خاص: رغم العنف الذي تواجهه المعارضة السعودية سواء داخل المملكة أو خارجها من قبل النظام الغاشم، والذي استعرت مواجهته بعد اعتلاء “محمد بن سلمان” لمقعد ولاية العهد، إلا أنه لا يزال للحق صوت، يستحق أن يُبرز أمام سيل التزييف والاتهامات الملفقة التي يتقن النظام السعودي لصقها بكل من يعارضه.
وسنحاول في هذه الزاوية استعراض أهم وأبرز الأنشطة المناهضة لاستبداد النظام السعودي، والقضايا التي يتبناها النشطاء والأكاديميون والمثقفون السعوديون في مختلف دول العالم، في محاولة لإطلاع القارئ على جهودهم في التصدي لمشروع “ابن سلمان” السلطوي الاستبدادي.
ردود الفعل بشأن تصريحات “ابن سلمان”:
خرج ولي العهد السعودي، الأمير “محمد بن سلمان”، في تصريحات أقضت مضاجع الكثير من المواطنين بالمملكة، خوفًا على مستقبلهم مما يحاك لهم من سياسات اقتصادية ستقتص المزيد والمزيد من جيب المواطن السعودي.
ففي تعقيب له على الخطاب الذي ألقاه العاهل السعودي، الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود أمام مجلس الشورى، أوضح “ابن سلمان” أن الفساد انتشر في المملكة العربية السعودية خلال العقود الماضية مثل السرطان، وأصبح يستهلك 5% إلى 15% من ميزانية الدولة”، بحسب وكالة الأنباء السعودية (واس).
وفاجأ ابن سلمان السعوديين بشأن المرحلة التي كادت تجبر الحكومة السعودية على خفض رواتب الموظفين بنسبة 30%، كما أشار ولي العهد إلى أن المملكة باعتبارها أحد أكبر وأهم اقتصاديات العالم، فإنها تسعى بجدية للعمل على مضاعفة حجم الاقتصاد وتنوعه، وأن المؤشر الرئيسي لنجاح خططها الاقتصادية هو الناتج المحلي غير النفطي.
وأكد ولي العهد أن زيادة معدلات التوظيف على رأس أولويات الحكومة، مُشيرًا إلى أن نسبة البطالة انخفضت من 13% في 2018 إلى 11.8% في بداية 2020.
وذكر الأمير محمد بن سلمان أن السعودية واحدة من أفضل 10 دول في التعامل مع التبعات الاقتصادية لجائحة كورونا، وأنه مع نهاية 2020 “سنكون من أقل دول مجموعة العشرين المتأثرة” بالوباء. حسب قوله.
وأعرب عن تفاؤله بأن تكون المملكة “أحد أسرع دول المجموعة نموًا في الناتج المحلي غير النفطي في قادم السنوات”.
كل تلك التصريحات تفاعلت معها المعارضة السعودية بذكر الحقائق على أرض الواقع، والتي لا تحتاج إلى بيان، فجاء تعليق الصحفي السعودي المعارض، تركي الشلهوب، على تلك التصريحات بقوله: “من التناقضات الفَجّة في تصريح ابن سلمان .. بأن هدفه “تحسين دخل المواطن”، وفي نفس الوقت يمارس التهديد الناعم ضد المواطن بخصم 30٪ من راتبه إضافة إلى إلغاء البدلات والعلاوات”.
وتابع “الشلهوب” قائلاً: “يخرج ابن سلمان ليزعم أنه يحارب الفساد، وهو في الواقع عرّاب الفساد المالي، فقد أنفق المليارات على يخت ولوحة مزيفة، وعرّاب فساد السلطة فمستشاروه هم أعمدة الفساد كتركي آل الشيخ وسعود القحطاني ومحمد التونسي، وعراب الفساد الديني، فخطيبه السديس ومفتيه العيسى من مُشرعي التطبيع مع إسرائيل”.
كما عدد “الشلهوب” ما قدمته الحكومة السعودية بشكل فعلي للشعب، قائلاً: (اعتقلت النساء وسكتت عن المتحرشين، اعتقلت العلماء والمشايخ والمغردين، قطعت المعارضين، هجرت المواطنين من منازلهم، تجسست على المواطنين ببرامج إسرائيلية، زادت نسبة البطالة إلى 15.4%، عاثت الفساد في كل مكان).
