خاص: رغم العنف الذي تواجهه المعارضة السعودية سواء داخل المملكة أو خارجها من قبل النظام الغاشم، والذي استعرت مواجهته بعد اعتلاء “محمد بن سلمان” لمقعد ولاية العهد، إلا أنه لا يزال للحق صوت، يستحق أن يُبرز أمام سيل التزييف والاتهامات الملفقة التي يتقن النظام السعودي لصقها بكل من يعارضه.

وسنحاول في هذه الزاوية استعراض أهم وأبرز الأنشطة المناهضة لاستبداد النظام السعودي، والقضايا التي يتبناها النشطاء والأكاديميون والمثقفون السعوديون في مختلف دول العالم، في محاولة لإطلاع القارئ على جهودهم في التصدي لمشروع “ابن سلمان” السلطوي الاستبدادي.

 

– حملة للتضامن مع معتقلي سبتمبر:

دشن حساب “سعوديات معتقلات”، عبر “تويتر”، حملة حقوقية إلكترونية لتسليط الضوء على سجينات حملة سبتمبر.

وقال الحساب في تغريدة له رصدها الموقع: “ندعوكم للتغريد بوسم #معتقلات_في_سبتمبر، يوم الخميس المقبل؛ للضغط على السلطات من أجل الإفراج الفوري عمن احتُجزن خلال شهر سبتمبر”.

وكانت تقارير حقوقية دولية عدة قد وثقت تعرض العديد من الناشطات المعتقلات في السعودية لانتهاكات عدة، من ضمنها؛ التعذيب والتحرش الجنسي والتهديد بالقتل.

وتعرضت الناشطة المفرج عنها مؤخرًا، لجين الهذلول، إلى التحرش الجنسي والتهديد بالقتل على يد المستشار السابق بالديوان الملكي، سعود القحطاني.

في حين دشنت منظمة “القسط” لحقوق الإنسان الخليجية، حملة عبر مواقع التواصل للتضامن والمطالبة بالإفراج الفوري عن معتقلي حملة سبتمبر 2017.

وقالت المنظمة في تغريدة عبر حسابها الإلكتروني: “في سبتمبر 2017، شنت السلطات السعودية حملة اعتقالات استهدفت عشرات من الدعاة والأكاديميين والنشطاء والكتّاب والصحافيين”.

وتابعت “القسط” بقولها: “أغلبهم محتجز حتى يومنا هذا بمقتضى أحكام أنزلت على خلفية دعاوى تتعلق بالتعبير عن الرأي”.

ودعت المنظمة النشطاء والمغردين للمشاركة في الجملة التي تبدأ من 9 سبتمبر، تحت وسم #معتقلو_سبتمبر.

من جانبها، قالت الأكاديمية السعودية المعارضة، حصة الماضي: “أكمل معتقلو سبتمبر العام الرابع وهم يقبعون في معتقلات السعودية سيئة الصيت ويسامون أنواع العذاب دون ذنب”، وتابعت بقولها: “لم يعد هناك جاهل بالقمع والاستبداد الواقع في بلاد الحرمين التي تسمى ظلماً السعودية، والدليل العدد الهائل من المعتقلين والمعتقلات لمجرد رأي ومطالبة بإصلاح”.

وقالت الناشطة السعودية المعارضة، حنان العتيبي: “اعتقالات سبتمبر ٤سنوات بدون إصدار الأحكام في حق بعض معتقلو سبتمبر، أية عدالة هذه يعتقل دعاة العدالة وتصدر الأحكام من قبل دعاة السلطان”.

وشاركت المحامية والحقوقية السعودية المعارضة، لينا الهذلول، في الحملة بقولها: “٤ سنوات على اعتقالهم.. لا تخذلوهم، واذكروهم ولو بكلمة لن ننساكم #معتقلو_سبتمبر”.

في حين قال الأكاديمي السعودي المعارض المقيم بالولايات المتحدة، عبد الله العودة: “غردوا معنا خلال اليوم على وسم #معتقلو_سبتمبر تذكيراً بالحملة الشرسة ضد مفكرين وكتّاب واقتصاديين وناشطين كانت في سبتمبر ٢٠١٧م، وبدأت بالوالد سلمان العودة وعوض القرني وعلي العمري .. وجملة شخصيات نخبوية كثيرة -فرّج الله عنها جميعاً-“.

