خاص: رغم العنف الذي تواجهه المعارضة السعودية سواء داخل المملكة أو خارجها من قبل النظام الغاشم، والذي استعرت مواجهته بعد اعتلاء “محمد بن سلمان” لمقعد ولاية العهد، إلا أنه لا يزال للحق صوت، يستحق أن يُبرز أمام سيل التزييف والاتهامات الملفقة التي يتقن النظام السعودي لصقها بكل من يعارضه.

وسنحاول في هذه الزاوية استعراض أهم وأبرز الأنشطة المناهضة لاستبداد النظام السعودي، والقضايا التي يتبناها النشطاء والأكاديميون والمثقفون السعوديون في مختلف دول العالم، في محاولة لإطلاع القارئ على جهودهم في التصدي لمشروع “ابن سلمان” السلطوي الاستبدادي.

 

حياة الداعية المعتقل “إبراهيم اليماني” بخطر:

حملت منظمة “القسط” لحقوق الإنسان بالخليج السلطات السعودية المسؤولية الكاملة عن حياة سجين الرأي، إبراهيم اليماني، منددة بالانتهاكات الخطيرة ضده.

وفي بيان لها، كشفت المنظمة عن قيام السلطات السعودية بنقل “اليماني” إلى زنزانة بها أربعة تكفيريين، وأنهم قاموا بتهديده بالقتل مرات عدة.

وأبدت “القسط” قلقها وكذلك مخاوفها من احتمالية تعرُّض “اليماني”، لما تعرَّض له الإصلاحي الراحل موسى القرني، الذي تم نقله كذلك إلى زنزانة بها تكفيريون، ورغم الشكاوى المتكررة التي رفعها لإدارة السجن، إلا أنه تم تجاهل شكواه؛ ما أدى في النهاية إلى موته مقتولاً.

ورأت المنظمة أن السلطات السعودية أصبحت تتّبع أساليب عدَّة في الانتقام من الإصلاحيين والناشطين الحقوقيين في السجون، إمّا بالإهمال الطبّي، مثلما حدث مع الراحل الدكتور عبد الله الحامد؛ ما أدى إلى وفاته في إبريل 2020، أو بنقل المساجين إلى زنازين بها تكفيريون مثلما حدث مع الراحل موسى القرني، وكما يحدث الآن مع الدكتور إبراهيم اليماني، أو بنقلهم إلى زنازين بها مرضى نفسيون مثلما حدث مع الدكتور محمد القحطاني وخالد العمير.

كما جددت “القسط” دعوتها إلى السلطات السعودية بضرورة إطلاق سراح كافة معتقلي الرأي دون قيد أو شرط، وإلى إسقاط كافة التهم عنهم. كما تطالب بضرورة توفير الحماية اللازمة لهم سواء في السجن أو خارجه، وأن حمايتهم وسلامتهم مسؤولية السلطات.

وكان إبراهيم محمد هائل اليماني، اعتقل في 2017، ضمن حملة اعتقالات سبتمبر التي كانت قد شملت سلمان العودة وحسن فرحان المالكي. وكان قد أخطر إدارة سجن الحائر بالتهديد الذي تعرَّض له، وبالخطر الذي يتربص حياته، إلا أنّ إدارة السجن تجاهلت شكواه، كما أنها تجاهلت الخطابَ الذي وجهه. كما تعرَّض سابقًا للإهمال الطبّي وتدهورت حالته الصحية كثيرًا، ومنعته السلطات في 2020 من حضور جنازة والده.

من جانبها، كشفت صحيفة الاستقلال (النسخة الخليجية) أن الناشطين أطلقوا حملة #أنقذوا_إبراهيم_اليماني بهدف إنقاذه بعد ما كشف عن تعرضه للتهديد بالقتل وحملوا السلطات السعودية مسؤولية سلامته واعتبروا التقارير إنذارا مبكرا لتجنب مصير سابقيه.

وكان حساب “معتقلي الرأي” الشهير عبر “تويتر” أطلق الحملة لإنقاذ “اليماني” من الانتهاكات التي يتعرض لها، قائلاً: “الدكتور إبراهيم هائل اليماني، المعتقل منذ سبتمبر 2017، يحمل شهادة الدكتوراه في التشريع الجنائي، وهو أستاذ جامعي كان معيداً في جامعة طيبه إلى أن تم اعتقاله”.

وعدد الحساب الانتهاكات التي تعرض لها، وهي “الحبس الانفرادي، الحرمان من الزيارات والتواصل مع أهله، عُقدت له جلسات محاكمة سرية، منع الأدوية ومسكنات الآلام عنه، نقله إلى زنزانة المتطرفين، تجاهل إدارة السجن شكواه بخصوص التهديدات بالقتل التي يتلقاها من قبل المتطرفين الذين معه في الزنزانة”.

