قال خبير إسرائيلي في الشؤون العربية إن “السعودية وإسرائيل ليستا بحاجة لتبادل السفراء في هذه المرحلة؛ لأن دول الخليج العربي لن تسارع لتطوير علاقاتها المكشوفة بإسرائيل، لأنها تتلقى منها ما تحتاجه دون الحاجة لهذه العلاقات العلنية، مع العلم أن التسريبات الإسرائيلية الأخيرة لمكتب رئيس الحكومة تتحدث بأن الهدف القادم في إعلان العلاقات هو البحرين والسعودية”.

وأضاف جاكي خوجي في مقاله بصحيفة معاريف، وترجمته “عربي21″، أن “السؤال يبقى: هل أن هاتين الدولتين موافقتان على هذه الخطوة الإسرائيلية القادمة؟ صحيح أن المسؤولين في تل أبيب لا يخبروننا بالإجابة، لكن هذه التسريبات المتلاحقة كفيلة بأن تقدم لنا نحن الإسرائيليين أجواء من التوقعات، وسيكون من السعيد جدا أن نحتسي فنجان قهوة في الرياض، أو نأكل المنسف في جدة”.

وأشار إلى أن “هذه الدول الخليجية تحتاج إسرائيل، حتى من دون التواصل معها لاتفاق سلام، فهي تحصل منها على كل ما تريده دون علاقات سلمية، ومنها توفير إمكانيات تقنية إسرائيلية عالية في عالم السايبر من خلال شركات إسرائيلية، وشراكة ثنائية إسرائيلية خليجية لتنفيذ عمليات مشتركة ضد إيران وحزب الله في الساحات السياسية والاقتصادية والإعلامية، وغيرها، لأنهما تعتبران إيران التهديد الوجودي لهما”.

وأوضح أن “دول الخليج ترى في إسرائيل عنصرا جيدا في المنطقة، حتى لو وصفوها بالمعجزة، فهي المحور الأكثر أهمية بخدمة هذه الدول لمحاربة أعدائها، ما يطرح السؤال عن المقابل الذي تحصل عليه إسرائيل من هذه الدول الخليجية دون اتفاق سلام”.

وأكد أنه “رغم خشية الدول الخليجية من اتهامها بالتعاون مع الصهاينة، فإن ما يمكن وصفه بالتسونامي السياسي من العلاقات الثنائية، الذي يصل ذروته هذه الأيام، هدفه تعزيز الجهود الإسرائيلية في معركتها ضد إيران، وإشعارها بأن دول الخليج ليست وحدها في هذه المواجهة”.

يقول خوجي، محرر الشؤون العربية في إذاعة الجيش الإسرائيلي، إن “السعودية قدمت لإسرائيل في العامين الأخيرين جملة من بوادر حسن النية، تارة بالكلمات وتارة أخرى بالأفعال، كموافقتها أن تطير الطائرات الهندية من مطار بن غوريون الإسرائيلي فوق أجواء المملكة لتقليص ساعات السفر، وجملة تصريحات ليست عفوية من قبل ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، وعلى رأسها أن من حق الإسرائيليين الحياة في أرضهم”.

وأضاف أن “من المؤشرات الإيجابية من دول الخليج تجاه إسرائيل زيارة وزيرة الرياضة ميري ريغيف لأبو ظبي ومسجدها الكبير، والسماح بتصويرها، وسماح سلطنة عمان لطائرات إلعال الإسرائيلية باستخدام أجوائها للطيران لدول شرق آسيا، وجملة المقابلات الصحفية التي أجرتها وسائل إعلام خليجية لمسؤولين إسرائيليين، آخرهم الناطق العسكري للجيش الإسرائيلي الجنرال رونين مانليس لصحيفة الشرق الأوسط السعودية، من كان يصدق أن صحيفة عربية تستضيف ناطقا إسرائيليا يصدر التهديدات لدولة عربية مثل لبنان؟”.

وأشار الكاتب إلى أن “ما يمكن وصفه الصداقة السعودية الإسرائيلية تتوجت خلال التصويت الأخير في الأمم المتحدة على إدانة حماس، صحيح أن الرياض ضغطت على زر رفض مشروع القرار الأمريكي، لكن سفيرها في المنظمة الدولية عبد الله المعلمي قدم خطابا مفاجئا دعا من خلاله حماس لوقف العنف على حدود غزة، وأدان إطلاق القذائف الصاروخية من غزة باتجاه المناطق السكنية الإسرائيلية”.

وختم بالقول إن “كلام السفير ليس تعبيرا عاديا، فالسعودية تحمي أقدس مكانين للمسلمين في العالم، وهي ذاتها تحتضن المستوطنين الإسرائيليين في غلاف غزة، وتدين حماس التي تقود الكفاح المسلح ضد العدو الصهيوني، من أعلى منصة دولية في العالم، ما يشير لتدهور علاقات حماس بالسعودية في السنوات الأخيرة، حين اتهمتها الرياض بتبذير أموال الفلسطينيين على بناء الأنفاق، وهي ذاتها اللغة الإسرائيلية المستخدمة”.