خاص: رغم العنف الذي تواجهه المعارضة السعودية سواء داخل المملكة أو خارجها من قبل النظام الغاشم، والذي استعرت مواجهته بعد اعتلاء “محمد بن سلمان” لمقعد ولاية العهد، إلا أنه لا يزال للحق صوت، يستحق أن يُبرز أمام سيل التزييف والاتهامات الملفقة التي يتقن النظام السعودي لصقها بكل من يعارضه.
وسنحاول في هذه الزاوية استعراض أهم وأبرز الأنشطة المناهضة لاستبداد النظام السعودي، والقضايا التي يتبناها النشطاء والأكاديميون والمثقفون السعوديون في مختلف دول العالم، في محاولة لإطلاع القارئ على جهودهم في التصدي لمشروع “ابن سلمان” السلطوي الاستبدادي.
إضراب “لجين الهذلول” عن الطعام:
أعلنت شقيقة الناشطة السعودية المعتقلة لجين الهذلول، علياء، عن دخول أختها إضرابًا جديدًا عن الطعام؛ بسبب منعها من الاتصال بعائلتها.
وقالت “علياء”، عبر حسابها الموثق بموقع “تويتر”: “اليوم الاثنين 26 أكتوبر/ تشرين الأول، الساعة 7 مساءًا بتوقيت الرياض، أعلنت أختي لجين الإضراب عن الطعام، بسبب سلب إدارة سجن الحائر حقها بالاتصال بالعائلة”.
لتعيد أخت “لجين” الآخرى “لينا” نشر التغريدة، معلقة: “زار والداي لجين اليوم، لم يكن لقاء جيدًا، تحتاج لجين مساعدتنا.. فقد دخلت بإضراب عن الطعام”، مضيفة في التغريدة نفسها: “سنطلق حملة لدعم لجين بأسرع وقت ممكن”.
بينما دشن ناشطون سعوديون حملة على مواقع التواصل، تحت وسم “#إضراب_لجين_الهذلول”، لدعم الناشطة المعتقلة، وإعلان تضامنهم معها في إضرابها.
وتفاعلت المعارضة السعودية مع إعلان “لجين” إضرابها عن الطعام، حيث غردت الصحفية السعودية اللاجئة بهولندا، ريم سليمان، قائلة: “هؤلاء الثلاثة: سعد سلوم – آمر السجن، وسعود المعجب – النائب العام، وسعود القحطاني – مستشار ولي العهد، جميعهم سعداء بمعاناة لجين، ومسؤولون بشكل مباشر عن اعتقالها المطول، وما تضمن من انتهاكات شملت التعذيب، والتحرش، والتهديد بالقتل، والاغتصاب”.
بينما قال حساب “سعوديات معتقلات” على “تويتر”، والمهتم بشؤون المعتقلات داخل السجون السعودية: “ستَبقى لُجين أقوى من القَيد، وستَبقى من أوائل بناتِ الوطن اللواتي رسمنَ طيفَ الحُرية على مُحيا النساء في البلد، اتفقنا أو أختَلفنا، رسالة لُجين وصَلت للجميع، وتفوَقَت على التعذيب، والحَبس، والتضييق، تفوَقَت لُجين على سجانِها”.
من جانبها، أكدت الأكاديمية السعودية المعارضة، الدكتورة “حصة الماضي”، أن المعتقل عندما يعجز عن الحصول على أقل حقوقه، ويستنفذ جميع الطرق؛ فإنه يلجأ إلى معركة الأمعاء الخاوية، ويعلن إضرابه عن الطعام، مع علمه بخطورة ذلك”.
وتابعت “الماضي” قائلة: “#إضراب_لجين_الهذلول لم يأتي من فراغ؛ بل بسبب الظلم الذي وقع عليها، بداية بالإعتقال التعسفي، والصعق الكهربائي، والتحرش الجنسي، والتهديد بالقتل، والرمي بالصرف الصحي”.
كما كان من أوائل الذين أعلنوا عن إضراب “لجين” في تأييد له، الأكاديمي السعودي بالولايات المتحدة، عبد الله العودة، الذي غرد على حسابه بـ”تويتر”، قائلاً: “المدافعة البارزة عن حقوق الإنسان في السعودية، لجين الهذلول، تعتزم الدخول في إضراب عن الطعام؛ احتجاجًا على سوء معاملتها في السجن”.
