خاص: رغم العنف الذي تواجهه المعارضة السعودية سواء داخل المملكة أو خارجها من قبل النظام الغاشم، والذي استعرت مواجهته بعد اعتلاء “محمد بن سلمان” لمقعد ولاية العهد، إلا أنه لا يزال للحق صوت، يستحق أن يُبرز أمام سيل التزييف والاتهامات الملفقة التي يتقن النظام السعودي لصقها بكل من يعارضه.

وسنحاول في هذه الزاوية استعراض أهم وأبرز الأنشطة المناهضة لاستبداد النظام السعودي، والقضايا التي يتبناها النشطاء والأكاديميون والمثقفون السعوديون في مختلف دول العالم، في محاولة لإطلاع القارئ على جهودهم في التصدي لمشروع “ابن سلمان” السلطوي الاستبدادي.

العفو عن الناشطات المعتقلات:

تفاعلت المعاضة السعودية مع ما ذكره السفير السعودي لدى المملكة المتحدة، خالد بن بندر بن عبد العزيز آل سعود، أن الرياض “تدرس العفو عن الناشطات المعتقلات قبل استضافتها قمة مجموعة العشرين هذا الشهر”.

وزعم السفير السعودي، في تصريحات لصحيفة “الجارديان” البريطانية، أن المحاكم السعودية رأت أن الناشطات مذنبات بأكثر من مجرد الدفاع عن الحق في القيادة، “لكن هناك نقاشًا يدور في وزارة الخارجية حول ما إذا كان استمرار احتجازهن قد سبب للمملكة الكثير من الضرر السياسي الذي لم يكن مجديًا”.

وأضاف أن “هناك مجموعة متنوعة من الآراء داخل أروقة الحكم بخصوص ملف الناشطات، فهناك من يقول إنه لا يهم ما يعتقده الآخرون عنا، فالمهم هو القيام بما هو مناسب لبلدنا، وإذا انتهك الناس قوانيننا عن قصد، فيجب معاقبتهم وفقًا لتلك القوانين، فيما يقول أشخاص آخرون إن الأمر لا يستحق ذلك، اتركوهن يخرجن، دعهن يعيشن حياتهن وتجاهلهن”. حسب قوله.

فمن جانبه، قال المحامي والحقوقي السعودي، يحي العسيري: “هل هذه نية جدية؟ أم أنه ضمن وعود السلطة المتكررة الغير صادقة؟”، وتابع بقوله: “الإفراج عنهن ليس عفو، فلسن مذنبات، ودفاعهن عن حقوق الإنسان عمل وطني نبيل، وقمعهن وتعذيبهن وسجنهن خيانة وطنية من السلطة”.

وأشار “العسيري” في تغريدته إلى أن الأمر ليس بيد الخارجية كما ذكر السفير، بل لدى ولي العهد السعودي ذاته، الذي اتهمهن بالخيانة دون أن يحضر أي دليل.

في حين قال، الناشط السعودي البارز، عمر بن عبد العزيز: “سيطلق محمد بن سلمان سراح المعتقلات رغم أنفه للمرة الخامسة في ظرف ٣ أيام”.

وتابع في تغريدة منفصلة: “كما ذكرت بالأمس المعتقلات سيخرجهن الضغط من الإدارة الأمريكية لا قمة العشرين، ستخضع الحكومة السعودية، وتطلق سراح المعتقلات بالإضافة لأسماء لها شهرة من المعتقلين”.

بينما أورد المعارض السعودي البارز، سعيد بن ناصر الغامدي، ما نقلته هيئة الإذاعة البريطانية “BBC” عن السفارة السعودية في لندن، والتي نفت أي حديث للسفير السعودي عن نقاش بشأن احتمال العفو عن الناشطات المعتقلات قبل قمة الـ20.

وعلق “الغامدي” على ذلك بقوله: “هذا هو المُتوقع من نظام قمعي وكذاب في الوقت نفسه!”.

