خاص: رغم العنف الذي تواجهه المعارضة السعودية سواء داخل المملكة أو خارجها من قبل النظام الغاشم، والذي استعرت مواجهته بعد اعتلاء “محمد بن سلمان” لمقعد ولاية العهد، إلا أنه لا يزال للحق صوت، يستحق أن يُبرز أمام سيل التزييف والاتهامات الملفقة التي يتقن النظام السعودي لصقها بكل من يعارضه.

وسنحاول في هذه الزاوية استعراض أهم وأبرز الأنشطة المناهضة لاستبداد النظام السعودي، والقضايا التي يتبناها النشطاء والأكاديميون والمثقفون السعوديون في مختلف دول العالم، في محاولة لإطلاع القارئ على جهودهم في التصدي لمشروع “ابن سلمان” السلطوي الاستبدادي.

 

تعمد إخفاء موعد استئناف “عبدالرحمن السدحان”:

كشفت شقيقة الناشط السعودي المعتقل “عبد الرحمن السدحان”، أريج السدحان، عن أن السلطات أبلغت عائلتها بأن جلسة استئناف شقيقها، الأربعاء قبلها بيوم واحد فقط.

وقالت “أريج” في تغريدة لها: “بعد ٤ أشهر من الصمت والإخفاء، محكمة الاستئناف للتو أخبرت عائلتي أن موعد الجلسة سيكون غدًا الأربعاء”.

وفور انتشار الخبر، دعت منظمة “القسط” لحقوق الإنسان السلطات السعودية إلى إلغاء الحكم الجائر ضد “السدحان” بالسجن لمدة 20 عامًا، والإفراج عنه فورًا دون قيد أو شرط.

من جانبها، غردت المتحدثة باسم مجلس النواب الأمريكي، نانسي بيلوسي، عن جلسة الاستئناف تلك، قائلة: “كان الحكم على عامل الإغاثة الإنسانية عبد الرحمن السدحان في أبريل / نيسان ظلمًا فادحًا، واستمرارًا لاعتداء المملكة العربية السعودية على حرية التعبير”.

كما أكدت “بيلوسي” في تغريدتها أن الكونجرس سيراقب عن كثب جلسة الاستئناف الخاصة بـ”عبد الرحمن” ، بالإضافة إلى جميع انتهاكات حقوق الإنسان التي يرتكبها النظام السعودي.

وقال الأكاديمية السعودية المعارضة، حصة الماضي: “نرفض الحكم الجائر على عبد الرحمن السدحان، ويجب على السلطة السعودية القمعية الإفراج العاجل عنه وعن جميع معتقلي الرأي، والاعتذار العلني لهم، وتعويضهم عما أصابهم من ضرر”.

بينما قال الصحفي السعودي المعارض، تركي الشلهوب: “لله درّ الأحرار في السجون. ولله درّ الذين غادروا بلدانهم، وذهبوا في اتجاه واحد بلا عودة، حاملين معهم آلام أهلهم وآمالهم. شعارهم الإصلاح، ومطلبهم الحرية والكرامة لشعبهم. ولله در الذين لم يستطيعوا الخروج، فانكفأوا على ذاتهم، ورفضوا أن يكونوا أدوات بيد الطغاة”.

في حين قال الأكاديمي السعودي المعارض بالولايات المتحدة، عبد الله العودة: “نانسي بيلوسي – المتحدثة باسم مجلس النواب الأمريكي-، تدين الحكم الجائر على عبد الرحمن السدحان، وتقول بأن الكونغرس يراقب الوضع الحقوقي في السعودية”.

من جهته، قال حساب “ميزان العدالة” الشهير عبر “تويتر”: “انتهاك جديد ضد الناشط المعتقل عبد الرحمن السدحان، تعمدت السلطات مثل المرات السابقة عدم إبلاغ أهله بموعد جلسة الاستئناف إلا قبلها بيوم واحد، وهو ما يضعهم في مأزق مستمر ويجعلهم عاجزين عن التفاعل مع قضيته بالصورة المناسبة”.

