خاص: رغم العنف الذي تواجهه المعارضة السعودية سواء داخل المملكة أو خارجها من قبل النظام الغاشم، والذي استعرت مواجهته بعد اعتلاء “محمد بن سلمان” لمقعد ولاية العهد، إلا أنه لا يزال للحق صوت، يستحق أن يُبرز أمام سيل التزييف والاتهامات الملفقة التي يتقن النظام السعودي لصقها بكل من يعارضه.

وسنحاول في هذه الزاوية استعراض أهم وأبرز الأنشطة المناهضة لاستبداد النظام السعودي، والقضايا التي يتبناها النشطاء والأكاديميون والمثقفون السعوديون في مختلف دول العالم، في محاولة لإطلاع القارئ على جهودهم في التصدي لمشروع “ابن سلمان” السلطوي الاستبدادي.

 حفل التطبيع الإماراتي – البحريني –  الصهيوني بالبيت الأبيض:

أثار احتفال توقيع اتفاق التطبيع بين الإمارات العربية المتحدة والبحرين والكيان الصهيوني، ردود فعل عربية وسعودية كبيرة، وكان للمعارضة السعودية رأي في ذلك الاحتفال الذي وصفوه بالمهين للعروبة والإسلام.

فمن جانبها، قالت الأكاديمية السعودية المعارضة، حصة الماضي، في تغريدة عبر حسابها بـ”تويتر”: “حقيقة التطبيع مع اسرائيل هو بناء علاقات سياسية، واقتصادية، وثقافية، وعلمية، واستخباراتية مع اسرائيل، والاعتراف بحقهم في أرض فلسطين، وبناء المستوطنات، وتهجير أهلها منها، لذلك نرفضه رفضًا تامًا، ولايصدق أحد أن الهدف منه السلام”.

كما علق المعارض السعودي البارز، الدكتور “سعد الفقيه” عن رغبة “ابن سلمان” في التطبيع بقوله: “محمد بن سلمان لن يجلس على كري العرش بدون موافقة ضمنية من الولايات المتحدة والكيان الصهيوني، بل سأقول أن توقيت التطبيع بين الإمارات والبحرين والكيان الصهيوني، تم بالتنسيق بين ابن سلمان ونتنياهو، فابن سلمان مقتنع بضرورة التطبيع لحماية عرشه، ولكن المشكلة فقط في التوقيت”.

وأكد الناشط السعودي المعارض، ماجد الأسمري، خلال تغريدة له أن التطبيع خيانة صحيح وبلا أدنى شك، ولكنهم خانوا الله ورسوله ﷺ من قبل، وخانوا الأمة مرات ومرات لا تعد ولا تحصى، وما يحصل الآن ليس إلا خروج ما يتم تحت الطاولة إلى العلن! وهذا التسابق للتطبيع الرسمي مجرد مسامير أخرى بنعوش خونة العرب أذيال الغرب، وسقوطهم قريب ومرير -بإذن الله-.

كما نشر الصحفي أحمد بن راشد بن سعيد، صورة لمقالة بجريدة “عرب نيوز” السعودية التمويل، معلقًا بأن الصحيفة تهنّئ اليهود بالسنة العبرية الجديدة على صفحتها الأولى، وصفحة إسرائيلية رسمية تنشر الخبر حتى من دون شكر ولا ثناء، والمطبوعة نفسها تحتفل باتفاق الاستسلام في واشنطن ناشرةً التحية اليهودية على صدرها.

وحول كسر حالة التطبيع في المنطقة، قال المعارض السعودي البارز بالخارج، سعيد بن ناصر الغامدي: “الشعوب العربية هي الآن في مرمى التهديف الصهيوني، بعد أن انتهوا من بطح معظم الحكام والإعلام والأقلام وسحبهم على وجوههم، ولن ينكسر العدو وعملاؤه المنافقون؛ إلا بصمود الشعوب وامتناعها أن تُقاد بحبال الاستسلام المهين”.

