خاص: رغم العنف الذي تواجهه المعارضة السعودية سواء داخل المملكة أو خارجها من قبل النظام الغاشم، والذي استعرت مواجهته بعد اعتلاء “محمد بن سلمان” لمقعد ولاية العهد، إلا أنه لا يزال للحق صوت، يستحق أن يُبرز أمام سيل التزييف والاتهامات الملفقة التي يتقن النظام السعودي لصقها بكل من يعارضه.

وسنحاول في هذه الزاوية استعراض أهم وأبرز الأنشطة المناهضة لاستبداد النظام السعودي، والقضايا التي يتبناها النشطاء والأكاديميون والمثقفون السعوديون في مختلف دول العالم، في محاولة لإطلاع القارئ على جهودهم في التصدي لمشروع “ابن سلمان” السلطوي الاستبدادي.

ترشيح “العودة” سفيرًا للسلام:

أعلن الأكاديمي السعودي بالولايات المتحدة ونجل الداعية البارز المعتقل “سلمان العودة”، عبد الله، عن تدشين حملة جديدة بعنوان “سلمان العودة سفير السلام”، وذلك بعد فوز والده بالمرتبة العاشرة ضمن قائمة المسلمين الأكثر تأثيرًا في العالم.

وغرد نجل “العودة” عبر حسابه بـ”تويتر”، قائلاً: “كونوا معنا في حملة #سلمان_العودة_سفير_السلام بعد أن فاز الوالد بمراتب متقدمة على كثير من السياسيين، والملوك والمؤثرين المسلمين حول العالم، وتم تلقيبه بـ (سفير السلام)”.

وعلق حساب “معتقلي الرأي” على “تويتر” على ذلك الترشيح بقوله: “كل التقدير للشيخ، ولو أننا كنا نتمنى أن يكون هذا التكريم محليًا بدل سجنه”.

من جانبها، دعت الناشطة السعودية المعارضة، نورة الحربي، الناشطين والمغردين للمشاركة في الحملة، قائلة: “وجودكم ودعمكم للوسم يؤثر على مصير الشيخ وخلاصه من قيود الظلم”.

بينما قال الصحفي السعودي المعارض بتركيا، تركي الشلهوب: “ظن ابن سلمان أنه بسجن العودة سيمحي ذكره، ولكنه ساهم من حيث لا يدري بجعله شخصية عالمية يعرفه غير المسلم قبل المسلم”.

وتابع “الشلهوب” قائلاً: “هو ليس سفيرًا للسلام فحسب، هو سفير محبةٍ، وعطفٍ، وحنان، هو سفير علمٍ، ومعرفةٍ، وأخلاق، اللهم فرّج عن الشيخ سلمان”، ودعا الناشطون للتغريد بالوسم؛ لأن الشيخ “سلمان” يستحق الدفاع عنه، على حسب قوله.

وقالت الأكاديمية السعودية المعارضة بالخارج، الدكتورة حصة الماضي: “غدًا تطير العصافير.. جملة خالدة للشيخ المعتقل الدكتور، سلمان العودة، فرج الله عنه، وعن جميع معتقلي الرأي”.

عاطلون في بلد النفط:

تفاقمت أزمة البطالة داخل السعودية التي تصنف على أنها أغني الدول العربية، واللافت أن البلد الذي يحوز احتياطيات من النقد الأجنبي كانت تتجاوز 500 مليار دولار يوجد به ما يقرب من مليون عاطل عن العمل، والأكثر لفتاً أن هذه البطالة تتركز بين الشباب من خريجي الجامعات.

ودعها ذلك ناشطون لإطلاق وسم #عاطلون_في_بلد_النفط، عبر مواقع التواصل لاستكمال مسيرة الحملات ضد البطالة وضد سياسات الحكومة السعودية في تعامل مع أزمة البطالة بين الشباب السعودي، في محاولة لتوصيل صوتهم للمسؤولين الذي لا يهمهم سوى تريندات مواقع التواصل.

