خاص: رغم العنف الذي تواجهه المعارضة السعودية سواء داخل المملكة أو خارجها من قبل النظام الغاشم، والذي استعرت مواجهته بعد اعتلاء “محمد بن سلمان” لمقعد ولاية العهد، إلا أنه لا يزال للحق صوت، يستحق أن يُبرز أمام سيل التزييف والاتهامات الملفقة التي يتقن النظام السعودي لصقها بكل من يعارضه.

وسنحاول في هذه الزاوية استعراض أهم وأبرز الأنشطة المناهضة لاستبداد النظام السعودي، والقضايا التي يتبناها النشطاء والأكاديميون والمثقفون السعوديون في مختلف دول العالم، في محاولة لإطلاع القارئ على جهودهم في التصدي لمشروع “ابن سلمان” السلطوي الاستبدادي.

 

حملة للإفراج عن معتقلي حملة مايو 2021:

دعت جهات حقوقية سعودية المغردين عبر موقع التدوين المصغر “تويتر”، للمشاركة في حملة للإفراج عن معتقلي حملة مايو 2021.

وكانت السلطات السعودية قد شنت حملة اعتقال ضد ناشطين ومغردين ومغردات بسبب تعبيرهم عن آراءهم في تغريدات سابقة، من ضمنهم الناشطة لجين الداغستاني، التي أفرج عنها مؤخرًا، والناشطة لجين البوق، والناشط عبد الله جيلان.

وقال حساب “معتقلي الرأي” في تغريدة رصدها الموقع: “دعوة هامة لجميع الأحرار، ستنطلق غدًا الثلاثاء 8/6/2021، الساعة 8 مساءً، حملة واسعة للضغط على السلطات من أجل الإفراج عن معتقلي مايو من الناشطين والمغردين القابعين رهن الاعتقال التعسفي”.

ودعا الحساب المعني بشؤون المعتقلين والمعتقلات، المغردون للمشاركة في الحملة عبر وسم #الحرية_لمعتقلي_مايو2021 .

من جانبه، كتب الصحفي السعودي المعارض، تركي الشلهوب، سلسلة من التغريدات للمشاركة في الحملة، قال فيها: “هل يظن ابن سلمان باعتقاله لهؤلاء الشباب أن مشكلته مع من يدافع عن الوطن والمواطن قد انتهت؟ هناك آلاف الشباب غيرهم نذروا أنفسهم في مقارعة الظلم والاستبداد وتحقيق العدالة الاجتماعية”.

وتابع “الشلهوب” مغردًا: “لله درّ الأحرار في السجون، ولله درّ الذين غادروا بلدانهم وذهبوا في اتجاه واحد بلا عودة حاملين معهم آلام أهلهم وآمالهم، شعارهم الإصلاح ومطلبهم الحرية والكرامة لشعبهم. ولله در الذين لم يستطيعوا الخروج، فانكفأوا على ذاتهم، ورفضوا أن يكونوا أدوات بيد الطغاة”.

وشدد الصحفي السعودي المعارض على أننا “هُنا اليوم للدفاع عن شباب وفتيات اعتقلهم حاكم ظالم جائر تمادى بجبروته وطُغيانه”.

في حين قال حساب “خط البلدة” الشهير عبر “تويتر”: “ما يفعله ابن سلمان تجاه أصحاب الرأي كارثي ومن الفظاعة أن يستمر”.

وغرد حساب “عربية الهوية” قائلاً: “أتظن أن القمع هو الحل؟! أنت مخطئ أيها المستبد؛ ﻷن قمعك قد يكسرني وأتعثر وأقع، ولكن سأقف من جديد وسأصبح أقوى وأصلب من ذي قبل. والضربة التي لا تقتلك تقويك، والتاريخ سيسجل ثورة من مارست عليهم طغيانك”.

وذكر حساب “كشكول سياسي” الشهير عبر “تويتر”: “#الحرية_لمعتقلي_مايو2021، الحرية لعشرات الآلاف في سجون آل سعود الذين يتم اعتقالهم في كل يوم وشهر في السنة ولن تأتي حريتهم إلا إذا كسرنا حاجز الخوف وأجبرنا النظام على إخراجهم، ولو لم نفعل فكل واحد منا معرض للاعتقال يومًا”.

بينما شاركت الأكاديمية السعودية المعارضة، حصة الماضي، في الحملة مغردة بقولها: “#الحرية_لمعتقلي_مايو2021 الذين كانوا يطالبون بحقوق الجميع”.