تجريم الانتماء لجماعة الإخوان:

أصدرت هيئة كبار العلماء السعودية بيانًا وصفت فيه جماعة الإخوان المسلمين بـ”الإرهابية”، قائلة إنها لا تمثل منهج الإسلام، وإنما تتبع أهدافها الحزبية المخالفة للدين.

وذكرت الهيئة الدينية السعودية الرسمية، في بيان نشرته وكالة الأنباء السعودية، إن جماعة الإخوان “تتستر بالدين وتمارس ما يخالفه من الفرقة وإثارة الفتنة والعنف والإرهاب”.

ولا يزال وسم #كبار_العلماء_تجرم_الإخوان من بين قائمة أكثر الوسوم انتشاًرا في الدول العربية، وتحته تبيانت ردود فعل المعارضة السعودية على ذلك القرار.

فرأى الصحفي السعودي المعارض، تركي الشلهوب، أن القرار تقدمة لإصدر أحكام بإعدام المشايخ المعتقلين، قائلاً: “هل نسمع بناء على ذلك خبرًا عن إعدام المشايخ المعتقلين إن تم اعتبارهم “إرهابين من الإخوان”؟!”

واعتبر “الشلهوب” أن هذه قضية كبرى وخطيرة ولا يجب الاستهانة بها، فهي باب سوف يستغله ابن سلمان لتجريم كل شيخ لا يتكلم بما يريد، أو لاعتقال كل شيخ يدعو للاعتدال، وكذلك سيستغلها “ابن سلمان” للضرب بمصداقية كل داعية لا يطبل له، على حد قوله.

وأردف الشلهوب في تغريدة آخرى له، بأنه “لا عجب أن أحد الموقعين على البيان هو “محمد العيسى” الذي يعتبر اليهود والنصارى أخوة له”

بينما قالت الصحفية السعودية اللاجئة بهولندا، ريم سليمان: “أخشى أن يكون هذا البيان تمهيدًا لإصدار أحكام الإعدام بحق كبار معتقلي الرأي أمثال العودة والحوالي والقرني وغيرهم.. ماذا أصاب بلادنا؟!”.

في حين علق الصحفي، أحمد بن راشد بن سعيد، على البيان بقوله: “التشكيلة الجديدة لـ هيئة كبار العلماء تبدو modern، .. وهو ما أهّلها لإصدار فتوى تشيطن جماعة الإخوان المسلمين، وتدمغها بالانحراف، والشر، والنفاق، والإفساد في الأرض، وإثارة الفتنة، وممارسة الإرهاب، وغير ذلك من المفردات اللغوية التي داعبت هوى المعتوه”.

بينما تسائل المعارض السعودي البارز، سعيد بن ناصر الغامدي، حول جدوى هذا البيان الآن، قائلاً: “بيان هيئة كبار العلماء في الرياض لشيطنة الاخوان ونبزهم بالإرهاب، هو أمر قد قررته الحكومة من أيام الملك عبد الله بعد انقلاب السيسي.. فماهو الدافع لإصداره مجددا باسم العلماء؟”.

في حين قال الناشط المعارض، عبد الله الغامدي: “الحمد الله، فهذه شهادة لهم بأنهم عادوا للحق وأنهم يسيرون الآن في الطريق الصحيح بعد أن كان بعضهم يجاملون الطغاة وبعضهم الآخر يتعاونون مع الطغاة والقليل منهم الثابتون. والمهم الآن أن الجماعة عرفت أن مجاملة الطغاة ما تجيب إلا سواد الوجه”، على حد زعمه.

مكالمة “العودة” لذويه من المعتقل:

نشر الأكاديمي السعودي المعارض بالخارج، عبد الله العودة، مكالمة لوالده الداعية المعتقل “سلمان العودة”، في اتصال مع عائلته من داخل محبسه.

المقطع تم نشره قبل أيام من جلسة محاكمته المقررة في 16 نوفمبر/ تشرين الثاني الجاري.