وعلق حساب “محقق خاص” على الانتهاكات بقوله: “الشيخ د. إبراهيم هائل اليماني يتعرض للقتل البطيء داخل سجن الحاير ضمن حملة ممنهجة لتصفية العلماء والدعاة في المملكة!”

فيما قال حساب “نحو الحرية” الشهير عبر “تويتر”: “حياة الشيخ إبراهيم اليماني في خطر، إدارة سجن الحائر قد وضعته في زنزانة فيها أربعة تكفيريين، وهم يهددونه بالقتل، وسط تجاهل تام من قبل إدارة السجن”.

وقال الصحفي السعودي المعارض، تركي الشلهوب: “الشيخ إبراهيم اليماني مهدد بالقتل داخل سجن الحاير، وقد أبلغ إدارة السجن ولكنهم يتجاهلون استغاثته.. كونوا أنتم صوته وغردوا تحت الوسم”.

وأضاف “الشلهوب” في تغريدة منفصلة: “وضع المعتقلين في زنازين المرضى العقليين والتكفيريين هي طريقة جديدة يتبعها ابن سلمان وزبانيته للتخلص من معتقلي الرأي، بالأمس فقدنا الدكتور موسى القرني، واليوم قد نفقد الشيخ إبراهيم اليماني”.

بينما قالت الناشطة السعودية المعارضة، نورة الحربي: “حياة الشيخ “إبراهيم هائل اليماني” في خطر، استراتيجية جديدة تتبعها السلطات السعودية لإنهاك المعتقلين تُعرف بـ “القتل البطئ” وسط إهمال صحي متعمد”.

وقال الباحث في الشأن الخليجي، فهد الغفيلي: “الشيخ إبراهيم هائل اليماني يتعرّض للتهديد بالقتل داخل سجن الحائر، وقد أخطر إدارة السجن بذلك ولكن لم يحركوا ساكنًا! حملة ممنهجة لتصفية العلماء والدعاة”.
فيما دعا حساب “حر من أرض الحرمين” الشهير عبر “تويتر” جميع الأحرار للتغريد بوسم #انقذوا_ابراهيم_اليماني، موضحًا أن الحملة تهدف إلى إنقاذ الشيخ إبراهيم هائل اليماني، بعد تعرُّضه للتهديد بالقتل من قبل المتطرفين الذين معه في الزنزانة.

فيما علق حساب “سماحة الشيخ” الشهير عبر “تويتر” على الحملة بقوله: “يتجاهل هيئة كبار العلماء وعلى رأسهم المفتي عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ، القتل البطيء الذي يتعرض له العلماء والدعاة داخل السجون السعودية”، كما حمل الحساب السلطات السعودية مسؤولية الحفاظ على حياة الشيخ “اليماني”

 

ميزانية السعودية 2022 والفائض الوهمي: 

تفاجأ السعوديون في 12 ديسمبر/كانون الأول 2021، بإقرار الرياض ميزانية المملكة للعام الجديد 2022، بتوقع إيرادات إجمالية بـ1045 مليار ريال (نحو 278.6 مليار دولار)، مقابل إنفاق بـ955 مليار ريال (نحو 254.7 مليار دولار). ما يعني تحقيق السعودية، أكبر مُصدر للبترول في العالم، فائضا لأول مرة منذ عام 2013، يقدر بـ90 مليار ريال (24 مليار دولار)، مستفيدة من ارتفاع أسعار النفط وفق وكالة رويترز.

وقابل ناشطون عبر تويتر هذه الأرقام باستهجان وسخرية، مؤكدين أنها مجرد أرقام ونسب يتم تصديرها للإعلام بينما الواقع الذي يعيشه السعوديون والمقيمون بالداخل يثبت أنها خادعة وغير دقيقة.

وطالبوا عبر مشاركتهم في وسمي #ميزانية_السعودية2022، #ميزانية_السعودية، بحق الشعب في الاطلاع على أوجه صرف أموال الموازنة، وطرحها للرقابة الشعبية.

وأكدوا أن الشعب يعاني أزمات اقتصادية متفاقمة، بينها ارتفاع الضرائب وأسعار السكن ومعدلات البطالة وشح الوظائف، مشيرين إلى بدء النظام منذ سنوات تطبيق سياسات تقشفية لتخفيف الضغط على الميزانية.

وطالبوا بإنهاء هذه السياسات ما دامت الميزانية الجديدة بها فائض، طارحين الأزمات التي يعانون منها لتوجيه أموال الفائض إن وجدت وصحت الرواية الرسمية إلى علاجها.

واتهم آخرون النظام السعودي بتعمد تغييب الوعي الاقتصادي من خلال اعتقال خبراء الاقتصاد في السجون منذ تولي محمد بن سلمان ولاية العهد في يونيو/حزيران 2017.

