خاص: القيام بمهمة التحليل أو القراءة للأفكار لا تنفك عن استيعاب ظروف الواقع الذي نشأت فيه تلك الأفكار، وأهم المحركات المؤثرة فيه، والتطور الذي مرت به هذه الأفكار حتى وضعها الحالي، وأهم المكونات الموضوعية لتلك الأفكار، وهذه السلسلة من المقالات الموجزة لا يزعم كاتبها أنه سيختصر فيها جميع ذلك، إلا أنها لبنة أولى في سياق المعالجة الموضوعية لهذه الحركة – أعني المعارضة السعودية – التي يشهد الواقع امتداداً لتأثيرها على المجتمع.

كنت حريصاً خلال الأشهر الماضية على متابعة ما يمكنني الوقوف عليه من النتاج الإعلامي لرموز المعارضة السعودية التي تزايدت أعدادها خلال الأيام الماضية بشكل لافت، وقد أكون كغيري من الشباب غير مطلع على الخلفيات التفصيلية لظروف بدايات التيار المعارض، والتي لا يزال الكثير المهم منها لقراءة الفكرة وتحليلها غير موثق للأسف، إلا أن الذي يُهمني هنا هو الاطلاع على الأفكار والمنطلقات الرئيسة التي تقود رموز المعارضين في عملهم، تلك التي لم أتمكن من الاطلاع عليها بشكل واضح ومحرر يتواكب مع متطلبات المرحلة حتى الآن.

قد يكون وجودي في داخل بلاد الحرمين وما أعانيه كغيري من تقييد لحرية الوصول للمواد المهددة لنظام الاستبداد من أسباب عدم إحاطتي بكل ما أحتاج إليه في هذا السياق، وإذا أضفنا إلى ذلك ما يعانيه المعارضون من مشكلات في التمويل، وتحديات على مستوى تهديد الحياة، فإنه سيكون لمن أراد الاعتذار لهم وجه، إلا أن الخلاصات الفكرية – المقروءة خاصة – من أهم ما يساعد على تحرير الأفكار، وترويجها، ودفاع أصحابها عنها.

فهل ستبادر رموز المعارضة السعودية لذلك، وتقدم مشروعاتها أمام الجماهير بشكل واضح؟! هذا ما أرجوه قريباً.