خاص: رغم العنف الذي تواجهه المعارضة السعودية سواء داخل المملكة أو خارجها من قبل النظام الغاشم، والذي استعرت مواجهته بعد اعتلاء “محمد بن سلمان” لمقعد ولاية العهد، إلا أنه لا يزال للحق صوت، يستحق أن يُبرز أمام سيل التزييف والاتهامات الملفقة التي يتقن النظام السعودي لصقها بكل من يعارضه.
وسنحاول في هذه الزاوية استعراض أهم وأبرز الأنشطة المناهضة لاستبداد النظام السعودي، والقضايا التي يتبناها النشطاء والأكاديميون والمثقفون السعوديون في مختلف دول العالم، في محاولة لإطلاع القارئ على جهودهم في التصدي لمشروع “ابن سلمان” السلطوي الاستبدادي.
اعتقال عبد الوهاب الدويش:
كشف حساب “معتقلي الرأي” عن إعادة اعتقال السلطات السعودية لنجل الداعية المعتقل والمختفي قسريًا، سليمان الدويش، “عبد الوهاب الدويش”، لتنفيذ حكم جائر صدر ضده.
وقال الحساب في تغريدة رصدها الموقع: “تأكد لنا اعتقال عبد الوهاب الدويش، بتاريخ 14 أغسطس الجاري، وهو نجل الداعية المعتقل سليمان الدويش”.
وتابع “معتقلي الرأي” بقوله: “عبد الوهاب، كان قد اعتقل مطلع عام 2017، ثم أطلق سراحه قبل بدء محاكمته في مارس 2018″.
وأوضح الحساب في تغريدة منفصلة أن المحكمة الجزائية المتخصصة بالرياض (محكمة الإرهاب)، أصدرت حكما ضد عبد الوهاب الدويش في سبتمبر 2020، بالسجن مدة 3 سنوات و6 أشهر، مع وقف تنفيذ سنة و6 أشهر، يتلوها منعٌ من السفر مدةً مماثلة، والآن تم اعتقاله ليقضي بقية العقوبة”.
من جانبه، قال الصحفي السعودي المعارض، تركي الشلهوب: “محاكم التفتيش السعودية تعتقل عبد الوهاب الدويش، نجل الداعية المعتقل سليمان الدويش، حسبنا الله ونعم الوكيل”.
بينما علق الأكاديمي السعودي المعارض بالولايات المتحدة، عبد الله العودة، على تلك الأنباء بقوله: “اعتقلت الحكومة السعودية من جديد عبد الوهاب بن سليمان الدويش، كجزء من ابتزاز عائلة الدويش لإخفاء كل ما يتعلق بالإخفاء القسري الذي مارسته الحكومة ضد والدهم”.
وتابع “العودة” بقوله: “هذا الاعتقال التعسفي المسيّس حلقة ضمن سلسلة استهداف عوائل المعتقلين والمعتقلات، وابتزاز الأهالي والمواطنين”.
في حين قال حساب “ميزان العدالة” الشهير عبر “تويتر”: “لم يكتف ابن سلمان بضرب وتعذيب الداعية سليمان الدويش بنفسه، ولكن راح يعتقل ابنه، وها هو الآن يعيد اعتقاله ويحبسه وكأنه ينتقم من أبيه فيه هو”.
وأضاف الحساب أنه “لا كلام حول المحاكمة العادلة وتوافر شروطها في تلك السنين التي يقضيها سجناء الرأي وأبناؤهم داخل سجون ابن سلمان”.
وقالت الناشطة السعودية المعارضة بالخارج، نورة الحربي: “حملات القمع التي قام بها ابن سلمان حفّزت ظهور جيل جديد من النشطاء، وتضخم صفوف النُّقاد العلنيين له”.
وتابعت بقولها: “اعتقال نجل الداعية المعتقل سليمان الدويش، من كلماته: “رأيت ماذا يحدث عندما يصمت أهالي المعتقلين، فقررت ألا أصمت”.
وذكر الناشط السعودي المعارض، عبد الله الجريوي: “والدنا عزيز علينا، إما أن تطلقوا سراحه أو تسجنونا معه، الحرية لمن دافع عن والده”.
واعتبر حساب “نحو الحرية” عبر “تويتر” أن “اعتقال عبد الوهاب الدويش ابن الشيخ سليمان الدويش، يكشف حالة الهياج والذعر التي يعيشها ابن سلمان وزبانيته”.
من ناحيتها، أكدت منظمة “سند” الحقوقية أن “عبد الوهاب نجل الداعية المختفي قسريا “سليمان الدويش”، يتعرض للاعتقال التعسفي في 14 أغسطس الجاري من قبل السلطات السعودية، بعد سنوات من المراقبة والتضييق وسلب حريته خارج السجن”.
