خاص: رغم العنف الذي تواجهه المعارضة السعودية سواء داخل المملكة أو خارجها من قبل النظام الغاشم، والذي استعرت مواجهته بعد اعتلاء “محمد بن سلمان” لمقعد ولاية العهد، إلا أنه لا يزال للحق صوت، يستحق أن يُبرز أمام سيل التزييف والاتهامات الملفقة التي يتقن النظام السعودي لصقها بكل من يعارضه.

وسنحاول في هذه الزاوية استعراض أهم وأبرز الأنشطة المناهضة لاستبداد النظام السعودي، والقضايا التي يتبناها النشطاء والأكاديميون والمثقفون السعوديون في مختلف دول العالم، في محاولة لاطلاع القارئ على جهودهم في التصدي لمشروع “ابن سلمان” السلطوي الاستبدادي.

 

– اتفاق سلام مع الحوثيين:

أجرى وفد سعودي برئاسة، السفير محمد آل جابر، محادثات مع الحوثيين في صنعاء، في زيارة نادرة للعاصمة الخاضعة لسيطرة المتمردين المتحالفين مع إيران، تأتي في إطار مسعى جديد لإحياء عملية السلام في اليمن بعد التقارب الأخير بين الرياض وطهران.

وأظهرت صورة نشرتها وسائل إعلام تابعة للحوثيين الأحد السفير السعودي وهو يصافح رئيس المجلس السياسي في صنعاء مهدي المشاط، وأخرى وهما يتوسطان الوفد السعودي ووفدا عمانيا يقود الوساطة بين الجانبين ومسؤولين حوثيين.

وبحسب دبلوماسي يمني في الخليج، فإنّ الوفد السعودي يزور صنعاء “لمناقشة المضي قدما في صناعة السلام في اليمن”.

سبق أن زارت وفود سعودية العاصمة صنعاء لإجراء محادثات حول عمليات تبادل للأسرى مع الحوثيين الذين يسيطرون على العاصمة ومناطق شاسعة في شمال ووسط وغرب أفقر دول شبه الجزيرة العربية.

لكن هذه الزيارة رفيعة المستوى تأتي في خضم مساع إقليمية ودولية للدفع باتجاه حل سياسي يفتح الباب أمام خروج السعودية من الحرب، ثم إسدال الستار على النزاع بين الحوثيين والحكومة والذي أودى بمئات آلاف الأشخاص.

وتستمد هذه الجهود زخمها من اتفاق السعودية التي تقود تحالفا عسكريا في اليمن دعما للحكومة منذ 2015، وإيران التي تدعم الحوثيين، بشأن استئناف العلاقات الدبلوماسية الشهر الماضي بعد سبع سنوات من القطيعة.

وأشارت صحيفة “الجارديان” البريطانية إلى أن المملكة العربية السعودية أقنعت اللاعبين الرئيسيين في الحكومة الائتلافية اليمنية بالموافقة على وقف لإطلاق النار لمدة 8 أشهر على الأقل مع الحوثيين، بالتوازي مع محادثات حول مستقبل البلاد، قد تستغرق عامين.

وذكرت “الجارديان” أن نجاح الاقتراح السعودي يستند إلى علاقتها الجديدة مع إيران، الداعمة للحوثيين، مشيرة إلى أن قادة المملكة التقوا الحوثيين علنا للمرة الأولى في العاصمة اليمنية صنعاء، التي يسيطر عليها الحوثيون، في حضور وسطاء من سلطنة عمان.

وأضافت أن السعوديين حريصين على تعويض خسائرهم بعد تدخل تعسكري كارثي في اليمن، دام 8 سنوات، بدأ بضربات جوية في عام 2015.

وفي السياق، نقلت الصحيفة عن مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن، هانز جروندبرج، قوله إن هذا هو أقرب وقت لتحقيق السلام في اليمن منذ بدء القتال.

لكن التفاؤل يخيم عليه احتمال نشوب الخلافات حول الوفود المشاركة في أي محادثات سلام، والشكوك حول مصداقية الحوثيين، وكذلك المطالبات من داخل جنوب اليمن بدولة مستقلة.

