تقرير خاص

جاء كشف مصادر سعودية عن إحصائيات مالية تتعلق بفشل “موسم الرياض” اقتصاديًا، كتأكيد على مسلسل إهدار المال العام الذي تنتهجه “الهيئة العامة للترفيه” بالسعودية.

فمنذ أن بدأت الهيئة فعالياتها تحت قيادة “راعي الفعاليات والمواسم المهلكة”، “تركي آل الشيخ”، وهناك حالة من الانفلات ليس الأخلاقي فقط، ولكن المالي، فتلك الحفلات التي تتكلف مئات الملايين، لم تتعد إيرادتها 4% فقط من قيمة تكاليفها، في الوقت الذي يتم فيه رفع الكثير من السلع الأساسية من أجل سد عجز الموازنة!

بداية غير مبشرة:

أنشئت الهيئة في 30 رجب 1437 هـ الموافق 7 مايو 2016، ومهمتها كانت تنحصر في العناية بكل ما يتعلق بنشاط الترفيه، وكان أول رئيس لها هو “أحمد بن عقيل الخطيب”،  الذي أعفي من منصبه في 18 يونيو 2018.وفي 20 ربيع الآخر 1440 هـ، ليعين بدلاً منه “تركي بن عبد المحسن آل الشيخ” رئيسًا للهيئة.

ويعد مجيء “تركي” إلى رئاسة الهيئة هي الانطلاقة الفعلية للهيئة، فقد تعددت نشاطاتها التي رأى كثير من السعوديين أنها لا تناسب طبيعة المجتمع السعودي القبلي، وبالطبع هذا التعدد والتنوع يحتاج إلى أموال تضخ من أجل تقديم خدمة جيدة تعمل على جذب السعوديين، المعروف عنهم عشقهم للسفر للخارج لتمضية اجازتهم.

لهذا خرج الرئيس التنفيذي لـ”الهيئة العامة للترفيه”، عمرو باناجه، بتصريح في لقاء مع قناة CNBC عربية، يوضح أن هدف الهيئة خلق أكثر من 200 ألف وظيفة بحلول العام 2030 واستقطاب استثمارات بنحو 69 مليار دولار في قطاع الترفيه السعودي.

كما أكد على ذلك الرئيس السابق للهيئة، أحمد الخطيب، حين قال في فبراير 2018، أن الإنفاق الاستهلاكي على الترفيه سيبلغ 36 مليار بحلول العام 2030.

متابعًا بقوله  أن قطاع الترفيه يحتاج إلى 267 مليار ريال من إجمالي الاستثمارات لبناء البنية التحتية الترفيهية في جميع مناطق المملكة، متوقعًا أن يبلغ حجم الاستثمارات الكلية في البنية التحتية خلال الفترة 2017-2030 نحو 18 مليار ريال في الناتج المحلي السعودي سنوياً.

كل هذه المليارات في الوقت الذي وصل فيه الدين العام نحو أكثر من 150 مليار دولار، 54% منها بالعملة المحلية، والباقي مقوّم بالدولار.

بينما من المتوقع أن يصل عجز ميزانية 2020 إلى حوالي  187 مليار ريال، وهي أعلى بنحو 56 مليار ريال من العجز المسجل في ميزانية 2019، والذي وصل إلى 131 مليار ريال، أي نحو نسبة 4.7 % من الناتج المحلي.

موسم الرياض أنموذجًا:

كشفت إحصائيات رسمية إنفاق نظام آل سعود مبالغ هائلة على فعاليات الترفيه التي تنشر الفساد والانحلال في المملكة مقابل تحقيق عوائد ضئيلة للغاية.

وأنفق رئيس الهيئة العامة للترفيه في المملكة “تركي آل الشيخ”، 27 مليار ريال على موسم الرياض في مقابل تحقيق عوائد لا تتجاوز 4% في ظل فشله في تحقيق عوائد مالية كبيرة.

وسيطرت التناقضات على الأرقام المعلنة لموسم الرياض الترفيهي الذي تنظمه هيئة الترفيه برئاسة “تركي آل الشيخ” بما يفند أكاذيبه.

فقد تحدث “تركي آل الشيخ” أن تذاكر موسم الرياض في كل العروض تجاوزت ال8 مليون و300 ألف تذكرة، فيما الإعلان الرسمي من هيئة الترفيه جاء مكذبًا له بتحديد 3 ملايين زائر و15 ألف فيزا سياحية خلال 10 أيام من بداية موسم الرياض.

وقال “آل الشيخ” إن مليون و100 ألف زائر لمنطقة البوليفارد خلال يومين، فيما الواقع يظهر أن الطاقة الاستيعابية للبوليفارد 60 ألف والحضور وصل ل400 ألف فقط.

وتناقض ما قالته “صحيفة مكة” بما قاله “آل الشيخ” حيث إن الحضور في البوليفارد وصل 600ألف والطاقة الاستيعابية 60 ألف.

وقال “آل الشيخ” إن موسم الرياض حقق أكبر عائدات بتاريخ المملكة بأكثر من 400 مليون ريال وأن الوظائف الموسمية بلغت 24ألف وظيفة 22 ألف متطوع بمقابل مادي دون أن يقدم أي دلائل عملية على ذلك.

و”موسم الرياض”، هو أحد مهرجانات مواسم الترفيه التي أطلقت على مستوى المملكة بدءا من العام 2019 وتهدف لتحويلها إلى وجهة سياحية وسط جدل تثيره لما تتضمنه من نشر للفساد والانحلال.

وسبق وأن صدر وسم #تركي_ال_الشيخ الترند في المملكة في عدة مناسبات وسط موجة انتقادات واسعة لوزير الاستثمار في نشر الفساد والانحلال والانقلاب على قيم المجتمع السعودي.

ورغم كل ذلك ما زال “تركي آل الشيخ” يتغنى بنجاح الموسم، ويعد بمواسم جديدة وأخرة في مناطق جديدة، في الوقت الذي تعصف بالمجتمع السعودي أسوء أزمة اقتصادية منذ تأسيس المملكة، بسبب السياسات الخرقاء التي يتبعها “ابن سلمان” وأهدرت الكثير والكثير من المال العام السعودي.