وقال المعارض السعودي البارز، سعيد بن ناصر الغامدي، تعليقًا على أزمة البطالة في المجتمع السعودي: “دولة فاسدة أدى فسادها إلى بطالة متنامية مقارنة بالثراء الهائل والثروات الضخمة، وحرمان المواطنين من العمل رغم وجود الأموال الفائضة”.

في حين قال الباحث بالشؤون الخليجية، فهد الغفيلي: “من يسمع وعود ابن سلمان عن التوظيف يحسد المواطن، ولكن على أرض الواقع فإن معظم شباب المملكة لا يجدون عملاً يساعدهم على تحمل مصاعب الحياة”.

وأشار المعارض السعودي، الدكتور سعد الفقيه إلى أن تفاعل الشعب عمومه وصفوته مع القضايا الساخنة مثل البطالة، وارتفاع الأسعار، ومشاكل السكن، وكذلك تعاطيهم مع وعود ابن سلمان الكاذبة؛ يدل على تنامي الوعي والمسؤولية.

وقال الصحفي السعودي المعارض، تركي الشلهوب: “حكومة لم تستطع توفير أبسط سبل العيش لمواطنيها وهي الوظيفة، أحرى بها أن تدير دكان صغير، وليس دولة بحجم السعودية. والمضحك أنها تخطط لإقامة مشاريع لم تخطر على بال كتاب سيناريوهات أفلام الخيال العلمي!”.

وأبدت الأكاديمية السعودية المعارضة، الدكتورة حصة الماضي، استغرابها أن تكون أكبر بطالة في السعودية، مع أنها أكبر دولة نفطية، وتابعت بقولها: “عاطلون_في_بلد_النفط بينما #آل_سعود يبعثرون أموال النفط على ملذاتهم، وقصورهم، وسياراتهم”.

من جانبه، قال الناشط السعودي المعارض، ماجد الأسمري: “#عاطلون_في_بلد_النفط، ﻷن بلد النفط تسيطر عليه مافيا النفط رغم أنه بلدهم والنفط لهم فيه أحقية، ولم يجعله الله تعالى في جزيرة العرب من أجل إقامة حفلات غنائية ماجنة، وبناية قصور، وشراء يخوت وسيارات رياضية فارهة، ولوحات فنية تافهة لمافيا النفط”.

وغرد الناشط السعودي المعارض بالخارج، عبد الله الغامدي، حول الوسم قائلاً: “يقال إن من رضي بالهوان فقد جنى على نفسه بتسلط الظالم عليه. فهل أنتم يا #عاطلون_في_بلد_النفط، ويا أصحاب الدخل المحدود والفقراء راضون بأن يستحوذ الحاكم على ثرواتكم وأنتم تعانون؟ إن قلتم نعم، أو نخاف، فستستمر معاناتكم. وإن قلتم لا، فما لها إلا الثورة لتنالوا حقوقكم، فأعدوا لها”.

 حذف ما يسيء للشذوذ واليهود من المناهج التعليمية:

أكدت صحيفة “واشنطن بوست”، أن السعودية بدأت عملية “مراجعة بطيئة” لمقرراتها المدرسية بهدف “تنظيفها” من التعليقات المعادية لليهود، والمثليين.

وأشارت الصحيفة في تقرير لها إلى أن السعودية أنجزت جزءًا كبيرًا من عملية المراجعة في الخريف الماضي، بعدما تعرضت لانتقادات بسبب ما تحتويه مقرراتها المدرسية من كراهية للسامية، والنساء، وبقية الأديان غير الدين الإسلامي.

وتضمنت المراجعة حذف الفقرات التي تتحدث عن عقوبة اللواط أو العلاقات المثلية، وعبارات الإعجاب بالجهاد و”الشهادة” وتصويرها بأنه “ذروة سنام الإسلام”، بحسب الصحيفة الأمريكية.

وأوردت الصحيفة بعض الفقرات المحذوفة في مقرر الصف السابع للحديث النبوي: “لا تقوم الساعة حتي تقاتلوا اليهود حتى يختبئ اليهودي وراء الحجر والشجر ويقول الحجر والشجر، يا مسلم يا عبد الله هذا يهودي ورائي تعال واقتله”.