وقال حساب “سماحة الشيخ” الشهير عبر “تويتر” إن “ابن سلمان، جعل الدويش يجثو على ركبتيه وشرع في الاعتداء عليه شخصيًا، حيث لكمه في صدره وحنجرته، وقام بتوبيخه بسبب تغريداته. وكان الدويش ينزف بشدة من فمه وفقد وعيه”.
وتابع الحساب بقوله: “والآن تجدد السلطات اعتقال نجل الدويش بتاريخ 14 أغسطس الجاري، يذكر أن “عبد الوهاب”، كان قد اعتقل مطلع عام2017، ثم أطلق سراحه”.
بينما دعت منظمة “القسط” لحقوق الإنسان السلطات السعودية إلى إطلاق سراح “عبد الوهاب” فورًا ودون شروط وإسقاط كافة التهم عنه.
وقال الباحث بالشأن الخليجي، فهد الغفيلي: “السلطات السعودية تعتقل عبد الوهاب الدويش، ابن الداعية المعتقل سليمان الدويش، حسبنا الله ونعم الوكيل”.
المعارضة تحتفل بميلاد “ابن سلمان”:
نشرت منظمة “فريدوم فرست” الحقوقية الدولية، صورًا لاحتفالها الخاص بعيد ميلاد ولي العهد السعودي “محمد بن سلمان”، على طريقتها الخاصة، أمام الكونجرس الأمريكي، بصحبة الصحفي المغدور به، جمال خاشقجي.
ونشرت المنظمة صورًا عبر حسابها بـ”تويتر” للافتات وأوراق وضعت أمام مبنى الكونجرس الأمريكي، تذكر بقضية “خاشقجي” الذي قتل غدرًا على يد فريق مخابراتي سعودي في قنصلية المملكة بإسطنبول.
وعلقت المنظمة على تلك الصور بقولها: “واليوم ، بينما يحتفل ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان بعيد ميلاده السادس والثلاثين ، فإننا نكرم ضحاياه ونحيي ذكراهم”.
وتابعت المنظمة في تغريدة منفصلة، بقولها: “إليكم نظرة خاطفة على هدية مفاجئة لدينا في عيد ميلاد Clown Prince”.
كما نشرت المنظمة مقطعا مصورا يوضح أهم انتهاكات “ابن سلمان”، وأهم ضحايا هذه الانتهاكات، معلقة على ذلك بقولها: “لا تدعوا محمد بن سلمان يصور يوم 31 أغسطس عنه. إنه يتعلق بأولئك الذين تحطمت حياتهم”.
وقال الصحفي السعودي المعارض، تركي الشلهوب: “المطبلون يحتفلون بعيد ميلاد الصبي، والحوثي يقصف مطارات المملكة، هذا ما يحصل عندما يحكمنا الأطفال!”.
في حين قال الأكاديمي السعودي المعارض بالولايات المتحدة، عبد الله العودة: “من أمام قبة الكونغرس تخليداً لذكرى الشهيد خاشقجي وذكرى ضحايا الحكومة السعودية من معتقلي الرأي وعلى رأسهم الوالد سلمان العودة، وسائر المعتقلين والمعتقلات”.
وتابع “العودة”: “القلم يرمز لجمال خاشقجي في ناشونال مول (أمام مبنى الكابيتول هيل)، لتذكير الجميع بضحايا السعودية وولي العهد محمد بن سلمان خلال عيد ميلاده!”.
بينما قالت الأكاديمية السعودية المعارضة، حصة الماضي: “شتان بين رئيس يحرص على تقدم دولته وصنع سلاحها وانتاج طعامها ودوائها، وبين الصبي الطائش محمد بن سلمان، الذي يحرص على ألعاب البلايستيشن وتدمير وتجويع الشعب واعتقال كل من ينتقده ومطاردة من يعارضه في الخارج وقتله وتجزئته”.
وتابعت “الماضي” بقولها: “وما خفي أعظم، من فشل محمد بن سلمان الذي ابتليت بلادنا به وعائلته آل سعود، الذين عبثوا في مقدرات الوطن حتى وصل الأمر إلى الحضيض “.
وقالت الناشطة السعودية المعارضة، أريج السدحان: “اليوم، محمد بن سلمان أكبر منه بسنة واحدة، لكنه لا يزال غير أكثر حكمة أو ناضجًا بما يكفي لقيادة دولة”، وتابعت بقولها: “حتى الآن أكبر إنجاز له هو قائمة لا نهاية لها من الإساءات والقتل الوحشي للصحفي!”.
بينما قالت المحامية والحقوقية السعودية المعارضة، لينا الهذلول: “اليوم عيد ميلاد ابو منشار، أتمنى له سنين طويلة بعيدًا عن الحكم، وراء القضبان”.
وأضافت “لينا” في تغريدة منفصلة: “ابن سلمان يحتفل بعيد ميلاده اليوم، دعونا جميعًا نتمنى له العدالة التي ستؤدي بالتأكيد إلى سجنه مدى الحياة”.
