خاص: رغم العنف الذي تواجهه المعارضة السعودية سواء داخل المملكة أو خارجها من قبل النظام الغاشم، والذي استعرت مواجهته بعد اعتلاء “محمد بن سلمان” لمقعد ولاية العهد، إلا أنه لا يزال للحق صوت، يستحق أن يُبرز أمام سيل التزييف والاتهامات الملفقة التي يتقن النظام السعودي لصقها بكل من يعارضه.

وسنحاول في هذه الزاوية استعراض أهم وأبرز الأنشطة المناهضة لاستبداد النظام السعودي، والقضايا التي يتبناها النشطاء والأكاديميون والمثقفون السعوديون في مختلف دول العالم، في محاولة لإطلاع القارئ على جهودهم في التصدي لمشروع “ابن سلمان” السلطوي الاستبدادي.

 

– رفض لـ”العيسى” خطيبًا ليوم عرفة:

كلف العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز، الشيخ محمد العيسى عضو هيئة كبار العلماء والأمين العام لرابطة العالم الإسلامي، بإلقاء خطبة عرفة لأول مرة.

وأفادت وكالة الأنباء السعودية، الأربعاء، في تغطيتها لصحف المملكة أنه تم “تكليف محمد العيسى بالخطبة والصلاة في يوم عرفة بأمر الملك”.

وينتقد الكثير من الناشطين السعوديين مواقف عديدة لـ”العيسى”، والتي كان من ضمنها زيارته للهولوكوست، وترحمه على ضحاياه، ولقاءه الأخير مع زعيم هندوسي في عز أزمة اضطهاد المسلمين في الهند على يد الهندوس.

ودشن الناشطون حملة إلكترونية تحت وسم #انزلوا_العيسى_من_المنبر ؛ لرفض اعتلاء “العيسى” للمنبر يوم عرفة والخطبة فيه، داعين الجميع في كل دول العالم الإسلامي لرفض خطبة هذا المتصهين، على حد وصفهم.

من جانبه، علق الصحفي السعودي المعارض، تركي الشلهوب، على تلك الأنباء بقوله: “تعيين الصهيوني محمد العيسى خطيبًا بيوم عرفة من أكثر القرارات التي تستفز المسلمين، فكيف لهذا الذي يُناصر أعداء المسلمين ويقود عجلة التطبيع ويميّع الدين أن يعتلي منبر مسجد نمرة؟؟”.

وتابع “الشلهوب” بقوله: “المتصهين الدجال محمد العيسى يُتقن اعتلاء منابر الصهاينة فقط، أما منابر المسلمين فهو ليس أهلًا لها!”.

ووجه المحام الحقوقي والناشط السعودي المعارض، عبد الله الغامدي، سؤال للعلماء، قال فيه: “سؤال للعلماء: هل الصلاة خلف العيسى المتصهين والمتزندق في يوم عرفة تجوز؟”.

وتابع “الغامدي” بقوله: “إذا كان جوابكم، نعم؛ فلماذا تحرمون على حماس ارتمائها في حضن بشار والمشروع الإيراني؟ وإذا كان لا؛ فلماذا لا تجرمون النظام السعودي وتسقطون شرعيته كما فعلتم مع كل من تحالف مع إيران وبشار؟”.

وقالت الناشطة السعودية المعارضة، أحلام الخالدي: “لا نرضى بإمام صلى في ذكرى الهولوكوست، بالخطبة والصلاة يوم عرفة، لأن الله يقول: يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا الذين اتخذوا دينكم هزوا ولعبا من الذين أوتوا الكتاب من قبلكم والكفار أولياء واتقوا الله إن كنتم مؤمنين: المائدة:57، محمد العيسى اتخذ الكفار أولياء”.

ونشر الأكاديمي السعودي المعارض، الدكتور سعيد بن ناصر الغامدي، مقطعًا مصورًا يفضح فيه مواقف “العيسى” من اليهود والصهيونية، معلقًا عليه: “خنزب العيسى الذي عينه سلمان وولده خطيبًا لعرفة هذه بعض سيرته”.