“عبدالله”، نشر عبر حسابه على تويتر، مقطع فيديو قصير من المكالمة، وعلق عليه قائلا “في مكالمة من السجن.. نسمع فيها صوت الوالد سلمان العودة”.

وتابع : “الحفيد ميلاد يبشّر جده: أبشرك دخلت المرحلة المتوسطة، فيجيب سلمان العودة: “لا..  ما شاء الله، أنا مشتاق لكم كلكم”.

وعلق الصحفي السعودية المعارض، تركي الشلهوب، على تلك المكالمة الجديدة بقوله: “مكالمة جديدة للشيخ سلمان العودة، فرج الله عنه مع أهله وحفيده، شيء يكسر القلب والله أن نسمع صوت هذا الشيخ الفاضل من وراء القضبان”.

طائرة صهيونية تحلق في أجواء مكة: 

جاء كشف صحيفة “يديعوت أحرونوت” العبرية، عن قيام طائرة صهيونية بالتحليق فوق مدينة مكة المكرمة السعودية، خلال رحلتها إلى الهند، بمثابة صدمة للكثيرين

ففي تغريدة لمحرر شؤون الطيران بالصحيفة، إيتاي بلومنتال، أعادت نشرها “يديعوت أحرونوت” بحسابها على “تويتر”، جاء فيها: “جميل جدًا: طائرة صهيونية أقلعت أمس من مطار بن جوريون (بتل أبيب) إلى الهند عبر إثيوبيا، ولم تتنازل عن زيارة سماء مدينتي جدة ومكة في السعودية”.

وأرفق الصحفي الصهيوني التغريدة بتوثيق لإحدى شركات تتبع حركة الطائرات يظهر تحليق الطائرة في مسار مستقيم فوق البحر الأحمر قبل أن تجنح يسارًا وتمر فوق مدينتي جدة ومكة المكرمة.

من جهته، علق الصحفي السعودي المعارض، تركي الشلهوب، على تلك الأنباء بقوله: “في زمن ابن سلمان، الطيران الإسرائيلي ينتهك حرمة أجواء مكة والمدينة ويحلق فوقها في طريقه إلى الهند.. الله أكبر على هذا الإفساد في بلاد الحرمين”.

استمرار حملة مقاطعة المنتجات الفرنسية:

لازالت تتواصل أصداء حملة المقاطعة للمنتجات الفرنسية، بعد إساءة الرئيس الفرنسي، مانويل ماكرون، للنبي – صلى الله عليه وسلم-، حيث قالت الناشطة السعودية المعارضة، نورة الحربي: “حتى لو كانت مجانًا – في إشارة للمنتجات الفرنسية – مستمرون.

بينما قال الصحفي، تركي الشلهوب: “الغرفة التجارية الفرنسية تعلن: كارفور يحتمل المقاطعة لمدة شهر و20 يوماً فقط وبعدها قد يعلن الإفلاس! تخيلوا أن شركة بقدر كارفور المدعومة من الحكومة الفرنسية هذا أقصى زمن لتحملها، فكيف أيضاً لو فعلنا المثل وقاطعنا منتجات جبل علي المغشوشة!”.

في حين قال المعارض السعودي، سعيد بن ناصر الغامدي: “ولو ببلاش لن يقتني بضاعة فرنسا من يحب رسول الله محمداً صلى الله عليه وسلم”.

وعلق الناشط البارز، عمر بن عبد العزيز، على لقاء وزير خارجية فرنسا مع شيخ الأزهر، قائلاً: “تبحث فرنسا هنا عن ثاني محاولة لتخفيف حدة ردة الفعل الشعبية تجاه الإساءة لمقام النبي صلى الله عليه وسلم، كانت المحاولة الأولى عبر الجزيرة وفشلت، والمحاولة الثانية عبر الأزهر وستفشل”.

وقال الناشط المعارض بالخارج، عبد الله الغامدي: “حتى لو اعتذر ماكرون فالمقاطعة لابد أن تستمر حتى يسقط ويضعنا الشعب الفرنسي في حسبانه عند انتخاب رئيسه القادم”.