ويُنظر إلى الطريق لوقف إطلاق النار في اليمن على أنه أحد الفوائد الرئيسية المحتملة للرياض من تحسين العلاقات مع طهران، لكن قليل من المراقبين توقعوا مثل هذا التقدم السريع.

من ناحيته، لفت الصحفي السعودي المعارض، تركي الشلهوب، إلى الصورة التي نشرتها أذرع الحوثيين الإعلامية لجلسة السفير السعودي مع محمد الحوثي، قائلاً: “السفير السعودي محمد آل جابر، في ضيافة المطلوب لدى السعودية، محمد علي الحوثي، جلسة “الحوثي” تقول لكم من الذي خسر المعركة!”.

وتابع “الشلهوب”: “٨ سنوات وقوات التحالف على مشارف صنعاء ولكنها لم تدخل! لكن سفير ابن سلمان ضجر من الوقوف على مشارفها وقرر اليوم الدخول إليها ومصافحة الحوثيين!”.

وأضاف الصحفي السعودي المعارض في تغريدة منفصلة: “ابن سلمان صافح وتصالح مع الإرهابي الذي قصف مطارات ومنشأت المملكة وأسر الجنود السعوديين واستهدف المدنيين وهدد أمن المملكة، فيا ترى متى سيصافح ويتصالح مع شعبه ومع معتقلين أبرياء، لم يفعلوا كل ما سبق؟!”.

كذلك جاء تعليق الناشط السعودي المعارض المقيم في كندا، عمر الزهراني، على الصورة بقوله: “تسريب الصورة من الحوثيين بهذه الطريقة والجلسة صفعة جديدة وإمعان في الإذلال! هذا هو المشهد بعد ٨ سنوات حرب و٣٧٠ مليار دولار وألوف الضحايا والشهداء وملايين المهجرين والمتضررين”، مختتمًا تغريدته بقوله: “دائمًا من يضع الشروط هو المنتصر، لم يسبق أن وضع مهزومًا شروطه، وهذه هي الحقيقة المرة”.

بينما قال الباحث في الشأن الخليجي، فهد الغفيلي: “سيذكر التاريخ أن ابن سلمان أفشل وزير دفاع عرفته المملكة! تعهد باجتثاث ميليشيا الحوثي وبعثر المليارات من أموال المملكة! ثم رضخ لهم وأرسل وفدًا للصلح معهم في عقر دارهم”.

وتحسر “الغفيلي” على واقع المملكة، قائلاً: “السعودية التي كانت تفاوض دولًا في كبرى قضايا المنطقة، أصبحت تفاوض في عهد ابن سلمان عصابات كانت مشرّدة في الجبال!”.

وشدد الباحث في الشأن الخليجي، في ختام تغريداته على أنه “لو كان هناك سلطة نافذة وقضاء مستقل في المملكة؛ لوجب على “ابن سلمان” أن يخضع لمحاكمة عسكرية بعد هزيمته على أيدي ميليشيا الحوثي، وكذلك على بعثرة مئات المليارات من أموال المملكة على الحرب”.

في حين ضرب حساب “رجل دولة” الشهير عبر “تويتر” أدلة على فشل ولي العهد السعودي، قائلاً: “الأدلة على عدم نضوج بن سلمان السياسي كثيرة، أهمها: أنه يرفع سقف التوقعات في كل مشروع سياسي أو عسكري أو اقتصادي، عسكرياً وعد بالقضاء على الحوثي وفشل، سياسياً وعد بإسقاط النظام القطري وفشل، وعلى ذلك يجري القياس على بقية المشاريع”.

فيما قال حساب “الديوان” الشهير عبر “تويتر”: “آلاف الأموات من جيشنا ومواطنينا في السعودية وأرامل وأيتام وأمهات ثكلى! عشرات آلاف الموتى في اليمن وتدمير وإفقار وتفشي الأمراض! ٨ سنوات حرب استنزاف نزوة شاب ثلاثيني لا يسأل عما يفعل، واليوم: game over !! من المسؤول؟”.

وقالت الناشطة السعودية المعارضة، حصة الماضي: “قد تعمر المنازل والمدارس وغيرها ولكن لن تعمر الأرواح التي أزهقت أو الأعضاء التي بترت أو الأوبئة التي انتشرت أو الأسر التي شردت بسبب الحرب الجائرة التي شنها المجرم محمد بن سلمان على أهلنا في اليمن”.

