خاص: رغم العنف الذي تواجهه المعارضة السعودية سواء داخل المملكة أو خارجها من قبل النظام الغاشم، والذي استعرت مواجهته بعد اعتلاء “محمد بن سلمان” لمقعد ولاية العهد، إلا أنه لا يزال للحق صوت، يستحق أن يُبرز أمام سيل التزييف والاتهامات الملفقة التي يتقن النظام السعودي لصقها بكل من يعارضه.

وسنحاول في هذه الزاوية استعراض أهم وأبرز الأنشطة المناهضة لاستبداد النظام السعودي، والقضايا التي يتبناها النشطاء والأكاديميون والمثقفون السعوديون في مختلف دول العالم، في محاولة لإطلاع القارئ على جهودهم في التصدي لمشروع “ابن سلمان” السلطوي الاستبدادي.

 

حملة لمناصرة معتقلي سبتمبر:

دشنت عدة مصادر حقوقية سعودية حملة بالتزامن مع مرور 3 سنوات على حملة اعتقالات سبتمبر، التي طالت العديد من الرموز الإصلاحية والأكاديمية في المملكة.

وتحت وسم #٣سنوات_على_حملة_سبتمبر ، دعا معارضون سعوديون للتغريد لتوضيح حجم المعاناة التي يتعرض لها معتقلو الرأي في المملكة، وما يتعرضون له وعائلاتهم من انتهاكات.

وحول اعتقالات سبتمبر، قال المعارض السعودي البارز بالخارج، سعيد بن ناصر الغامدي: “من أنواع الابتلاء: التسلط على الصلحاء بالتهم الباطلة والشتم، قال أبو الدرداء عن أبي ذر: اللهم إن اتهموه فإني لا أتهمه، وإن استغشوه فإني لا استغشه”، واختتم تغريدته بوسم #معتقلو_سبتمبر.

في حين شارك الأكاديمي السعودي، ونجل الداعية المعتقل “سلمان العودة”، عبد الله العودة، في الحملة مغردًا بقوله: “#معتقلو_سبتمبر كان أولهم: الوالد سلمان العودة الذي عرّضوه للضغط والتحقيق المهين، والأذى النفسي والجسدي في ثلاث سنوات تخللتها العديد من الجلسات السرّية والخروقات النظامية، ومنع من السفر للعديد من أفراد العائلة، وتفتيش عسكري للبيت والمزرعة.. أسأل الله أن يفرّج عن الوالد وكل مظلوم”.

بينما قال الناشط السعودي المعارض، ماجد الأسمري: “#٣سنوات_على_حملة_سبتمبر اعتقلوا ظلمًا وهم صامتون، لم يصدعوا بالحق في وجه الظالم، وتركوا ورائهم شعب سلبي مثلهم، إلا من رحم الله.. اللهم فرج عن كل مظلوم، وانتقم من الظالمين، واهدي المترددين والجبناء لقول الحق، والعمل به”.

وعلقت الأكاديمة السعودية المعارضة، الدكتورة “حصة الماضي”، على الحملة بقولها: “منذ أن استولت عائلة آل سعود على بلاد الحرمين، والاستبداد موجود، والاعتقالات موجودة، وعندما تولى الأمر محمد بن سلمان ازداد ذلك، وأصبحت حقوق الإنسان في أدنى مستوياتها”.

وأكدت الصحفية السعودية اللاجئة بهولندا، ريم سليمان، على أن الوطن خسر منذ 3 سنوات خيرة أبنائه وكفاءاته، وخسرنا نحن المواطنون تلك الأصوات الأمينة، المحبة لنا، الحريصة علينا، فلنا وللوطن العوض.

وقال الصحفي السعودي المعارض، تركي الشلهوب: “#٣سنوات_على_حملة_سبتمبر، ثلاث سنوات حرم فيها ابن سلمان الوطن من كفاءاته، ثلاث سنوات من الظلم وسلب الحريات، ثلاث سنوات كانت ثمنًا دفعه المئات مقابل حرية التعبير”.

تطبيع البحرين:

تفاعلت المعارضة السعودية مع إعلان الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، موافقة مملكة البحرين على الانضمام لاتفاق السلام الذي ستوقعه الإمارات مع الكيان الصهيوني، الجمعة.

