خاص: رغم العنف الذي تواجهه المعارضة السعودية سواء داخل المملكة أو خارجها من قبل النظام الغاشم، والذي استعرت مواجهته بعد اعتلاء “محمد بن سلمان” لمقعد ولاية العهد، إلا أنه لا يزال للحق صوت، يستحق أن يُبرز أمام سيل التزييف والاتهامات الملفقة التي يتقن النظام السعودي لصقها بكل من يعارضه.

وسنحاول في هذه الزاوية استعراض أهم وأبرز الأنشطة المناهضة لاستبداد النظام السعودي، والقضايا التي يتبناها النشطاء والأكاديميون والمثقفون السعوديون في مختلف دول العالم، في محاولة لإطلاع القارئ على جهودهم في التصدي لمشروع “ابن سلمان” السلطوي الاستبدادي.

1- تقرير بلومبيرج حول قطع الاتصال بين المعتقلين وعائلاتهم:

كان لتقرير وكالة “بلومبرج” حول تواصل معتقلي الرأي في المملكة مع عائلاتهم، أثر كبير على تغريدات رموز المعارضة السعودية، فقد أبرزت “بلومبرج” من خلال تقريرها المعاناة التي يعانيها معتقلو الرأي في السعودية، عقب منع السلطات السعودية تواصلهم مع عائلاتهم.

وقالت الوكالة في التقرير إن السلطات السعودية منعت الاتصالات بين معتقلي ومعتقلات الرأي السعوديين المعروفين وعائلاتهم، وزادت القمع ضد أي معارض يهدد بتوتير العلاقة بين المملكة والدول الغربية الحليفة لها، لافتة إلى أن السلطات السعودية سمحت لمعظم معتقلي الرأي في الماضي بالاتصال بعائلاتهم وبانتظام، وأحيانًا كل أسبوع، ونقل عن نجل العودة “عبدالله” قوله: “أنا قلق لدرجة أنني أشعر بالشلل في هذه اللحظة”.

فمن جهته، أعاد الأكاديمي السعودي المعارض، عبد الله العودة، نشر التقرير بالأنجليزية، وعلق عليه بقوله: “صحيفة البلومبيرغ.. تتحدث عن التعتيم على حالة العديد من السجناء بالذات المشاهير منهم منذ عدة أشهر في السجون السعودية (بمافيهم الوالد #سلمان_العودة) .. وتخوفات الأهالي”.

وتابع التغريد حول انقطاع الاتصال بوالده بقوله: “بعد أيام بسيطة سيكمل الوالد #سلمان_العودة أربعة أشهر بعد آخر اتصال وتواصل معه في حبسه الانفرادي في سجن الحائر بالرياض”، مضيفًا أنه يوجد انقطاع كامل عن الاتصال معه، فلا نعرف أخباره، ولا صحته، ولا وضعه، ولا أخبار المحاكمة تمامًا، مشيرًا إلى أن قطع التواصل هذا يعتبر شكلاً من أشكال الضغط عليه، والتعذيب النفسي له، وللعائلة.

بينما غرد الصحفي السعودي المعارض، تركي الشلهوب، حول التقرير قائلاً: “في أسلوب رخيص ودنيء، مجلة بلومبيرغ الأمريكية، تكشف أن الحكومة السعودية قطعت الاتصال بين بعض معتقلي الرأي وعوائلهم، إمعانًا في التعذيب النفسي لهؤلاء المعتقلين وعوائلهم، هذه هي أفعال الحكومة التي تزعم تُطبِّق الشرع!”

وأضاف في تغريدة أخرى: “محمد بن سلمان قام مؤخرًا بقطع الاتصالات بين معتقلي الرأي وعائلاتهم، إمعانًا في التعذيب النفسي لهم، وكذلك قام باعتقال صهر #سعد_الجبري وعذَّب زوج ابنته، بهدف الضغط عليه! أساليب صبيانية رخيصة تدل على ضعف وهوان هذا المراهق وفريقه البائس”.

2- التطبيع مع الصهاينة.. مرحلة غسل الأدمغة:

لا زالت قضية التطبيع مع الكيان الصهيوني، مستمرة في تغريدات وتصريحات المعارضين السعوديين لهذا الأسبوع أيضًا، باعتبار أن القضية الفلسطينية قضية محورية للشعب السعودي، فقد أوضح الأكاديمي السعودي المعارض، عبد الله العودة، في لقاء متلفز له مع قناة “الجزيرة” الفضائية أن هذه المرحلة لغسيل دماغ الأغلبية الساحقة من الشعب السعودي لا تكفي لتتمكن المملكة من التطبيع بشكل كامل مع الكيان الصهيوني مثل الإمارات، لهذا تراجع “ابن سلمان” في مرات عديدة عن تلك الخطوة.