وشدد الناشط السعودي المعارض، عبد الله الغامدي، على أنه “ليست خسارة السعودية هي الخسارة الأكبر في اليمن؛ بل خسارة من وضعوا أيديهم بيد ابن سعود لأنهم خسروا ثلاث مرات”.

وأوضح “الغامدي” أنه “المرة الأولى: من الحوثي الذي هزمهم وهزم حليفهم السعودي، والمرة الثانية: طعن ابن سعود لهم بالظهر وتخليه عنهم، والمرة الثالثة والأخطر: أنهم لم يأخذوا بنصيحة من حذرهم من أن ابن سعود خائن وسيغدر بهم يومًا ما”.

وعلقت الناشطة السعودية المعارضة، حنان العتيبي، على انطلاق تلك المحادثات قائلة: “فجأة تذكرت الحكومة السعودية تقود حراكًا سياسية إلى السلام لاستقرار شعوب المنطقة! والخطوات الأخيرة لا ترتبط بالفشل في حرب اليمن”.

وقال حساب “نحو الحرية” الشهير عبر “تويتر”: “أعتقد أن المملكة لم تصل إلى هذا المستوى من الضعف في تاريخها، مهدي المشاط من مطلوب للمملكة وقائد لميليشيا تهدد أمن المملكة إلى متصدر للمجلس يتكلم وينصت له السفير آل جابر باحترام!”.

وتابع الحساب بقوله: “فجأة تحول الوطنجية إلى حمائم سلام، يفضلون التفاوض والصلح، فجأة أدركوا أن الحوار السياسي أفضل من العنتريات، عندما أردكوا أن سيدهم جبان رضخ لكل خصومه، تركوا الشيلات والهياط والوعيد، وقبّلوا اليد التي لم يستطيعوا مقاومتها!”.

وقال الناشط السعودي المعارض، عوض القرني: “انتهت الحرب وستظل تلك الأم تنتظر إجابة على سؤالها لماذا قُتل ابني في حين أنه يوجد حل سياسي؟ انتهت الحرب وسيظل الطفل مع كل دقة جرس يظن أن أباه الشهيد عاد، انتهت الحرب وسيستمر الشعب وحده بدفع ضريبة قرارات لم يتخذها!”.

 

– مذهب “المغامسي” الجديد:

دعا الداعية الإسلامي السعودي المثير للجدل صالح المغامسي، إلى إقامة مذهب إسلامي جديد، متمنيا أن يكون ذلك على يديه، ما أثار موجة من الجدل والسخرية ضده بين الناشطين على مواقع التواصل الاجتماعي.

جاء ذلك في مقابلة للمغامسي على قناة “السعودية” (حكومية)، لافتا إلى أن الفقه الإسلامي هو صناعة بشرية.

وأضاف الإمام والخطيب السابق لجامع قباء بالمملكة: “الله عز وجل أنزل هذا القرآن على نبيه، عارضت قريش القرآن، قالت إن هذا القرآن يا محمد منك وليس من الله، الله عز وجل رد عليهم بـ3 طرائق، الطريقة الأولى أن الله عز وجل أخبرهم أن هذا النبي لم يكن يوما من الدهر يكتب أو يقرأ فأنى له أن يأتي بكتاب متكامل مثل هذا؟.. الطريقة الثانية: هم يقولون إن القرآن من محمد عليه الصلاة والسلام أي أنه صناعة بشرية فما دام صناعة بشرية كما تزعمون هاتوا مثله.. الطريقة الثالثة وهي التي تعنينا أن الله عز وجل قال عن القرآن ولو كان (القرآن) من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا، معنى الآية أن أي صناعة بشرية أي كتاب بشري لا يمكن أن يكون مكتملا”.

وتابع المغامسي قائلا: “لو كان (القرآن) من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا، هذه من عند غير الله يدخل فيها أي أحد من أبي بكر إلى أدنى رجل في الأمة وليس مسلم فيه دناءة، المقصود أي صناعة بشرية قابلة أن تراجع، هم يستكثرون عليك أن تراجع الفقه الإسلامي.. إذا اعترفتم أنهم بشر (أصحاب المذاهب) ما الذي يمنع؟ من قرأ الفقه الإسلامي وتاريخه من مصادره الحقيقية وأعطاه الله وعيا وتجردا لله وحبا للخير للناس، نحن لا نقول إننا أولى الناس أن يأتي بمذهب كثيرون في الأمة أكفاء لهذا الأمر لكن إذا كان فلان تردد وفلان عجر وفلان توارى وفلان خشي هذا شيء يخصه هو”.