من جهته، وصف ماركوس شيف، مدير معهد مراقبة ثقافة السلام والتسامح في التعليم المدرسي (إمباكت)، وهو مؤسسة إسرائيلية، المراجعة السعودية بأنها “مدهشة”.

فيما قال ديفيد واينبرج، مدير الشؤون الدولية لرابطة مكافحة التشهير في واشنطن، إن الإشارات التي تشيطن اليهود والمسيحيين والشيعة حذفت من بعض المقررات المدرسية أو خففت نبرتها، مشيرًا إلى حذف الفقرات التي تتحدث عن قتل المثليين والكفار والسحرة.

ومع ذلك يرى “إمباكت” أن التعديلات في المقررات المدرسة، خاصة تلك التي اعتمدت في 2019، لم تحذف بالكامل الفقرات المعادية لليهود أو الجماعات الدينية الأخرى واضطهاد المرأة.

ومنذ هجمات سبتمبر/أيلول 2001 التي شارك فيها 15 سعوديا، عبّر المسؤولون الأمريكيون عن عدم رضاهم بشأن المقررات الدراسية في السعودية.

وفي تقرير قدمه النائب الجمهوري للجنة الفرعية المتخصصة بالإرهاب في مجلس النواب الأمريكي “تيد بو”، عام 2017، قال إن هذه المقررات تحتوي على “أيديولوجية في جوهر منظمات مثل القاعدة وتنظيم الدولة”.

وحول ذلك الأمر، قالت الصحفية السعودية اللاجئة بهولندا، ريم سليمان: “أي مقرر دراسي معادي للمثليين في بلادنا سيتم تعديله قريبًا، يبدو الأمر بالنسبة لي أن مستشاري الديوان الملكي يكثرون من مشاهدة نتفليكس الذي لا يخلو فيه مسلسل من الترويج للمثلية”.

ووصف الصحفي السعودي المعارض بتركيا، تركي الشلهوب، ما يحدث بالمناهج من تعديلات بأنه انبطاح كامل للصهاينة والأمريكان، على حد قوله.

في حين قال حساب “مفتاح” الشهير عبر “تويتر” منتقدًا القرار ورابطًا إياه بالحملة ضد كل ما هو يتبع الخلافة العثمانية بسبب موقف السعودية من تركيا السياسي، قائلاً: “السلطات السعودية حذفت نصوص كثيرة من المناهج التعليمية، منها ما يخص الشذوذ ومعاداة الصهيونية والجهاد، ولكنها لم تحذف المصطلحات المعادية للعثمانيين!”.

بينما قال حساب الناشط المعروف باسم “كشكول سياسي”، على “تويتر”: “دين محمد بن سلمان الجديد، حذف الفقرات من المناهج السعودية التي تنص على عقوبة اللواط أو العلاقات المثلية، كما تم حذف حديث (لا تقوم الساعة حتى يقاتل المسلمون اليهود)، من الصف السابع، يقول “ديفيد واينبرغ” إن العبارات التي تُشيطن اليهودية، والمسيحية تم حذفها”.

وأشار حساب قناة نبأ الفضائية إلى أن السعودية عرابة التطبيع تحذف من المناهج التعليمية فصول الصراع مع الاحتلال الصهيوني.

رفع السرية عن تقرير مقتل “خاشقجي”:

كشفت مصادر إعلامية، عن قيام رؤساء عدة لجان بالكونجرس الأمريكي، في خطاب رسمي، بطلب الاستخبارات الأمريكية CIA برفع السرية عن التقرير بشأن حادثة مقتل الصحفي السعودي “جمال خاشقجي”.

وقال الإعلامي، زيد بنيامين، عبر حسابه الموثق بـ”تويتر”: “رؤساء لجان الشؤون الخارجية، والقواعد والأحكام، والقوات المسلحة، والمخابرات في مجلس النواب الأميركي، وعدد آخر من النواب الديمقراطيين في رسالة مشتركة لانتوني بلنكن -وزير الخارجية الأمريكي الجديد-: “نأمل من مديرة المخابرات الوطنية تسليم تقرير الذي يحدد المسؤولين عن مقتل خاشقجي دون تأخير”.