فمن جانبها، قالت الصحفية السعودية المعارضة اللاجئة بهولندا، ريم سليمان: “أنا سعودية من ساحل الخليج، أرفض الصلح والسلام مع العدو الإسرائيلي، وأن جميع المواقف الرسمية الحالية والمستقبلية لا تمثلني، مهما حاولت حكوماتنا التطبيع معهم، كما لا تمثل الملايين من أبناء شعوب الخليج، ومن ينقل عنّا غير ذلك، فهو إما مدلس أو أنه لم يعرف شعوبنا جيدًا”.

في حين قالت الناشطة السعودية ، نورة الحربي: “ماذا تنتظرون من ملك البحرين؟ هو يتميز فقط أجمل البقرات والكلاب! وأما الصهيانة من أي فريق؟”

وعلق الناشط السعودي  البارز ، عمر بن عبد العزيز، على هذا الإعلان بقوله: “لم يكن من المفاجئ إعلان البحرين التطبيع مع الكيان الصهيوني، لأن تلك الدولة تستخدم كفأر تجارب وبالون اختبار من قبل حكومة المملكة العربية السعودية، وهناك نقطة مهمة وهي أتمنى حين ننتقد حكومة مملكة البحرين إلا نسيء لشعب البحرين، ومن وقع منا في هذا الخطأ فنعتذر ونتأسف، فشعب البحرين مغلوب على أمره، فمشكلتنا مع حاكم البحرين وليس الشعب”.

وقال الصحفي السعودي المعارض، تركي الشلهوب: “لمن يسأل، في ظل هذا التخاذل ما هو مكسب فلسطين؟ الواقع أن ما ستكسبه القضية الفلسطينية هو إزالة المزيد من عبء الحُكام الذين ما كانت فلسطين قضيتهم في يوم من الأيام”، متابعًا بقوله في تغريدة آخرى: “إنها بداية عهد شفاف يعرّي تجار القضية. هذا التهافت المتسارع على التطبيع هو انعكاس للأزمة الحقيقية التي يعانيها ترامب داخليًا”.

بينما دعا الأكاديمي السعودي المعارض بالخارج، عبد الله العودة حكام العرب للتطبيع مع شعوبهم أولاً، قائلاً: “طبّعوا مع شعوبكم أولاً، أيها الطغمة الفاسدة المستبدة طبّعوا مع الناس، طبّعوا مع قيادات الإصلاح والفكر والعمل المدني، طبّعوا مع أنفسكم، ومع القريب قبل الغريب، طبّعوا مع بناتكم وأبناءكم، طبّعوا مع الجار القريب قبل الغريب”.

حملة ضد الفساد الحكومي ( #وعود_لاتنتهي )

من جانب آخر دشن ناشطون سعوديون ومغردون حملة ضد الوعود الحكومية التي أطلقها المسؤولون السعودية ولم تنفذ حتى الآن، وتحت وسم #وعود_لاتنتهي ذكر الناشطون بتلك الوعود بالرخاء التي وعد به “ابن سلمان” ومسؤولوه، ولم يجنِ المواطن السعودي منه سوى الفقر، والتعطل عن العمل، وزيادة الضرائب وفواتير الخدمات.

فقال الناشط السعودي المعارض ماجد الأسمري: “#وعود_لاتنتهي تصدرها الحكومة السعودية على مر عقود بعد أن اتضح كذبها للجميع، من يصدقها لديه جهل مركب أو خلل عقلي، ومن يروج لها مستفيد من دوام الظلم والفساد والكذب، ومن يكذبها وحده بالداخل اعتقلوه”.

وتابع “الأسمري” مغردًا بقوله: “#وعود_لاتنتهي، للعاطلين خصوصًا اذا تأزم وضع الحاكم السعودي الفاسد كما حصل مع بداية الربيع العربي، وسقوط ابن علي ومبارك، فشعر بالخوف من ملايين المعطلين، وقام بتفعيل جميع أنواع المهدئات الشعبية، من بينها مئات آلاف عروض التوظيف الوهمية التي كانت تنشر لتسكيت الشعب، وكأن الوظائف ظهرت فجأة”.

بينما قالت الناشطة السعودية المعارضة، نورة الحربي: “وعد ابن سلمان الشعب السعودي بالرفاهية، فوجد المواطن نفسه في جحيم الواقع بعدما غرق في جنة #وعود_لاتنتهي”.

