خاص: رغم العنف الذي تواجهه المعارضة السعودية سواء داخل المملكة أو خارجها من قبل النظام الغاشم، والذي استعرت مواجهته بعد اعتلاء “محمد بن سلمان” لمقعد ولاية العهد، إلا أنه لا يزال للحق صوت، يستحق أن يُبرز أمام سيل التزييف والاتهامات الملفقة التي يتقن النظام السعودي لصقها بكل من يعارضه.

وسنحاول في هذه الزاوية استعراض أهم وأبرز الأنشطة المناهضة لاستبداد النظام السعودي، والقضايا التي يتبناها النشطاء والأكاديميون والمثقفون السعوديون في مختلف دول العالم، في محاولة لإطلاع القارئ على جهودهم في التصدي لمشروع “ابن سلمان” السلطوي الاستبدادي.

الانتخابات الأمريكية وأثرها على المملكة:

تلقي نتائج الانتخابات الأمريكية بظلالها على السعودية، نظرًا لطبيعة العلاقة الاستراتيجية بين الولايات المتحدة، والنظام السعودي، وأيضًا لدور الرئيس الحالي “ترمب” في بقاء ولي العهد محمد بن سلمان في منصبه رغم فداحة ما فعله خلال فترة حكمه، وأدلى المعارضون السعوديون بدلوهم في تلك الانتخابات ونتائجها وأثرها على المملكة.

وعلق الصحفي السعودي المعارض، تركي الشلهوب، على دعم الذباب الإلكتروني التابع للديوان الملكي السعودي لـ”ترمب”، قائلاً: “الذباب الإلكتروني يطلق الشيلات والمديح لترامب في هاشتاق #الانتخابات_الامريكيه، متجاهلين كيف جعل الملك سلمان مسخرة أمام العالم”، في إشارة لتصريح “ترمب” بأن الحصول على 450 مليار دولار من الملك سلمان، أسهل من الحصول على 113 دولار من مستأجر سيئ في نيويورك!

وأوضح “شلهوب” أن أي رئيس سيفوز في الانتخابات الأمريكية لن يتعامل مع “ابن سلمان” إلا بطريقة “الحلب”، لأن المشكلة ليست بالرئيس الأمريكي بل بابن سلمان و جرائمه الغبية التي لا تُرقع إلا بـ “الحلب”!

بينما أكد المعارض السعودي البارز، الدكتور “سعد الفقيه”، أنه أيًا كان الفائز بعد هذه الأرقام؛ فإن أمريكا دخلت في صدام حتمي ولن تفلت منه.

وتابع “الفقيه” بقوله: “واضح أن الشعب الأمريكي ازداد انقسامًا، وليس لديه إدراك لمخاطر الاستقطاب، وهذا ما “يبشر” بمواجهة داخلية شاملة”، على حد قوله.

وأشار “الفقيه” إلى أن إصرار نصف الشعب الأمريكي على ترمب؛ دليل على عدم اكتراث بالعدالة والنزاهة ورضاهم بالعنصرية والفساد.

في حين قال الأكاديمي السعودي المعارض، سعيد بن ناصر الغامدي: “إن فاز بايدن فسوف يحلب الناقة بلا ضجيج”، لافتًا إلى أن “بايدن” لن يكون مثل “ترمب” الذي يحلبها ويكشف “حياها”، ويصيح بها ذامًا و لاعنًا حتى يسمعه الجميع، منهيًا كلامه بقوله: “الناقة محلوبة مذمومة مركوبة في كل الأحوال”.

من جانبها، قالت الصحفية السعودية اللاجئة بهولندا، ريم سليمان: “سن ترامب سنة سيئة في شكل التعامل بين أمريكا والسعودية، ولا أستبعد أن يكون الذين من بعده بذات الأسلوب الذي انتهجه تجاه بلادنا (الابتزاز)”.

ولم يبد الحقوقي السعودي، يحي العسيري، حماسًا لفوز بايدن، بقدر ما أبدى حماسه لهزيمة “ترمب”، معللاً ذلك بقوله: “حماسي لهزيمة ترمب هو حماس لفوز حقوق الإنسان، حقوق الإنسان التي يعاديها ترمب ويدمرها أكثر من غيره”.

استمرار حملة مقاطعة المنتجات الفرنسية:

خرج الرئيس الفرنسي “ماكرون” على شاشة قناة “الجزيرة” ليحاول تخفيف حدة حملة المقاطعة للمنتجات الفرنسية، ولكنه فشل في نزع فتيل الأزمة.

وحول ذلك اللقاء، قال الناشط السعودي المقيم بكندا، عمر بن عبد العزيز، “تصريحات ماكرون الأخيرة في قناة الجزيرة فيها تراجع عن النبرة الحادة التي تكلم بها قبل أيام، وأقرأ فيها اعتذارًا غير مباشر للمسلمين، فهو يعرف أن تلك القناة موجهة بشكل أساسي للعرب المسلمين”.