كما أضاف “بنيامين” أن رؤساء اللجان دعوا كذلك لـ”اتخاذ إجراءات عقابية فورية على اغتيال الصحفي السعودي جمال خاشقجي”.

كما طالبوا “بإطلاق سراح الأميركيين من أصل سعودي المحتجزين في السعودية، خلال الشهر الأول من وجوده في المنصب، ومنهم وليد فتيحي”، كذلك “وقف تسليم الأسلحة الهجومية للسعودية لحين مراجعة المشاركة الأميركية فيها”.

وكان أعضاء ديمقراطيون بالكونجرس الأمريكي، بدأوا تحركات واسعة وسريعة لرفع السرية عن تقرير المخابرات المركزية الأمريكية CIA؛ بخصوص مقتل الصحفي السعودي، جمال خاشقجي.

وطلب رئيس لجنة الاستخبارات بمجلس النواب الأمريكي، آدم شيف، من مدير الاستخبارات الوطنية، رفع السرية عن تقرير مقتل “خاشقجي”.

يشار إلى أن الكونجرس الأمريكي طلب في 2019، مدير الاستخبارات الوطنية بالكشف عمن أمر بقتل “خاشقجي”، لكنه امتنع عن ذلك، مصرًا على أن المعلومات يجب أن تبقى سرية، بعد ضغط من البيت الأبيض بقيادة الرئيس السابق، دونالد ترامب.

وتأتي هذه الخطوات بعد أن تعهد الرئيس الأمريكي الجديد، جو بايدن، خلال حملته الانتخابية، بمعاودة تقييم العلاقات مع السعودية، مطالبًا بمزيد من المحاسبة على خلفية مقتل الصحفي السعودي عام 2018، ودعا إلى إنهاء الدعم الأمريكي للحملة العسكرية التي تقودها المملكة في اليمن.

وعلق الصحفي السعودي المعارض بتركيا، تركي الشلهوب، على ذلك بقوله: “إن استطاع ابن سلمان إعادة الزمن إلى الوراء، وإيقاف تنفيذ عملية قتل خاشقجي، وتقطيع وإذابة جثته، حينها فقط يستطيع تحسين صورته، وصورة حكومته”.

في حين قالت الأكاديمية السعودية المعارضة، الدكتورة حصة الماضي: “حصريًا في السعودية، سنعتقلك، ونخفيك عن العالم الخارجي، وقد نقتلك بالإهمال الصحي، أو نصدر عليك حكم الإعدام، وقد نغتالك عندما تخرج من الوطن، والويل كل الويل لأي فرد من عائلتك أن يتألم عليك علنًا”.

وقال حساب “كشكول سياسي” الناشط عبر “تويتر”: “إذا وفِي بايدن بتعهده، فهو سيحاسبه بما يخدم مصالح أمريكا فقط، وليس حرصًا على تحقيق العدالة لخاشقجي، ولا حرصًا علي كف شره عن شعب الجزيرة، وسيستمر بايدن بدعم ومباركة آل سعود في جرائمهم بحق البلد والشعب، ولكنه سيوقف حماقات ابن سلمان التي تفضح حقيقة آل سعود وأمريكا معًا”.

وتساءلت الناشطة السعودية المعارضة، نورة الحربي، مستنكرة قائلة: “هل يفي بايدن بتعهده بمحاسبة قتلة جمال خاشقجي الحقيقيين؟!”.

ورحبت الناشطة السعودية المعارضة بلندن، علياء الحويطي، بتقريرHaines  والذي يرفع السرية عن  الجناة الحقيقين، ومن أصدر الأمر بقتل خاشقجي، قائلة على حد قولها: “أمريكا ولدت من جديد!”.

وتابعت “الحويطي” قائلة: “متفائلون باهتمام، وحرص إدارة بايدن على سلامة، وحقوق الناشطين، فقد تتحقق العدالة للمغيبين ظلمًا من خلال الإدارة الجديدة”.