خاص: رغم العنف الذي تواجهه المعارضة السعودية سواء داخل المملكة أو خارجها من قبل النظام الغاشم، والذي استعرت مواجهته بعد اعتلاء “محمد بن سلمان” لمقعد ولاية العهد، إلا أنه لا يزال للحق صوت، يستحق أن يُبرز أمام سيل التزييف والاتهامات الملفقة التي يتقن النظام السعودي لصقها بكل من يعارضه.

وسنحاول في هذه الزاوية استعراض أهم وأبرز الأنشطة المناهضة لاستبداد النظام السعودي، والقضايا التي يتبناها النشطاء والأكاديميون والمثقفون السعوديون في مختلف دول العالم، في محاولة لإطلاع القارئ على جهودهم في التصدي لمشروع “ابن سلمان” السلطوي الاستبدادي.

1- التطبيع الرسمي بين الإمارات والكيان الصهيوني:

أثار إعلان الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، عقد كل من الإمارات والكيان الصهيوني اتفاقية تاريخية يهدف من ورائها لتطبيع العلاقات بين البلدين، حفيظة المعارضين داخل السعودية، نظرًا لأنه من المتوقع أن تكون السعودية هي الخطوة التالية في خطة التطبيع الخليجي تلك، ولحساسية القضية الفلسطينية ذاتها وبقائها في قلب القضايا التي تهتم بها المعارضة السعودية عمومًا.

فمن جانبه، قال الناشط السعودي المعارض بالخارج، عمر بن عبد العزيز، في مقطع مصور نشره عبر حسابه الموثق بـ”تويتر” حول تطبيع العلاقات بين الإمارات والكيان الصهيوني: “ما في تصريح سعودي رسمي حتى الآن بالرفض أو القبول، مشتهية ومستحية كما يقولون، ما في اي ردة فعل رسمية الناس ينتظرون، ما تقوله الإمارات نحن وراءه دائمًا”.

وقام “عبد العزيز” بإعادة تغريد تغريدات لمعتقلي رأي كثر من أمثال (العودة، والزامل، والفارسي) يعلنون فيها رفضهم للتطبيع مع الكيان الصهيوني بأي شكل، وتحت أي مسمى.

بينما أوضح الناشط السعودي المعارض، سعيد بن ناصر الغامدي، في تغريدة له أنه “بالرغم من كارثة التصهين المتوالية..إلا أن في تضاعيفها خير كثير، منه: انكشاف الأنظمة الخانعة الخائنة – اتضاح المواقف – تمايز الصفوف – ظهور ضغائن القلوب – كنس فضلات عجل السامري – استقبال الأمة لعهد جديد نظيف من هذه الأخشاب النخرة المسنّدة وما تحتها من حشرات).

كما اقتبس الناشط والأكاديمي السعودي بالولايات المتحدة، عبد الله العودة، مقطعا من تصريحات لصهر “ترامب” وصديق “ابن سلمان”، جاريد كوشنر، وهو يقول عن اتجاه التطبيع داخل المملكة الآن: “القضية الفلسطينية وعداء الاحتلال الصهيوني انتهى مع الجيل القديم بالسعودية..وأن هناك جيلا جديدا فيها يدعم التحول ويرى إسرائيل نموذجًا يحتذى.. ويريدون علاقات معها”، معلقًا على ذلك بقوله: “كوشنر واليمين الصهيوني المتطرف في أماكن مختلفة يعوّلون على نسيانكم للقضية الفلسطينية.. ويعوّلون على اندثار هذا الحس المقاوم للاحتلال والقمع والظلم في نفوسكم.. ويظنون أن القصة ستنتهي مع الكبار”.

ثم عاود “العودة” التغريد واصفًا ما يحدث في المملكة الآن، بقوله: “هم صفّوا كل الأصوات الشعبية المعادية للتطبيع.. اعتقلوا النشطاء الأحرار.. دعموا الحروب المعادية الشعوب باليمن وليبيا وسوريا.. حاربوا شعبهم وأبناء قومهم.. هيئوا كل أسباب الخذلان.. احتكروا الإعلام التقليدي.. وزرعوا الذباب في الإعلام الجديد، كل ذلك كان لمثل هذه اللحظة! #التطبيع_خيانة”.

من جهته، غرد الناشط الحقوقي السعودي، يحي العسيري، قائلاً: “الإمارات توقف ضم إسرائيل للأراضي الفلسطينية” تذكرني هذه العبارة بقصة خاطف طائرة، قال للركاب أنه ينوي اغتصاب كل من في الطائرة، فتبرع أحد الركاب بأن يفدي جميع الركاب وينوب عنهم، فصرخ ركاب آخرون “كلنا كلنا”…. كلكم ماذا؟ كلكم مطبعون تسلمون شرفكم للمحتل، فماذا أوقفتم وماذا حميتم؟!”.

بينما دعت الناشطة السعودية المعارضة، نورة الحربي، الناشطين للتغريد بوسم #مليونية_ضد_التطبيع رفضًا للتطبيع الصهيوني الإمارتي السعودي، متسائلة عن دور “هيئة كبار العلماء”، مشيرة إلى أنهم شركاء في الظلم والتصهين والتطبيع.