وتابع “الغامدي” بقوله: “مأساة تعيين العيسى لمنبر عرفة فيها بشارة خير بزوالهم، كما زالت الفاطمية الرافضية، فقد اعتلى منبر عرفة خطيب باطني، أيام “المعز” الذي أقيمت له الدعوة يوم عرفة وبمكة والمدينة وسائر أعمال الحرمين ونصبت الستائر بالكعبة وعليها اسمه ونصبت له محاريب الذهب بالكعبة وعليها اسمه”.

وقال حساب “واقع بلاد الحرمين” المعارض الشهير عبر “تويتر”: “قائد التطبيع وكاسر التقاليد والعادات السعودية، جنده النظام الحاكم ليكون واجهته الدينية ومبرراً للقرارات التي اتخذها في تقليص صلاحيات النظام الديني فيها”.

فيما ذكرت الأكاديمية السعودية المعارضة، حصة الماضي، أن “منبر عرفة كان لقول الحق، أما بعد احتلال بلاد الحرمين من قبل آل سعود؛ أصبح بوقًا لتمجيدهم وتمرير ما يريدون من قرارات، وهذا العام يتضح من اختيار المدعو محمد العيسى، أنه لتلميع التطبيع لينتقل من السر إلى العلن”.

أما الكاتب السعودي بموقع “عربي 21″، وسام العامري، قال: “ما كان لهذا المتصهين النسونجي المراهق محمد العيسى، أن يكون خطيبًا على ضيوف الرحمن في أقدس البقاع وأعظم يوم في السنة للمسلمين، وهذا القرار المستفز للأمة الإسلامية لم يصدر إلا من أعلى الدوائر في تل أبيب وليس من الرياض لترى الأمة أن قبلتها محتلة وليست حرة”.

وقال الباحث في الشأن الخليجي، فهد الغفيلي: “أفيخاي أدرعي يقول عن المتصهين العيسى: هذا الذي يمثّل الإسلام الحقيقي!! العيسى يمثلهم ولا يمثل المسلمين”.

وقال حساب “علماء السلطان” الشهير عبر “تويتر”: “اللهم لا أطيق رؤيته في يوم عرفة بعد كل ما ارتكبه ضد الإسلام والمسلمين، وقد فُرِضَ علينا، اللهم أنت القادر؛ بقدرتك اكفنا هو بما شئت وكيف شئت، اللهم نريد أن نستمتع بيوم عرفة معك وحدك فلا تشغل قلوبنا بالضيق من هذا الرجل”.

وعلقت الناشطة السعودية المعارضة المقيمة بلندن، علياء الحويطي: “من نكد الدنيا وخبث الصهيوني ابن سلمان أن يجعله خطيباً في يوم عرفه فيستمع غصباً مسلمي العالم لأكبر حاخام سعودي خائن لدينه ولأهل بلده ولأمته والعذر (متسعود بغترة وثوب) لم تمنعانه حتى مروءةً أو خجلاً عربياً من الخيانة”.

وقال الناشط السعودي المعارض، عبد الحكيم الدخيل: “هذا الزنديق عود من حزمة من زنادقة في الوطن .  انزلوا العيسى من المنبر”.

وقالت الناشطة السعودية المعارضة، سارة الغامدي: “قاد حملة تقارب مع إسرائيل !! فتح ذراعيه للهندوس في وقت يُقتل المسلمون !!كما وقف إلى جانب ماكرون في حملته الشرسة على المسلمين !!(محمد العيسى) خطيبا لـ (يوم عرفة) بقرار من (ابن سلمان)”.

فيما قال المعارض السعودي البارز، الدكتور محمد المسعري: “انتشار وسم في تويتر بعنوان #انزلوا_العيسى_من_المنبر يطالب الناس فيه المسلمين لا الحكومة السعودية، أول خطبة في التاريخ يفرح بها اليهود والنصارى وكل أعداء الإسلام، ولا تغيظ إلا المسلمين، هذا يُعَد انتصارا لليهود خصوصًا، إذ نجحوا بالوصول إلى عرفة”.

