خاص: بعد نهاية كل موسم حج تمتلئ أوراق الصحف وأخبار الإذاعة والتلفاز في السعودية بشكر القيادة الرشيدة على نجاح موسم الحج، والإشادة بالجهود المبذولة من الملك وولي عهده لإنجاح هذا الموسم، رغم جميع المشكلات التي تحصل والمصائب التي تحل والأرواح التي تزهق!

ولعل من نعمة الله على حجاج بيته الحرام في موسم حج 1440هـ أن عافاهم من الأحداث المؤلمة التي تكررت في عدد من المواسم السابقة، وهذا بفضل الله سبحانه أولاً، ثم بالجهود الكبيرة المبذولة من التنفيذيين ورجال الميدان في مختلف القطاعات، والذين يعملون في ضوء ما يتاح لهم من موارد وما يرسم لهم من خطط، والسؤال الذي ينبغي طرحه للتأكد من نجاح هذا الموسم هو: ما الفرق بين حج 1440 وحج عام 1430؟! وهل تغير شيء يذكر خلال تلك السنوات العشر؟! وما مستوى نجاح حج هذا العام في ظل ما وهبه الله للدولة من موارد هائلة جداً؟!

لا أنكر التطوير الذي حصل لجسر الجمرات على خلفية مئات الأرواح التي أزهقت فيه! ولا قطار المشاعر الذي لا يعمل سوى أيام معدودة في العام ولا يغطي إلا جزءًا محدوداً من المشاعر! ولكن أين نحن من استكمال توسعة الحرم الشريف الذي لا زال يئن منذ سنوات في ظل صرف أكثر من 120 مليار ريال على هيئة الترفيه؟! وأين نحن من تطوير خيام منى التي لا تزال على حالها منذ ما يزيد على 15 سنة دون تطوير لفكرتها أو توسيع لمساحتها بما يزيد من استيعاب أعداد الحجاج؟! وأين نحن من تلبية طموح ملايين المسلمين الذين تهفو نفوسهم للحج دون استجابة من الحكومة السعودية لذلك بحجة عدم استيعاب المشاعر لهم!

إن النجاح الحقيقي يكمن في توظيف الموارد المتاحة لصناعة الواقع المميز، وعند التأمل في ذلك سيتضح أن الحكومة السعودية تحقق فشلاً متكرراً كل عام في تحقيق النجاح المفترض لإدارة موسم الحج.. والله المستعان!