وذكر ناشطون بأبرز الخبراء الاقتصاديين المعتقلين في سجون ابن سلمان، بينهم الخبير عصام الزامل، وحمزة السالم، وجميل فارسي، وطالبوا بإطلاق سراحهم لتفنيد الميزانية المعلنة.

من جانبه، كتب المغرد ناصر العربي: “ولا رقم صحيح ذو مصداقية، الأرقام ليست واقعية وليس لها أدنى قيمة، لسبب بسيط وهو عدم وجود جهة وطنية شعبية تراقب المال العام”.

وتساءل: “أين الاقتصادي حمزة السالم، عصام الزامل، جميل فارسي؟”.

وكتب مغرد سعودي يُدعى “ولد الوطن حر”: “محمد بن سلمان يضع شماعة جائحة كورنا عائقا لا زال الاقتصاد يتعثر بسببها، ورغم ذلك يوجد فوائض وضرائب وغلاء أسعار ورسوم مبالغ فيها ولا يريد التحفيف عن المواطن”.

وأضاف: “تعبنا من كذبك، صارح الشعب لا حد أكل مال الشعب إلا أنت”.

كما طالبت الناشطة السعودية المعارضة، أريج السدحان، شقيقة المعتقل عبدالرحمن السدحان، بالحرية للزامل، مشيرة إلى افتقاد خبرته في هذه الأوقات.

وأوضحت أن كل من كانوا يتحدثون عن الاقتصاد بمصداقية وحرص على وطنهم تم سجنهم وتلفيق التهم عليهم بمسمى الإرهاب والإضرار بأمن المملكة، مؤكدة أن الوعي الاقتصادي والحقوقي من حق المواطن.

وفي نفس الاتجاه، نشر مغرد سعودي آخر مقطعا مصورا للزامل يتحدث فيه عن الواقع الاقتصادي القادم، متوقعا إغلاق بعض الشركات، خاصة بعد رفع الدعم وفرض رسوم على العمالة، والتباطؤ في النمو الاقتصادي، وانخفاض القوة الشرائية خلال 4 أو 5 سنوات.

وأشار حساب باسم “أزهار الربيع” على “تويتر” إلى أن الذنب الذي ارتكبه الزامل أنه انتقد وحذر الشعب من مشاريع بن سلمان التي لم يجن الشعب ثمارها إلى هذه اللحظة.

فيما اعتبرت الأكاديمية السعودية المعارضة، حصة الماضي، إعلان الميزانية السعودية كعدمه؛ لأنه لا يوجد مشاركة شعبية ولا محاسبة أو شفافية، والسلطة هي من يسيطر ويتصرف بالمال العام وتستأثر به وتحرم الشعب منه.

بينما قال حساب “ضرغام نجد” الشهير عبر “تويتر” إن غالبية ردود الشعب مع إعلان الميزانية العامة للدولة تنم عن سخط كبير في دواخلهم جراء الوضع الاقتصادي المتردي الذي من مسبباته الرئيسة السلطة ونهجها.

وأضاف: “لهذا لا بد أن يعي النظام أن هذا الجيل بات مدركا بأن كل أزماته تكمن من رأس النظام”.

كما أكد الصحفي السعودي المعارض، تركي الشلهوب، أن الميزانية السعودية مجرد أرقام، لا يحق لأحد أن يتأكد من صحتها ولا أن يسأل أين تذهب هذه الأموال وكيف تنفق.

وقال المغرد عبدالرحمن السحيمي: “طالما الفائض من الميزانية 90 مليار ريال حان الوقت للشعب المطالبة بتخفيض أسعار البنزين والكهرباء والماء والضرائب وإعادة بدل غلاء المعيشة وحل مشكلة البطالة والإسكان”.

فيما أشارت المغردة مناحي القحطاني إلى أن الضرائب مفروضة على الشعب بنسبة 15 بالمئة، والأسعار ارتفعت 8 بالمئة، والبطالة أكثر من 14 بالمئة، مؤكدة أن الميزانية معدلة من جانب الشعب وليس الدولة.

وعلى نفس الوتيرة أكد المغرد سليمان السعدي أن فائض الميزانية يجب أن يصرف لعلاج مشاكل المواطن كالبطالة، وتعويض عن العشوائيات بسكن، ودعم الأطباء والمزارعين، وتخطيط المناطق الزراعية.

 

هجوم رسمي على جماعة التبليغ: 

بعد أيام من تحذير السعودية من جماعة التبليغ والدعوة التي قالت إنها إحدى بوابات الإرهاب، عبر كبار قادة الجماعة عن صدمتهم وغضبهم، ملقين اللوم على ما وصفوها بـ”مؤامرة غربية” لتشويه سمعة جماعة ذات بصمة عالمية في التصوف.