وزاد: “لابد أن يكون هناك مراجعة للفقه الإسلامي القائم ولابد من قيام مذهب إسلامي جديد لا يعني هدم السابق ولا يعني أن ننتقص أحدا ولا أن نذمه ولا نعيبه ولا أن نقول فيه وفيه، كلهم علماء أجلاء من نعرف ومن لا نعرف..”

وأضاف: “الرجاء الذي أرجوه من الله عز وجل أن يحققه وليعذرني إخوتي العلماء أن ينشئ الله على يدي مذهبا إسلاميا فقهيا جديدا، هذه ما أرجوه من الله وأسعى له وسيقول الكثير من الناس من أنت؟”.

وأثارت تصريحات المغامسي جدلًا واسعًا عبر موقع التواصل “تويتر“، بين مؤيد ومعارض، فبينما استاء بعضهم من تصريحاته مبينين أنها بمنزلة موافقة على قرارات “هيئة الترفيه”، التي تتضمن السماح بالغناء في المطاعم، ومحاولة تكييف الإسلام مع ما يفعله محمد بن سلمان من إفساد للعباد والبلاد.

رأى آخرون بأنّ صاحب هذه التصريحات، “يأتي في صدارة الدعاة المنافقين لولي العهد محمد بن سلمان”، حسب وصفهم، لافتين بأنه لا يتجاهل الحديث عن أي قضية بما يرضي حاكم السعودية الفعلي.

وفي هذا السياق، علق حساب “خط البلدة” الشهير بتويتر: “هذا الذي يريده بن سلمان وهذا دين جديد الذي ينظر له صالح المغامسي”.

وعقب آخر: “ذات صالح المغامسي أظهر حقيقة “ذات” الشيخ المغامسي وظهرت “أناهُ” الخبـيثة تحت دموع التماسيح وقارن نفسه بأئمة المذاهب الأربعة”.

وأضاف مهاجماً الداعية السعودي المحسوب على محمد بن سلمان: “بعد أن طرده مبس من مسجد قباء؛ يحاول التزلف له وابتداع دين جديد يناسب هوى سيده”.

من جانبه، قال الكاتب السعودي “تركي الشلهوب“، إن صالح المغامسي “لم ينفعُه التطبيل لابن سلمان ولا شرعنته لقتل خاشقجي، عندما كتب تغريدة لا توافق مزاج ولي أمره أقاله شر إقالة من وظيفته، وطوى قيده، وأصدر أمر إبعاده على عجالة في يوم السبت الذي هو يوم إجازة للمؤسسات الرسمية!”

وعلق آخر: “البنائيون الخبثاء يتقرَّبون للدولة والعلماء في أوقات الرخاء، فإذا اشتدَّ ساعدهم وحانت لهم الفرصة، رموهم غدرا من وراء ظهورهم”.

وأضاف: “هنا مثال يوضح كيف كان يتستَّر صالح المغامسي ويحاول إظهار براءته من التنظيمات والأحزاب، ليتمكَّن من المناصب والسُلطة الدينية كما يُسميها”.

في حين قال الأكاديمي السعودي المعارض، سعيد بن ناصر الغامدي: “العلماء الذين هم اليوم في معترك المنايا عليهم أن يؤدوا ميثاق الله عليهم ولا يكتموا العلم، وها هي المحدثة الجديدة تخصّكم أكثر من غيركم بدعة مذهب الغموس الذي أعلنه المغامسي نيابة عن ابن سلمان. فإلى متى صمتكم؟ هل ستمررونها بسكوتكم كما مررتم جحد تسعة أعشار السنة النبوية؟”.

وقال الباحث في الشأن الخليجي، فهد الغفيلي: “المذهب الجديد الذي دعا إليه المغامسي هو جزء من حركة التحول الديني التي تبنّاها نظام ابن سلمان والتي تهدف لهدم ثوابت الدين وأسسه بحجة مراجعة الموروث الديني وتنقيحه”.