بينما قالت الناشطة السعودية المعارضة، أريج السدحان: “لم تشهد السعودية هذا المستوى من القمع والظلم والتخبط كما نشهده اليوم. الاعتقالات وانتهاكات حقوق الإنسان اصبحت الوجه الجديد للسعودية تحت قيادة محمد بن سلمان”، متابعة: “أربع سنوات على #معتقلو_سبتمبر وحقوق الإنسان في تدهور مستمر”.

وذكر الناشط السعودي المعارض، عبد العزيز الحضيف أنه “مر على سجنهم ٤ سنوات (حرمان من الأهل، تعذيب جسدي ونفسي، مطالبات بالإعدام لشخص واحد عالأقل، تشويه سمعة) كل هذا بسبب كلمة أو دعاء او فقط لأنك تملك فكرة مخالفة، هذا ما تعرضوا له معتقلو سبتمبر”.

وقال الناشط السعودي المعارض، وليد الهذلول: “#معتقلو_سبتمبر لهم حق علينا أن نناصرهم ونتكلم عن معاناتهم فما يمرون به ظلم كبير بحقهم وحق أسرهم. لم يرتكبوا أي جرم، لكن المستبد بطش بهم لأنهم مستقلين بفكرهم.  سنتحدث عن معاناتهم حتى يخرج آخر معتقل”.

وعلقت منظمة “الديمقراطية الآن” على الحملة بقولها: “بعد تولي محمد بن سلمان منصبه كولي عهد للمملكة العربية السعودية بثلاثة أشهر فقط، قامت السلطات السعودية بموجة اعتقالات ضخمة استهدفت رجال دين وأكاديميين ونشطاء وكتاب وصحفيين. لا يزال غالبيتهم في السجن حتى يومنا هذا.#معتقلو_سبتمبر”.

وقال حساب “سماحة الشيخ” الشهير عبر “تويتر”: أصبح الظلم في عهد ابن سلمان شيئاً طبيعياً ويُعتقل الإنسان لأجل رأي أو تغريدة، وأعظم الظلم في عهده أن يُعتقل ثم يُحاكم بعد سنوات من الاعتقال فيضيع من عمره تلك السنوات التي عاشها في السجن قبل المحاكمة. الديمقراطية مطلب لأجل تحقق الحرية وإزالة الظلم من الشعب”.

بينما قال المحام والحقوقي السعودي المعارض، يحي العسيري: “#معتقلو_سبتمبر اعتقلوا في حملات عبثية تعسفية غير قانونية، ولا تزال السلطات تعتقل أعداد كبيرة بكل تعسفي، من أجل آراء سلمية ومشروعة. نؤكد أن اعتقال أي شخص لرأيه دليل تخلف وقمع السلطات، ودليل خشيتها وخوفها من الرأي”.

وذكر حساب “ميزان العدالة” الشهير عبر “تويتر” أن “أكثر العقول ألمعية وأخلصها نبلاً للمملكة ولشعبها غيبهم ابن سلمان داخل السجون والمعتقلات، كان شهر سبتمبر هو الذروة لعصر القمع الذي رسخه ابن سلمان منذ توليه ولاية العهد.. فالحرية لمن دفعوا الثمن لأجل حريتنا”.

 

– جلسة استئناف جديدة لـ”السدحان”:

أكدت أريج السدحان، شقيقة الناشط الإغاثي “عبد الرحمن السدحان”، أن شقيقها تعرض للتعذيب الوحشي، كاشفة عن تفاصيل جلسة الاستئناف الأخيرة.

واتهمت “أريج” المحكمة بتوجيه تهم ملفقة لشقيقها، واصفة جلسات المحاكمة بـ “الهزلية”، مشيرة إلى أن السلطات لا تزال تمنعهم من زيارته أو الاتصال به، كما وترفض زيارة الجهات الحقوقية والأمم المتحدة؛ للوقوف على أوضاع المعتقلين في السجون.

كذلك ذكرت شقيقة “السدحان” أن شقيقها قدم مذكرة دفاع إضافية تم دمجها مع مذكرات الدفاع السابقة، وسوف يتم استكمال المحاكمة في جلسة قادمة، لم تُحدد المحكمة موعدها.

بينما أبدت رئيسة مجلس النواب الأمريكي، نانسي بيلوسي، قلقها البالغ من تغول وزيادة سياسية التعذيب ضد معتقلي الرأي داخل السجون السعودية.