كما نشر الصحفي السعودي المعارض، تركي الشلهوب، عبر حسابه الموثق بـ”تويتر”، مقطع فيديو لأحد الكتاب السعوديين الداعين للتطبيع مع الكيان الصهيوني، معلقًا بقوله: “بينما يُغيَّب آلاف العلماء والناشطين المُدافعين عن فلسطين، يتصدَّر أمثال هذا المتصهين ليشتم فلسطين والقُدس، ويزعم أن “وجود إسرائيل أرحم بكثير من وجود دولة فلسطينية”! هؤلاء شوّهوا صورة بلاد الحرمين بموافقة ودعم من مراهقي الديوان”.

في حين علق الصحفي السعودي، أحمد بن راشد بن سعيد على نفس المقطع الداعي للتطبيع، بقوله: “هذا السعودي يخرج في فيديوهات دورية من بلاد الحرمين، ليشتم فلسطين، ويعلن ولاءه لغاصبيها. الهدف من هذا الإغراق المسكوت عنه جَعْل ما هو غير طبيعي طبيعيًا، مرّةً أخرى، لكي يمرّ التطبيع فلا بدّ من هدم منظومة القيم التي تجعله حرامًا ومنبوذًا ومكروهًا، لكن عبثًا يحاولون”.

من جانبه، وصف المعارض السعودي البارز، سعيد بن ناصر الغامدي، التطبيع مع الكيان الصهيوني بالخيانة، موضحًا أن له درجات متفاوتة في مدى انغماس أصحابها في بحيرة النجاسة الصهيونية – على حد قوله-، فهناك من شرب منه حتى امتلأ قلبه وجوارحه، وهناك من اغترف غرفة بيده، وآخرون على الضفاف يلهثون ولمّا يرتعوا!”.

بينما رأى سعد الفقيه، المعارض السعودي الأبرز، أن مسألة التطبيع تلك قد تكون القشة التي تقصم ظهر النظام السعودي، وحول التعاون الأمني مع الكيان الصهيوني، أوضح “الفقيه” أن هناك تعاونا أمنيا وثيقا بين الطرفين، وإن لم يكن مباشرًا فعن طريق الولايات المتحدة.

وحول التثقيف والتوعية الشعبية بخطورة التطبيع، قال “الفقيه” إن المعارضين للتطبيع ليسوا حكامًا ولا بيدهم سلطة، لذا فالجهد المبذول لمناهضة التطبيع وإبقاء الوعي حي جهد لا بأس به حتى الآن.

3- تصريحات محامي “ابن نايف” عن مكانه ووضعه الصحي:

تفاعل رموز المعارضة السعودية مع إعلان فريق دفاع ولي العهد السعودي السابق، الأمير “محمد بن نايف”، عن مخاوفهم بشأن سلامته في ظل عدم السماح له بزيارة طبيبه الشخصي، وبقاء مكان وجوده مجهولاً بعد 5 أشهر من اعتقاله.

ونقلت صحيفة “فايننشال تايمز” البريطانية، عن الممثلين القانونيون، الذين طلبوا عدم الكشف عن هويتهم بسبب حساسية القضية، إن عائلة “ابن نايف” لم تتمكن من زيارته منذ أن اعتقلت قوات الأمن السعودية ولي العهد السابق، وشقيقه الأمير “نواف”، وعمه الأمير “أحمد بن عبدالعزيز”، في مارس/ آذار الماضي.

وأكد المحامون أن السلطات السعودية لم توجه تهمًا بشكل رسمي إلى الأمراء الثلاثة، وسمحت في البداية لأسرة “ابن نايف” بإجراء اتصالات هاتفية معه، لكن ذلك أصبح محدودًا الآن.

وأتت تلك المخاوف من المحامين بشأن سلامة “ابن نايف” بعد أن اتهم أحد مساعديه السابقين، ضابط الاستخبارات السعودي السابق “سعد الجبري”، علنًا “ابن سلمان” باستهدافه هو وعائلته.

وكتب الأكاديمي السعودي المعارض، عبد الله العودة، معلقًا على تلك التصريحات من المحامين بقوله: “محامو ولي العهد السابق محمد بن نايف يكسرون صمتهم بالخارج، ويتحدثون عن الظروف السيئة لاعتقالات أفراد العائلة الحاكمة في السعودية”، مرفقًا رابط مقالة المحامين بالصحيفة البريطانية “فايننشال تايمز”.

بينما رأت الأكاديمية السعودية المعارضة، الدكتورة “حصة الماضي”، أن ما حدث مع “ابن نايف” ومنع الزيارات الصحية عنه، هو نتاج متوقع لما فعله مع المعتقلين من قبل، حيث قالت مغردة: “كما تدين تدان.. كان المجرم #محمد_بن_نايف يمنع الرعاية الصحية عن #معتقلي_الرأي حتى أن بعضهم يضطر للإعتصام أوللإضراب عن الطعام من أجل أن يحصل على زيارة الطبيب”.

في حين اعتبرت الناشطة المعارضة، نورة الحربي، ما يفعله “ابن سلمان” مع “ابن نايف”، بأنه قتل لمنافس في الحكم عن طريق الإهمال الطبي!