في حين قال حساب “رجل دولة” الشهير عبر “تويتر”: “حديث المغامسي عن انشاء مذهب فقهي جديد، هو في الحقيقة تجسيد لفكرة يحلم بتحقيقها بن سلمان، وقد بدأها بنفسه عند حديثه عن أحاديث الآحاد وتنقيح كتب الأحاديث”.

بينما قال حساب “محقق خاص” الشهير عبر “تويتر”: “صالح المغامسي في كلامه عن الفقه الاسلامي: “اذا كنت عاجزاً أن أقول حتى شيء أرجوه من الله، فهذا منتهى الضعف”، سؤال: لماذا تعذرت عن تغريدتك عن آل سعود؟ أليس هذا عجز عن قول ما ترجوه؟ أليس العجز عن قول الحق عند سلطان جائر يعد ضعفاً؟”.

وعلقت الأكاديمية السعودية المعارضة، حصة الماضي: “يظهر أن صالح المغامسي يلمح باستعداده صياغة مذهب موافق لهوى محمد بن سلمان خاطباً بذلك وده بعد أن ركله مؤخراً”.

فيما قال حساب “مجتهد فيديو”: “يريد أن ينشئ مذهبا جديدا وفق ميول سيده ابن سلمان وهو سيكون الإمام الخامس، أين المسلمون؟!”.

وقال حساب “سماحة الشيخ”: “كان صالح المغامسي عبداً لابن سلمان لمدة طويلة وبسبب تغريدة واحدة رماه كما يُرمى المنديل في النفايات والان يتبصبص له ويتمنى إنشاء المذهب الجديد دون المذاهب الأربعة لعله يرضي بن سلمان، أنظروا كيف يتأسف لتغريدة واحدة كانت في محلها”.

وعلقت الناشطة السعودية المعارضة، نورة الحربي، على ذلك بقولها: “يريد تأسيس مذهب جديد حتى يبيح فيه المحرمات والتلاعب في الأحكام الشرعية والاكثر توسعاً في المذهب الجديد هو تبرير وخدمة مصالح ابن سلمان كالإفراط في الانفتاح”.

 

– “ابن سلمان” يحقق مع وزير بسبب 3 لمبات!

ضجت مواقع التواصل بالسعودية بحديث المستشار بالأمانة العامة لمجلس الوزراء السعودي، فهد الرشيد، عن قيام ولي العهد باستدعائه ومسؤولين أخرين بسبب تعطل “ثلاث لمبات” على طريق المطار.

وقال “الرشيد” عبر برنامج “حكاية وعد” على قناة MBC: “كان سمو الأمير في طريقه للمطار ورأى ثلاث لمبات في الشارع لا تعمل.. لم اعرف أنا بالموضوع حتى اتصل بي رئيس الديوان الملكي وقال لي إن سمو الأمير لاحظ أن هناك ثلاث لمبات في طريق المطار (لا تعمل) ونريد التحقيق معك”.

وأردف الرشيد قائلا: “جاء بي وبوزير النقل آنذاك على ما أعتقد، والأمانة، جابنا كلنا وسألنا عن سبب عدم عمل اللمبات الثلاث وكانت رسالة واضحة من سمو الأمير… ولا أعتقد أنها كانت حول اللمبات بل كانت للتذكير بأنني عُينت من ولاة الأمر لأخدم المواطن”.

وأضاف المستشار: “فقد ذكرني الأمير (بهذا الاستدعاء) مرة ثانية أن وظيفتي اليوم تكليف وليست تشريف ويجب أن يصل صوت المواطن، وليس ولي العهد فقط، لكل مسؤول والأفضل أن تستبقه”.

وتفاعلت المعارضة السعودية مع ذلك الموقف الهزلي الذين أكدوا فيه أن تعظيم مثل تلك المواقف يؤكد أنه لا يوجد ما يفعله ولي العهد سوى البحث في التفاهات، وترك المواطن صريع المشكلات والأزمات بلا حلول واقعية.