كما قال المعارض السعودي البارز أيضًا، الدكتور سعد الفقيه: “اعتلاء الزنديق العيسى لمنبر عرفة لا يختلف عن اعتلاء حاخام أو قسيس للمنبر، لكن بعد أن فتح المسجد النبوي للصهاينة فليس غريبا تسليم هذا المنبر للعيسى، اللوم عليكم يا شعب الجزيرة حين يتلاعب هذا الصبي بمقدساتكم، تذكروا أن الفلسطينيين وهم تحت الاحتلال منعوا الصهاينة من دخول المسجد”.

فيما قال حساب “سماحة الشيخ” الشهير عبر “تويتر”: “محمد العيسى مطيّة الصهاينة الي يشتغل على ملف التطبيع، يخطب بمكان مقدس ويوم فضيل، مع أنه لا يستحق أن يكون خطيباً بالناس في أهم وأكبر تجمع إسلامي. اليوم وضعوا إسلام “محمد العيسى” بدل إسلام “محمد بن عبد الله”!”.

 

– مراسل صهيوني في السعودية وآخر في المسجد النبوي:

عرضت القناة 13 “العبرية”، الأحد 2 يوليو/تموز 2022، مشاهد لزيارة سرية أجراها مراسل القناة العسكري إلى المملكة العربية السعودية، واصفة هذه الزيارة بأنها “نادرة”.

القناة على حسابها الرسمي في موقع تويتر، نشرت مقطع فيديو ظهر فيه مراسلها “ألون بن ديفيد”، وهو يتجول في مناطق بالسعودية، ويتحدث العبرية في الشوارع، كما ظهر وهو يدخل أحد المساجد بالمملكة، إضافة إلى تجوله في أحد الأسواق.

يُظهر الفيديو أن “بن ديفيد” أعد تقارير من داخل المملكة، وكان يتحرك في المناطق التي زارها بأريحية، ولم توضح القناة “العبرية” كيف استطاع مراسلها دخول المملكة.

لم يصدر حتى الساعة 8:30 بتوقيت غرينتش من يوم الإثنين 4 يوليو/تموز 2022، أي تعليق من السلطات السعودية على ظهور المراسل الإسرائيلي على أراضيها.

ويقول ديفيد في تقريره المصور الذي بثه من داخل العاصمة السعودية، إنه “قبل أسبوع من زيارة بايدن التي من المفترض أن تحمل معه قصة عن الدفء التاريخي في العلاقات الإسرائيلية السعودية، فقد قمنا بزيارة إلى المملكة، صحيح أنه لا يمكن حتى الآن دخولها بجوازات سفر إسرائيلية علنية، وبصورة رسمية، لكن السعوديين يدركون أن الإسرائيليين يدخلون أحيانًا بجواز سفر أجنبي، وأن العنوان الإسرائيلي المعطى لهم لا يسبب لهم مشاكل في الدخول”.

وأضاف أنه “عند التعريف بالإسرائيليين، فإنه يمكن للمرء أن يرى الشعور بعدم الراحة على وجوه السعوديين، لكنه سرعان ما يصبح استقبالًا لطيفًا، لكن في الغالب فإن السعوديين إن عرفوك إسرائيليا إما منحوك كتفاً باردة، أو أداروا لك ظهورهم، ولذلك لا يمكن توقع التطبيع سريعاً، كما عرفناه مع الإمارات والبحرين، لأن التطبيع مع السعودية، إذا حدث، فسوف يكون بطيئًا للغاية، مع العلم أنني حصلت على تأشيرة الدخول للمملكة بسهولة، وعند فحص جواز سفري لم يرف لهم جفن”.

وأشار إلى أنهم “في مطار الرياض يدركون أنني قادم من إسرائيل، وأنا لم أحاول إخفاء هذه الحقيقة، ولذلك فقد دخلنا بدون مشاكل، حتى إنني دخلت مسجد الغازي، وأظهرت أنني أتوضأ مع باقي المصلين، وتجولت بينهم داخل صحن المسجد”.

