خاص: لكل فكرة ومشروع أهداف ظاهرة وأخرى باطنة، فهل كان انحلال المجتمع هدفاً باطناً مضمراً في مشروع ابن سلمان؟!

ما زلت أحاول الربط المنطقي بين الدفع المستميت نحو انحلال المجتمع وسعي ابن سلمان لمنصب العرش؛ فقد يكون محاولة لإرضاء الغرب عنه وإبراز نفسه بمظهر المنفتح الخارج على إرث السعودية الديني. كما قد يكون سعياً نحو تذويب جذور الممانعة الدينية والقيمية في المجتمع بما يمكنه من غرس جذور أخرى ممسوخة يزداد معها المجتمع شهوانية وانحلالاً بما يمكّن ابن سلمان من التحكم فيه.

وقد يكون تنفيذاً لمخططات قوى وجدت في ابن سلمان ضالتها لتقضي على منابع قوة هذا المجتمع وصلابته التي ذاقت مرارتها على مدى العقود الماضية في مواطن كثيرة جداً. وقد يكون جميع ما مضى!

إن قدر هذه البلاد أن تبقى مأرزاً للإسلام ومنبعاً للخير، وهذا لا يمنع أن يسلب الله تعالى منها هذه الخصوصية إذا لم يقم حكامها وأهلها باستحقاقاتها، فالله جل وعلا يقول: (وإن تتولوا يستبدل قومًا غيركم ثم لا يكونوا أمثالكم). فليس بين أهل هذه البلاد وحكامها وبين الله تعالى نسب، إلا أنها لا تلبث بإذن الله إلا أن تعود مرة أخرى طال الزمان أو قصر!

وهذا يجعل سعي ابن سلمان نحو انحلال المجتمع سعياً خاسراً في كل الأحوال بإذن الله، فهو سبحانه القائل: (يريدون ليطفئوا نور الله بأفواههم والله متم نوره ولو كره الكافرون * هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون).

نعم سيظهر دين الله الحق ونوره وهدايته وقيمه وآدابه وشعائره ولو كره ابن سلمان ومن وراءه من أسياده!