خاص: رغم العنف الذي تواجهه المعارضة السعودية سواء داخل المملكة أو خارجها من قبل النظام الغاشم، والذي استعرت مواجهته بعد اعتلاء “محمد بن سلمان” لمقعد ولاية العهد، إلا أنه لا يزال للحق صوت، يستحق أن يُبرز أمام سيل التزييف والاتهامات الملفقة التي يتقن النظام السعودي لصقها بكل من يعارضه.

وسنحاول في هذه الزاوية استعراض أهم وأبرز الأنشطة المناهضة لاستبداد النظام السعودي، والقضايا التي يتبناها النشطاء والأكاديميون والمثقفون السعوديون في مختلف دول العالم، في محاولة لإطلاع القارئ على جهودهم في التصدي لمشروع “ابن سلمان” السلطوي الاستبدادي.

1- تطور الحالة الصحية للملك “سلمان”.. ونقل الحكم:

تابع المعارضون السعوديون بمختلف أطيافهم تطورات الحالة الصحية للملك السعودي، سلمان بن عبد العزيز، وسط أنباء عن استعدادات نجله ولي العهد، محمد بن سلمان، لنقل الحكم إليه، فعلقت الناشطة “نورة الحربي”، عبر حسابها بـ”تويتر” على ذلك بقولها: “الملك سيغادر الحكم قريبًا، تاركًا خلفه عائلة محطمة يستعصى حالها على الإصلاح، وتركة الملك سلمان معضلة بُنيت على تناقض ظاهر بين سياسات إصلاحية وأخرى قمعية”.

بينما نشر الناشط السعودي بالخارج، عمر بن عبد العزيز، تغريدة في الرابع من أغسطس أثارت جدلاً كثيرًا حولها، حيث قال: “غدًا سيكون هناك حدث هام يتعلق بالسعودية، سيحول الأنظار من بيروت إلى الرياض”، ثم عاود التغريد قائلاً: “الحدث (نرجو من الله أن يكون خيرًا)، ويهم كل مواطن ومقيم ببلادنا، أو بباقي البلدان العربية، بل ويؤثر حتى على العالم أجمع”، معتذرًا لمتابعيه عن عدم التقيد بوقت للبث وأنه قد يكون في أي ساعة تبعًا لوقوع هذا الحدث، في إشارة لقضية رجل المخابرات السعودي التي رفعها على ابن سلمان والتي سنتناولها بعد قليل!

من جهته غرد الناشط “ماجد الأسمري” حول الموضوع قائلاً: “في هذه المرحلة الحرجة التي تعيشها بلادنا؛ مع احتمالية وفاة الملك سلمان، يفترض من الشعب الأخذ بزمام المبادرة تحت قيادة موحدة، لتغيير حقيقي واقعي بعيدًا عن الفوضى والشتات، وأن يكون هذا الكلام هو المتداول بين جميع الفئات المجتمعية”.

2- دعوى “الجبري” ومدى تأثيرها:

تفاعلت المعارضة السعودية مع قضية دعوى ضابط المخابرات السعودي السابق “سعد الجبري” التي رفعها بإحدى المحاكم الأمريكية، ضد ولي العهد السعودي “ابن سلمان”.

فالأكاديمي والداعية، سعيد بن ناصر الغامدي، رأى أن دعوى “الجبري” لدى المحاكم الأمريكية، ستشكّل تأثيرا على ولي العهد محمد بن سلمان، لكن في الوقت ذاته استبعد أن يكون هناك تغيير نحو الأفضل.

وأوضح “الغامدي” أن استبعاده أي تغيير للأفضل يعود إلى “طبيعة شخصية ابن سلمان العدوانية والمتهورة، ولوجود داعمين من دول معينة كأمريكا وفرنسا وبريطانيا”، إضافة إلى “وقوف اللوبيات الصهيونية واليمين المتطرف في صفه، ولوجود القدرة المالية والنفطية في يده”. وفقًا لحديثه لـ”عربي21″.

بينما قال المعارض المقيم في كندا، عمر عبد العزيز الزهراني، إن تسريبات الجبري ستجرّ خلفها تداعيات خطيرة، لا سيما أنها لا تزال مستمرة.

ولم يستبعد “الزهراني” في بث عبر “يوتيوب” أن تُفرض عقوبات اقتصادية على المملكة، مسلّما بصحة ادعاءات الجبري ضد “فرقة النمور” التي أرسلها ابن سلمان بهدف اغتياله، على حد قوله.

بدوره، رأى الناشط والمعارض حسين القحطاني، أن الجبري بدعواه الجديدة، قطع على نفسه أي طريق ممكن للعودة إلى المملكة تحت ظل حكم الملك سلمان ونجله محمد.

وقال القحطاني إن الهدف من هذه الدعوى إما أن يكون سعيا من رجل المخابرات السابق لتحصيل أمواله من حساباته التي تم تجميدها بالخارج، أو أن تكون وسيلة ضغط لصالح التيار المؤيد لتولي الأمير أحمد بن عبد العزيز مقاليد الحكم في البلاد.

من جهته، أكد المعارض البارز سعد الفقيه صحّة المعلومات التي ذكرها الجبري في دعواه فيما يخص محاولة اغتياله، قائلا إن الجبري شخص “ذكي ويملك دهاء”، متابعا بأن “لديه معلومات هائلة جمعها قبل المغادرة، من شأنها أن تدين ابن سلمان إدانات خطيرة”.

