خاص: رغم العنف الذي تواجهه المعارضة السعودية سواء داخل المملكة أو خارجها من قبل النظام الغاشم، والذي استعرت مواجهته بعد اعتلاء “محمد بن سلمان” لمقعد ولاية العهد، إلا أنه لا يزال للحق صوت، يستحق أن يُبرز أمام سيل التزييف والاتهامات الملفقة التي يتقن النظام السعودي لصقها بكل من يعارضه.

وسنحاول في هذه الزاوية استعراض أهم وأبرز الأنشطة المناهضة لاستبداد النظام السعودي، والقضايا التي يتبناها النشطاء والأكاديميون والمثقفون السعوديون في مختلف دول العالم، في محاولة لإطلاع القارئ على جهودهم في التصدي لمشروع “ابن سلمان” السلطوي الاستبدادي.

 

جلسة جديدة لـ”العودة” مقيدًا بالسلاسل:

كشف عبد الله العودة، نجل الداعية السعودي البارز المعتقل، سلمان العودة، عن تفاصيل حضور والده لجلسة محاكمة سريعة له، عقدت في المحكمة الجزائية المتخصصة بالرياض، الأحد.

وقال نجل “العودة” في تغريدة رصدها الموقع: “صباح هذا اليوم، حضر الوالد سلمان العودة جلسة سرّية ضمن المحاكمة الهزلية في المحكمة المتخصصة، وقد جيء به مقيّدًا بالسلاسل مثل كل مرّة”.

وأضاف: “كانت جلسة سريعة جدًا رفعوها للتداول، وحددوا جلسة مقبلة في آخر ذي القعدة (يوليو) يعني بعد قرابة أربعة أشهر!”.

وتابع “عبد الله” في تغريدة منفصلة: “ولا يزالون يمارسون القتل البطيء ضد الوالد في العزل الانفرادي والأذى، حيث فقد نصف سمعه ونصف بصره بسبب الإهمال الطبّي المتعمّد، فهذا الفريق الدموي الذي قتل خاشقجي ويطالب بالقتل تعزيرًا للوالد في المحكمة.. يمارس الاغتيال البطيء ضده! إضافة لعمليات التشويه المعنوي والحملات الإعلامية”.

من جانبها، قالت الناشطة السعودية المعارضة، لينا الهذلول: “اليوم جلسة محاكمة سلمان العودة، أعرف أن البعض يقول لي أني أدافع عن شخص لا أشارك معه كل الأفكار. لكني أكرر، معركتنا هي من أجل احترام الحقوق الأساسية للجميع، وقبل كل شيء حرية الرأي والتعبير”.

في حين طرح حساب “ميزان العدالة” عبر “تويتر” عدة تساؤلات حول محاكمة “العودة”، قائلاً: “ما الغرض من حضور سلمان العودة للمحاكمة مقيدًا في السلاسل في صورة مهينة لعالم ومفكر من مفكري الأمة؟! ما الصورة المطلوب رسمها في أذهان الناس من هكذا وضع ذليل؟! ولماذا المماطلة المستمرة وتأجيل وراء تأجيل؟! هل يراهن ابن سلمان على أجل الشيخ -عافاه الله- وإهمال إدارة السجن لصحته وعلاجه؟!

وعلق المفكر والأكاديمي، مهنا الجبيل، على حضور “العودة” الجلسة مقيدًا بالسلاسل، بقوله: “إذلالكم للشيخ سلمان العودة الذي يحظى بشعبية في وطنه والعالم الإسلامي عاصفة هوجاء تستفز ضمير الشعب وتهين كرامته، وقتلكم له أكبر جناية في تاريخ مؤسستكم الأمنية. أنتم تهدمون كل بارقة أمل مع الشعب، ومع رسالة السلام في العالم. ويلكم ألا تفقهون؟”

وقال حساب “معًا من أجل العدالة” على “تويتر”: “ما الغرض من حضور عالم ومفكر من مفكري الأمة مقيدًا في السلاسل بشكل مهين؟”.

وكررت منظمة “القسط” لحقوق الإنسان السعودية دعوتها للسلطات السعودية بإسقاط كل التهم ضد “العودة”، الذي طالب الادعاء العام بإنزال عقوبة الإعدام بحقه، والإفراج عنه حالًا.

وأكد حساب “ويكليكس السعودية” الشهير عبر “تويتر” أن “نظام آل سعود يتعمد التنكيل بالداعية سلمان العودة لتكريس إرهابه وسطوته ضد المصلحين والمعارضين في المملكة”.