بينما علق المعهد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، على الأنباء بقوله: “لأكثر من 3 سنوات، لم تستطع والدة المعتقل السعودي عبد الرحمن السدحان التواصل معه أو زيارته”، متابعًا: “يقضي “السدحان” حكما بالسجن 20 عامًا على خلفية تهم تتعلق بحرية الرأي والتعبير. السلطات السعودية مطالبة بإلغاء الحكم القاسي فورًا، والإفراج غير المشروط عن “السدحان”، ومعتقلي الرأي كافة”.

في حين قال الباحث في الشأن الخليجي، فهد الغفيلي: “رئيسة مجلس النواب الأميركي نانسي بيلوسي: الحكم على عبد الرحمن السدحان ظلمٌ فادحٌ واستمرارٌ لاعتداء السعودية على حرية التعبير، وسيراقب الكونجرس عن كثب غدًا جلسة الاستئناف الخاصة بمحاكمته، بالإضافة إلى جميع انتهاكات حقوق الإنسان التي يرتكبها النظام السعودي”.

بينما قال حساب “الإصلاحيون السعوديون” الشهير عبر “تويتر”: “احتُجز بمعزل عن العالم الخارجي لمدة 3 سنوات دون تهمة ثم حُكم عليه بالسجن لمدة 20 عامًا، بناءً على معلومات حساب تويتر سلمي مجهول الهوية. حيث أُخذت الاعترافات المزعومة بملكيته للحساب تحت التعذيب الشديد، والصعق بالكهرباء وسنوات من الاختفاء”.

في حين طالبت منظمة “غرانت ليبرتي” الحقوقية الدولية بالإفراج عنه، قائلة: “تنعقد جلسة الاستئناف الخاصة ب(عبد الرحمن السدحان) غدا الاربعاء. نطالب بالإفراج غير المشروط عن عبد الرحمن”.

 

اعتقال الناشط “عبد الله المباركي”:

دعت منظمات حقوقية عدة السلطات السعودية للكشف عن مصير الناشط السعودي، عبدالله بن عوض المباركي، المختفي منذ مداهمة منزله، في مدينة ينبع، غربي المملكة، في 22 يوليو/تموز الماضي.

من جانبها، دعت منظمة “سند” الحقوقية، السلطات السعودية، إلى ترك الإخفاء القسري الذي تمارسه بحق الناشطين، واحترام حرية الرأي والتعبير والإفراج الفوري عن “المباركي”.

وأضافت في بيان نشرته عبر موقعها الإلكتروني: “وكما يحصل لباقي المعتقلين، فقد مارست السلطة سياسة التكتم على المعلومات المتعلقة بالمباركي، حيث امتنعت السلطة عن تزويد ذوي المعتقل بأي معلومة تتعلق بوضعه داخل السجن”.

وكانت عائلة “المباركي” كشفت أنها لم تعرف بشكل رسمي سبب اعتقاله، كما لم تصدر وزارة الداخلية السعودية أي توضيح بشأن ملابسات اعتقاله أو طبيعة التهم الموجهة له.

وقال حساب “مجتهد فيديو” الشهير عبر “تويتر”: “الحكومة السعودية اعتقلت الناشط عبد الله المباركي، من منزله في مدينة ينبع، على خلفية نشاطه المدني وتعبيره عن رأيه على وسائل التواصل الاجتماعي”.

وتابع الحساب بقوله: “رغم محاولات عائلته، لم تتسرب أنباء عن مكان اختفائه بعد”.

من ناحيتها، أكدت المنظمة الأوربية – السعودية في بيان نشرته أنه واستنادا إلى النهج الذي تتبعه السعودية في التعامل مع الأفراد الذي يعبرون عن رأيهم، فإن اعتقال “المباركي” هو بسبب ممارسته حقه في التعبير عن الرأي.

