خاص: رغم العنف الذي تواجهه المعارضة السعودية سواء داخل المملكة أو خارجها من قبل النظام الغاشم، والذي استعرت مواجهته بعد اعتلاء “محمد بن سلمان” لمقعد ولاية العهد، إلا أنه لا يزال للحق صوت، يستحق أن يُبرز أمام سيل التزييف والاتهامات الملفقة التي يتقن النظام السعودي لصقها بكل من يعارضه.

وسنحاول في هذه الزاوية استعراض أهم وأبرز الأنشطة المناهضة لاستبداد النظام السعودي، والقضايا التي يتبناها النشطاء والأكاديميون والمثقفون السعوديون في مختلف دول العالم، في محاولة لإطلاع القارئ على جهودهم في التصدي لمشروع “ابن سلمان” السلطوي الاستبدادي.

إضراب “العتيبي” ومعتقلي الرأي:

أفادت منظمة “القسط” لحقوق الإنسان السعودية، أن عددًا من معتقلي الرأي في السعودية، وعلى رأسهم الناشط الحقوقي، محمد العتيبي، بدأوا إضرابًا عن الطعام.

وأوضح حساب المنظمة على “تويتر” أن الإضراب جاء احتجاجًا على سوء المعاملة التي يتلقاها “العتيبي”، ورفاقه داخل محبسهم.

جدير بالذكر أن تلك ليست المرة الأولى التي يُعلن فيها “العتيبي” إضرابه عن الطعام، فقد كشفت أسرته في مايو 2019، دخوله في إضراب مفتوح عن الطعام، احتجاجًا على الأوضاع المزرية داخل محبسه أيضًا.

وقامت السلطات آنذاك بمنع اي اتصالات لـ”العتيبي” بأسرته، قبل إعلان إضرابه بأكثر من أسبوعين.

وكانت السلطات السعودية قد اعتقلت الناشط، محمد العتيبي، مؤسس جمعية الاتحاد منذ 2017، وقدمته للمحاكمة بتهم جائرة، لتقضي عليه بالسجن لمدة 14 عام.

من جانبه، قال الناشط السعودي، سعيد الزهراني، عبر حسابه بـ”تويتر”: “مناضلين يعطون دروس في الاحتجاج السلمي، والإصرار حتى وهم معتقلين، المعتقل محمد العتيبي يدخل في إضراب عن الطعام حاليًا”.

كما أكدت الناشطة السعودية المعارضة، نورة الحربي، عن أن السبب وراء إضراب “العتيبي” ورفاقه، هو الاحتجاج على ظروف السجن السيئة.

فيما علقت الأكاديمية السعودية المعارضة، حصة الماضي، على أنباء الإضراب بقولها: “من بين المضربين عن الطعام المناضل محمد العتيبي الذي سلمته قطر للسعودية وهو على وشك صعود الطائرة للذهاب إلى النرويج لحصوله على حق اللجوء السياسي، وحكم ظلمًا بـ 14 عامًا”.

وتابعت “الماضي” بقولها: “اضراب محمد العتيبي فيه خطر على صحته؛ لكنه مضطر إليه. ونحمل السلطة السعودية أي ضرر يصيبه”.

من جهته أعلن معهد الخليج للديمقراطية وحقوق الإنسان، تضامنه مع المعتقلين المضربين عن الطعام.

كما جدد المعهد مطالبته للسلطات السعودية، وولي العهد محمد بن سلمان، بإطلاق سراح المعتقلين السياسيين ومعتقلي الرأي فورًا وبدون شروط، وبضمان حصولهم على حقوقهم كافة وبمعاملتهم معاملة لائقة حتى يطلق سراحهم.

تكريم “وليد فتيحي” بعد إنهاء قضيته:

صعد الطبيب السعودي الحاصل على الجنسية الأمريكية والذي تعرض للاعتقال سابقًا، وليد فتيحي، على منصة تتويج جائزة الملك عبد العزيز للجودة بالمملكة، بعد أيام من تخفيف الحكم الصادر ضده، وقبل يوم من تنصيب الرئيس الأمريكي الجديد، جو بايدن.

وحاز المركز الطبي الدولي الذي أنشأه ويديره “فتيحي” في مدينة جدة على جائزة الملك عبد العزيز للجودة عن فئة المنشآت الصحية الخاصة في المستوى الفضي لعام 2020، وكان المركز الطبي الدولي هو المستشفى الخاص الوحيد الفائز في هذه المنافسة.