وقالت الأكاديمية السعودية المعارضة، الدكتورة حصة الماضي: “الدكتور سلمان العودة شيخ كبير، وعالم من علماء المسلمين، يقاد في المحكمة بالأصفاد وكأنه من أكبر المجرمين؛ والسبب أنه كتب تغريدة يدعو فيها إلى تأليف القلوب!”.

وأضافت “الماضي” في تغريدة منفصلة: “الحرية للشيخ سلمان العودة الذي فقد نصف سمعه وبصره، وتدهورت صحته بسبب الإهمال الصحي في معتقلات السعودية سيئة الصيت”.

وقالت الناشطة، أريج السدحان، تعليقًا على المحاكمة: “مستوى الظلم الذي وصلت له السعودية في عهد ابن سلمان لا يُحتمل”، مختتمة تغريدتها بقولها: “الحرية للشيخ سلمان العودة”.

ترحيل “أسامة الحسني” ووصوله للرياض:

كشفت مصادر حقوقية عن إتمام عملية ترحيل الداعية والأكاديمي السعودي أسامة الحسني من المغرب إلى سلطات بلاده في السعودية.

وقال حساب “معتقلي الرأي” في تغريدة له: “تأكد لنا أن الدكتور #أسامة_الحسني حالياً في الرياض بيد السلطات السعودية، ولا يزال التحقق جارياً من مكان احتجازه الحالي، والتاريخ الدقيق الذي تم ترحيله به للمملكة”.

وأكد الحساب في تغريدة أخرى أن حياة “الحسني” في خطر كبير، ولا أحد يعلم ما إن كان حالياً على قيد الحياة أم لا.

وحمل الحساب السلطات السعودية والمغربية المسؤولية الكاملة عن حياته وصحته.

وحول تلك المسألة، قال الصحفي السعودي المعارض بتركيا، تركي الشلهوب: “الذي يسمي نفسه “أمير المؤمنين” سلّم رجلًا بريئًا لمن قد يُسمى مستقبلًا “خادم الحرمين الشريفين””، متابعًا بقوله: “إمارة المؤمنين وخدمة الحرمين الشريفين شرفٌ لا يستحقه المجرمون!”.

وعن أنباء احتجاز “الحسني” في سفارة السعودية بالرباط، أضاف “الشلهوب”: “كل سفارات العالم تُسهل مهام مواطنيها المقيمين بالخارج، إلا سفارات نظام ابن سلمان فإنها تختطفهم، وتقتلهم، وتقطع أجسادهم. خاشقجي، والحسني مثال!”.

في حين قالت الصحفية السعودية اللاجئة بهولندا، ريم سليمان: “د. أسامة الحسني تلقّى خبر ترحيله من زوجته هناء بصدمة كبيرة… في ظل الأنظمة العربية يضيع المواطن الحر وتضيع معه عائلاته وحقوقه ومستقبله”.

وعقب نشر خبر الترحيل، علقت “سليمان” قائلة: “ترحيل د. أسامة الحسني يعكس مدى تطويع أصحاب السلطة لمؤسسات الدول وأجهزتها وعلاقتها وأموالها، فقط لإسكات صوت من الأصوات الداعية للإصلاح”.

وأكدت الأكاديمية السعودية المعارضة، الدكتور حصة الماضي أن المعتقل أسامة الحسني في خطر شديد، مضيفة أنه موجود حالياً في وكر العصابة السعودية.

وقال الناشط السعودي المعارض، عبد الله الغامدي: “أضيفوا أسامة الحسني إلى قائمة معتقلي الرأي؛ بعد أن سلمته المغرب اليوم للسعودية، وحسبنا الله ونعم الوكيل”.

ودعا المعارض السعودي البارز، سعد الفقيه، الناشطين لعدم الوثوق بالدول العربية (وأمثالها)، مؤكدًا على ذلك بقوله: “لا تصدقوا أن القضاء فيها مستقل، الحزب الإسلامي “لا يهش ولا ينش”، لا تراهنوا على حماية الجواز الغربي، نسأل الله أن يقيّض للأمة فرجًا عاجلاً لأسامة، وغيره من المعتقلين”.

من جانبه غرد حساب ميزان العدالة على تويتر قائلا: وصول أسامة الحسني للمملكة رغم كل النداءات والاستغاثات التي ملأت العالم في الأيام الماضية والأدلة القاطعة التي قدمت للمحكمة بالمغرب على أنه غير مطلوب في شيء؛ مؤشر على استهانة نظام مبس بالقانون والمواثيق الحقوقية، وعدم اكتراثه بسمعة بلاده التي ستتأثر سلبا بسبب هذا الإجراء.