من ناحيته، تندر المعارض السعودي الشهير، عمر بن عبد العزيز، من تقلب أحوال الدنيا وكيف أن بعض من يسبون “ابن نايف” اليوم، كانوا يتمنون أن يعملوا خدمًا فقط في قصره، مضيفًا أن نفس الانتهاكات التي وقعت على “ابن نايف” اليوم، هي نفس الانتهاكات الني كان يمارسها هو على المعتقلين، اختطف، اختفى قسريًا، لا محاكمة، لا محامين، لا تواصل مع عائلته، حرمان من الرعاية الطبية.

ثم وجه “عبد العزيز” رسالة إلى “ابن نايف” في محبسه، قائلاً له: “تلك الأيام نداولها بين الناس، هل تظن أنك كنت في مأمن بعد كل هذه الانتهاكات؟!”.

4- دعوات للعاطلين عن العمل للاحتجاج وإقالة وزير العمل:

دعا الناشط السعودي المعارض، ماجد الأسمري، جميع العاطلين عن العمل في المملكة إلى الذهاب باستمرار لمراكز “طاقات” الخاصة بتعيين السعوديين والسعوديات، بجميع المدن بالمملكة من الساعة 9 صباحًا، مع تخصيص يوم أسبوعي يحضر فيه كل قادر، ورأى “الأسمري” أن تلك الخطوة ذكية وآمنة على منفذيها، وتهدف لتسليط الضوء على معاناة العاطلين.

بينما شاركت الناشطة المعارضة، نورة الحربي، في حملة لإقالة وزير العمل السعودي “أحمد الراجحي” بعد فشله في حل أزمة العاطلين، وكذلك فشله في التعامل مع أزمة سوق العمل في ظل جائحة “كورونا”، وقالت “الحربي” مغردة: “رغم مغادرة العمالة الوافدة بسبب ضعف الاقتصاد وفشل إدارة المملكة، مازال وزارة العمل لم تنجح في خفض نسب البطالة وتبخر وعود ابن سلمان بالحد من تفاقم البطالة #مطلبنا_اقاله_احمد_الراجحي “.

كما طالب الناشط السعودي، أنس الغامدي، العاطلين في المملكة العربية السعودية عن العمل، أن يتجمعوا للمطالبة بحقوقهم، دون المشاركة السياسية.

وقال “الغامدي” في مقطع مصور نشره عبر حسابه الموثق على “تويتر”، إن “الشعب يبكي في الهاشتاجات”، مؤكدًا أن الوصول إلى الهدف يكون عبر توحيد الكلمة وأن يكونوا يدًا واحدة.

وفور نشر المقطع المصور، تفاعل مغردون مع دعوة “الغامدي”، مؤكدين أنه حان الوقت لتغيير ما سموه “النمط المخزي من المناشدة والمطالبة”.

في حين غرد الصحفي السعودي المعارض، تركي الشلهوب، عبر حسابه بـ”تويتر” ناشرًا مقطع مصور لمبتعث سعودي عاد من الخارج ليقف يبيع الشاي في الطرقات بلباس تخرجه، معلقًا بقوله: “شباب السعودية وبناتها، يدرسون في أرقى الجامعات الغربية، وفي النهاية تضيع أحلامهم بالحصول على وظيفة تُناسب شهاداتهم التي حصلوا عليها، فيضطرّون لبيع الشاي في الشوارع، شيء مؤسف!”.

5- مراجعة أحكام الإعدام بحق 3 قاصرين:

جاء إعلان النيابة العامة السعودية، في بيان لها، الخميس، أنها أمرت بمراجعة عقوبة الإعدام التي صدرت بحق 3 أفراد من الشيعة، أدينوا بالإعدام قبل بلوغهم سن الـ18 عامًا، كتنفيذ للقرار الملكي الصادر أبريل الماضي، والقاضي بعدم إصدار أحكام الإعدام على مرتكبي الجرائم من القاصرين، وأيضًا بعدم تطبيق أحكام الإعدام الصادرة على المدانين ما داموا لم يبلغوا سن الرشد.

ومن بين المحكوم عليهم بالإعدام، وسيتم مراجعة أحكامهم بقرار النيابة هذا، نجل شقيق رجل الدين الشيعي “نمر باقر النمر” الذي أعدمته السعودية في 2 يناير/ كانون الثاني 2016.

وحُكم على “علي النمر”، و”داود المرهون” و”عبدالله الزاهر”، بالإعدام في العام 2016 بتهمة ارتكاب جرائم ترتبط بالإرهاب قبل بلوغهم الثامنة عشرة من العمر، بحسب “رويترز”.

وعلق المحامي والحقوقي السعودي، ورئيس منظمة “القسط” لحقوق الإنسان، يحي العسيري، على ذلك القرار بقوله: “هذه بشرى وخبر رائع، ورسالة للعاملين، أن عملكم يؤتي ثمارًا، والضغط والعمل يخفف الظلم والقمع، لا أقول أن المشكلة حُلت بشكل كامل، ولكن هذا تقدم ملموس، فاستمروا في العمل، وهنيئًا لمن عمل على إنقاذ أرواح الثلاثة”.