وأكد “حزب الأمة الإسلامي” في تغريدة له على أنه “لا ينبغي لشبابنا الطموح الخضوع لعمليات القمع التي تمارسها السلطات السعودية في ظل وجود وسائل التواصل الاجتماعي والانفتاح الإعلامي الكبير”.

وقالت منظمة “سند” الحقوقية في سلسلة تغريدات لها: “تستمر السلطة السعودية في اعتقالاتها بحق الناشطين والمغردين، أو من يعبر عن رأيه وأفكاره بسياسة الحكم وإدارة البلاد”.

ودعت المنظمة المؤسسات والمنظمات العربية والعالمية المعنية بحقوق الإنسان، لدعم قضية المعتقلين وتفضح أساليب التعذيب التي يتعرض لها المعتقلون في سجون السلطة السعودية.

وشددت المنظمة في ختام تغريداتها على إطلاق سراح جميع معتقلي الرأي في سجون السلطة السعودية، وإيقاف الانتهاكات التي تمارس ضد المعتقلين، بعيدًا عن معايير حقوق الإنسان.

بينما قال حساب “وطنيون معتقلون” الشهير عبر “تويتر”: “المطالبة بالحق في العمل، والحريات الأساسية، وحق التعبير عن الرأي، ليست جريمة #الحرية_لمعتقلي_مايو2021”.

 

شراء السعودية تقنية تجسس من شركة صهيونية:

ذكرت صحيفة “هآرتس” العبرية أن السعودية اشترت تقنية تجسس من شركة صهيونية، تسمح باختراق هواتف “آيفون” بنقرة واحدة.

وأوضحت الصحيفة العبرية أن الشركة الصهيونية، تحمل مسمي “كوادريم” ويقودها مسؤول سابق في المخابرات العسكرية الصهيونية، وهو من قام بتأسيسها قبل 4 سنوات.

ولفتت الصحيفة إلى أن الشركة تتخذ من مدينة “رمات جام” قرب تل أبيب، مقرا لها، وتمكنت من تسويق منتجاتها عبر وسيط قبرصي ويُسمى “إن ريتش”.

وتابعت “هآرتس” أن مقر الشركة لا توجد عليه أي علامات على الباب تشير إلى أن هذا المكتب الذي يتواجد في الطابق التاسع عشر في المقر هو موطن لشركة إلكترونية تنفذ هجمات عبر الإنترنت.

وأوضح الموقع أن حتى السعاة غير مسموح لهم بالتواجد في مكتب الشركة، مشيرة إلى أنه إما أن تكون تعرف إلى أين أنت ذاهب أو أنك ستشعر أنه غير مرحب بك وأنك في المكان الخطأ.

ووفق المعلومات التي نشرتها “هآرتس” فإن السعودية اشترت برامج تجسس من شركة “كوادريم” الصهيونية منذ عام 2019.

وذكرت الصحيفة العبرية أن هيئة حكومية سعودية هي من اشترت منتجات شركة “كوادريم” التي تركز جهودها على تقنيات تتيح اختراق الهواتف المحمولة، وجلب بيانات منها وتشغيل المحمول عن بعد كوسيلة لتتبع مالكه.

وحسب المعلومات التي تزودها الشركة الصهيونية لعملائها، فإنه بالإمكان جلب أي بيانات يصورها الضحية من المحمول، وحتى بيانات محذوفة سابقًا كالوثائق ومقاطع الفيديو والصور والإيميلات ورسائل واتس آب، كما يمكنها تشغيل الكاميرات المدمجة مع الهواتف والسماعة الخارجية (SPEAKER) ونظام تتبع الخرائط.

من ناحيته، قال الصحفي السعودي المعارض، تركي الشلهوب: “لو أن ابن سلمان واثق من دعم ومحبة ابناء الشعب، ولو أنه لا يخاف المعارضين لما اضطر لإنفاق المليارات على شراء برامج التجسس!”.

وعلقت منظمة “سند” الحقوقية على تلك الأنباء بقولها: “يعاني المواطنون من الملاحقة والتجسس المستمر، وانتهاك للخصوصية، لاسيما مستخدمي أجهزة وتطبيقات أبل، في ظل الملاحقات والمراقبة التعسفية التي تمارسها سلطة ابن سلمان بحق الناشطين”.

وأشار موقع “رصيف 22” الشهير إلى أنه “يمكن أن يصيب برنامج التجسس “Reign” أجهزة آيفون iPhone مباشرة بنقرة واحدة، من دون أن يضطر المالك إلى ضغط رابط البرامج الضارة – كما تتطلب أدوات القرصنة عادةً- وهو النمط التقليدي الذي كان رائجاً في السابق”.

