خاص: رغم العنف الذي تواجهه المعارضة السعودية سواء داخل المملكة أو خارجها من قبل النظام الغاشم، والذي استعرت مواجهته بعد اعتلاء “محمد بن سلمان” لمقعد ولاية العهد، إلا أنه لا يزال للحق صوت، يستحق أن يُبرز أمام سيل التزييف والاتهامات الملفقة التي يتقن النظام السعودي لصقها بكل من يعارضه.

وسنحاول في هذه الزاوية استعراض أهم وأبرز الأنشطة المناهضة لاستبداد النظام السعودي، والقضايا التي يتبناها النشطاء والأكاديميون والمثقفون السعوديون في مختلف دول العالم، في محاولة لإطلاع القارئ على جهودهم في التصدي لمشروع “ابن سلمان” السلطوي الاستبدادي.

 

وقائع تعذيب جديدة بحق مختار الهاشمي:

أدانت منظمة “سند” الحقوقية استمرار السلطات السعودية في تعذيب الأكاديمي السعودي، الدكتور مختار سعودي الهاشمي، ما يهدد حياته.

وفي بيان لها، نقلت المنظمة عن مصادر لم تسمها تعرض المعتقل الدكتور سعود مختار الهاشمي، للتعذيب الوحشي من قبل السلطات السعودية، ومنع وصول العلاج اللازم لحالته الصحية المتدهورة، حتى أنه أجرى عمليتين جراحيتين منذ دخوله المعتقل.

وأشار البيان إلى أن اعتقال سعود مختار الهاشمي جاء من قبل عناصر أمن الدولة في 2 فبراير 2007م، عند استراحة “سارة” في مدينة جدة، ومعه أكثر من 9 شخصيات من الأكاديميين.

وأوضح البيان أن سبب اعتقال “الهاشمي” ومن معه، جاءت على خلفية اجتماعهم لكيفية كتابة بيان إصلاحي وتقديمه للحكومة للمطالبة فيه ببعض الحقوق للشعب السعودي.

وحكم على “الهاشمي” في شهر نوفمبر 2012م، أي بعد 5 سنوات من تاريخ اعتقاله، بحبسه لمدة 30 عامًا، ومنعه من السفر، وغرامة مالية قدرها مليوني ريال، ومنعه من السفر 30 عامًا، ودخل الحبس الانفرادي 3 أعوام، ومنعت عائلته من زيارته لمدة سنتين.

وطالبت منظمة “سند” المجتمع الدولي ومنظمات حقوق الإنسان بالتدخل الفوري  للضغط على حكومة الرياض لوقف انتهاكاتها في تعذيب المعتقلين والناشطين والإفراج عن المعتقل سعود الهاشمي وباقي معتقلي الرأي.

كما أبدى حساب “معتقلي الرأي” الشهير عبر “تويتر” مخاوفه على حياة الدكتور “الهاشمي”، موضحًا أنه عانى من عدة أمراض مزمنة، كما تعرض في محبسه للإهمال الصحي، محملاً السلطات السعودية مسؤولية الحفاظ على حياته.

كما قال الناشط السعودي المعارض اللاجئ بكندا، عبد العزيز الحضيف، معلقًا على تلك الأخبار: “اللهم فرج عنه يارب، سعود مختار الهاشمي”.

من ناحيته، قال المفكر، مهنا الجبيل: “الأخ د. سعود مختار الهاشمي، من أقدم المعتقلين السياسيين ضمن مجموعة معتقلي جدة والتي في الأصل كانت كل قضيتها تأسيس جمعية حقوقية”، متابعًا بقوله: “استشهد د. موسى القرني تقبله الله في السجن في نفس القضية، واليوم تتدهور صحة الشيخ سعود، ولا تزال السلطات تحتجزه من أعوام طويلة، ويلكم أطلقوه لبقية حياته”.