ورأى مراقبون للشأن السعودي أن هذه الخطوة تعد تحولا في التعامل مع “فتيحي”، وأنها مرتبطة بقدوم إدارة الرئيس الأمريكي، جو بايدن، وعلاقتها بولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان.

وعلق “فتيحي” على تسلم الجائزة قائلاً: “سعدت بتسلمي جائزة الملك عبد العزيز للجودة، التي تُجسِدُ معانيَ تساهم في بناء الحضارات، وتحيي روح المنافسة في ميادين العطاء وتساعد المؤسسات الرائدة في تحديد نقاط قوتها وتحدياتها من قِبَل لجان تقييم احترافية، وفي هذا تقدير للقدوات الصالحة المتقنة وتحفيزٌ لها”.

وكانت محكمة سعودية قضت مؤخرًا، بسجن “فتيحي” 6 سنوات، ومنعه من السفر 6 سنوات أخرى، لكنه استأنف الحكم، ليخفف قبل أيام، إلى 3 سنوات وشهرين، مع وقف تنفيذ نصف المدة، ما يعني انقضاء محكوميته.

من جانبه، علق الصحفي السعودي المعارض، تركي الشلهوب، على ذلك التكريم بقوله: “ابن سلمان يغيّر جلده، في الأمس وليد فتيحي “مجرم”، واليوم يكرم كـ متميّز”، مضيفًا في تغريدة أخرى: “وصل بايدن إلى الحكم، فتحول الدكتور “وليد فتيحي” من إرهابي إلى نجم يُكرم، سبحان الله!”.

بينما قالت الأكاديمية السعودية المعارضة، الدكتورة حصة الماضي: “الدكتور وليد فتيحي ظلمته السلطة السعودية، وتم تعذيبه، ووقع عليه انتهاكات شديدة، وحكم ظلماً، ويجب على السلطة أن تسقط الحكم الجائر، وتعتذر علناً للدكتور، وتعوضه عما أصابه من ضرر”.

وذكر الباحث بالشؤون الخليجية، فهد الغفيلي، أن “ابن سلمان يتعامل مع المعتقلين كما يتعامل التاجر مع السلعة، يرفع سعرها ويخفضه حسب حاجة السوق، أيام ترامب كان يعتقل ويعذب ويُهين دون خوف، ومع قدوم “بايدن” أصبح يخفف عقوبات البعض ويطلق سراح البعض الآخر!”.

بينما قال الناشط السعودي البارز بكندا، عمر بن عبد العزيز: “كيف تحول فتيحي من إخونجي إرهابي متطرف بزمن ترمب، إلى بطل قومي متميز قبل وصول بايدن؟! قصة للتاريخ!”.

وقالت الصحفية السعودية اللاجئة بهولندا، ريم سليمان: “د.وليد فتحي، ولجين الهذلول وغيرهما، عرابين صداقة تقدمها سلطات بلادنا لإدارة بايدن”، متابعة بقولها: “ورغم أننا كُنا نأمل أن تقوم السلطات بالإفراج عن المعتقلين دون ضغط خارجي، لكن تبقى حرية المعتقل أهم من أي شيء”.

وعلقت الناشطة السعودية المعارضة، نورة الحربي، على تخفيف القضاء لحكم “فتيحي” بقولها: “هذه استقلالية القضاء السعودي، خوف ابن سلمان من جو بايدن يدفعه لتخفيف حكم السجن بـ 6 سنوات على وليد فتيحي إلى نصف المدة تقريبًا مع وقف التنفيذ، أما باقي المعتقلين لا بواكي لهم! #سلمان_العودة”.

بينما قال المحام والحقوقي السعودي، يحي عسيري: “مبروك للدكتور الناجح وليد فتيحي الذي يحمل الجنسيتين، الجنسية السعودية تم الحكم عليها بالسجن، والأمريكية تفوز بالجائزة!”.

وتابع “العسيري” بقوله: “أو أن جنسيته الأمريكية كانت عقوبة في زمن ترامب، وربما نعمة في زمن بايدن. هذه الفوضى من قبل السلطات، تخرجهم بهذا المنظر، وليد يستحق التكريم لعمله الجميل”.

مشاركة طاقم صهيوني في رالي داكار:

كشف الإعلامي الصهيوني، جاي معيان، عن مشاركة طاقم رياضي صهيوني في رالي داكار، الذي أقيم في السعودية من 3 إلى 15 يناير الجاري.