في حين قال حساب Access now التقني الشهير عبر “تويتر”: “تستخدم الحكومات في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا أدوات المراقبة الإلكترونية لتحديد ومراقبة وإسكات المعارضين، الصحفيين، والمدافعين عن حقوق الإنسان”.

وتابع الحساب السعودي الشهير: “وغالباً ما يكون النشطاء في المنطقة عرضة لخطر السجن والتعذيب والقتل من خلال أجهزة المراقبة المستعملة”.

بينما ذكر حساب “سعودي ليكس” أن “الكشف عن شراء السعودية برامج تجسس إسرائيلية بصفقات سرية منذ 2019”.

ورأى حساب موقع “عربي بوست” الشهير أن السعودية تحاول الحصول على تكنولوجيا حديثة في التجسس، تساعدها على اختراق هواتف المعارضين السعوديين في الخارج كما حدث مع جمال خاشقجي، لمتابعته وقتله.

في حين قال حساب “مفتاح” الشهير عبر “تويتر”: “شركة Quadream المتخصصة في تكنولوجية إختراق بيانات الهواتف الذكية وتتبع مواقع الأشخاص، تبيع خدماتها للسعودية منذ عام 2019”.

وتابع الحساب بقوله: “الشركة تبيع برامج تجسس تختص باختراق الهاتف المستهدف “بنقرة واحدة“ للتنصت والتحكم عن بعد في الكاميرا”.

 

كارثة مستشفى المدينة المنورة العام:

كشف ناشطون ومغردون سعوديون عن حالة إهمال عام تسببت في وفاة 13 مريضًا بمستشفى المدينة المنورة العام؛ بسبب انقطاع الأكسجين عنهم.

وكان وسم #مستشفي_المدينه_العام قد تصدر ترند “تويتر” المملكة، بعد انتشار أنباء عن وفاة 13 مريض بداخل المستشفى بسبب نقص الأكسجين، وسط تكتم وزارة الصحة السعودية على الحادث، وتسجيلها الوفيات على أنها وفيات طبيعية.

من جانبه، علق الناشط السعودي المعارض بالخارج، عبد الله الغامدي، على الحادث بقوله: “تكتم شديد على وفاة ١٣ شخص في مستشفى المدينة العام بسبب انقطاع الأكسجين”، متابعًا: “هل هناك قاع أسفل من هذا؟ المليارات على الترفيه والمرضى يموتون بسبب انقطاع الأكسجين!”.

كما ذكرت إحدى المغردات، وتُدعى Ron، وعرفت نفسها بأنها تعمل موظفة بذات المستشفى، أنها منذ وقت تعيينها فيها وتعاني المستشفى من مشكلة نقص إمدادات الأكسجين فيها.

وتابعت المغردة قائلة: “أخر انقطاع كان كارثيًا بكل ما تعنيه الكلمة، كان في تاريخ ١٣/١٠/١٤٤٢ يوم الثلاثاء، ولم تكن المرة الأولى، تدهورت حالات المرضى؛ ومنهم من تم نقله إلى مستشفيات أخرى “.

وأشارت المغردة إلى أن العاملين بالمستشفى تكلموا قبل وقوع الحادثة مرارًا وتكرارًا مع المسؤولين، ولكن لا حياة لمن تنادي، بحسب ما قالته.

وأوضحت المغردة أن هدف القائمين على المستشفى فقط فتح كل الأقسام والعنايات، مع علمهم التام بضعف الأكسجين، وهم على علم بأن المستشفى تستقبل حالات كورونا، بمعنى أنهم بحاجة للأكسجين.

وقال الصحفي السعودي المعارض، تركي الشلهوب، معلقًا على الكارثة: “ابن سلمان أرسل 60 ألف طن من الأوكسجين للهند، بينما المواطنين في #مستشفي_المدينة_العام يموتون بسبب انقطاع الاوكسجين”.

وقال حساب “خط البلدة”: “ما حدث في #مستشفي_المدينة_العام يعور القلب، ولذلك نقول أن السكوت عن الفساد لا يضمن استقرار الدول”.

وأوضحت الأكاديمية السعودية المعارضة، حصة الماضي أن ما حدث بالمستشفى “ليس بجديد على السلطة #السعودية الاستهتار بأرواح الشعب، وماحصل في #مستشفي_المدينة_العام يؤكد ذلك”.