بينما وجه الناشط السعودي بالخارج، عبد الله الغامدي، رسالة إلى حكام المملكة، قائلاً: “وفِي حال سقوط حكمكم يا لصوص، وتولي القوي الأمين، ووزعت الثروات بالعدل، فستلغى الإيرادات الغير نفطية، وترتفع الرواتب على أقل تقدير 100%، وسيكون هناك حد أدنى للأجور لا يقل عن 5000 ريال، وستُحل أزمة السكن والبطالة والفقر في أقل من 3 سنوات”.
وحول الشكر الذي وجهه ولي العهد في ختام تصريحاته للشعب السعودي، علق “الغامدي” قائلاً: “بعد أن سرق ثرواتكم، وأفسد دينكم وأخلاقكم، ونهب ثرواتكم، وأهان كرامتكم، وسلب حريتكم؛ يشكركم! هذه والله إهانة واستحقار لكم يا شعب..”.
إساءة جديدة من “تركي الحمد” لصحيح البخاري:
أثار الأكاديمي السعودي، تركي الحمد، حالة من الجدل، بعد تغريدة مسيئة قارن فيها بين كتاب صحيح البخاري بالقرآن الكريم، زاعمًا أنه يجد تناقضًا بينهما.
وغرد “الحمد” قائلاً: “قبل أن ننتقد الصور المسيئة لرسولنا الكريم، عليه السلام، علينا أن ننتقد تراثنا الذي وفّر المادة الحية لهذه الرسومات، وأولها صحيح البخاري.. من خلال هذا الكتاب، ومقارنته بالقرآن الكريم، أجد أنه يتناقض معه تمامًا”. حسب زعمه.
وتفاعل المغردون والناشطون مع هذه التغريدة، وتحت وسم #الحمد_يشكك_بالبخاري، كتب العديد منهم تغريدات ترفض ما قاله “الحمد”.
فقالت الناشطة السعودية، نورة الحربي: “#تركي_الحمد_يسيئ_للبخاري، وأمثاله عملاء مشروع تغريب بلاد الحرمين، وترويج الوثنية في مهبط الوحي، وهذه الأحداث تكشف لنا من يدافع عن الإسلام، ومن يحاربه”.
في حين وجه المعارض السعودي البارز، سعيد بن ناصر الغامدي، تساؤلاً إلى هيئة كبار العلماء السعودية، قائلاً: “إلى هيئة كبار العلماء، وشؤون الحرمين، وأئمة المسجد الحرام، والمسجد النبوي، شيطنوا من شئتم من علماء ودعاة الإسلام، فحسابكم عند الله. لكن ماذا تقولون في كلام تركي الحمد هذا الذي يتمتع بحماية ودعم ابن سلمان وأبيه؟ أليس هذا أولى بشجاعتكم وقولكم للحق وعدم خوفكم في الحق لومة لائم؟!”.
بينما قال الصحفي المعارض، أحمد بن راشد بن سعيد: “الطعن في السنّة، لاسيما صحيح البخاري، قديم، وتتولّى كِبرَه “الليبرالية” السعودية الموالية والمقرّبة .. تركي الحمد يسيئ للبخاري، وغيره، لأن المطلوب هدم القيم و”المرجعيات” التي تحول دون تغييرات يريدها الساسة، كالتطبيع”.
وتابع “ابن سعيد” بقوله: “والآن، وقد قالت هيئة كبار العلماء في السعودية بضلال جماعة الإخوان المسلمين وانحرافها، ووصمتها بالإرهاب (بما فيها طبعاً حركة حماس التي تقاوم الاحتلال الصهيوني للأرض المقدسة)، ماذا عساها أن تقول في هذا السعودي الذي يطعن في صحيح البخاري؟ هل ستنطق؟ لا، لأنه هو الآخر يعادي الإخوان!”.
وأكد الصحفي المعارض، تركي الشلهوب، أن خطوة “الحمد” ليست خطوة عفوية ولا مصادفة، بل هي ركيزة أساسية في مشروع ابن زايد وابن سلمان لضرب السنة النبوية عبر مهاجمة صحيح البخاري، وليست الإساءات للبخاري الصادرة من أذيال الإمارات مثل وسيم يوسف أو موزة غباش عنا ببعيدة.