وقال الحساب في تغريدة أخرى: عدم محاسبة #مبس على جريمته تجاه #خاشقجي هو الذي أغراه بالتمادي في الاعتداء على حرية الآخرين وانتهاك حقوقهم والتمسك بـ #ترحيل_اسامة_الحسني للمملكة بهذه الصورة المهينة والتآمر عليه بجواسيس السفارة بالمغرب.. حاسبوا #مبس قبل أن يجري نهر من الدماء لا يمكن إيقافه.

انتشار وسم #ماذا_استفدنا_من_الرؤية:

دشن ناشطون حملة لطرح تساؤلات على “ابن سلمان”، والمسؤولين السعوديون بشأن رؤية 2030، وذلك مع اقتراب الذكرى الخامسة لإعلان ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، عن “رؤية 2030” التي تزعم تنفيذ “إصلاحات اقتصادية واجتماعية” ببلاده، في 25 أبريل/نيسان 2016.

وطالب الناشطون عبر وسم “#ماذا_استفدنا_من_الرؤية” من السلطات السعودية بالإجابة على تساؤلاتهم المشروعة بشأن ما تحقق من الأهداف المعلنة في الرؤية والتي يصر ولي العهد السعودي والوزراء على ترديدها على مسامعهم في لقاءاتهم الصحفية وخطاباتهم وتصريحاتهم.

وأكدوا أن زعم ابن سلمان تطبيق رؤيته تسبب في “اعتقال العقلاء وتسويق العاهات ومعاداة الشعوب وزرع العنصرية، وهدم البيوت وتهجير الشعب، والتمهيد للتطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي، وبيع الأحلام، وارتفاع معدلات البطالة والفقر وانتشار الفساد وضياع سمعة البلاد”.

وتداول الناشطون صورا تجسد مظاهر الفقر في المملكة التي تعد أكبر مصدر للنفط في العالم، ويظهر بها النساء يفترشون الأرض للشحاتة وأخريات يبحثن عن الطعام في القمامة.

من جهته، قال الناشط السعودي المعارض بالخارج، وليد الهذلول: “الشي الوحيد الذي استفدنا منه؛ أن محمد سلمان كشف حقيقته، وأنه يريد تحويل البلد إلى ما يشابه العراق أو ليبيا، لدرجة أن الشعب أصبح يفكر في بناء مستقبله خارج الوطن؛ لأن الاستقرار أصبح هاجسًا للشعب، ولا يريدون أن يتورطوا بأوهام الطفل”.

وتابع “الهذلول” بقوله: “إن محمد سلمان يريد إفقار الشعب، ولا يُريد أحد أن يكون غنيًا حتى يُحكم سيطرته على الدولة”، منهيًا تغريداته بوسم #ماذا_استفدنا_من_الرؤية.

في حين قال المحام والحقوقي السعودي، يحي العسيري: “#ماذا_استفدنا_من_الرؤية، سؤال مشروع يطرحه أبناء الشعب، فهل تملك السلطات الإجابة؟”.

وأكدت الأكاديمية السعودية المعارضة، حصة الماضي، أن “المستفيد الوحيد من الرؤية هو من أصيب بالسعار في نهب الأموال من جيوب المواطنين، وهو محمد بن سلمان، #ماذا_استفدنا_من_الرؤية”.

في حين أشار حساب “الإصلاحيون السعوديون” الشهير على “تويتر” إلى أن “رؤية 2030 فشلت قبل أن تبدأ، لذلك #ماذا_استفدنا_من_الرؤية”.

من جانبها، قالت الأكاديمية السعودية المعارضة، والمتحدثة باسم حزب التجمع الوطني المعارض، مضاوي رشيد: “ما موقفك أيها المواطن من مسرحية القضاء على الفساد؟ أهم حسناتها أنها كشفت كمية الفساد المستشري في الدولة، وليس نزاهة ابن سلمان الذي سيواجه نفس المصير في المستقبل”.

في حين قالت الصحفية السعودية اللاجئة بهولندا، ريم سليمان: “هنالك 2 مليون شاب عاطل عن العمل، من ينتشلهم من الضياع الذي هم فيه إن كانت أموال الدولة تُهدر على الترفيه وعلى المشاريع غير الواقعية؟”.