وعلقت الصحفية السعودية اللاجئة بهولندا، ريم سليمان، على صورة جمعت المطبعين في حديقة البيت الأبيض، قائلة: “اليوم أزاح العربان الستارة عن حقيقة علاقاتهم، وتخلصوا من عبء الخيانة السرية، فهنيئًا لهم السقوط الحر في قاع مزبلة التاريخ.. أنا سعيدة من أجلهم”.

في حين قال المحامي والحقوقي السعودي المعارض، عبد الله الغامدي: “نحن كشعوب تتطلع للحرية، فهل يوجد من بيننا علماء يفتون في نوازل الأمة؟ هل صدرت فتوى عن التطبيع، تدعو الشعوب للعمل على استئصال كل حكم خائن مطبع واستبداله بمن ترضاه الشعوب؟ لا نريد من يفتي بحرمة التطبيع وأن فلسطين محتلة، فهذا الأمر مستهلك ويعلمه الجميع! نريد علماء يستنهضون الأمة؟!”.

سماح “ابن سلمان” بنشر الإباحية عن طريق “نتفليكس”:

أثار إعلان “ريد هاستينجز”، مدير منصة “نتفليكس” الأمريكية لبث المحتوى التلفزيوني والسينمائي عبر الإنترنت، بأن السعودية سمحت للمنصة ببث محتوى لتعليم الجنس، في مقابل حذف حلقة ببرنامج كوميدي انتقد فيها ولي العهد، الأمير “محمد بن سلمان”، بسبب أزمة الصحفي المغدور به جمال خاشقجي، أثارت انتباه المراقبين للازدواجية التي أصبح عليها الحال في المملكة الآن على يد قائدها الجديد “ابن سلمان”.

وعلق الناشط السعودي المعارض بكندا، عمر بن عبد العزيز، على تلك التصريحات بقوله: “ما فعله ابن سلمان طريقة قديمة استخدمها الصهاينة في سنة الانتفاضة الفلسطينية، حيث  قامت سلطات الاحتلال بإغراق القنوات بالمحتوى الإباحي، وتسهيل الوصول إليه، ظنًا منهم أنها ستحرم الفلسطينيين من المشاركة والنزول للشارع، وهذا ما أراده ابن سلمان إلهاء الشعب السعودي عن المطالبة بحقوقه”.

بينما قال الدكتور “سعد الفقيه”: “ما فعله ابن سلمان هو تطبيع للفساد داخل المملكة من خلال نتفليكس، وما فعله هو جزء من منظومة متكاملة يحاول من خلالها ابن سلمان نشر الفساد في المجتمع السعودي، بل هي تتمة لما بدأ من قبله ملوك آل سعود بدءًا من قناة mbc، فمحمد ابن سلمان يحصد ما زرعه الملوك من قبله”.

في حين قال الأكاديمي المعارض، سعيد  بن ناصر الغامدي: “تطبيع التفاهة وأفلام الإباحية (الفاحشة) هي لتجريف القيم والأخلاق، وحرث أرض المجتمع لزرع بذور التصهين بسهولة”.

استمرار إجراءات هدم وإزالة منازل المواطنين:

اشتدت وتيرة الإزالات والهدم الحكومية لمنازل مواطنين في جدة، وجهينة، بالتزامن مع استمرار أعمال التهجير القسري للمواطنين في الحويطات، وهو ما دفع المعارضة السعودية للتركيز على هذا الموضوع؛ لخطورته على أوضاع المواطنين التي هي بدورها متدهورة، نتيجة لسياسة “ابن سلمان” الفاشلة اقتصاديًا.

وذكر الناشط ماجد الأسمري أنه قد جاءه خبر مؤكد من أحد المصادر، يؤكد أن أحياء شعبية في جنوب جدة وشرقها سيتم هدمها قريبًا، وإخراج أهلها منها بالقوة الجبرية، موجهًا نصحية لأهل جدة قائلاً: “نصيحة من ابن جده عارف بأهلها وترابطهم، تمسكوا بحق الدفاع عن النفس والممتلكات، هذا حقكم أخرجوا “أولاد الحارة”بداخلكم واطردوا المعتدين! أو عيشوا مشردين كالبسس في الشوارع!”