وقال الصحفي السعودي المعارض، تركي الشلهوب: “البروباغندا الحكومية في قصة ٣ لمبات مفضوحة، إذ كيف بولي عهد يلاحظ لمبات في الشارع ولا يلاحظ كم المتضررين من هدد جدة، والمشاريع المتعثرة من سنوات، والكوارث الموجودة في البلديات وغيرها!”.

وتابع “الشلهوب” بقوله: “كل هذا الفساد العائم على الإعلام لكن مع الأسف ابن سلمان لم يره لا في الواقع ولا في الإعلام لإنه كما تعلمون مشغول في كتابة رؤية 2030 بيده ومتابعة لمبات طريق المطار!”.

فيما سخر الباحث في الشأن الخليجي، فهد الغفيلي، من ذلك الموقف ومذكرًا بأزمات مدينة جدة الخطيرة، قائلاً: “عندما غرقت جدة، كانت لمبات الطرقات مضيئة! ولولا ذلك… لأتى ابن سلمان بنفسه وحاسب المسؤولين على عدم إنارتها! عوائل كاملة شُرّدت في الشوارع بعد هدم منازلهم في جدة ولم يتحرك أحد لوضع حد لمعاناتهم!”.

وتابع متهكمًا: “ابن سلمان ترك كل مشاكل البلد وانتبه للمبات ثلاث في قارعة الطريق، ليُثبت من خلالها نفسه وحرصه على متابعة الأمور، لا تلوموه، فهذه إحدى صفات السيكوباثي”.

في حين قال الأكاديمي السعودي البارز، سعيد بن ناصر الغامدي: “بلغ عن ثلاث لمبات، لكن إذا كانت لمبتين فلا داعي للبلاغ! وإذا كانت قرى في تهامة لا كهرباء فيها فلا داعي للبلاغ! وإذا قطعت الكهرباء عن بيوت العاجزين عن قيمة الفواتير فلا تتحدث فتدخل السجن، لمبات المطار دعاية تشبيحية سخيفة! طقت في راسه وقال استدعوهم وحققوا معهم! وجدة غرقت ما سُئل أحد عن ذلك”.

وقال حساب “نحو الحرية” الشهير عبر “تويتر”: “هذا حال مدينة مكة ومدينة جدة في الوقت الذي يدعي الوطنجية أن محمد بن سلمان هاله رؤية 3 لمبات لا تعمل واستدعى المسؤول. كذابين وأفاقين!”.

ووجه حساب “خط البلدة” أسئلة لولي العهد السعودي قائلاً: “بمناسبة اللمبات اللي لاحظها ولي العهد، أريد أن اسأله عن متضرري هدد جدة، هل تم تعويضهم؟”.

وقال مغرد يدعي “نمر”: “محمد بن سلمان رأى الثلاث لمبات بس ما رأى المناظر هذي اللي صارت في كل مدن ومناطق المملكة. ما رأى المواطنين الذين ذهبت بيوتهم وأُتلفت سياراتهم”.

وقال حساب “حقوق الضعاف” الشهير عبر “تويتر”: “سنوات وضاحية الملك فهد بالدمام بهذا الحال بالرغم من البلاغات التي قدمها السكان، وبلغ عن ثلاث لمبات!”.

وأضاف حساب “مجتهد فيديو”: “ابن سلمان يهمه ثلاث لمبات ولكن لا تهمه معاناة الشعب وغرق البلد في السيول”.

وقال الدكتور محمد الدوسري: “شوارع عروسة البحر جدة تفتقد للخدمات والاستدامة، من استطاع ان يعمل طرق لحلبة فورملا1، هل يعجز عن سفلتت الطرق الخدمية للمواطن”.

وأضاف طلال الدوسري: “هذه المرأة ومثلها الآلاف يفترشن الأرصفة لكسب لقمة العيش، وتحت أقدامهن آبار من النفط.. من المسؤول عنهن؟  #بلّغ_عن_ثلاث_لمبات”.

وعلقت الأكاديمية السعودية المعارضة، حصة الماضي: “هل تعلمون ان هذه الكذبة تسئ لسيدكم؟ فمن يهتم بأمر الإنارة التي في طريقه، ولا يهتم بغرق المدن اثناء نزول الأمطار هو أحمق، 3 لمبات لا تعمل جريمة لا تغتفر وازهاق الأرواح في المطر مسألة فيها نظر”.