خاص: كل مسلم يشتاق للحرم، ويهفو قلبه لمكة، ويتمنى زيارتها للحج والعمرة والطواف والمكث في الحرم، ويحصل الأجر لمن نواه وأخلص قصده.
وقد ابتلي الحرم بحكومة لا ترجو لله وقارًا، وتلحد فيه بصد الناس عنه، وتصعيب الوصول إليه، واعتقال بعض القادمين إليه، وتسليمهم لحكام ظلمة مع أن من دخله كان آمنًا.
ولقد ابتلي الحرم بأئمة طغى نفاقهم وتطبيلهم على الحد الذي يمكن أن يبلع وتتكلف له الحجج والأعذار، وعلى رأس قائمة العار هذه الشيخ عبد الرحمن السديس، وهو من الأئمة القدامى المشاهير.
تلاعب السديس بمنبر الحرم تصريحًا وتلميحًا، وعبث بدعاء القنوت بوضوح أو بإشارة، واختار من الآيات ما يتناسب مع الزور الذي يشهد به، وتذاكى والمجال للتقوى وليس للذكاء.
ثم طفح الكيل بوصفه لـ(مبس) بأنه محدث ملهم، مع أن الرسول قال: (إن يكن فيكم محدث فعمر)، ولم يذكر صاحبه أبا بكر الصديق، وقال الجملة في صيغة تصعيب وندرة بقوله: (إن يكن فيكم).
وفي ليلة البيعة المشؤومة قرأ آيات بيعة الرضوان التي بايع فيها الصحابة رسول الله على الموت قبيل صلح الحديبية، وفرق بين مبايع ومبايع له ومبايع عليه، ولكنه التزوير والزور.
ما العمل إذن؟! إذا جاء رمضان والسديس لا يزال إمامًا فمن إنكار المنكر أن لا نصلي خلفه، وينصرف الناس للصلاة فرادى أو قراءة القرآن أو الخروج، ففضل الصلاة متحقق بالصلاة مع من قبله أو مع من بعده، وأما هو فلتشهد الكاميرات والشاشات أن أمة محمد ترفض الصلاة خلفه.
وسيكون أعظم اعتصام سلمي قام به المسلمون داخل حرم مكة أمام العالم للاعتراض على السديس وعلى (مبس) وعلى هرطقاتهما وجرائمهما.