بينما حاول الدكتور “سعد الفقيه” شرح لماذا حالة الاسترخاء التي يعيشها “ابن سلمان” في تعامله مع تلك الأزمة، رغم كثرة المناشدات من المواطنين، وأثر تلك المشكلة على المواطنين، حيث قال: “ابن سلمان مسترخي مع توالي أخبار الإزالات والهدم، ويدل هذا على ثلاثة أمور هامة؛ أولها: ضخامة الجهاز الأمني الذي يعتقل ويقمع ويحقق مع آلاف المعتقلين في نفس الوقت، وهو بذلك أكبر من الجيش نفسه والحرس الوطني وهو أحد أسباب فشلنا العسكري في اليمن، والأمر الثاني هو أن ابن سلمان لا يبالي بقضايا الوطن الكبرى مثل الجريمة والبطالة ولا حتى الكورونا، كل ما يهمه هو إخراج الناس من منازلهم ليحقق أهدافه الشخصية، والأمر الثالث والأخير هي مشكلة لدينا نحن؛ وهي أنه لو لأبن سلمان اكتراث بالناس أو تخوف من ردة فعلهم ما كان أقدرم على تلك الأفعال!”

في حين قالت الأكاديمية المعارضة، الدكتورة “حصة الماضي”: “السلطة السعودية تتصرف مع الشعب تصرفات قطاع الطرق؛ فالبيوت تهدم، ويتم الإستيلاء على الأراضي، والقوارب تصادر ويقطع رزق ملاكها، ومن تفوه بكلمه أوطالب بحقه فالاعتقال ينتظره”.

في حين نشرت الناشطة السعودية المعارضة، نورة الحربي، مقطعا مصورا لاشتباكات بين الأمن السعودي ومتظاهرين محتجين على هدم بيوتهم، قائلة: “المسألة وصلت إلى مرحلة خطيرة جدًا، مواجهات بين قوات الأمن والمتظاهرين ضد قرار تهجيرهم، وإطلاق الرصاص على المتظاهرين”.

بينما علق الصحفي المعارض بالخارج، تركي الشلهوب، على ذلك بقوله: “من أين سيأتي هذا الشعب بـ “همة حتى القمة” وبيوته تهدم بهذا الشكل؟!”.

وأكد المعارض السعودي، سعيد بن ناصر الغامدي، على أن ما يحدث هو عبارة عن “صبيان يعبثون بمقدرات دولة، و يؤذون الناس في أملاكهم ومعيشتهم، ويقمعون نبلاء كرام شرفاء”، مشيرًا إلى أن “كل هذا ليس سوى أدلة على انحدار واندحار، مهما ساندتهم قوى خارجية، وبقايا ثروة، وحثالة نزوة”.

فيما تداول نشطاء عبر مواقع التواصل الاجتماعي، مقطعًا مصورًا لمواطن سعودي يعلن تخليه عن الجنسية السعودية.

وقال المواطن السعودي صالح حمدان البلوي: “أنا أعلن الاستغناء عن الجنسية السعودية، لأن ما لي حق إني أعمل هنا ويقول لك هذه ما هي أرضك، هذا بيت مرمم ترميم حق أيتام، طلعونا الحين بالشارع وين نروح، سووا لنا مخيم نازحين واعتبرونا من اللاجئين”.

وتعليقًا على المقطع المصور قال الصحفي السعودي تركي الشلهوب: كلام يدمي القلب من الشاب صالح محمد حمدان البلوي، رداً على تسلمه بلاغ بأن يخرج أسرته من منزلهم بقرية ثرية في العلا، تمهيداً لإزالة البيت”.

من جهته قال الناشط ماجد الأسمري: #نناشد_التدخل_بقرار_الازاله23 إلى من يعترض على خلع الطغاة #آل_سعود ويصيحون على الأحرار: “تبغونا نصير مثل سوريا وليبيا والعراق؟” كفاية نفاق وتخذيل وخنوع هذا حال شعبنا مع #ابن_سلمان الأسوأ في محاربة الدين وهدم منازل وقرى الشعب.