بينما قال عبد الله الجريوي: “السلطات التي تجبر الضحايا للجوء إلى الأذى الجسدي لأجل الحصول على بعض الحقوق، هي سلطات وصلت لأدنى مراحل الاستبداد، غير مؤهلة لحماية البشر قبل الحقوق”.
الرسوم المسيئة وحملة مقاطعة المنتجات الفرنسية:
أشعلت كلمات الرئيس الفرنسي، مانويل ماكرون، حول الرسوم المسيئة للنبي محمد – ثصلى الله عليه وسلم-، نار الغضب في العالم الإسلامي كله، وتناول العديد من المعارضين السعوديين الحدث بالتحليل، وبيان ما وراء الأحداث، والتعليق على رد فعل النظام السعودي، الذي وصفوه بـ”الباهت”.
وقال الصحفي السعودي المعارض، تركي الشلهوب: “بعد أيام من الشتم لنبي الأمة وبدعم من رأس الهرم في فرنسا، خرج مسؤول مجهول في وزارة الخارجية – السعودية -، يدين الرسوم المسيئة متجاهلاً فاعلها (ماكرون)”، متسائلاً: “أي ذل وهوان جاء به ابن سلمان؟!”.
وتابع “الشلهوب” مفسرًا ذلك الرد الباهت: “ما يفعله ابن سلمان في المملكة من ضرر بالإسلام تحت مسمى “تحديث وتحرير وتطوير” لا يقل سوءًا عمّا تفعله فرنسا، بالقليل من الوعي ندرك خطر هذا الكائن على الإسلام”.
وقارن “الشلهوب” بين الموقف في مقاطعة تركيا، ومقاطعة فرنسا، قائلاً: “بدل الوقوف في صف الدولة المسلمة تركيا، هبّ المطبلون في المملكة يدعون إلى #مقاطعة_تركيا_مستمرة، ولم يشاركوا أبداً في #مقاطعة_منتجات_فرنسا، هذا ما يريده ابن سلمان، ومن خلفه ابن زايد”.
بينما قالت الصحفية السعودية، ريم سليمان، معلقة على لقاء أمير مكة بالسفير الفرنسي: “مكة الوطن الأم للنبي عليه الصلاة والسلام، ماذا يفعل أمير مكة؟ بدل أن يستدعي السفير الفرنسي في السعودية للتوبيخ، يتبادل معه الأحاديث الودية”، متابعة في تغريدة منفصلة: “المسلمون أجمعوا على مقاطعة فرنسا لتجاوزهم على النبي محمد، إلا السعودية ذهبت لمقاطعة تركيا مغازلة لعيال زايد”.
وأشار الصحفي المعارض، أحمد بن راشد بن سعيد، إلى الأزمة التي عاشها النظام السعودي في تعامله مع تلك الأزمة، قائلاً: “القوم في أزمة، بعد أن أيدوا ماكرون في إساءاته إلى الإسلام والنبي ﷺ، ورفضوا #مقاطعة_البضائع_الفرنسية، شعروا أنهم معزولون عن المسلمين، فصاحوا: أردوغان السبب! وهو الذي دفع من سمّوهم “إخوان الكويت” إلى مقاطعة المنتجات، من أجل إحراج السعودية! “يا أيها الناس إنما بغيكم على أنفسكم”.
وأوضح الناشط السعودي البارز، سعيد بن ناصر الغامدي، أن صمت النظام السعودي على تلك الإساءات بحق النبي، ليس دليلاً على فقدان شعبنا لغيرته وحبه لنبيه ﷺ، بل هو دليل واضح على القمع والخوف الذي عمّت به البلوى، وكذلك دليل على أن الحملات المنتشرة بقوة هي حملات رسمية حكومية، ومعها بعض المستغفلين والجهلة”.
ووجه “الغامدي” رسالة للمواطن السعودي يطالبه فيها بعدم تهوين شأن المقاطعة للمنتجات الفرنسية، قائلاً له: “.. أنت المستفيد الأكبر من ذلك، بالمحافظة على حياة قلبك، وصدق حبك لربك ونبيه ﷺ، وثبات غيرتك على دينك، عبّر عن ذلك ولو بأقل القليل من خلال “التضحية” عن بعض كمالياتك”.