علاقة “ابن سلمان” بممثلة إباحية:

كشفت تقارير إعلامية أمريكية عن وجود علاقة مشبوهة بين ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان، وممثلة إباحية أمريكية.

وبحسب موقع “هوليوود ريبورتر”، فإن “ابن سلمان” جمعه بالممثلة الإباحية الأمريكية الشهيرة “Alexa Jago”، “غداء عمل” في السعودية!

وحول سبب الاجتماع، أوضح الموقع أن الممثلة الإباحية حاولت اقناع “ابن سلمان” بدعم صديقها المنتج Joel Silver، مع وعد من “ابن سلمان” بدفع مليار دولار له.

وذكر الموقع أن اللقاء تم في يناير 2019، وأعطاهما “ابن سلمان” وقتها 400 مليون دولار دفعة أولى من المليار دولار.

ونقل الموقع عن الممثلة تأكيدها أنه تم نقلها هي وصديقها على متن طائرة خاصة إلى “مكان ما في الصحراء”، حيث هبطوا في مطار يبدو أنه غير مستخدم، ثم نقلا إلى فندق لا يبدو أنه يستقبل العديد من الضيوف.

وحول تفاصيل الاجتماع، أضاف الموقع نقلاً عن الممثلة الإباحية، أن “ابن سلمان” اجتمع معها على غذاء على طاولة منخفضة مكدسة بالطعام، حيث كانت المرأة الوحيدة الحاضرة.

وأضافت أن “ابن سلمان” تحدث، وهو محاط بوزرائه، بإسهاب عن رؤيته لبلاده، واهتمامه المفترض بالنهوض بحقوق المرأة.

جدير بالذكر أن تلك ليست المرة الأولى التي يكشف فيها عن علاقات بين “ابن سلمان” وممثلات أمريكيات، ففي وقت سابق، تم الكشف عن علاقته بالمغنية والممثلة الأمريكية، ليندسي لوهان.

وعلق الصحفي السعودي المعارض، تركي الشلهوب، على تلك التقارير بقوله: “الشباب يعانون من البطالة، والمواطن أثقلت كاهله الضرائب وأتعبه ارتفاع الأسعار، والبلد يتعرض لقصف حوثي شبه يومي، ومحمد بن سلمان يمنح 400 مليون دولار للممثلة الإباحية “Alexa Jago””.

وأضاف “الشلهوب: “في قاموس ابن سلمان المنحرف؛ الحقوقية السعودية تُعتقل وتُعذب ويُتحرش بها في السجن، والممثلة الاباحية تستقبل بالقصور وتُكرّم بالملايين!”.

بينما قال المعارض السعودي البارز، سعد الفقيه: “تكريم ممثلة ماجنة بهذه الطريقة، وركوع حاكم بلاد الحرمين لها، وهبتها مليار دولار في ليلة واحدة يفوق على كل الإهانات، سبحان الله، كيف يقبل شعب الحرمين أن ترمى شريفاته وصفوة علمائه ومثقفيه في السجون؛ ثم تكرم ممثلة ماجنة كل هذا التكريم؟!”.

وقال حساب “ميزان العدالة” على “تويتر” تعليقًا على التقرير: “هل علمتم الآن أين يصرف مالنا العام الذي نعاني من الفقر والبطالة بسبب تضييعه؟!”، متابعًا بقوله: “أموال الحرمين تذهب لسيئات السمعة، ونحن نشاهد”.

وقال الباحث بالشأن الخليجي، فهد الغفيلي: “في الوقت الذي كان يعلن فيه ابن سلمان مكافحته للفساد في الإعلام، كان بنفس الوقت يمنح 400 مليون دولار سرًا للممثلة الاباحية الأمريكية “Alexa Jago”، بحسب موقع “Holywood Reporter””.

وعلق حساب “نحو الحرية” قائلاً: “في الوقت الذي تنتشر فيه وسوم وهاشتاقات من قبيل: الراتب_مايكفي_الحاجة، و#عاطلين_ماحنا_بساكتين، ابن سلمان ينفق بسخاء على الممثلة الإباحية “Alexa Jago” ويعدُها بمليار دولار”.

وقال حساب “مفتاح”: “أخذ ابن سلمان بإحدى يديه 400 مليار ريال من معتقلي الريتز، تحت اسم “محاربة الفساد”، وباليد الأخرى سلّم 400 مليون دولار للفنانة الإباحية “Alexa Jago”، الحادثتان في يناير 2019!”.