في حين قالت الناشطة السعودية المعارضة، نورة الحربي: “كارثة صحية في #مستشفى_المدينة_العام ، أين الملك وابنه و وزير الصحة؟!”.

وغرد المعارض السعودي البارز، سعد الفقيه، قائلاً: “وفاة المرضى بسبب انقطاع الأكسجين جريمة، والتكتم عليها جريمة، لكن من يتحمل المسؤولية؟”.

وتابع “الفقيه” بقوله: “في الأردن حادث مشابه فكان الرد الشعبي مزلزلًا! فكيف كان رد الفعل في بلاد الحرمين؟ من هنا نعرف من هو المسؤول الحقيقي عن هذه الجريمة”.

 

سمير الهلال.. 2000 يوم في الانفرادي:

مر نحو 2000 يوم على احتجاز الشيخ “سمير الهلال” في العزل الانفرادي، ولا تزال السلطة السعودية تمارس معه أبشع أساليب الظلم والانتهاك.

وتزداد المخاوف على مصير الشيخ الستيني، مع استمرار الاحتجاز التعسفي، ومخاطر التعذيب التي تواجه معتقلي الرأي، في ظل التكتم الإعلامي والاخفاء القسري الذي يعانيه داخل الزنزانة.

والجدير بالذكر، أن السلطة اعتقلت الشيخ الهلال في ديسمبر 2015م، من منزله في الدمام، حيث طوقت في حينها عشرات العجلات العسكرية المنطقة، واقتادت الشيخ بطريقة مهينة من دون احترام حقوق الإنسان، ليتم حبسه انفراديا ومنعه من توكيل محام أو تسيير محاكمته، أو التواصل معه من قبل ذويه.

وتعد السياسة التعسفية التي تنتهجها السلطة بحق الشيخ سمير محمد الهلال، انتهاكا صريحا للقانون والمعاهدات المعنية بحقوق الإنسان، وهو ما يستوجب على الجهات المعنية التدخل العاجل للإفراج عن الشيخ وإنقاذه من الظلم، من دون قيد أو شرط.

من جانبه، قال الناشط السعودي المعارض، طه الحاجي: “بعد يومين يكمل الشيخ سمير الهلال الفين يوم في الانفرادي في الحاير بدون زيارة ولا محاكمة.، ووجه “الحاجي” سؤال لهيئة حقوق الإنسان السعودية قائلاً: “ما رأيكم في هذا الظلم والاجرام؟”.

في حين قالت الأكاديمية السعودية المعارضة، حصة الماضي: “أين الشيخ المعتقل #سمير_الهلال الذي قضى 2000 يوماً في العزل الانفرادي في معتقل #الحاير وعائلته لا تعلم عنه شيئاً؟”

بينام قالت منظمة “القسط” لحقوق الإنسان: “2000 يوم من الحبس الانفرادي في سجن الحائر بالرياض يقضيها #سمير_الهلال، المعتقل منذ ديسمبر 2015 ويواجه انتهاكات من ضمنها منع الزيارات، والاستعانة بمحام”.

كما دعت “القسط” السلطات السعودية للإفراج عنه، والكشف عن مصيره.

وعلقت المنظمة الأوربية – السعودية الحقوقية على قضية “الهلال” بقولها: “2000 يوم هذه هي المدة التي لازال يقضيها المعتقل #سمير_الهلال في الزنزانة الانفرادية في سجون #السعودية. جانب من جرائم عهد الملك سلمان وابنه وجهازهم”.

وقال الناشط السعودي المعارض، علي سلمان: “الشيخ #سمير_الهلال يكمل 2000 يوم في السجن الانفرادي كمعتقل رأي في سجن الحائر بدون محاكمة أو السماح بزيارته”.

وتابع “سلمان” بقوله: “أهل المعتقل الهلال يشعرون بالقلق الشديد من منع سلطات الرياض لهم من زيارته للاطمئنان عليه!”

في حين قالت المحامية والحقوقية السعودية المعارضة بالخارج، لينا الهذلول: “2000 يوم في الحبس الانفرادي”، وأشارت “الهذلول” في تغريدتها لحساب رئيس هيئة حقوق الإنسان السعودية، عواد بن صالح العواد.

وقالت منظمة “سند” الحقوقية: “يعاني الشيخ المعتقل “سمير الهلال”، من العزل الانفرادي، بجانب الحرمان من توكيل محام وتسيير قضيته لدى القضاء، بالإضافة إلى منع التواصل معه، الأمر الذي يجعل مصيره في خطر مستمر”.