كما أشارت المنظمة إلى أن اعتقال “المباركي” وإخفاؤه يشير إلى إمكانية حصول اعتقالات أخرى على خلفية حملات المطالبة بالحقوق الأخيرة، لم تتمكن المنظمة من رصدها بسبب التخويف والقمع في السعودية، ومنع أي دور للمنظمات الحقوقية المستقلة والمجتمع المدني.

وشددت المنظمة في ختام بيانها أنه وعلى النقيض من الوعود والترويج الرسمي للانفتاح، تستمر السعودية في قمعها لحرية الرأي والتعبير، وفي الانتهاكات، وخاصة ممارسة الإخفاء القسري والاعتقال التعسفي.

وقال حزب الأمة الإسلامي: “مهما اشتدت موجة الاعتقالات في بلادنا فذلك دليل على إرباك شديد في صفوف السلطات السعودية وما هي إلا مسألة وقت حتى يعلو صوت الحق ويستلم الشعب مقاليد السلطة ويختار نظامه السياسي ويحكم نفسه بنفسه”.

وتساءلت الأكاديمية السعودية المعارضة بالخارج، الدكتورة حصة الماضى، عن كان ومصير “المباركي” مغردة بقولها: “أين عبد الله المباركي؟!”.

بينما قال حساب “ميزان العدالة” الشهير عبر “تويتر”: “دعت منظمات حقوقية عدة السلطات السعودية للكشف عن مصير الناشط السعودي، عبدالله بن عوض المباركي، المختفي منذ مداهمة منزله، في مدينة ينبع، غربي المملكة، في 22 يوليو/تموز الماضي”.

 

خسارة “تهاني القحطاني” أمام اللاعبة الصهيونية:

خسرت لاعبة الجودو السعودية، تهاني القحطاني، منافسات +78 كلغ من دور الـ32 أمام اللاعبة الصهيونية، راز هيرشكو، الجمعة، ضمن الألعاب الأولمبية الصيفية في طوكيو، بنتيجة (11-0).

وأثارت مشاركة “القحطاني” وخسارتها جدلاً واسعاً على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث تصدر اسمها التريند العربي بأكثر من 13 ألف تغريدة على “تويتر”، بين معارضين لمشاركتها من باب رفض التطبيع وآخرين دعموها.

وصرحت “القحطاني” عقب المواجهة لوكالة الأنباء الفرنسية أنها “كانت مباراة عادية. لقد خسرت، ولكن شعوري عادي وهذه بالنهاية رياضة”.

ولدى سؤالها عن الجدل المثار حيال هذا اللقاء، أضافت القحطاني صاحبة الشعر الأصفر التي كانت ترتدي زيّ جودو أخضر عليه شعار النخلة الذي يرمز إلى السعودية “لست مهتمة. لقد أطفأت هاتفي خلال اليومين الماضيين”.

وأشارت ضاحكةإلى أنها “صافحت اللاعبة ثلاث مرات”، ملمحة إلى أنها تنتظر ما سيكون عليه رد الفعل الآن على وسائل التواصل الاجتماعي، مؤكدة أنها تنظر الآن “إلى المستقبل هناك مسابقات أخرى، وربما أكون في باريس 2024”.

ورفض أعضاء من البعثة السعودية في اليابان التعليق على المباراة، مكتفين بالقول إن “تهاني لعبت وخسرت”.

وكانت آلاف التغريدات انتقدت مشاركة السعودية القحطاني أمام اللاعبة الإسرائيلية والتي فازت عليها بنتيجة قاسية حيث تمنى المغردون منها الانسحاب أسوة باللاعب الجزائري فتحي نورين.

من جانبه، قال الصحفي السعودي المعارض، تركي الشلهوب: “السعودية خسرت شرف الموقف بالانسحاب من اللعب مع الصهاينة، واختارت التطبيع لكن بطعم الذل والمهانة، وصارت محل سخرية للعالم !!”.