في حين أدان حساب “محقق خاص” الشهير عبر “تويتر” بشدة ما يتعرض له الطبيب المفكر سعود مختار الهاشمي، وسط مخاوف من أن يلاقي مصير الدكتور موسى القرني رحمه الله، وكذلك حمل الحساب النظام السعودي مسؤولية الحفاظ على حياة الدكتور “الهاشمي”.

وقال الباحث في الشأن الخليجي، فهد الغفيلي: “الدكتور المعتقل سعود مختار الهاشمي قامة من قامات المملكة، يتعرض للتعذيب والتنكيل في سجون ابن سلمان”.

وقال حساب “مجتهد فيديو” الشهير عبر “تويتر”: “الدكتور سعود مختار الهاشمي يتعرض للتعذيب والتنكيل وسوء المعاملة في سجون ومسالخ ابن سلمان البشرية، ويتدهور صحته بسبب منع الأدوية اللازمة عنه، نطالب بإطلاق سراحه قبل أن يُلاقي مصير د. موسى القرني، ونحمل السلطة مسؤولية الحفاظ على حياته”.

بينما قال الصحفي السعودي المعارض، تركي الشلهوب: “الطبيب المفكر، سعود مختار الهاشمي، يتعرض للتعذيب الشديد في مسالخ ابن سلمان البشرية، واحتمال أن يفقد حياته كما فقدها الدكتور موسى القرني، وارد جدًا، حسبنا الله ونعم الوكيل”.

وقالت الناشطة السعودية المعارضة، حنان العتيبي: “الدكتور سعود مختار الهاشمي إنسان شريف الأصل والفصل، من أنبل وأطيب خلق الله ويستحق كل الاحترام، واليوم يعاني الظلم والتعذيب في سجون الحكومة”.

وعلق الناشط السعودي المعارض، ماجد الأسمري، على تلك الأخبار بقوله: “إنه ابن مدينتي جده وابن الحجاز الشريف، د. سعود مختار الهاشمي، رجل بأمة – مناصر لقضايا المسلمين جميعها خصوصًا القضية الفلسطينية، أكن له الكثير من الحب والاحترام، ودعاوتي له ولجميع المعتقلين والمظلومين، فرج الله عنّا وعنكم ونصركم على المجرمين”.

 

– انتهاء محكومية رائف بدوي:

كشفت زوجة المدون السعودي المعتقل، رائف بدوي، عن انتهاء فترة محكوميته اليوم 28 فبراير 2022، وأن عائلته المتواجدة في كندا، تنتظر لحظة إطلاق سراحه.

وكان “بدوي” قد اعتقل في 2012، بتهمة انتقاده الشخصيات الدينية والترويج لوجهات نظر ليبرالية، وحُكم عليه في البداية بالجلد 1000 جلدة، والسجن لمدة 10 سنوات، وغرامة تزيد عن 340 ألف دولار.

وفي عام 2015، عندما تعرض “بدوي” للجلد 50 جلدة أمام مسجد الجفالي في جدة، ووفق منظمة العفو الدولية، أدى الضغط الدولي الناتج عن ذلك إلى تعليق ما تبقى من جلداته.

من جهتها، قالت ابنة “بدوي” الكبرى، نجوى بدوي، وهي الآن طالبة في كلية “سيجيب دي شيربروك”: “كان والدي يعانقنا دائمًا”، مضيفة: “ليس من الطبيعي ألا تتذكر الطفلة حتى عناق والدها”.

ونجوى بدوي، الابنة الكبرى لبدوي، كانت طفلة صغيرة عندما سُجن والدها لأول مرة قبل عقد من الزمان، وتبلغ من العمر الآن 18 عامًا.

وقال وزير العدل الكندي السابق إروين كوتلر، الذي عمل مستشارًا قانونيًا دوليًا لأسرة بدوي، إنه لا تزال هناك عقبات قانونية يتعين على السلطات السعودية إزالتها حتى تتمكن الأسرة من إحضاره إلى كندا.

وأضاف “سيحتاجون إلى المصادقة على أن القيود الأخرى التي وُضعت في الحكم الأولي لم تعد سارية”. ويشمل ذلك الغرامة وحظر السفر لمدة 10 سنوات.

