خاص: رغم العنف الذي تواجهه المعارضة السعودية سواء داخل المملكة أو خارجها من قبل النظام الغاشم، والذي استعرت مواجهته بعد اعتلاء “محمد بن سلمان” لمقعد ولاية العهد، إلا أنه لا يزال للحق صوت، يستحق أن يُبرز أمام سيل التزييف والاتهامات الملفقة التي يتقن النظام السعودي لصقها بكل من يعارضه.

وسنحاول في هذه الزاوية استعراض أهم وأبرز الأنشطة المناهضة لاستبداد النظام السعودي، والقضايا التي يتبناها النشطاء والأكاديميون والمثقفون السعوديون في مختلف دول العالم، في محاولة لإطلاع القارئ على جهودهم في التصدي لمشروع “ابن سلمان” السلطوي الاستبدادي.

عودة وسم تجمع العاطلين:

عاد وسم #تجمع_العاطلين للواجهة مجددًا عبر موقع التدوين المصغر “تويتر” في المملكة، وسط غضب شبابي سعودي واسع من ارتفاع نسبة البطالة.

واشتكى الشباب عبر وسم #تجمع_العاطلين من قلة فرص العمل داخل بلادهم الغنية بالنفط، واحتكار آل سعود والأجانب للتجارة، وقالوا إن سلطات آل سعود تتجاهل كليا حقوق الشباب والخريجين السعوديين.

وتقول سلطات آل سعود إن نسبة البطالة تبلغ 15 % فيما يرجح اقتصاديون أن تلك النسبة “وهمية”، وهي أعلى من ذلك بكثير.

وغرد الصحفي السعودي المعارض، تركي الشلهوب، قائلاً: “دولة تطفو على بحرٍ من النفط، وتنتج 7.5 مليون برميل يوميًا (بعد تخفيض الانتاج)، يوجد فيها عاطلين عن العمل! تخيلوا إلى أي مدى وصل الفشل!”.

وتابع “الشلهوب” قائلاً: “الحكومة فشلت في جميع الملفات الداخلية والخارجية، فلا تتأملوا منها أن تجد حلًا لأزمة العاطلين”، مضيفًا: “لو أن الأموال التي جُمعت من “معتقلي الريتز” صُرفت على إقامة مشاريع حقيقة لما بقي عاطلٌ في السعودية”.

في حين قال المعارض السعودي البارز، سعيد بن ناصر الغامدي: “ضعوا أيديكم في أيدي بعض، فإذا توحدنا انتصرنا على العصابة، وإذا اختلفنا استخفوا بنا وسقطنا تحت أقدامهم”، متابعًا: “مادام الفساد مستشريًا، والبطالة كالوباء، فإن: #تجمع_العاطلين_مستمر”.

وقال الناشط السعودي المعارض، عمر بن عبد العزيز: “لو باع ابن سلمان اليخت فإنه قادر على إعطاء ٢٠٠٠ ريال لمليون عاطل، ولو باع اللوحة لأعطى ٢٠٠٠ ريال لمليون عاطل آخر، ولو باع قصر فرنسا لأعطى ٢٠٠٠ ريال لنصف مليون عاطل آخر”.

بينما قالت الأكاديمية السعودية المعارضة، حصة الماضي: “هاشتاق #تجمع_العاطلين_مستمر يرعب السلطة السعودية الكرتونية”، متابعة: “#تجمع_العاطلين_مستمر، ولن يتوقف إلا بزوال مسبباته، وسم #تجمع_العاطلين أظهر أعدادًا مهولة من العاطلين مع حصولهم على شهادات عالية”.

وقال الطبيب والناشط السعودي، ناصر العجمي: “لو الفلوس الي تصرف على الذباب، تصرف على توظيف العاطلين مو أحسن؟!”.

ودعا الناشط السعودي المعارض، ماجد الأسمري، الشباب للذهاب باستمرار لمراكز “طاقات”، بجميع مدن المملكة من الساعة 9 صباحًا، وتخصيص يوم أسبوعيًا يحضر فيه كل قادر (الأربعاء)، للاعتراض على البطالة، وبذلك تكون طريقة ذكية وآمنة ونظامية إما للحصول على وظيفة، أو تسليط الضوء على معاناة الشباب مع البطالة.

وقالت الصحفية السعودية اللاجئة بهولندا، ريم سليمان: “المؤسسات الحكومية، وقطاع الشركات المرتبطة بها تملأ الصحف ومواقع الأخبار المحلية بوجود شواغر لديها، لكن في كل مرة يتبين أنها مجرد كذب وتسليك على العاطلين عن العمل”.

وعلق المحام والحقوقي السعودي، يحي العسيري، على تلك المشكلة بقوله: “إن وجود بطالة، وبنسب مرتفعة في بلد لديه كل مقومات النهضة، لدليل واضح على حجم الفساد، وسوء الإدارة، فلا هذه السلطات أمينة على أموال الشعب، ولا هي تملك المعرفة والحكمة فتديرها بشكل صحيح، ولا هي -فوق كل هذا-مهتمة أصلًا بمصلحة الشعب والوطن!”.