وقال حساب “الديوان” الشهير عبر “تويتر”: “يستفزنا كأحرار في السعودية مستوى التضليل في هاش #ميلاد_ولى_العهد_٣٦”، متابعًا: “دماء شبابنا على الحدود وترميل أخواتنا وتيتيم أولادنا وقصف مطار أبها و منشآتنا المدنية والاستراتيجية، ثم يصدر أمر قروبات الواتس بترك كل ذلك والمشاركة في هاشتاق ذكرى ميلاد”.
بينما قال حساب “ميزان العدالة” الشهير عبر “تويتر”: “نشر الذباب الإلكتروني هاشتاق #ميلاد_ولى_العهد_٣٦ ليتفاخروا بمنجزات ابن سلمان الوهمية، ليتحول لهاشتاق لفضح انتهاكاته ونشر المناشدات لرفع الظلم عن مواطني المملكة، ومناشدات لسد رمق الكثير من المواطنين الذين لا يجدون لقمة عيش بسبب سياساته الاقتصادية!!”.
وقالت منظمة “داون”: “القلم الذي يرمز للصحفي جمال خاشقجي أمام مبنى الكونغرس اليوم لتذكير الجميع بضحايا ولي العهد السعودي محمد بن سلمان في عيد ميلاده!”.
قرارات جديدة للتضييق على الأنشطة الدعوية:
انتقد ناشطون سعوديون القرارات التي أصدرتها وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد، والتي تهدف للحد من الأنشطة الدعوية داخل المساجد.
وكانت الوزارة قد أصدرت قرارات عدة كان من أهمها عدم السماح بإقامة أي منشط دعوي داخل المساجد دون أخذ تصريح من الوزارة، ومحاسبة من يخالف ذلك.
كما قررت الوزارة السعودية توجيه منسوبي المساجد بالمملكة لأهمية المشاركة في دورات الأمن الفكري التي تعقدها الوزارة بمعاونة وزارة الداخلية وجهاز أمن الدولة السعودي.
أيضًا شددت الوزارة في تعميمها على ضرورة تفتيش مكتبات المساجد، وعدم إيداع فيها أي كتاب إلا بعد عرضه على الجهات المختصة بالوزارة.
وشن ناشطون انتقادات شديدة اللهجة لتلك القرارات واصفين إياها بأنه تقمع حرية التعبير، وحرية الدعوة داخل المساجد التي كانت مكفولة من قبل، مشددين على أن ما يحدث هو ردة عن منهج المملكة القائم منذ عقود.
وتأتي تلك القرارات لتناسب التغير الفكري الذي يدعمه ولي العهد السعودي “ابن سلمان”، والذي يأخذ المنحى التغريبي، والذي يخالف طبيعة المجتمع السعودي المحافظ.
وقال الصحفي السعودي المعارض، تركي الشلهوب: “عبد اللطيف آل الشيخ يصدر تعليماتٍ جديدة للمساجد وأئمتها، هي في الحقيقة ترجمة لكلمة كوشنر: “طهرنا المساجد”!”.
وأضاف “الشلهوب” في تغريدة أخرى: “إذا أردت أن تعرف ما الذي قصده “كوشنر” بقوله: “طهرنا المساجد للتطبيع مع إسرائيل” فانظر إلى التعليمات التي أصدرها “عبد اللطيف آل الشيخ”.
بينما قال حساب “ميزان العدالة” الشهير عبر “تويتر”: “وزارة الأوقاف و(الدعوة) السعودية تمنع أي نشاط دعوي بدون تصريح”، متابعًا: “تضييق جديد على الأنشطة الدعوية في مملكة ابن سلمان الجديدة، والصوت الوحيد المسموح له بالكلام هو الصوت الرسمي فقط!”.
وعلقت الناشطة السعودية المعارضة، نورة الحربي، قائلة: “سلسلة قرارات جديدة ومشددة من وزير الشؤون الإسلامية عبد اللطيف آل الشيخ، للحد من الأنشطة الدعوية في المساجد وتقليص مكانة الأئمة تجاه المصلين والمجتمع”.
بينما قال مغرد سعودي يُدعى، الحوت الجارح: “عبد اللطيف آل الشيخ يصدر تعليماتٍ جديدة للمساجد وأئمتها، هي في الحقيقة ترجمة لكلمة كوشنر: “طهرنا المساجد”!”.
من جهته، قال حساب “سماحة الشيخ” الشهير عبر “تويتر”: اليوم “نرى وزارة الشؤون الإسلامية، بقيادة عبد اللطيف آل الشيخ، تركت وظيفتها الإسلامية تجاه الشعب وتعمل لصالح ابن سلمان”.
وقال حساب “الواقع السعودي” الشهير عبر “تويتر”: “الديوان الملكي السعودي يطالب بإخضاع أئمة المساجد لدورات أمنية ويحظر الأنشطة الدعوية “دون إذن”.