حملة التحديث والتغريب التي يقوم بها ولي العهد، محمد بن سلمان.

وافتتح المهرجان بعرض فيلم “ما علاقة الحب بذلك؟”؛ الذي تدور قصته حول المواعدات الفاشلة عبر الإنترنت! كما تشهد تلك الدورة حالة استثنائية من الرقابة أو كما وصفها محمد التركي، منتج الأفلام والرئيس التنفيذي للمهرجان، صفر رقابة.

 

– أفلام تروج للمثلية:

يشارك بالمهرجان الفيلم المغربي “القفطان الأزرق”، والذي وتدور أحداثه حول قصة خياط مغربي مثلي الجنس يتكتم على حياته الجنسية لمدة 25 سنة قبل أن يجبر على مواجهة حياته الجنسية عندما ينضم تلميذ ذكر إلى محله للتدرب على المهنة.

ونسب موقع المهرجان الفضل إلى المخرجة، مريم توزاني؛ لتغطية “موضوع معقد بحساسية وشجاعة”! مشيرًا إلى أن “الطريق لمجتمع تزدهر فيه التقاليد والتسامح معا”!

من ناحيته، قال مدير البرمجة الدولية في المهرجان، كليم أفتاب، إنه لا توجد قيود حكومية مفروضة على الأفلام التي يمكن اختيارها!

وفي حديثه إلى مجلة “سكرين إنترناشيونال”، قال أفتاب “إن النظر إلى المملكة العربية السعودية ككل واحد هو خطأ فادح – سيكون مثلي أن أقول إن كل شخص في إنكلترا هو بريطاني الأصل من ذوي البشرة البيضاء”.

وتابع: “انظر إلى أميركا اليوم، حيث تم قلب قضية رو ضد وايد. يمكن للأمور أن تعود إلى الوراء وإلى الأمام. كل مجتمع به عيوب”.

 

– السجادة الحمراء لنجوم شاركوا في نشر المثلية:

كذلك وضع مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي في جدة، السجادة الحمراء لمجموعة من الممثلين والمخرجين المشهورين بدعم المثلية الجنسية على الرغم من إقامته في بلد يتم فيه تجريم هذا المحظور الديني.

وكان من بين هؤلاء الممثلة والراقصة الإسبانية، ماريا بيدراز، والتي عرفت بشخصية “مارينا” في مسلسل “النخبة”، من إنتاج نتفليكس؛ وهو مسلسل يروج للمثلية الجنسية.

أيضًا من بين المشاركين، المخرج لوكا جوادانيينو، الذي أخرج فيلم “Call Me By Your Name” الحائز على جائزة الأوسكار، وهو فيلم يحكي قصة حب لشخصين مثليي الجنس من المؤكد أنها لن تتجاوز الرقابة السعودية.

وأثار ظهور هؤلاء النجوم الداعين للمثلية غضب العديد من السعوديين، الذين استنكروا تواجد تلك الشخصيات الداعمة للمثلية الجنسية وتروج له على أرض الله الحرام ومهبط الوحي.

وهاجم العديد من النشطاء النظام السعودي ورأسه محمد بن سلمان، الذي حول الأراضي المقدسة لمرتع باتت تقصده نجمات السينما والراقصات والمغنيات، تحت رعاية تركي آل الشيخ، رئيس هيئة الترفيه السعودية.

 

– وسيلة لتبييض صورة النظام:

كما ذكرت صحيفة “الجارديان” البريطانية، إن تعهد منظمي مهرجان البحر الأحمر السينمائي في السعودية بخلوه من أي شكل من أشكال الرقابة على الأفلام المشاركة، حتى ولو احتوت على مشاهد للمثلية المجرمة في المملكة، لم تنقذه أو زعماء الدولة الخليجية من الانتقادات.

وذكرت الصحيفة أن إطلاق النسخة الثانية من المهرجان الذي بدأ لأول مرة في عام 2021، تزامن مع توجيه انتقادات للحكومة السعودية باستخدام الثقافة لتبييض سجلها السيئ في مجال حقوق الإنسان.

وأشارت الصحيفة إلى أنه على الرغم من الإصلاحات التي طالت القوانين الاجتماعية في المملكة بما في ذلك السماح للمرأة بقيادة السيارة، لكن ولي العهد والحاكم الفعلي، محمد بن سلمان، أشرف على زيادة الإعدامات وسحق المعارضة السياسية.

كما تمت إدانته على نطاق واسع لتوجيهه تدخل السعودية في الحرب الأهلية في اليمن، ووفقًا للمخابرات الأمريكية، من المرجح أنه أمر بقتل الصحفي “جمال خاشقجي”.

وفي هذا السياق، اتهم “مايكل بيج”، نائب مدير قسم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في منظمة “هيومن رايتس ووتش”، السلطات السعودية باستخدام “المهرجانات كأداة لغسيل السمعة، بنفس الطريقة التي استخدموا بها الأحداث الرياضية والمشاهير السابقة لمحاولة تبييض صورتهم المروعة”.

 

وبذلك بات مهرجان البحر الأحمر السينمائي بجدة في المملكة العربية السعودية، يروج لولي عهد سفك الكثير من الدماء، وكذلك للمثلية التي يعمل الغرب على تطبيع وجودها في المجتمعات الشرقية، في مثال صارخ للازدواجية التي يعيشها الغرب في التعامل مع القيم، فقد قبل بوجود شخص كـ”ابن سلمان” بانتهاكاته الحقوقية الفجة؛ مقابل الترويج للمثلية في أرض الحرمين ومهبط الوحي، في سقطة أخلاقية جديدة تضاف لسجل سقطات الغرب الأخلاقية.