هيئة التحرير

خاص: ربما يلحظ السعودي سعي محمد بن سلمان إلى تبريد الجبهات والملفات الساخنة، كحرب اليمن ومسيرات الحوثي ومصالحة قطر والانفتاح على تركيا، وحل القضايا المرفوعة عليه في المحاكم الأمريكية.

وربما جاءت حرب أوكرانيا لتذكر العالم قليلاً بأهمية النفط السعودي، ولذا خرج مبس من عزلته قليلاً وزاره رؤساء العالم، واستطاع مناورة بايدن قليلاً، كما استفادت ميزانية السعودية من ارتفاع أسعار النفط.

لكن في الحقيقة محمد بن سلمان خرج مؤقتاً من أزماته السابقة ليستقبل أزمة لم تتحدد ملامحها بعد، لكنه يستشعرها هو، ويستشعرها كل متابع لأوضاع المنطقة!

دعونا نضع المؤشرات أولاً لتدلنا على الوجهة وتوصلنا إلى النتيجة.

صرح حمد بن جاسم وكتب -قبيل قمة أبو ظبي التي لم تحضرها السعودية- أن المنطقة مقبلة على حرب.

هناك اضطراب واضح في علاقة السعودية بمصر والإمارات لا تخطئه العين.

مصر دخلت في قعر الأزمة الاقتصادية، ما اضطر السيسي لبيع أصول الدولة والتوجه حتى إلى الهند وأرمينيا.

علاقة مبس مع أمريكا مازالت غير موثوقة وغير مضمونة.

هناك تسخين غربي ضد إيران لمنع مشروعها النووي، وبطبيعة الحال نعرف أن مسرح الصراع هو الإقليم العربي وفي القلب منه السعودية.

الكيان الصهيوني يعاني انقساماً حاداً ومشكلات داخلية، كما أن الداخل الفلسطيني مهيأ لتطورات قد تصل إلى انتفاضة.

حرب أوكرانيا اتضح أنها بداية الصراع، والحرب مؤهلة لأن تمتد إلى مناطق أخرى.

وعلى مستوى المواطن السعودي فمشروع محمد بن سلمان دخل في عامه الثامن والمواطن لم يلحظ شيئاً ملموساً. وهناك عشرات المشاريع المليارية التي تحتاج إلى سنوات لتنتهي، فضلاً عن جلب الإيرادات.

كل ما قدمه محمد بن سلمان من تنازلات للغرب ولأمريكا وما قدمه من مشروعات لسلخ البلد من هويته لم يلق معها إلا مزيداً من الضغط الأمريكي عليه، ولولا أزمة الطاقة لاستمر الضغط أكثر، والضغط مرشح لأن يعود ويزداد.

خلال ثماني سنوات اكتشفنا أن محمد بن سلمان واكتشف هو أنه سُحب إلى مشروعات ثمنها غال جداً، وليس لنا فيها مصلحة حقيقية. (منها الدعم اللامحدود لشخص السيسي والاسترسال مع مشاريع محمد بن زايد في توتير المنطقة والخليج).

كل هذه المؤشرات تدل على أزمات يستقبلها محمد بن سلمان. فكيف سيواجهها؟

أما آن لبلدنا من قيادة حكيمة ورشيدة!