وقال الناشط السعودي المعارض بالخارج، عبد العزيز المؤيد: “حل مبس لمشكلة البطالة يعتمد بشكل أساسي على الاستثمار الاجنبي، صندوق النقد الدولي، يعلن مقاطعة مبادرة مستقبل الاستثمار، الأكيد أن حل البطالة هو في حكومة تؤمن بقدرة الشعب ويحاسبها الشعب، ما عدى ذلك هو عبث، لن يأتي استثمار من الخارج وستهرب رؤوس الاموال من الداخل”.

من جانبه، قال الناشط السعودي المعارض، عبد الله الغامدي: “حبايبنا العاطلين والمعطلين وأصحاب الأجور المتدنية اثنين لا تثقون فيهم إذا قالوا لكم أن لمشكلتكم حل :ابن سلمان، ومن يقول أن مشكلتكم ممكن أن تنتهي بدون رحيله”.

 

اعتقال أخت المغدورة “قمر” بسبب تغريدة:

كشف حساب “معتقلي الرأي” عبر “تويتر” قيام السلطات السعودية باعتقال الشابة “منال”، شقيقة المغدور بها “قمر”، بسبب تغريدات طالبت فيها بالقصاص من قتلة شقيقتها.

ووفقًا للحساب، فإن السلطات اعتقلت الشابة “منال”، وقامت بمصادرة الهاتف الذي قامت بنشر تغريداتها من خلاله، وسط مناشدات من أمها للإفراج عنها عبر “تويتر”.

ووفق الأنباء المتداولة فإن الشابة “قمر” تم قتلها على يد شقيقها الأكبر الذي يدعى “أحمد”، بسبب ما تنشره على حسابها بـ”سناب شاتك، فقام بخطفها منذ نحو خمسة أيام، لكنه أخفاها عن الأنظار واختفى معها طوال تلك المدة.

وعلق الصحفي السعودي المعارض، تركي الشلهوب، على اعتقال شقيقة “قمر”: “فتاة قتلها إخوتها، ودفنوها بالصحراء، أختها الثانية كتبت تغريدة طالبت فيها السلطات بأخذ حق أختها، فقامت السلطات بسحب هاتفها الجوال، وسجنها، يحصل ذلك في السعودية”، مختتمًا تغريدته بقوله: “نحن في السعودية أم في غابة وحوش؟!”.

بينما قالت الأكاديمية السعودية المعارضة، الدكتورة حصة الماضي: “إلى متى والسلطة السعودية المستبدة تتهاون في أرواح النساء وفي حمايتهن ؟!”

وتابعت “الماضي” بقولها: “حبسوا منال أخت المغدورة قمر؛ لأنها تكلمت بحقيقة الجريمة، وتهاون السلطة في حماية قمر قبل قتلها، لو كانت منال في دولة قانون صدقنا هذا الكلام لكن هي في المهلكة السعودية لذلك يجب علينا نصرتها حتى لا يصبح مصيرها كمصير أختها قمر”.

من جانبه، قال المحام والحقوقي السعودي بالخارج، يحي العسيري: “في السعودية من يتحدث عن الجريمة تعاقبه السلطة، تطارده الشرطة بسبب نشر الجريمة، يحاسب باسم تشويه سمعة البلاد، ويحكم عليه القضاء، وتتواطئ كل الجهات مع المجرمين، ثم يأتي مخادعين وكاذبين وجبناء ليقولوا إن السلطة لا تتحمل مسؤولية مشاكل عائلية، وكل ما يجري بسبب الاستبداد ونظامه القبيح”.

وتابع “العسيري” شارحًا سبب الأزمة: “عند الحديث عن جريمة، وكشفها للعلن تتعامل السلطات مع الحدث بسرعة، لدفنه وإخفاء الحقيقة، وإصمات الناس، وليس لحل المشكلة، لذا تعاقب المُبلغ وليس الجاني! ما يحدث الآن يعيد للأذهان أحداث كثيرة ظهرت للسطح ثم اختفت باختفاء من بلغ، دون حل لتلك المشاكل! فهل هذه المشاكل عائلية؟ أم بسبب السلطة”.

في حين قالت الناشطة السعودية المعارضة، نورة الحربي: “السلطات بدل أن تأخذ بحق ابنتها المغدورة، قامت باعتقال ابنتها الثانية لأنها غردت مدافعة عن أختها”.

وقالت الناشطة النسوية بالخارج، صفاء الأحمد: “بصفتها امرأة سعودية يتم إسكاتها لمجرد مطالبتها بالعدالة لأختها المقتولة قمر من قبل إخوتها”.

“ابن سلمان” ووعود صندوق الاستثمارات:

ألقت تصريحات ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، حول استراتيجية صندوق الاستثمارات السعودي للأعوام 2021-2025، الضوء على تصريحاته السابقة في هذا السياق.