في حين رأى الأكاديمي سعيد الغامدي، أن الأمر قد يمهد لانشقاقات في صفوف الجيش السعودي، قائلاً إن حدوث انشقاقات جديدة، يعتمد على حالات، مثل: “من يشعر منهم بتفاقم الوضع ويود أن يقدم شيئا للإنقاذ، أو من يشعر أنه مهدد بالسجن أو القتل وهو قادر على الهروب”.

3- انهيارات اقتصادية وسياسية بسبب رعونة “ابن سلمان”:

لا شك أن سياسيات ولي العهد السعودي “ابن سلمان”، كان لها أكبر الأثر على المجال السياسي والاقتصادي في المملكة ككل، وركز المعارضون السعوديون على ذكر تصريحات سابقة لـ”ابن سلمان” يعد فيها بتحقيق طفرة اقتصادية، وما وصل إليه الحال الآن.

فقالت الناشطة “نورة الحربي”: “أعلن ابن سلمان في 2016، أنه سيوفر 7 ملايين وظيفة مستدامة بحلول 2020، والمصيبة اليوم نشاهد أن نسبة البطالة ارتفعت إلى مستويات قياسية”، كما نقلت الناشطة عن تقرير نشرته صحيفة “فورين أفيرز” قولها: “إن إيقاف حرب اليمن، وإيقاف مشروع نيوم هو الحل الوحيد لإنعاش الاقتصاد السعودي مجددًا، وتعطيل انهياره”!

بينما نقل الصحفي السعودي المعارض بالخارج، تركي الشلهوب، عن صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية قولها: “أحلام محمد بن سلمان الكبرى تحطَّمت بعد اصطدامها بجدار كبير بسبب سياساته وخططه غير المدروسة”، معلقًا على ذلك بقوله: “يفعل الجاهل بنفسه؛ ما لا يفعله العدو بعدوه!”

ثم عاود “الشلهوب” التغريد قائلاً: “ما الذي فعله محمد بن سلمان بالسعودية؟ قتل أحرارها، وتحرَّش بنسائها، وعذَّب مصلحيها، وأهان شيوخ قبائلها، وسلبَ أموال أغنيائها، واستولى على أراضي قبائلها، وسيَّس مقدساتها، وأبعد كفاءاتها، وقرَّب سفهائها، وكرَّم مجرميها، وعبث بثرواتها، ودمَّر اقتصادها. ماذا بعد؟!”

وحول السر وراء التقارب الصهيوني مع “ابن سلمان”، أوضح “الشلهوب” ذلك بقوله: “إنَّ أيّ رئيس حكومة في تل أبيب سيأمل في أن يرى محمد بن سلمان ملكًا في السعودية”! هذا ما قالته القناة 13 الصهيونية، لأنهم لن يجدوا خادمًا لمصالحهم أفضل منه!”.

4- أزمة خريطة نجل رئيس الإمارات:

فقد تسبب نشر نجل رئيس الإمارات، الشيخ “سلطان بن خليفة آل نهيان”، خريطة لبلاده تضم منطقة متنازع عليها، وتسيطر عليها السعودية حاليًا، في كثير من الجدل بمواقع التواصل.

وعلق الصحفي، تركي الشلهوب، على ذلك بقوله: “نجل رئيس الإمارات ينشر خريطة تُظهر منطقة خور العديد، التي تسيطر عليها السعودية، كجزء من الإمارات! وقبلها نشروا خريطة تظهر محافظة مسندم العمانية كجزء من الإمارات! وأيضًا قالوا إن حقل الشيبة الذي تسيطر عليه السعودية (تابع للإمارات)! وكالعادة ذباب ابن سلمان لم يرد بكلمة واحدة!”.

5- مراكز لرصد ظاهرة التصهين الثقافي:

دعا الصحفي السعودي المعارض، أحمد بن راشد بن سعيد، لإنشاء مراكز ترصد ظاهرة التصهين الثقافي، والاجتماعي، والسياسي الآخذة في الانتشار بالسعودية والمجتمعات العربية عامة، حيث قال: “مهم جدًا إنشاء مراكز ترصد ظاهرة التصهين الثقافي، والاجتماعي، والسياسي التي تسعى إلى هدم منظومة القيم الإسلامية، من أجل تهيئة الشعوب للقبول بالكيان الصهيوني، ومن ثَم الاعتراف به. وقد تناولت ذلك منذ 12 عامًا، كل ما نراه من هجوم على النصوص الشرعية والتاريخ الإسلامي جزء من هذه الظاهرة”.

وتابع بقوله: “قلت من قبل إن عملية التطبيع مع الكيان الصهيوني لا بد أن تسبقها عملية هدم لمنظومة القيم والأخلاق التي تقف حائط صد أمامها، هذا ما يجري منذ زمن، وفي هذه الأيام تتسارع الخطى نحو قيعان التطبيع بشكل متسارع يخطف الأنظار، فيما يشبه الانتحار، حتى بدا وكأن “القرار” سيُتخذ غدًا أو بعد غد”.

وحول صفقة القرن، قال “ابن سعيد”: “يستمر أنصار صفقة القرن في السعودية في ترويجها عبر إحياء أسطورة بيع الفلسطيني أرضه لليهود، التطبيع جريمة أخلاقية وسقوط سياسي، ويعتقد القوم أنه لا يمكن أن يمر إلا بهدم منظومة القيم التي تقف حائلاً أمامه، هذه الأسطورة جزء من عملية الهدم التي يظنون أنها ستجعل التطبيع شعبيًا؛ سيفشلون”.