وتابع كوتلر: “هذا شيء تنتظره [أسرته] بشدة الآن منذ 10 سنوات. لقد رأيت ذلك بنفسي ورأيت الأطفال، فقد كان العيش في ظل الحرمان من والدهم صعبًا للغاية”.

وعلقت منظمة “سند” الحقوقية السعودية على تلك الأنباء بقولها: “من المرجح أن يفرج عن المعتقل رائف بدوي خلال مارس الجاري، في ظل المخاوف من المماطلة الصريحة التي يتبعها النظام بحق معتقلي الرأي واستمرار الاحتجاز حتى بعد انتهاء مدة الحكم”.

في حين قالت صحيفة “العربي الجديد”: “عائلة المدوّن السعودي، رائف بدوي، المقيمة في كندا، أشارت إلى أنّ موعد إطلاق سراحه ربّما اقترب بعدما قضى عشر سنوات في سجون المملكة”.

بينما ذكر حساب “ميزان العدالة” الشهير عبر “تويتر” أن “عائلة بدوي تعلن انتهاء محكوميته وتنتظر الإفراج عنه، عقب انتهاء فترة محكوميته اليوم 28 فبراير 2022، وأن عائلته المتواجدة في كندا، تنتظر لحظة إطلاق سراحه”.

وقال الناشط السعودي المعارض، عبد الله عمر: “انتهت اليوم المدة الرسمية لسجن الناشط في مجال حقوق الإنسان، رائف بدوي، بسبب ممارسته لحقه العالمي في حرية التعبير، 10 سنوات قضاها في السجن وتعرض لتعذيب وحشي بالتزامن مع دعايات الاعتدال والانفتاح، يجب إطلاق سراحه فورًا!”.

في حين قال المعتقل السابق، عبد الرحمن راضي السحيمي: “رائف بدوي كان احد المناصرين لي اثناء اعتقالي الله يفرج عنه وعن كل المعتقلين”.

وعلق حساب “معتقلي الرأي” الشهير عبر “تويتر” على الأنباء بقوله: “اليوم أنهى الناشط والكاتب، رائف بدوي، مدة حكمه البالغة 10 سنوات؛ على خلفية طرحه موضوع الفصل بين الدين والدولة في سياسة المملكة على مدونته”.

بينما قال موقع “الرأي الآخر”: “تقول عائلة المدون السعودي رائف بدوي إنه من المفترض أن يكون إطلاق سراحه قريبًا، بعد عقد من سجنه في السعودية لانتقاده الشخصيات الدينية والترويج لوجهات نظر ليبرالية”.

وحمل حساب “ناشطون سعوديون في مجال حقوق الإنسان” على “تويتر” الحكومة السعودية المسؤولية الكاملة على سلامة “بدوي” بعد الإفراج عنه حتى مغادرته البلاد ليجمع شمله بزوجته إنصاف حيدر وأطفاله في كندا.

 

– الحرب الروسية – الأوكرانية:

جوا وبرا وبحرا، أطلقت روسيا هجوما مدمرا على أوكرانيا، البلد الأوروبي الذي يبلغ عدد سكانه 44 مليون نسمة، بعد نفي على مدى أشهر، من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين نيته غزو أوكرانيا، لكنه الآن مزق اتفاق سلام وأرسل قواته عبر الحدود إلى المناطق الشمالية والشرقية والجنوبية من أوكرانيا.

وبينما ترتفع حصيلة القتلى، يواجه بوتين اتهامات بأنه يهدد السلام في أوروبا. ما يحصل في الأيام القادمة قد يهدد أمن القارة الأوروبية برمتها.

تتقدم القوات الروسية حاليا في العاصمة الأوكرانية كييف من عدة اتجاهات بعد أن أمر الزعيم الروسي بالغزو. وقبل لحظات من بدء الغزو، ظهر الرئيس بوتين على شاشة التلفزيون معلنا أن روسيا لا تستطيع أن تشعر “بالأمان والتطور” بسبب ما وصفه بالتهديد المستمر من أوكرانيا الحديثة.

