خاص: ما زالت إلى الآن أجواء المصالحة مع قطر موجودة وإن كان يشوبها الغموض والشدّ والجذب؛ ولكن ليس هذا ما يهمنا، وإنما يهمنا: هل استفادت السعودية من مقاطعتها أو حصارها لقطر؟
الهدف الحقيقي لابن سلمان ومعلمه ابن زايد لم يكن معلنًا ولكن القرائن تشير إليه، وهو: تغيير النظام السياسي القطري ولو بالغزو العسكري؛ ويؤيد هذا التحليل التصريح الشهير لأمير الكويت، واستعانة قطر بالجنود الأتراك وتعجيلهم بالقاعدة التركية العسكرية.
حسنًا؛ هل تمّ هذا الأمر؟!
لندع الهدف غير المعلن وننظر إلى الهدف المعلن؛ والمعروفة إعلامياً بقائمة المطالب الصادرة من دول المقاطعة: السعودية والإمارات والبحرين.
فهل نفذت قطر شيئًا واحدًا من هذه المطالب؟!
لم يكن الأمر أن قطر رفضت هذه المطالب وحسب؛ بل تحركت ضدّ هذه المطالب وزادت في الإيغال فيها؛ فهذه الأزمة جعلت تحالفها مع تركيا تحالفًا مصيريًا وجوديًا وليس فقط استراتيجيًا، وما كان يأتي مِن أوْ عن طريق السعودية صار يأتيها من إيران، واضطرت للتقارب أكثر وأكثر معها، وصارت الشركات السعودية هي المتضرر فعلاً وليس قطر؛ أما قناة الجزيرة فتركت المناوشة وانتقلت إلى اللكمات الإعلامية والضرب في المقاتل؛ أما الساحة الدولية فكانت قطر فارس الدبلوماسية وخسرت السعودية رصيدها في قلوب الشعوب العربية والإسلامية وعلى صعيد المجتمع الدولي باستثناء ترامب بطبيعة الحال.
والسؤال: هل المصالحة ستعيد للسعودية ما خسرته اقتصاديًا وسياسيًا ودبلوماسيًا؟!