وأشار إلى أن “المملكة بالعادة تبدو محافظة في القضايا الاجتماعية والدينية، وفي الموضوع السياسي لا يبدو أن هناك تطبيعاً سينطلق مع إسرائيل طالما بقي الصراع الفلسطيني الإسرائيلي قائما، لكن في حال انتقل الحكم إلى ولي العهد محمد بن سلمان، فحينها يمكن الحديث عن تطبيع كامل في العلاقات، لأنه يسعى لنقل العلاقة مع إسرائيل إلى حقبة جديدة، لأن المملكة في عهده حصلت على العديد من المعدات الأمنية الحساسة، وشركات إسرائيلية عديدة تعمل في المملكة تحت غطاء شركات أجنبية، كما أن ابن سلمان ذاته يجري محادثات دورية على الواتساب مع القادة الإسرائيليين”.

وزعم أن “العديد من المسؤولين الإسرائيليين دخلوا إلى القصر الملكي في الرياض، بينهم رؤساء الموساد وقادة الجيش وجنرالات كثر، حتى إن رئيس الوزراء السابق بنيامين نتنياهو حين التقى مع ابن سلمان كان ذلك في قصر مدينة نيوم على سواحل البحر الأحمر، ما يزيد من التقديرات في الأيام الأخيرة عن اصطحاب الرئيس بايدن خلال زيارته للسعودية مسؤولا إسرائيليا كبيرا، دون كشف هويته بعد، ما يفتح صفحة جديدة في علاقات الجانبين”.

كما سرد الكاتب “الإسرائيلي” Avi Jorisch: رحلة ذهابه إلى المسجد النبوي بالمدينة المنورة، حيث قال: “ذهبت للمدينة المنورة الشهر الماضي وجلست على مرأى من القبة الخضراء للمسجد، فقد أزال المسؤولون السعوديون اللافتات المكتوب عليها للمسلمين فقط”.

وقال الصحفي السعودي المعارض، تركي الشلهوب: “محمد بن سلمان استقبل الصهاينة وسمح لهم بالدخول إلى المسجد النبوي والمساجد في الرياض.. في مــــوسم الحج!!!”.

وتابع “الشلهوب” قائلاً: “المراسل الإسرائيلي Alon Ben-David الذي زار المملكة مؤخراً يقول: عندما يعرف السعوديون أننا إسرائيليون؛ نلاحظ في وجوههم شعور عدم الراحة، لذا لا يمكن توقع التطبيع كما شاهدناه في الإمارات والبحرين، فالتطبيع مع #السعودية سيكون بطيئاً للغاية. لذلك نقول أن مبس يُمثّل نفسه فقط”.

وأضاف الصحفي السعودي المعارض: “هذه صورة للإسرائيلي Jason Greenblatt وهو يصلي في مكان عام في الرياض.. زميله سرّب الصورة قائلًا: “المسؤولون السعوديون طلبوا منا عدم نشر هذه الصورة على وسائل التواصل الاجتماعي”.

بينما قال حساب “رجل دولة” الشهير عبر “تويتر”: “السماح للإسرائيليين بالدخول إلى المسجد النبوي سابقة تاريخية لم يجرؤ أحد من حُكام المملكة على التفكير بها، بن سلمان كسر جيمع القواعد والشرائع، وهو بذلك يُعلن نفسه عدواً لجميع المسلمين”.

وعلقت الناشطة السعودية المعارضة، سارة الغامدي، على تلك الزيارة بقوله: “المراسل العسكري لقناة 13 العبرية “Alon Ben-David” في زيارته للسعودية يتجول في سوق الزل في الرياض، ويدخل أحد أكبر مساجدها جامع الملك خالد بن عبدالعزيز، ويتجرأ على دخول حرم المسجد ويختلط بين المصلين. كان تطبيع في الخفاء واليوم علني في السعودية”.

