خاص: عُرفت السعودية بأنها من أشد الدول تشدداً في منح جنسيتها لمن يرغب بها من أهل البلاد الأخرى، والمفارقة أنها قد تكون من أكثر الدول التي كان المسلمون المتمسكون بدينهم خاصة يرغبون في الحصول على جنسيتها، وذلك لوجود الحرمين على أرضها، ولما كانت تمتاز الحياة فيها من ظهور شعائر الإسلام والحشمة العالية للمجتمع مقارنة بغيرها من الدول الإسلامية.

ولكون السعودية كغيرها من دول الخليج التي تعيش على النفط قد استفادت خلال العقود السابقة من الكفاءات العلمية والمهنية والحرفية، التي بُنيت على أيديها مرافق الدولة وتعليمها ومستشفياتها وأسواقها التجارية، ووجد نتيجة لذلك أعداد ضخمة من أولئك ولدت على أرض السعودية، ونشأت فيها، وتطبعت بطباع أهلها وعاداتهم، واكتسبت لهجاتهم، حتى إنك اليوم لا تصدق بأن بعضهم غير سعودي إلا حين يبرز لك (إقامته)!

والمؤلم أن هؤلاء الذين لا تربطهم ببلاد آبائهم أو أجدادهم أي رابطة حالية عرضة للترحيل بأي حجة بسبب عدم حملهم للجنسية السعودية التي سيكونون من أوائل المستحقين لها لو وضعت لمنحها الشروط الواقعية التي يقصد من ورائها مصلحة البلد الحقيقية!

إنه سيكون مخطئاً من يظن في مبادرات ابن سلمان ومشاريعه الصوتية الفارغة من مضمون الإصلاح الحقيقي، ومنها مبادرة التجنيس، أنها ستحقق لهذا البلد التقدم والرقي في ظل كونها حلقة من حلقات مشروعه المدمر لهوية البلد ومواردها المادية والمعنوية، فهي ليست إلا حلقة من حلقات طغيانه واستكباره ومكره السيئ الذي يريد من ورائه تدمير بنية المجتمع لصالح كرسيه. وعزاؤنا وعد ربنا جل وعلا في قوله سبحانه: (ولا يحيق المكر السيئ إلا بأهله). فإنا منتظرون!