وفي سلسلة تغريدات نشرتها “بيلوسي” عبر حسابها بـ”تويتر”، بالتزامن مع جلسة الاستئناف الجديدة للناشط الإغاثي السعودي “عبد الرحمن السدحان”، قالت بيلوسي، إنها “قلقة للغاية” بشأن أنباء تعذيب عامل الإغاثة السعودي “عبد الرحمن السدحان” أثناء احتجازه في المعتقلات الحكومية، مضيفة أن “الحكم الوحشي على عامل الإغاثة الإنسانية عبد الرحمن السدحان، الذي جاء بعد اختفائه لسنوات طويلة وسجنه دون محاكمة، يُعد ظلمًا فادحًا ومروعًا”.

وأضافت “بيلوسي” أن “الكونغرس سيستمر بمراقبة محاكمة عبد الرحمن السدحان عن كثب خلال أي عملية استئناف، بالإضافة إلى أي انتهاك آخر لحقوق الإنسان في المملكة العربية السعودية” مؤكدة أن “الرياض بحاجة إلى معرفة أن العالم يراقب أفعالها المزعجة وأننا سنحاسبها”.

وتابعت قائلة: “محاكمة عبد الرحمن السدحان، إلى جانب تقرير مكتب مدير الاستخبارات القومية حول مقتل جمال خاشقجي، يسرع حاجة حكومة الولايات المتحدة إلى إعادة تقييم العلاقة مع المملكة العربية السعودية وإعادة ضبطها”.

واختتمت رئيسة مجلس النواب الأمريكي تغريداتها بقولها: “يستمر هذا الفعل في اعتداء المملكة العربية السعودية المقلق للغاية على حرية التعبير ونمط انتهاكاتها لحقوق الإنسان، والذي يجب إدانته من قبل جميع الأشخاص المحبين للحرية في جميع أنحاء العالم”.

وقال الصحفي السعودي المعارض، تركي الشلهوب: “رئيسة مجلس النواب الأمريكي نانسي بيلوسي: الكونغرس سيقوم بمراقبة جلسة استئناف عبد الرحمن السدحان الإثنين، إضافة إلى جميع انتهاكات حقوق الإنسان من قبل نظام ابن سلمان”.

بينما قالت مؤسسة “ذوينا”: “عائلة المعتقل الشاب “عبد الرحمن السدحان” تترقب الجلسة التي ستنظر بالحكم الصادر بحقه، اليوم الاثنين، لاستماع الرد على الحكم القضائي الصادر ضده بالحبس لـ 20 عاما والمنع من السفر للمدة ذاتها. نتمنى أن يحصل السدحان على الحرية والعدالة”.

وتابعت المؤسسة في تغريدة منفصلة: “لا تحزني “أريج السدحان” كثيرا، فصوتك قد وصل للعالم، وسيكون قريبا بإذن الله شقيقك “عبد الرحمن” جالس بينكم”.

وأضافت المؤسسة: “رغم كفاح “أريج السدحان” إلا أن شقيقها المعتقل “عبد الرحمن السدحان” لا يزال يعاني من الحبس داخل المعتقلات الحكومية. قريبًا سيأتي الفرج وتلتقين مع شقيقكِ عبد الرحمن”.

وشاركت الأكاديمية السعودية المعارضة، حصة الماضي، في دعم “السدحان” عبر حسابها بـ”تويتر”، مغردة: “#الحرية_لعبدالرحمن_السدحان، وجميع #معتقلي_الرأي”.

وقال الباحث في الشأن الخليجي، فهد الغفيلي: “نانسي بيلوسي تتحدث عن متابعة الكونجرس لجلسة استئناف عبد الرحمن السدحان، التي وصفتها بأنها واحدة من مجموعة انتهاكات يقوم بها النظام السعودي في مجال حقوق الإنسان، سجلات حقوق الإنسان السعودية أصبحت وصمة عار في جبين ابن سلمان”.

 

وعلقت مؤسسة “غرانتي ليبرتي” الحقوقية الدولية على الجلسة بقولها: “قدم اليوم عبد الرحمن السدحان دفاعه، لكن المحكمة قررت مواصلة الاستماع في الجلسة التالية من دون تحديد موعد”، داعية إلى الإفراج الفوري عن عبد الرحمن وجميع سجناء الرأي.

وقال حساب “نحو الحرية” الشهير عبر “تويتر”: “بيلوسي قلقة إزاء “احتجاز” عبد الرحمن السدحان في السعودية، والكونغرس يراقب السعودية”. ما أضر المملكة مثل ابن سلمان”.

وقال المعهد الأورمتوسطي لحقوق الإنسان في الخليج: “بعد تأجيلها عدة مرات، تُعقد اليوم جلسة استماع للناشط  #عبدالرحمن_السدحان، المعتقل لدى السلطات #السعودية منذ أكثر من ٣ سنوات، خلال هذه المدة،لم يسمح له بالتواصل مع عائلته سوى مرتين ولم يُقدم لمحاكمة عادلة. ندعو السلطات إلى الإفراج غير المشروط عن “السدحان”وجميع معتقلي الرأي”.