بينما وجه المعارض السعودي البارز، الدكتور “سعد الفقيه” عدة نساؤلات لمتابعيه عبر حسابه بـ”تويتر”، قائلاً: “هل جرأة تركي الحمد على البخاري والسنة شيء جديد؟ ألم يتجرأ على الذات النبوية وعلى الذات الإلهية؟ هل يؤمن الحمد بالقرآن أصلاً؟ هل يستطيع انتقاد رؤية ٢٠٣٠ أو أي عبارة من عبارات ابن سلمان؟ حين يتجرأ شخص بمثل هذا الكلام في بلادنا فأين الخلل؟”
استيلاء الدولة على أموال التقاعد والتأمينات:
كشفت بيانات رسمية سعودية، عن خطر يهدد رواتب قرابة الـ900 ألف متقاعد، بسبب سياسة الاستدانة التي تمارسها الحكومة السعودية لسد عجز الموازنة على حساب رواتب هؤلاء المتقاعدين.
فبحسب بيانات صادرة عن مؤسستي التقاعد والتأمينات الاجتماعية السعودية، فإن المؤسستين ارتفعت حيازتهما من الدين المحلي إلى الضعفين، خلال النصف الأول من العام 2020، في وقت تسعى فيه المملكة إلى لتمويل عجز متزايد في الموازنة العامة.
وكان ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، قد ذكر في مقابلة مع وكالة الأنباء الرسمية “واس”، أن المملكة فقدت نحو 103 مليارات ريال سعودي من موازنتها وخزينتها العامة.
من جهته، علق الصحفي السعودي المعارض، تركي الشلهوب، على الخبر بقوله: “الحكومة تستدين من صندوقي التقاعد والتأمينات لتغطي عجز الميزانية”، متابعًا: “عجز الميزانية الذي خلفه فساد ابن سلمان ومشاريعه غير المدروسة، سيضر الآن باستحقاقات أكثر من 800 ألف متقاعد في البلد، ثم يخرج ويُصرّح بكل وقاحة أنه سيزيد من دخل المواطن!”.
ترحيب الكيان الصهيوني بموقف “كبار العلماء” من الإخوان:
رحبت وزارة الخارجية الصهيونية، ببيان هيئة كبار العلماء السعودية التي وصفت جماعة الإخوان المسلمين بأنها “إرهابية”.
وقالت الخارجية الصهيونية عبر حسابها على “تويتر” الناطق باللغة العربية: “يسعدنا نحن في إسرائيل أن نرى هذا المنهج المناهض لاستغلال الدين للتحريض والفتنة، ولا شك أن جميع الديانات السماوية جاءت لزرع المحبة والألفة بين الناس”.
وقال الصحفي، تركي الشلهوب، تعليقًا على ذلك الترحيب الصهيوني: “هيئة علماء ابن سلمان.. تجعل أوامر الديوان الملكي فوق أوامر الإسلام، تبرر لفساد كبار الأمراء، وتفتي بهدر دم المواطنين، تجرّم الإخوان المسلمين، وتفتي بجواز التعاطف مع الصهاينة، هذه ليست هيئة دينية، بل أداة لترسيخ الفساد، وتمكين الظلم باسم الإسلام”.
في حين علق الصحفي المعارض، أحمد بن راشد بن سعيد، قائلاً: “موقعا شبكة CNN ووكالة Sputnik الروسية، يتناولان احتفاء الكيان الصهيوني ببيان هيئة كبار العلماء الذي صنّف الإخوان جماعة إرهابية، ناقلين تعبيره عن السعادة بهذا “المنهج المناهض لاستغلال الدين للتحريض والفتنة”، مختتمًا تغريدته بقوله: “وأنا أهنئ الهيئة برضا اليهود عنها”!
في حين علق المعارض السعودي البارز، سعيد بن ناصر الغامدي، على ذلك الترحيب، بقوله: “هل هناك خزي أعظم من هذا الخزي وهل هناك عار أشنع من هذا العار ؟ يا هيئة كبار العلماء”.