وزعم “ابن سلمان” خلال إطلاق الاستراتيجية الجديدة لصندوق الاستثمارات العامة أن أصول الصندوق “ستتجاوز 7.5 تريليون ريال في عام 2030″.

وسبق أن قال “ابن سلمان” أن الصندوق سيكون المحرك الرئيسي، وسيسيطر على أكثر من 10% من الاستثمارات في الكرة الأرضية.

وقال إن الصندوق سيسيطر على أكثر من 10 % من القدرة الاستثمارية في الكرة الأرضية، وستقدر حجم ممتلكاته بأكثر من 3% من الأصول الموجودة في الكرة الأرضية.

وادعى أن صندوق الاستثمارات العامة سيكون أضخم صندوق في العالم وسيمتلك 3 تريلون$ في 2018.

لكن “ابن سلمان” اعترف مجددًا أن صندوق الاستثمارات العامة ضاعف أصوله إلى 1.5 تريلون ريال (400 مليون$) في 2020.

ويبدو أن “ابن سلمان” تراجع عن خططه الاستثمارية بعدما أهدر ملايين الدولارات على صفقات مالية خاسرة في الكرة الأرضية.

من جانبه، علق الصحفي السعودي المعارض، تركي الشلهوب، على تلك التصريحات بقوله: “محمد بن سلمان قال إن الصندوق يستهدف توفير 1.8 مليون وظيفة جديدة، الرميان قال إن الصندوق يستهدف توفير 331 ألف وظيفة، هذا التخبط يثبت بأن ابن سلمان وحكومته يكذبون على الشعب، ليس ذلك فقط، أيضًا لا ينسقون الكذب بينهم”.

وتابع “الشلهوب” قائلاً: “ولي العهد يقول إن صندوق الاستثمارات العامة يستهدف خلق 1.8 مليون وظيفة خلال خمسة أعوام، وأن تبلغ قيمته 7.5 تريليون ريال بحلول 2030، ألا يستحي من الكذب؟!”

بينما قال حزب الأمة الإسلامي: “صندوق الاستثمارات العامة، (الثقب الاسود) الذي ابتلع رؤوس الأموال في ظل خسائر معلنه عالميًا، ولم يكن حديث محمد سلمان قبل قليل سوى حديث هزيل نابع من ضعف الإرادة، والإدارة”.

في حين قالت الأكاديمية السعودية المعارضة، حصة الماضي: “كثيرًا ما نسمع جعجعة محمد بن سلمان بالأوهام التي لم تعد تنطلي على الشعب”.

وقال الناشط السعودي البارز بكندا، عمر بن عبد العزيز: “قبل ٤٨ ساعة محمد بن سلمان قال إن الصندوق يستهدف توفير ١.٨ مليون وظيفة، اليوم الرميان سوالها تخفيض وصارت ٣٣١ ألف وظيفة”.

سترة “ابن سلمان” واحتياجات المواطن:

تصدرت سترة ارتداها ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، مواقع التواصل بالمملكة، بسبب ارتفاع سعرها المبالغ فيه، في الوقت الذي تصدر فيه وسم #تجمع_العاطلين موقع “تويتر”، وسط احتقان شعبي بسبب انتشار البطالة وسط الشباب السعودي.

وأكد ناشطون أن سترة “ابن سلمان”، التي ارتداها خلال ترأسه اجتماعًا لمجلس إدارة صندوق الاستثمارات العامة، من ماركة “Franck Namani” العالمية، وقيمتها تصل إلى حوالي 5400 يورو، أي ما يعادل 24.658.29 ريال سعودي.

وعلق حساب “نحو الحرية” على “تويتر” على ذلك بقوله: “بالله عليكم هل هذا شخص يفكر في أزمات المواطن، وحال البطالة، وعجز الميزانية؟!”.

بينما قالت الأكاديمية السعودية المعارضة، حصة الماضي: “هؤلاء هم آل سعود، يتلاعبون بالمال العام، والشعب يزداد فقرًا”.

في حين قال الصحفي السعودي المعارض، تركي الشلهوب، على من مدحوا ما فعله “ابن سلمان” بأموال الشعب: “هؤلاء يظنون أنهم بهذه الطريقة يرفعون من شأن ابن سلمان، ولكنهم بالحقيقة يصورونه على أنه “عارض أزياء”.

من جانبه، قال المعارض السعودي البارز، سعيد بن ناصر الغامدي، معلقًا على مدح الذباب الإلكتروني للسترة: “قد تستر الأحمق ظواهر خدّاعة أو إعلام موجَّه أو ملابس منوّعة، لكن أعماله دائما تفضحه”.

وتابع “الغامدي” بقوله: “جعله مرضى أنيميا الحرية عارض أزياء، أرادوا مدحه فمردغوه! ومن يهن يسهل الهوان عليه”.