قالت الباحثة اليمنية أفراح ناصر أنه يوجد سيناريوهان بشأن مصير جنوب اليمن المطالب بالانفصال عن شماله، بدعم من الإمارات، مرجحة أن كليهما يقودان إلى “مزيد من الصراع وعدم الاستقرار” في بلد يشهد حربا منذ تسع سنوات بين القوات الموالية للحكومة الشرعية، المدعومة من السعودية، وقوات جماعة الحوثي، المدعومة من إيران.

وضمن تفاعلات اتفاق سعودي إيراني، بوساطة الصين في مارس/ آذار الماضي، على استئهاف العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، أجرى وفد سعودي مباحثات مع الحوثيين في صنعاء (خاضعه لسيطرتهم) لتثبيت وقف إطلاق النار تمهيدا لحل سياسي دائم للنزاع في الجار الجنوبي للمملكة.

وأضافت أفراح، في تحليل بـ”المركز العربي واشنطن دي سي” (Arab Center Washington DC) ترجمه “الخليج الجديد“، أن المجلس الانتقالي الجنوبي، المدعوم من الإمارات، يسعى منذ تأسيسه عام 2017 إلى إعادة تأسيس دولة اليمن الجنوبي (جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية) والتي تم توحيدها في 1990 مع الشمال (الجمهورية العربية اليمنية) بعد أكثر من عقد من الصراع.

وتابعت أن مظالم الجنوب شملت الإقصاء من السلطة السياسية والتهميش من التنمية الاقتصادية، كما “كانت هناك مظالم مماثلة في الشمال، لكن دوافعها كانت مختلفة في كل منطقة”.

 

السعودية والحوثيون

وبعد يومين من زيارة الوفد السعودي إلى صنعاء، كما أضافت أفراح، أعلن المجلس الانتقالي أن الجنوب يسعى إلى استعادة “دولته المغتصبة بسيادة كاملة، ولن يقبل أي بدائل”.

وأردفت: كما ورد أن عمرو البيض، المسؤول في المجلس الانتقالي، قال إنه بسبب عزل المجلس فإن الصفقة السعودية الحوثية المحتملة لن تكون ملزمة للمجلس.

واعتبرت أن “المحادثات السعودية الحوثية تقدم تلميحات إلى أن المملكة بدأت في الاعتراف بجماعة الحوثيين كعنصر سياسي شرعي في البلاد، ومن المتوقع عقد جولة جديدة من المحادثات قريبا، ويعتقد الكثيرون أنه سيكون هناك دفعة للتوصل إلى اتفاق سياسي مشترك بين الأطراف المتحاربة المحلية”.

 

حكومة انتقالية

أفراح قالت إنه يوجد سيناريوهان لمعالجة النزاع، أحدهما “إذا تمت مناقشة صفقة لتشكيل حكومة انتقالية لتقاسم السلطة بين الحوثيين والمجلس الرئاسي اليمني (مدعوم من الرياض)،  فإن المجلس الانتقالي سيرفض التوقيع تماما”.

وتابعت: “المجلس الانتقالي سيرى أن الحوثيين لن يسمحوا بإمكانية استقلال الجنوب، ناهيك عن إجراء عملية ديمقراطية سلمية لتقرير المصير”.

وأردفت أن “المجلس الانتقالي سيرفض الضغط السعودي لأنه يحظى بدعم الإمارات، وفي الحوار بين الحوثيين والمجلس الرئاسي سيستغل المجلس الانتقالي كل فرصة لمحاولة ضمان استقلال الجنوب، وهو ما سيُقابل برفض الحوثيين”.

ورجحت أنه “في هذا السيناريو، قد يحتدم القتال مرة أخرى (…) لكن اشتباكات هذه المرة ستندلع بين قوات الحوثي والقوات التابعة للمجلس الانتقالي الجنوبي وداعمهم الإماراتي”.

واستطردت: “يتوقع المحللون اليمنيون أن يصبح اليمن في هذا السيناريو من النزاعات العالمية التي طال أمدها بشكل لا يصدق، وهذا من شأنه أن يعرقل كل جهود مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن هانز جروندبرج”.

 

صفقة ثلاثية

“في سيناريو آخر، قد يوقع المجلس الانتقالي على صفقة بين الحوثيين والمجلس الرئاسي، لكن فقط إذا نجحت السعودية في إقناع الإمارات بقيمتها، وهنا قد يرضخ المجلس الانتقالي لضغط إماراتي ويوقع الصفقة”، بحسب أفراح.

واستدركت: “من المؤكد أن هذه الصفقة ستثير غضبا عاما في الجنوب، مما يؤدي إلى مزيد من الاضطرابات وعدم الاستقرار، وربما اندلاع مقاومة عامة مسلحة؛ فالحراك الجنوبي أكبر من المجلس الانتقالي”.

وأضافت أنه “عندها سيكون الأمر متروكا للحراك الجنوبي لتغيير موقعه وتقرير مستقبل الجنوب. وفي هذا السيناريو ستكون فرصة حكومة تقاسم السلطة محدودة للغاية أيضا، وبالتالي يعد كلا السيناريوهين بقيادة اليمن على طريق الصراع وعدم الاستقرار”.