في حين قالت ريم سليمان: “المقاطعة تنجح في إرغام ماكرون على خفض سقف تصريحاته، بل تغييرها كليًا، القوة القوة لا بارك الله بالضعف”

بينما قالت الأكاديمية السعودية المعارضة، الدكتورة “حصة الماضي”: “حاول ماكرون استغفال الشعوب ومحاولة تهدئتهم؛ حفاظًا على اقتصاد فرنسا، ونتيجة للضغوط عليه من قبل رجال الأعمال”، متابعة: “مستمرون في مقاطعة المنتجات الفرنسية”.

وحول اختيار “ماكرون” للجزيرة للظهور عليها، قال الأكاديمي السعودي المعارض، الدكتور “سعيد بن ناصر الغامدي”: “اختار ماكرون الجزيرة لقوة تأثيرها، ولتغطيتها المستمرة لفعاليات المقاطعة (ويلزمها تفنيد أقواله)، ولم يختر قنوات أوليائه كالعربية، وسكاي نيوز، وقنوات السيسي؛ لأنه يعلم سقوط صدقيتها عند الشعوب، ثم سرعان ما ظهر وسم  #لن_تخدعنا_ماكرون ؛لأن وعي المسلمين أوسع من ضيق تصوراته الاستعمارية”.

وتابع “الغامدي” بقوله: “#لن_تخدعنا_ماكرون بمغالطات ديماغوجية، وفذلكات لفظية. الحل هو: (وضع قوانين تُجرّم الإساءة للنبيﷺوللإسلام، كقوانين اللاسامية التي سجنتم بها جارودي لتشكيكه في المحرقة – فك الحصار عن المساجد والمؤسسات التي أغلقت – اعتذار رسمي معلن عن كل إساءة للنبي ﷺ – رفض التمييز ضد مسلمي فرنسا).

في حين دعا الناشط السعودي المعارض بالخارج، عبد الله الغامدي، الجماهير لعدم الانخداع بما قاله الرئيس الفرنسي، قائلاً: “أقول: لا يخدعكم ماكرون كما فعل حكامكم فسلبوكم كرامتكم وثرواتكم وتلاعبوا في دينكم. أروهم أن الحيل لم تعد تنطلي عليكم، وأن بطونكم والكماليات لم تعد أكبر اهتماماتكم، وأنكم أمة حية لا تموت. علموهم أن رسول الله أغلى عندكم من أموالكم، وأنفسكم، وأولادكم”.

في حين قال المعارض السعودي البارز، سعد الفقيه: “صحيح أن اختيار ماكرون لقناة الجزيرة شهادة من خارج المحيط العربي أنها القناة المشاهدة عربيًا، وصحيح أن حرص ماكرون على المقابلة دليل على تألم فرنسا من المقاطعة، لكن كيف كان مستوى هذه المقابلة مهنيًا؟ وهل أدت الجزيرة الأمانة؟”

وقال الصحفي، تركي الشلهوب: “هل تعلمون لماذا ذباب ابن سلمان يحاول بكل طاقته اسقاط هاشتاقات مقاطعة المنتجات الفرنسية؟ لإنه يدرك أن هكذا حملات من المقاطعة هي الخطوة الأولى في استرداد الشعوب حريتها وكرامتها و قوة تأثيرها في ميزان الصراع. ابن سلمان مرعوب منها!”

وتابع “الشلهوب” بقوله: “من إيجابيات مقاطعة المنتجات الفرنسية أن الشعوب أدركت أهميتها في قلب موازين الصراع لصالح حريتها ومبادئها وعقيدتها، فالآن أي دولة تحاول أن تتحرش وتُسيء للشعوب فسلاح المقاطعة سيكون وبالاً على اقتصادها، والإمارات ستكون في أعلى القائمة”.

رئيس حقوق الإنسان ولجين وإضرابها عن الطعام:

تسببت الناشطة السعودية المعتقلة، لجين الهذلول، في إحراج رئيس هيئة حقوق الإنسان السعودية، عواد بن صالح العواد، بعد اضطراره لحجب تعليقات متعلقة باعتقالها وتعذيبها.

وكان “العواد” قد غرد حول اختيار الرياض كعاصمة للمرأة العربية 2020، قائلاً: “المكانة التي تحظى بها المرأة في المملكة تجسدت في مستهدفات #رؤية_2030، وفي أكثر من (20) إصلاحاً نوعياً في مجال حقوق المرأة وتمكينها، تحققت خلال السنوات القليلة الماضية، بتوجيهات سيدي #خادم_الحرمين_الشريفين وإشراف مباشر من سمو سيدي #ولي_العهد”.

لتنهال التعليقات على “العواد” حول الناشطات المعتقلات وتحديدًا قضية “الهذلول”، ما اضطره لحجب عدد منها.

ومن ضمن تلك التعليقات، تعليق لأحد المغردين: “نبغى نشوف الكلام هذا في قضية إضراب لجين الهذلول وقضايا تعذيب المعتقلين والمعتقلات. راح تكتم ردي مثل ما فعلت برفاقي، اكتم الردود لكن ما تقدر تكتم صوت الحق صوت الحق أعلى منكم”.

بينما قال آخر متسائلاً: “وين لجين الهذلول يا د. عواد؟”.

