خاص: يفاجئنا ابن سلمان كل حين بمشاريع جديدة، منها ما هو خيالي غير قابل للتطبيق إلا في أحلامه، ومنها ما تحتاجه البلاد ويمكن تطبيقه إذا جرى الأخذ بأسباب النجاح فيه، ولكلا النوعين يجري التطبيل والحشد والكذب الإعلامي، كما يجري الإنفاق والهدر المالي بلا رقيب، ولا بد في سياسة ابن سلمان أن ينال تدمير قيم المجتمع وهوية البلد النصيب الوافر في سبيل تنفيذ ذينك النوعين بمناسبة وبغير مناسبة!

لن أتحدث هنا عن مشروعاته الخيالية التي لا تزال منذ الإعلان عنها حبراً على ورق، وإنما سأتحدث عن المشروعات التي يحتاجها البلد في المجالات الحيوية التي ينتظر إصلاحها الجميع.

لا تمكن الثقة بمشروعات ابن سلمان.. نعم أقولها بالفم المليان!!

إن الثقة بالقائد فرع عن معرفة مهاراته ورؤية منجزاته أو بوادرها على أرض الواقع، وإن ابن سلمان شخص لم ير منه السعوديون منذ تسلقه إلى ولاية العهد إلا الاعتقال والفساد المالي والمجتمعي والفشل السياسي المحلي والدولي، وكيف يثق الناس بمن كانت فيه إحدى هذه الإشكالات، فكيف بمن جمعها كلها!!!

إنني أعلم أن غالب السعوديين العقلاء لا يثقون في ابن سلمان ولا مشروعاته، وإنني وإياهم في حكم المكرهين المغلوب على أمرهم بتسلط ابن سلمان عليهم؛ إذ لا خيار لنا في القبول أو الرفض!

وما دام أن وضعنا كذلك؛ فيحق لي أن أسأل هل يثق ابن سلمان نفسه في قدرته على تنفيذ مشروعاته التي يحتاجها البلد؟ أم أنها ذر للرماد في العيون في سبيل الوصول إلى أهداف عميقة يخرج منها البلد مثخناً بجراح غائرة في هويته وقيمه وموارده البشرية والمادية؟