 

– سحب أمريكا لبطاريات “باتريوت”:

ذكرت أسوشيتد برس الأميركية أن الولايات المتحدة سحبت أحدث منظوماتها للدفاع الصاروخي وبطاريات صواريخ باتريوت من السعودية الأسابيع القليلة الماضية، ومن جانبها شددت وزارة الدفاع السعودية للوكالة على قوة العلاقات بين البلدين.

وأوردت الوكالة نفسها أن صورا للأقمار الاصطناعية أظهرت إزالة بعض بطاريات الصواريخ الأميركية من قاعدة الأمير سلطان الجوية (115 كلم جنوب شرقي الرياض) وأضافت أن صورة عالية الدقة لشركة “بلانيت لابز” (PLANET LABS) التُقطت أمس الجمعة تبين أن منصات البطاريات في الموقع فارغة، ودون أي نشاط مرئي.

ونقلت عن وزارة الدفاع السعودية قولها إن العلاقة بين الرياض وواشنطن قوية وتاريخية، رغم سحب أنظمة دفاع صاروخي أميركية من القاعدة الجوية السعودية، مشيرة إلى أن إعادة نشر بعض القدرات الدفاعية الأميركية بالمنطقة يتم عبر التفاهم بين البلدين.

ومن جانبه قال جون كيربي المتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية (بنتاغون) إنه تم فعلا إعادة نشر لعدد من منظومات الدفاع الصاروخي بالمنطقة، غير أنه شدد على أن بلاده تحافظ على “التزام واسع وعميق تجاه حلفائها بالشرق الأوسط، وذلك عن طريق إبقاء بعض من أكثر قدراتها العسكرية الجوية والبحرية تطورا في المنطقة”.

وقال الصحفي السعودي المعارض، تركي الشلهوب: “كانت السعودية بحاجة إلى “قائد” ينشغل بتعزيز أمنها ورفاهية شعبها، وتطوير قدراتها العسكرية، لكن للأسف سيّطر مجموعة مراهقين على البلد، انشغلوا بالتجسس وقمع الناشطين، والتحرّش بالمعتقلات، وإهانة العلماء، وقمع المواطنين ونهب جيوبهم. فكانت النتيجة كارثية”.

وتابع في تغريدة أخرى: “بعد أن قامت أمريكا بسحب الأنظمة الدفاعية من #السعودية، اليومان تتمنن بإرسال بطاريات دفاع جوي. #السعودية_العظمى تحميها اليونان الصغيرة !”.

من جانبها، علقت الناشطة السعودية المعارضة، نورة الحربي، قائلة: “ابن سلمان يستجدي الحماية الأمريكية عبر تركي الفيصل: آمل أن تعود أمريكا للمنطقة ونحتاج طمأنة من واشنطن من خلال عدم سحب منظومة الباتريوت و #السعودية ودول الخليج الأخرى ضعيفة”.

في حين قال الناشط السعودي المعارض البارز، عمر بن عبد العزيز: “الأمير تركي الفيصل لا يمثل #السعودية العظمى التي لا تحتاج إلى أمريكا وغيرها، هذا كلام غير مقبول!”.

وقال الناشط السعودي المعارض، وليد الهذلول: “السعودية العظمى تعتمد الآن على اليونان لحماية منظومة دفاعها الجوي”.

وقال حساب “ميزان العدالة” الشهير عبر “تويتر”: “سحب صواريخ الباترويت الأمريكية هو بمثابة إدارة ظهر واشنطن للمملكة في الوقت الذي تواجه فيه خطرًا حقيقيًا من هجمات الحوثيين ومن خلفهم إيران”، متابعًا: “بايدن يتخلى بكل بساطة عن ابن سلمان وأبيه وهما في أمس الحاجة السياسية والعسكرية إليه خاصة مع تزايد خطر الحوثي”.

وأضاف الحساب: “ابن سلمان استعان بتركي الفيصل وعلاقته السابقة مع المسؤولين الأمريكان لمحاولة إعادة ضبط العلاقة مع واشنطن بعد أن أفسدها، ولكن أن يصل التذلل بـ”الفيصل” ليقول: “نحن قلقون، نحتاج إلى عودة أمريكا، نحتاج إلى منظومة الباتريوت”، فهذا عار وخزي على دولة بحجم المملكة!”.