خاص: القذافي من مجانين السياسة أو السياسيين المجانين، اشتهر بالخبل مع جنون العظمة والاضطراب النفسي، وارتبط اسمه بالجرائم الدولية وانتهاكات حقوق الإنسان، دعم الحرب الأهلية في لبنان، ومول الانفصاليين النصارى في جنوب السودان، وحول ليبيا التي تعيش على بحر البترول إلى مملكة خاصة به وبولده، وأفقر شعبه بعد أن خيل لهم أنه يبني ليبيا العظيمة.

فتش في سيرة القذافي وستجد التشابه الكبير بينه وبين (مبس)، بدءًا من السمات والخصائص، مرورًا بالأفعال والقرارات وربما النهايات.

ولكثرة القواسم المشتركة بينهما سأدعها جانبًا وأسلط الضوء على حادثتين متشابهتين، اغتيال الصدر وخاشقجي:

ودّع موسى الصدر أخته التي بات عندها، وغادر لبنان إلى ليبيا بدعوة رسمية من نظام القذافي، وانتظر هناك أيامًا حتى يقابل القذافي، وبالفعل قابله، لكن الصدر اختفى بعدها مباشرة.

وانتحل شخص من المخابرات الليبية شخصية الصدر، وسافر بجوازه إلى روما واستأجر غرفة في الفندق وترك الجواز وحقائب السفر وعاد إلى ليبيا في نفس الليلة.

أجرت إيطاليا تحقيقاتها ونفت دخول الصدر إلى أراضيها، فقدم نظام القذافي تقريره عن الحادثة، ليرد القضاء الإيطالي على التقرير مشككًا فيه، واصفًا إياه بأنه مليء بالثغرات الأمنية.

اضطر نظام القذافي لإخراج شهادات الزور من ضباط الجوازات في المطار، حيث اعترف أحدهم بعد مقتل القذافي: قيل لنا: إن ياسر عرفات يتطاول على القذافي ويدعي أنه أخفى الصدر، فلا بد من الرد على مزاعم عرفات، وذلك بأن تشهدوا أنكم رأيتم الصدر يغادر المطار إلى روما.

كان نظام القذافي يروج أن الصدر غادر ليبيا إلى روما، وأنه اختطفته جماعات متطرفة بدعم من مخابرات دول معادية، ثم عاد نظام القذافي ليقول: إن الصدر اختفى في ليبيا.

وحتى هذه اللحظة لا توجد جثة للصدر، لا في إيطاليا ولا في ليبيا، ولا في ثلاجات الموتى التي كان يحتفظ فيها القذافي بمعارضيه.

وبعد سقوط نظام القذافي، خرجت الروايات التفصيلية وتنوعت، لكنها اتفقت جميعًا على أن القذافي هو من أمر بقتل الصدر.

وما بين القذافي و(مبس) تتشابه السمات وتتشابه التصرفات، فهل تتشابه النهايات؟!