وذكرت الناشطة السعودية المعارضة، نورة الحربي، أنه “لولا إهمال لشرع الإسلام في بلادالحرمين، واعتقال العلماء، وتنكيل المُصلحين؛ لمّا شاهدنا أمثال ماكرون يسيء للنبي وللإسلام”.
بينما علق المعارض السعودي البارز، سعد الفقيه، على إعلان بثته قنوات حكومية سعودية، يدعو القائمون عليه “ماكرون” لمزيد من الإجراءات ضد ما أسموه “الإسلام السياسي”، قائلاً: “ملخص رسالة الأعلام السعودي إشارة بسبابة اليد للأسفل، ما فعلته فرنسا أقل من المطلوب ولا تزال متساهلة مع الإسلام، وعليها أن تزيد من حربها للإسلام، أليس معنى هذا أنهم تجاوزوا الكفر إلى مرحلة الكيد للإسلام والتآمر مع أعداءه والتمادي في محاربته”.
وتابع “الفقيه” بقوله: “اتهام حكامنا بالتقصير في قضية الرسوم المسيئة إنما هو تهوين لجريمتهم، هم ليسوا متهمين بالتقصير، بل مساهمون بشكل أساسي في محاربة كل ما له علاقة بالنبي ﷺ ورسالته، والاتهام بالتقصير فقط هو غض طرفٍ عن جرائمهم الهائلة في محاربة الإسلام وإرث النبوة، وكأنها تزكية لهم ورضا بجرائمهم”.
وأكد الحقوقي السعودي، يحي العسيري، أنه يجب احترام حرية المعتقد كما يجب احترام حرية التعبير، والحقوق لا تنقص من بعضها، متابعًا: “وإذ نستنكر أي اعتداء إرهابي يقوم به أي فرد، فإننا أيضًا نستنكر أي اعتداء على السلام الديني، ونستنكر التمييز بسبب الدين، وتقويض التعايش، وانتهاك حقوق الأقليات، ومسؤولية الحكومات أكبر من مسؤولية الأفراد”.
من جهتها، قالت الأكاديمية المعارضة، الدكتورة “حصة الماضي”: “لم يتجرأ ماكرون على نبينا عليه الصلاة والسلام إلا لأنه يعلم أن الحكام الخونة لن ينتفضوا لدينهم ونبيهم”.
وتساءل المحامي والناشط السعودي المعارض، عبد الله الغامدي، حول “هل مقاطعة تركيا بسبب موقف بين ابن سلمان، وأردوغان أهم من مقاطعة فرنسا من أجل رسول الله؟”، وتابع متسائلاً: “هل قاطعتم تركيا خوفا من ابن سلمان، والآن تترددون عن نصرة خير البشر خوفا منه أيضًا؟”
وأضاف “الغامدي”: “إذا إسقاط ابن سلمان الذي يحول بينكم وبين نصرة خير البشر من أفضل الأعمال التي تنصرون فيها الله ورسوله ﷺ”.
بينما دعا الناشط السعودي البارز، عمر بن عبد العزيز، أصحاب المحلات والبقالات بالسعودية، أنه من يرغب منهم بإيقاف استيراد البضائع الفرنسية فليفعل ذلك دون دعاية وإعلان وتصوير، معللاً ذلك بقوله: “يبدو أن الحكومة غاضبة من هذا السلوك، لأن بيان الخارجية الفرنسي طلب من الحكومات التعاون في وقف هذه الحملات”.
وحول الخطاب السعودي الرسمي، علق “ابن عبد العزيز” بقوله: “لاحظ تغير خطاب الحكومة المرتبكة في ٣ أيام:١- حديث ودي مع السفير (دعم لفرنسا)، ٢- الإساءة للأنبياء لن تضرهم (اعتراف)، ٣- نستنكر الرسوم المسيئة (إدانة ناقصة)”، متابعًا: “استمروا عبر أذرعهم يقولون إنها حملة لصرف النظر عن حملتهم ضد تركيا لكن الغضب الشعبي أدبهم”.
التضييق على الناشطات المعتقلات بسجن “ذهبان”:
نقل حساب “معتقلي الرأي” عبر “تويتر”، رسالة لشقيقة أحد الناشطات المعتقلات -دون ذكر اسمها-، تؤكد فيها تضييق السلطات السعودية على الناشطات داخل محبسهن.