وقال “معيان” عبر حسابه الرسمي بـ”تويتر” إن الطاقم الصهيوني وصل إلى المملكة للمشاركة في الرالي، ودخلوا إليها بجوزات سفر صهيونية.

وذكر “معيان” أسماء الطاقم المكون من: (داني بيرل – سائق/ تشارلي غوتليف – ملاح/ عومير بيرل – مدير/ عوفير شوشان  – مندوب لشركة my heritage – د. نيريت أوفير – مستشارة).

كما نشر الإعلامي الصهيوني صورًا للطاقم مع السائق القطري المشارك في الرالي، ناصر عطية، ومع أحد السائقين السعوديين.

وعلق “معيان” على مقطع مصور للطاقم الصهيوني داخل فعاليات الرالي بقوله: “يوم للتأريخ! الرياضة في خدمة السلام بين عيال العمومة”. حسب قوله!!

وكانت منظمات ومؤسسات حقوقية دولية، دعت ديسمبر الماضي، المشاركين والمشاركات والمنظمات والجهات الراعية ووسائل الإعلام إلى مقاطعة سباق رالي داكار المقام في المملكة، بسبب وضع حقوق الإنسان السيء في المملكة.

من جانبه، قال الصحفي السعودي المعارض، تركي الشلهوب: “خلال شهرين محمد بن سلمان يستقبل “نتنياهو” في نيوم، ووفد رياضي “إسرائيلي” في بطولة #رالي_داكار، دخل بجوازات سفر إسرائيلية”، مستطردًا بقوله: “يسابق نفسه للوصول إلى القاع!”.

وقال الناشط الحقوقي السعودي، عبد الله الغامدي: “طاقم من الإسرائيليين دخلوا بجوازات سفر إسرائيلية للسعودية للمشاركة في سباق رالى داكار، هذا الخبر هدية لكل خائن يدافع عن ابن سلمان وعن نظامه ولا يسعى للتغيير الجذري في بلاد الحرمين بعد أن اتضحت الصورة وانكشفت الحقيقة أمام الجميع”.

في حين علق حساب “سعوديون ضد التطبيع” على صورة لأحد أعضاء الفريق الصهيوني وهو يقبل علم المملكة، بقوله: “لا نتشرف أبداً بأن يحمل هؤلاء الإسرائيليون المشاركون في رالي داكار علم المملكة”، متابعًا: “لا للتطبيع الرياضي”.

تنصيب “بايدن” وأثره على “ابن سلمان”:

ولي العهد السعودي محمد بن سلمان تأكد من صعوبة موقفه في عهد الرجل الجديد بالبيت الأبيض جو بايدن، خاصة وأن الرئيس المنتهية ولايته دونالد ترامب كان يتستر على جرائم مروعة للأمير الشاب، ولأجل ذلك يسعى لترتيب أوارقه اتخاذ خطوات هامة لتجميل وجهه القبيح قبل بداية عهد بايدن.

وفي وقت سابق الأربعاء، أدى “بايدن” رسميًا اليمين الدستورية ليكون الرئيس الـ46 للولايات المتحدة.

كما أدت “كامالا هاريس” اليمين الدستورية نائبة له، في مراسم تنصيب تمت بحضور رؤساء سابقين، فيما تغيب عنها الرئيس المنتهية ولايته “دونالد ترامب”.

وقال الناشط السعودي المعارض البارز، عمر بن عبد العزيز: “الجبري في واشنطن يسخن للموسم الجديد، هل يستطيع MBS-13 الذهاب لأمريكا ومواجهة الجبري بالمحاكم دون حصانة؟”، في إشارة لعدم حصول “ابن سلمان” على حصانة قضائية قبل تنصيب بايدن.

في حين قال الصحفي السعودي المعارض، تركي الشلهوب: “بعد ذهاب حامي مؤخرته دون منحه الحصانة، وبعد أن كشر”بايدن” عن أنيابه، هل يستطيع ابن سلمان زيارة واشنطن؟”.

من جانبه، قال الناشط المعارض، عبد الله الغامدي: “ذهب ترمب وبقى ابن سلمان، وسيذهب بايدن وسيبقى ابن سلمان، أما الشعب فمعاناته ستستمر؛ إلا إذا قرر أن ينهي حياة الذل والمهانة ويعيش حياة العزة والكرامة والحرية، ولن يحدث هذا إلا عندما ترتفع الأصوات وتردد الشعار المبارك “الشعب يريد إسقاط النظام”.