في حين، قال الصحفي السعودي المعارض، تركي الشلهوب: “لدينا الكثير من المصالح مع #إسرائيل”.. هذا ما قاله محمد بن سلمان لمجلة “أتلانتك” الأمريكية في عام 2018. التطبيع السعودي بات قريبًا جدًا، فلا يمكن للتلميذ في #الرياض أن يتخلَّف عن معلِّمه في #أبوظبي”.

وأضاف “الشلهوب” مؤكدًا كلامه: “الوسيط بين الإمارات وإسرائيل، الملياردير اليهودي “حاييم سابان”، يؤكد أن #محمد_بن_سلمان أخبره بأنه مستعد للتطبيع مع #إسرائيل لكنه يخشى من أن تؤدي هذه الخطوة إلى اندلاع فوضى بالمملكة”.

2- تطورات قضية “الجبري”:

ولا تزال قضية “الجبري” ضد “ابن سلمان”، شاخصة أمام الأعين عقب استدعاء المحكمة الأمريكية لولي العهد السعودي، وأكد الناشط السعودي المعارض بالخارج، عمر بن عبد العزيز، أن تعامل الحكومة السعودية مع القضية يؤكد أننا نتعامل مع أغبى نظام حكم بلادنا، فحين يخرج مسؤول سعودي ليؤكد أن الحبري لن يستطيع إفشاء ممارسات للنظام هو كان شريك فيها لأنها لن تعجب المؤسسات الحقوقية، فهذا أغبى تصريح يخرج من مسؤول يجب أن يحال إلى التعاقد، هل هذا يكون رد حكومة، ولا طلاب من فصل مكفوفين لا يرون شيء!!

وفي كلمة للمعارضة السعودية حول تلك القضية، قال “عبد العزيز”: “ركز وارسم لك هدف واتجه نحوه، أما خلق عداوات لا قيمة لها، فلا داعي لها؛ لأن هناك جبهات كثيرة تهدف لإضعاف ما نقوم به، فالناس لا تريد أن تسمع رأي المعارض فلاني في المعارض العلاني، وفي النهاية الخصم الذي تزعم أنهك تحاربه هو المنتصر بصنع تلك العداوات”.

من جهته قال الصحفي السعودي المعارض، تركي الشلهوب، عبر حسابه بـ”تويتر”، معلقًا على تعامل المملكة مع تطورات القضية: “لو اجتمع كل خصوم #السعودية وأعدائها، ووظّفوا كل أموالهم وإمكاناتهم وقدراتهم ضدها، لما كان بإمكانهم فعل ما فعله محمد بن سلمان بها! الأغبياء أعداء أنفسهم”.

 

3- أزمة السعودية مع باكستان بسبب كشمير:

وتطرق العديد من المعارضين لتلك الأزمة التي نشبت بين السعودية وباكستان بسبب موقف المملكة الخانع اتجاه أزمة إقليم كشمير المتنازع عليه بين الهند وباكستان، ورغم أن معظم سكانه من المسلمين، إلا أن السعودية تقف عائقا أمام اجتماع دول مجلس التعاون الإسلامي لمناقشة قضية الإقليم، وهو ما دفع باكستان لرفض الموقف السعودي والذي جاء رغبة في التصالح مع الهند، ما دفع السعودية لتهديد الحكومة الباكستانية برد الودائع التي قدمتها المملكة لها، وكذلك وقف صفقات النفط المؤجب سدادها.

وعلق الناشط المعارض، سعيد بن ناصر الغامدي، على تلك القضية قائلاً: “ردة فعل من باكستان متوقعة بعد الإساءة لها، وخذلانها في قضية كشمير، هل تسعى المملكة في دفن منظمة التعاون الإسلامي عمليًا..كما دفنت مجلس التعاون الخليجي واقعيًا؟! ومن اكتحل بفحم الغرقد عمي!”.

من جانبه انتقد الصحفي والناشط السعودي تركي الشلهوب مسارعة النظام في خسارة حلفائه المهمين من أمثال باكستان قائلاً على حسابه بتويتر: “أزمة سعودية جديدة مع دولة إسلامية مهمة #باكستان !!! المراهقون لم يُبقوا للبلد صديقًا ولا حليفًا.. كسبوا عداوة الجميع!!”.

وأضاف الشلهوب في تغريدة أخرى: “#محمد_بن_سلمان أمر بإيقاف إمداد #باكستان بالنفط، لأنها طالبت الحكومة #السعودية باتخاذ موقف أكثر وضوحًا من قضية “#كشمير المسلمة”، ومن ممارسات الاحتلال الهندوسي تجاه مسلمي الإقليم !بالأمس أيد #ابن_سلمان إبادة الصين لمسلمي #الإيغور، واليوم يحارب  مَن يناصر مسلمي #كشمير !

وعلى صعيد آخر اقترح الناشط السعودي حمزة الكناني في تغريدة له: “يجب على #باكستان في أسرع وقت ممكن إيجاد إمدادات نفطية بديلة عن الإمدادات السعودية السلطوية، وإخراج نفسها تدريجيًا من عباءة التسلط السعودية كي تملك قرارها السياسي والسيادي”.