وتقول صاحبة الرسالة التي نشر “معتقلي الرأي” صورة لها، بإن السلطات السعودية تعمدت إبعاد الخادمات التي يقدمن المساعدة للناشطات في محبسهن، كما تتعمد السلطات تقليل حصص الطعام لهن.
وعلق الحساب على تلك الرسالة بقوله: “وردتنا رسالة من شقيقة إحدى المعتقلات في سجن ذهبان، تكشف أن السلطات تعمد إلى ممارسات جديدة للتضييق على المعتقلات، منها المماطلة في مواعيد الزيارات، وتقليل كمية الأكل المخصصة لهن”.
وقالت الصحفية اللاجئة بهولندا، ريم سليمان، تعليقًا على تلك الأنباء: “تجويع، حرمان من التواصل، سوء خدمة ومعاملة. حزمة عقوبات جماعية جديدة ضد معتقلات سجن ذهبان. العقاب الجماعي جريمة محرمة دوليا وإهانة للمرأة السعودية وأكبر دليل على عبث إدارة هذا السجن سيء الصيت بالقانون”.
بينما قال الناشط المعارض، عبد الله الغامدي: “في خطوة جديدة للتضييق على المعتقلات وذويهم، وردنا أن السلطات السعودية وبدون إبداء أي سبب قامت: بتقليل وجبات الطعام المقدمة للمعتقلات، وبسحب طاقم العاملات في قسم النساء، وبإغلاق الزيارات بعد أن سمحوا بها الشهر الماضي”.
وشددت الأكاديمية المعارضة، حصة الماضي، على أن الظلم والانتهاكات الشديدة التي تقع على الأبرياء في معتقلات السعودية سيئة الصيت، لم تظهر كلها للعلن بعد.
من جانبه، قال الصحفي المعارض، تركي الشلهوب: “أراد ابن سلمان خطف الأضواء من الناشطات الحقوقيات ودعواتهن لمنح الحقوق للسعوديات، ففضح نفسه أنه بطش بهنّ وجعل العالم ينتبه لقضيتهنّ أكثر من قبل”.
إعلان التطبيع السوداني – الصهيوني:
أعلن الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، الجمعة، عن موافقة السودان على تطبيع العلاقات مع الكيان الصهيوني.
وعلى إثر الاتفاق، وبعد موافقة الخرطوم على دفع تعويضات بـ335 مليون دولار لعائلات أمريكيين قضوا في هجمات وتفجيرات إرهابية، أبلغ “ترامب” الكونغرس قراره رفع اسم السودان من القائمة الأمريكية للدول الراعية للإرهاب.
وشكر رئيس الوزراء السوداني، عبد الله حمدوك، ترامب “لتوقيعه الأمر التنفيذي لإزالة السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب” مضيفا: “نتطلع إلى علاقات خارجية تخدم مصالح شعبنا على أفضل وجه.”
من جهته، علق المعارض السعودي البارز، سعيد بن ناصر الغامدي، على أنباء ذلك الاتفاق، بقوله: “#سودانيون_ضد_التطبيع، وسيذهب الخائنون، وتبقى سودان الشجاعة والشهامة، فلا تخفضوا لمتصهين هامة”.
وحول تفسيره للاتفاق، قال “الغامدي”: “رسالة أمريكا لحكام المنطقة: إذا دخلت تحت إبط الكيان المحتل فسوف يسقط اسمك من قائمة الإرهاب الأمريكية، وسوف يتم التغاضي كل القمع والانتهاكات والفساد المالي والسياسي”.
بينما فسر الصحفي المعارض، أحمد بن راشد بن سعيد، سرعة إشادة النظام السعودي لاتفاق تطبيع السودان، بأنه “ليس متوقعًا أن تنشر أي صحيفة ورقية أو منصة رقمية في السعودية رأيًا آخر!”.
في حين، قال الصحفي السعودي المعارض، تركي الشلهوب: “أبوظبي تهدي السودان نصف مليار دولار بعد إعلانها التطبيع مع إسرائيل، بالأموال يشترون الولاء لإسرائيل، ويقومون بخدمات لنتنياهو أكثر مما يخدمه الصهاينة”.