لا شك أن لتلك الحرب أثار على المملكة منها ما هو إيجابي، ومنها ما هو سلبي، وهو ما تناوله رموز المعارضة السعودية في تغريداتهم.

فقال الصحفي السعودي المعارض، تركي الشلهوب: “يبدو أن اختيار ابن سلمان وقع على بوتين كحامي مؤخرة جديد!”. متابعًا في تغريدة منفصلة: “السعودية تؤكد التزامها باتفاق “أوبك بلس” مع روسيا”، موضحًا “أن هذا التعنت سيدفع أمريكا إلى التعجيل بتوقيع الاتفاق النووي مع إيران للسماح لها ببيع نفطها”.

وأضاف “الشلهوب”: “إيران تمتلك من البراغماتية ما يجعلها تقف إلى جانب أمريكا والغرب في حربهم ضد روسيا، ولكن ابن سلمان لا يعرف من السياسة شيء”.

بينما قال حساب “رجل دولة” الشهير عبر “تويتر”: “لو كان ابن سلمان رجل سياسة لاستغل الأزمة بين أوكرانيا وروسيا لإخراج نفسه من العزلة التي يعيش فيها، ولإعادة تقديم نفسه كحليف موثوق، هذا لو كان رجل سياسة”.

وتابع بقوله: “ابن سلمان يرفض زيادة إنتاج النفط، وأمريكا ترى في ذلك الموقف دعمًا صريحًا لروسيا؛ لذلك ستلجأ عاجلاً إلى توقيع الاتفاق النووي مع طهران، ما سيسمح لإيران بإغراق الأسواق العالمية بنفطها، حينها ستفقد المملكة آخر ورقة قوة تملكها، بعد أن فقدت ورقة قيادة العالم الإسلامي”.

وأكد حساب “مجتهد” الشهير عبر “تويتر” أن “ابن سلمان يستبعد أن تمتد آثار حرب أوكرانيا على المنطقة، ويصر على أن لا تغيير في الوضع الأمني والعسكري والإداري والإعلامي”.

وأشار “مجتهد” إلى أن “ابن سلمان” يعتبر ارتفاع أسعار النفط مكسبًا شخصيًا له، لأن أي دخل إضافي إما يذهب لجيبه أو تمويل حملات قمع الشعب، ولن يعني إلغاء الضرائب ولا تخفيض أسعار الخدمات والوقود، على حد قوله.

في حين قال المعارض السعودي البارز، سعد الفقيه: “ابن سلمان يحرم المواطن من الاستفادة بارتفاع أسعار النفط بعد تأثرها بالحرب الروسية الأوكرانية”.

بينما علق حساب “ميزان العدالة” الشهير عبر “تويتر” على تلك الحرب بقوله: “العامل المشترك بين ابن سلمان وبوتين؛ هو أن الاثنين بدءا حربًا ولا يعرفان كيف ينهيانها!”، متابعًا بقوله: “عدا ذلك فهو من قبيل الاستغلال، فبوتين يستغل ابن سلمان للحصول على مبتغاه وإحداث أزمة طاقة في العالم، ما سيوتر العلاقات بين المملكة وكثير من دول العالم، فهل يدرك ابن سلمان ذلك؟!”.

وقال المعارض السعودي البارز المقيم في كندا، عمر الزهراني: “تخيل أن الشعب السوري صامد منذ ٢٠١٥ ضد هذه العربدة الروسية ودون أن يهتز العالم وينتفض! أمة جبارة”.

وقال الناشط السعودي المعارض، وليد الهذلول: “السعودية والامارات دول تابعة ولا تريد أن تدخل في حرج مع القوى العالمية. ففي عام ٢٠١٣ رفضت السعودية عضوية مجلس الأمن لأن أي تصويت على قرار سيُرضي قوى على حساب قوى اخرى فكان الأفضل للسعودية الا تدخل في هذه العضوية. انضمت الامارات لعضوية مجلس الأمن وأصبحت في مأزق أي طرف يجب إرضاءه”.