استمرار التصدي لقرارات الإزالة:

أثار خطاب متداول من مشايخ وأعيان محافظة بلقرن، التابعة لمنطقة عسير، جنوب غربي المملكة، لأمير المنطقة جدلاً واسعًا عبر مواقع التواصل.

وتضمن الخطاب مطالبات شديدة اللهجة لأمير المنطقة بالتدخل لمنع نزع أراضيهم، وممتلكاتهم من أجل إقامة مشروعات سياحية بأمر من ولي العهد “ابن سلمان”.

وقال مشايخ وأعيان بلقرن، في خطابهم، إنهم محرومون من توثيق ملكيتهم لأراضيهم، التي يعيشون بها وورثوها عن آبائهم وأجدادهم، منذ عصر ما قبل الإسلام، وحتى اليوم.

وأضافوا أن هذا الحرمان المتعمد من الحكومة لهم من حق توثيق أملاكهم ينطوي على “مساوئ لا تصب في مصلحة الوطن”، بحسب ما جاء في الخطاب.

وطالب المشايخ والأعيان، أمير عسير برفع شكاواهم في هذا الإطار إلى “المقام السامي” وطلب إعادة النظر في القواعد والضوابط المعتمدة، ومعالجة هذه المشكلة الشائكة بما يضمن ويحفظ ممتلكاتهم من الأراضي الموروثة.

كما شكك الخطاب في القواعد التي أعدتها لجنة أراضي الدولة لتوثيق الممتلكات، والتي حرمت المدن ذات التضاريس الوعرة (قمم الجبال والمراعي والغابات) من هذا الحق، ومن ضمنها مدن عسير التي تتميز بوعورة تضاريسها.

من جانبه، قال الناشط السعودي المعارض، ماجد الأسمري: “إن اجتمعت القبائل المظلومة التي تهدّم منازلها وتنتزع أراضيها وتحرم من الجنسية (البدون)، والعاطلين، وموقوفي الخدمات، لهدموا إمارات المناطق، وقصور المفسدين، ولكنهم متفرقون يتجرّعون الظلم فردًا فردًا، ويستمر #نناشد_التدخل_بقرار_الازاله14، واستجداء الظالم!

في حين، كشف المعارض السعودي البارز، الدكتور “سعد الفقيه”، عن نية ولي العهد السعودي، الأمير “محمد بن سلمان”، هدم 13 منطقة سكنية بربوع المملكة.

وتحدث “الفقيه” في مقطع مصور، عن قضية الحويطات وصمود أبناء القبيلة في منازلهم وأراضيهم ورفضهم الخروج منها لصالح مشروع “نيوم” الذى يواجه عراقيل لإتمام مراحله الأولى، لافتًا إلى أن ولى العهد انتقل حاليًا لمرحلة هدم أخرى في قبائل جهينة ثم مناطق عسير.

وأكد “الفقيه” أن “ابن سلمان” يعتزم هدم أكثر من 13 منطقة سكنية في المملكة، متابعًا: “ابن سلمان يتلاعب بالدين والعرض والأرض والمال وهو أمر يجب أن يدفع الناس للخروج للثورة لوقف الحاكم الظالم”.

وأضاف المعارض السعودي البارز: “لو أن آل سعود معنيون بإسقاط حكم بن سلمان فبإمكان قيام من 5-15 فرد من العائلة الخروج ببيان يرفض حكم بن سلمان وسياساته الداخلية والخارجية”.

كما علقت الناشطة السعودية المعارضة، نورة الحربي، على ذلك بقولها: “ابن سلمان يسعى لتهجير سكان منطقة قبيلة الحويطات واستبدالهم بآخرين(عقال وشورت)، لتغيير الطابع الثقافي والإجتماعي للنجاح في إقامة مشروعه الوهمي نيوم”.

في حين، قال الصحفي السعودي المعارض، تركي الشلهوب، على تلك الإزالات وسياسة التهجير القسري التي تتبعها السلطات السعودية مع المواطنين: “هل من المنطق أن نرى حالة الشعب السعودي هكذا اليوم؟! إجرام محمد بن سلمان، وتطاوله على حياة الفقراء لا حد له”.