ولم يتمكن العواد من إخفاء جميع التعليقات التي تسأل عن لجين لكثرتها، كما وضعه روّاد تويتر في مأزق بسبب تغريدته. إذ ذكّروه بالناشطات الحقوقيات المعتقلات بسبب نشاطهم السلمي، كما ذكّروه بسوء دار الرعاية، وقوانين العنف ضد المرأة.

في سياق متصل، كتبت لينا الهذلول، شقيقة لجين، أن العواد بدلاً من أن يتفاعل مع الأشخاص الذين أعربوا عن قلقهم على لجين، يقوم بإخفاء الردود ويحظر من حسابه كل ناقد، مضيفة: “هذا يحكي الكثير عن وضعنا، وكيف يتم التفاعل مع استفساراتنا عن لجين”.

في حين قالت الشقيقة الآخرى لـ”لجين”، علياء: “عواد العواد، المتخصص بحقوق الإنسان في السعودية يقوم بحظر متابعة من يطالبه بتوضيح وضع لجين الصحي. فعلاً مسخرة”.

وعلق الصفحي السعودي المعارض، تركي الشلهوب، على ما فعله “العواد” بقوله: “عواد العواد رئيس هيئة حقوق الإنسان السعودية، غرد عن الواقع الإيجابي للمرأة السعودية في عهد الملك سلمان، وكل من يساله عن الناشطات المعتقلات يقوم بحظره”.

بينما قال الناشط والأكاديمي السعودي المعارض، عبد الله العودة: “تعرضت للتعذيب والصعق بالكهرباء والتحرش الجنسي في سجن سعودي، زارتها اللجنة الخاصة بك وسمعت عنها، لكنك في مجلس حقوق الإنسان قررت تبييض الجلادين وتسميتها “ادعاءات كاذبة”! هيئة حقوق الإنسان متواطئة في هذه الجرائم ضدها”، يقصد “لجين الهذلول”.

وقالت الناشطة السعودية – الأمريكية، أماني الأحمدي: “بدأت لجين إضرابًا عن الطعام منذ بضعة أيام حتى الآن. لا كلمة عن وضعها ولا رد من رئيس مفوضية حقوق الإنسان في السعودية. ثم يسألون لماذا يلجأ النشطاء إلى مصادر خارجية للمساعدة، وأنتم لا تفعلون شيئًا!”.

من جهته، علق الناشط “عمر بن عبد العزيز” على ذلك بقوله: “رئيس هيئة حقوق الإنسان السعودية يخفي الردود في تويتر على تغريدته المثيرة للضحك. لاعجب من الإخفاء فهو يمثل حكومة تخفي المواطنين، بل وتخفي جثثهم”.

بينما تساءلت الأكاديمية المعارضة، حصة الماضي، عن “لجين” ومصيرها، قائلة: “أين لجين الهذلول التي أرهبتكم بشجاعتها، فأرسلتوا من يختطفها من غرفة نومها؟”، متابعة: “أين لجين الهذلول، وماهو حالها بعد الإضراب الذي لجأت إليه مرغمة بعد تعرضها لانتهاكات شديدة داخل معتقلات السعودية سيئة الصيت”.

رفع السرية عن وثائق قضية “الجبري”:

رفعت محكمة أمريكية، السرية عن جميع المستندات الخاصة بقضية المستشار الأمني السعودي السابق، سعد الجبري، التي أقامها ضد ولي العهد السعودي، الأمير “محمد بن سلمان”.

وأوضحت المحكمة أن هذا الرفع عن سرية المستندات جاء بناءً على طلب تقدم به “الجبري”، بحسب ما أوردته صحيفة “واشنطن بوست”.

وأشارت الصحيفة إلى أن “الجبري” تقدم بطلبه هذا إلى المحكمة في 29 من الشهر الماضي، للكشف عن الوثائق المتعلقة بقضيته، ووثائق سرية يرى أنها تتضمن “أدلة وادعاءات” على تواطؤ ولي العهد السعودي في محاولة خطفه وتعذيبه وقتله.

من جانبه، علق الصحفي، تركي الشلهوب، قائلاً: “قاضٍ فدرالي أمريكي يوافق على طلب سعد الجبري رفع السرية عن ملفات قضيته المرفوعة ضد ابن سلمان، كلما أراد ابن سلمان أخذ قسط من الراحة جاءته الركلات من حيث لا يحتسب”، وتابع بقوله: “الجبري سيُمرغ أنف ابن سلمان في التراب؛ فالانتقام للأولاد بركان  لا يهدأ”.

بينما قالت الأكاديمية المعارضة، حصة الماضي: “كيف تطلبون من ابن سلمان انقاذكم وهو يدور على من ينقذه من جرائمه أمام المحكمة الأمريكية التي ارسلت له تبليغ بالواتساب؟!”.

في حين قال الأكاديمي، عبد الله العودة: “بعد قضية الجبري، وقضية خطيبة خاشقجي ومؤسسة العدالة، ضد متورطين في اغتيال خاشقجي ومحاولة اغتيال الجبري، السعودية تطالب بعدم تطبيق الولاية (الاختصاص) القضائي الدولي”.