وقالت الغالبية العظمى من أتباع الجماعة والمتعاطفين معها، وفقا لما نقلته صحيفة تايمز أوف إينديا، إن القرار السعودي أملته “قوة غربية مؤثرة” تريد شل انتماء الرياض للأمة الإسلامية، وفق تعبيرهم.

وتتخذ الجماعة من المنطقة المعروفة باسم نظام الدين، نسبة لزاوية الشيخ الصوفي الشهير نظام الدين أوليا، في دلهي، مقرا لها.

ودافع المتحدث باسم جماعة التبليغ سمرالدين قاسمي عن أعضائها باعتبارهم “أصوليين” أصلحوا المسلمين المنحرفين، ووقفوا كالحصن أمام الإرهاب العالمي، حسبما تنقل عنه الصحيفة.

وفي بيان صدر الأسبوع الماضي من وزارة الشؤون الإسلامية السعودية، قال الوزير عبد اللطيف آل الشيخ إنه على خطباء الجوامع والمساجد التحذير من هذه الجماعة، وإيضاح “انحرافها وخطرها وأنها بوابة من بوابات الإرهاب”.

وعلق المغرد السعودي، جابر بن محمد المري، على تلك القرارات بقوله: “نشأنا بينهم وخرجنا معهم وما عرفنا عنهم سوى التقوى واليقين على الله عز وجل، ورأينا حسن الخلق وحسن الخاتمة لكل من سلك نهجهم، الله يوفقهم ويسدد خطاهم ويبارك جهدهم”.

فيما قال الصحفي السعودي المعارض، تركي الشلهوب: “في الوقت الذي تقوم فيه الحكومة الهندية المتطرفة بإبادة المسلمين، ابن سلمان وكهنته يقدمون خدمة كبيرة لحكومة الهندوس عن طريق حظر وشيطنة جماعة التبليغ أكبر جماعة إسلامية في الهند”.

بينما قال الباحث في الشأن الخليجي، فهد الغفيلي: “بدل التحذير من التيارات الإسلامية وآخرها جماعة التبليغ؛ المفروض التحذير من المخطط الذي تسير المملكة فيه!”.

وأضاف “الغفيلي” في تغريدة منفصلة: “بعد الهجوم الشرس على جماعة التبليغ التي لها أتباعٌ كثُر في عدة دول عربية وإسلامية”، وتابع بقوله: “المملكة تخسر المزيد من شعبيتها وقبولها لدى الشعوب المسلمة وهذا ما يريده ابن سلمان؛ عزل المملكة عن محيطها العربي والإسلامي بهدف إضعافها!”.

فيما قال مغرد سعودي يُدعى “عبد الله”: “حماس كبير في التحذير من الجماعات الاسلامية يقابله تقاعس وصمت أمام فجور الليبرالية والنسوية والمشرعين للمنكرات، بهذا نحن نظهر تناقض كبير قد حير الداخل والخارج”.

وقال حساب “كن حرًا” الشهير عبر “تويتر”: “من المفارقات العجيبة أن يُستخدم منبر الحرم للتحذير من جماعة التبليغ؛ بينما لا نسمع تحذير من الصهاينة والتطبيع!”، متابعًا بقوله: “ذلك يتبين لديك أن الحرمين تُدار من الديوان الملكي!”.

وعلق الناشط السعودي المعارض، ماجد الأسمري، على ما حدث بقوله: “الحكومة السعودية ترحب بعبدة الأوثان المؤيدين لحزب مودي من نجوم بوليوود؛ بينما تدين جماعة التبليغ والدعوة بأنهم ضلال مبتدعة عبر منابر الجمعة”.

ونشر حساب “أخبار العالم الإسلامي” الشهير عبر “تويتر” مقطع مصور لأحد الدعاة وهو يقارن بين “جماعة التبليغ والدعوة” وجماعة الحفلات والاختلاط والمهرجانات السينمائية وجماعة المطربين والمطربات والممثلات والممثلين الذين يرتعون في الفضائيات وتنفق عليهم المليارات ولا أحد يتكلم!!

في حين نشر الصحفي السعودي المعارض، أحمد بن راشد بن سعيد، كلام الشيخ ابن جبرين: عن جماعة التبليغ وأن عقيدتهم صحيحة، وطريقتهم سليمة، وقد وجدنا أنّهم متأثرون بدعوة الإمام ابن عبد الوهاب، ويسعون في هداية العصاة، وقد هدى ﷲ بهم خلقاً كثيراً، وأنقذ شباباً كان على شفا الانحراف، وحصل أن خرجتُ معهم، وألقيت محاضراتٍ عليهم، فلم ألاحظ ما يُنكر ولا ما يُنتقد.