وتابع “الشلهوب” بقوله: “تهاني القحطاني خلعت حجابها، وتخلت عن قيمها، وخسرت مبادئها، وانذلت أمام منافستها !!وهو بالضبط ما يريده ابن سلمان :أن يتخلى الشعب عن دينه، ويخلع قيمه، ويبيع مبادئه، من أجل التطبيع والتذلل أمام الصهاينة !!”.

كما علق حساب “نحو الحرية” الشهير عبر “تويتر” قائلاً: “خلعت الحجاب وخلعت الكرامة وخسرت النزال، سوء المنقلب”.

بينام غردت مغردة سعودية تُدعى “زينة”: “بنات القحطاني من بقايا بني قريظة، مابين الشذوذ الأخلاقي والتطبيع الرياضي، صدق من قال الشعوب على دين ملوكهم!”.

في حين قال حساب “سعوديون مع الأقصى” الشهير عبر “تويتر”: “تهاني القحطاني، وفتحي نورين، شتّان بين الثرى والثريا، انسحابات اللاعبين العرب من مواجهة نظرائهم “الإسرائيليين” جعلتهم يحصدون ما هو أغلى من ميداليات الذهب والفضة، إنه العزة والثبات على المبدأ وكسب الاحترام والتقدير”.

وقال الباحث بالشأن الخليجي، فهد الغفيلي: “خسر وخاب من طبع، وفاز من تمسك بالمبادئ، التطبيع الرياضي خيانة”.

وتابع “الغفيلي” في تغريدة منفصلة: “ابن سلمان هو من دفع القحطاني للمشاركة أمام نظيرتها “الإسرائيلية”، جبان يخشى إعلان التطبيع، فحاول التجربة بالرياضة، ولكننا نقول له بأعلى صوت التطبيع الرياضي خيانة”.

وقالت الناشطة السعودية، سارة الغامدي: “اللاعبة السعودية #تهاني_القحطاني لعبت من غير #حجاب وصبغت #شعرها بالأصفر, ضد لاعبة #صهيونية وخسرت 0/11. (لا ربحت لا دنيا ولا آخرة)”.

في حين غرد مغرد سعودي يُدعى “عبد الله” مؤكدًا على رفض الشعب السعودي لما قامت به اللاعبة، قائلاً: “كسعوديين نرفض التطبيع الرياضي المهين و المذل والذي لا يمثل الا خسة ودنائة هذه اللاعبة ولا يمثلنا كشعب بلاد الحرمين #التطبيع_الرياضي_خيانه”.

وقال الناشط السعودي، عايد الدوسري: “#التطبيع_الرياضي_خيانه، وكل شي كان رياضي او سياسي او اقتصادي او حتى مجرد كلام فهو خيانة عظمى مهما كانت الوسيلة مع اليهود الاخطر على الإسلام”.

بينما قال الناشط السعودي المعارض بالخارج، ماجد الأسمري: “الفتاة السعودية المطبعة التي ركعت امام صهيونية هزمتها في رياضة الجودو بنتيجة ١١-٠ تمثل جميع السعوديين حتى يثبتوا عكس ذلك”.

وتابع “الأسمري” بقوله: “بلغ السيل الزبى وظهر الكثير من النظام مما يوجب خلعه دون فعل شعبي حقيقي حتى الان”.

وذكر حساب “الديوان” الشهير عبر “تويتر” بأن “أحسن الكثير ظنهم بممثلة السعودية في طوكيو أنها ستنسحب عروبة وغيرة وفطرة أمام ممثل الكيان الصهيوني المحتل!”، متابعًا بقوله: “أقول لكم: لاعبونا ومشاهيرنا مسلوبي الإرادة والرأي في عهد ابن سلمان، ولو تابعتم الحرب النفسية ضدها لعرفتم، ولكن ما يقوله شعبنا علانية ليس ما يعتقده ويقوله في مجالسه”.