فيما قال الباحث في الشأن الخليجي، فهد الغفيلي: “كاتب إسرائيلي” في “صحيفة إسرائيلية” يتفاخر بتدنيسه لـ “المسجد النبوي الشريف!! ماذا تريدون إثباتًا أكثر من هذا لتتأكّدوا من تصهين ابن سلمان؟”.

وقال حساب “سماحة الشيخ” الشهير عبر “تويتر”: “فتح المسجد النبوي للصهاينة، كاتب إسرائيلي يوثق فضيحة جديدة لابن سلمان، الكاتب الإسرائيلي أفي جويرسش، في مقال بصحيفة جيروزاليم بوست، عن تجربة زيارة الوفد اليهودي إلى السعودية. وقال الكاتب إنه في الطريق إلى المدينة المنورة، أزال المسؤولون السعوديون مؤخرا لافتات كتب عليها “للمسلمين فقط”.

من ناحيته، قال حساب “محقق خاص” الشهير عبر “تويتر”: “ابن سلمان يهتم بعلاقات مع الصهاينة وايضا يسمح لهم بالدخول الى بلاد الحرمين ومن جانب آخر يعتقل ائمة المساجد ويضغط على مواطنه بأنواع الأساليب”.

وأضافت الأكاديمية السعودية المعارضة، حصة الماضي، أن “المهلكة السعودية الصغرى تقدم جميع التسهيلات للصهاينة وللكيان الصهيوني، وفي المقابل تقوم المهلكة السعودية الصغرى بالسجن والتعذيب والحصار لجميع رؤساء والاعضاء التابعين للمقاومة الفلسطينية حماس”.

وقال حساب “مجتهد فيديو” الشهير عبر “تويتر”: “صحيفة Jerusalem Post الإسرائيلية: “وفد من 50 رجل أعمال “إسرائيلي” زاروا المسجد النبوي الشهر الماضي”.

وقال الباحث في الشأن الخليجي، فهد الغفيلي: “من أين جاء ابن سلمان بكل هذا القدر من الخيانة والدناءة ليسمح لـ “الإسرائيليين” بتدنيس المسجد النبوي الشريف؟!”.

وقالت الناشطة السعودية المعارضة، حنان العتيبي: “#الاحتلال_يدنس_المسجد_النبوي والمذنب الوحيد هو الحكومة السعودية بشكل عام ومبس الصهيوني بشكل خاص. وهذه التصرفات من مبس سيعجل زواله وزوال آل سعود بإذن الله”.

 

– “بايدن” لم يحسم أمر لقاء “ابن سلمان” حتى الآن:

سعى الرئيس الأميركي، جو بايدن، الجمعة، إلى التقليل من أهمية لقائه المرتقب المثير للجدل مع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، بتشديده على أن اللقاء سيعقد في إطار دولي.

وقبل صعوده إلى مروحية متوجها لقضاء عطلة نهاية الأسبوع في فيلَّتِه المطلة على المحيط قال بايدن “لن ألتقي محمد بن سلمان. أنا ذاهب إلى اجتماع دولي سيشارك فيه”.

لكن الصيغة المستخدمة تعكس مدى إحراج بايدن الذي يدرك أن زيارته المرتقبة إلى السعودية في تموز/ يوليو ستكرس استعادة ولي العهد السعودي مكانته دوليا بعدما كان معزولا إلى حد كبير بعد جريمة قتل الصحافي السعودي جمال خاشقجي.

والثلاثاء أعلن البيت الأبيض أن بايدن سيتوجّه الشهر المقبل لحضور قمة إقليمية في جدة وسيلتقي العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز والمسؤولين السعوديين لا سيما ولي العهد.

في المقابل، أوردت وكالة الأنباء السعودية أن بايدن سيلتقي خلال زيارته المملكة “بخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، وبصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء”.

وأوضحت الوكالة أن اللقاء سيتناول البحث في “أوجه التعاون بين البلدين الصديقين، ومناقشة سبل مواجهة التحديات التي تواجه المنطقة والعالم”.

من جهتها، شدّدت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارين جان-بيار على أن اللقاء مع محمد بن سلمان هامشي وليس محور التركيز.

وقالت جان-بيار “سيلتقي الرئيس أكثر من 12 قائد دولة خلال رحلته”، مضيفة “يمكن أن نتوقع أن يلتقي الرئيس ولي العهد أيضا”.

وكانت أجهزة الاستخبارات الأميركية قد اتّهمت ولي العهد السعودي بإصدار أمر قتل خاشقجي عام 2018.

وقُتل خاشقجي الذي كان مقربا من دوائر السلطة في السعودية قبل أن يتحول إلى منتقد لولي العهد، في القنصلية السعودية في اسطنبول في 2018 وقطّعت أوصاله على أيدي سعوديين جاؤوا من المملكة.

وخلص تقرير استخباري أميركي إلى أنّ الأمير محمد وافق على عملية اعتقال أو قتل خاشقجي. وينفي ولي العهد السعودي هذه الاتهامات.

وكان بايدن قد تعهد أثناء حملته الرئاسية معاملة القادة السعوديين على أنهم “منبوذون” بعد العلاقة الوثيقة للمملكة مع سلفه دونالد ترامب.

ويتوقّع أن يدفع بايدن خلال الزيارة باتّجاه زيادة المملكة إنتاجها النفطي في مسعى لكبح ارتفاع أسعار الوقود وتسارع التضخم.

وعلق حساب “رجل دولة” الشهير عبر “تويتر” على التصريحات المتضاربة تلك بقوله: “ابن سلمان منزعج جداً من تصرفات وتصريحات بايدن، ولولا خوفه من ردة الفعل الأمريكية، وحرصه على إعلان علاقاته مع إسرائيل لرفض استقباله في المملكة”.

فيما قال الصحفي السعودي المعارض، تركي الشلهوب: “ابن سلمان تنازل عن كل شيء لكي يظفر بلقاء بايدن أو الاتصال به ولو لدقائق معدودة، ولكن بايدن يمعن بإهانته كلما سنحت له الفرصة.. هذه المرة قال قد لا التقي بالملك أو باين سلمان، فأنا ذاهب لأجل أمن إسرائيل وليس لأجل اللقاء بهما!”.

وذكر حساب “ميزان العدالة” الشهير عبر “تويتر” أنه “حتى الآن وفي أحدث تصريحات لـ”بايدن” يلاعب فيها #مبس ويؤكد أنه ليس متأكدا حتى من لقاء الملك وولي عهده !!  لعب بأعصاب مبس حتى آخر لحظة وعقب كل هذا ينتهي الأمر بمجرد مصافحة دبلوماسية أمام الكاميرات!”.

وتابع الحساب ذاته قائلاً: “حتى القضاء الأمريكي يصر على وضع #بايدن في حرج قبل زيارته للسعودية ويطلب رأي الحكومة الأمريكية في موقف #مبس في قضية قتل خاشقجي التي رفعتها منظمة داون وخطيبته خديجة جنكيز. فهل ستعلنها الإدارة الأمريكية بأن المصالح تأتي أولا وتعطي الحصانة الدبلوماسية لمبس؟”.

فيما قال الأمين العام لحزب التجمع الوطني السعودي المعارض بالخارج، عبد الله العودة: “ربما الخطوة التالية التي سيرتكبها محمد بن سلمان لأجل لقاء بايدن وكي يتحاشى المقاطعة الدولية له هو أن يسمح بامتلاك وبيع أراضي لهم في مكة والمدينة. قلناها مراراً: الخائن محمد بن سلمان الذي باع قضية الأقصى.. سيبيع الحرمين الشريفين!”.

فيما قال الباحث في الشأن الخليجي، فهد الغفيلي: “تصريح بايدن مرة ثانية بأنه لن يأتي للمملكة من أجل ابن سلمان أو لقائه بل من أجل اجتماع دولي كبير، فيه إهانة وتصغير من شأن ابن سلمان. كمن يفرض نفسه على أصحاب الدار وهو لا يعترف بهم ويستصغرهم”.