نظم نشطاء ليبيون اعتصاماً أمام السفارة السعودية في لندن، للمطالبة بالإفراج عن ثلاثة ليبيين اعتقلوا في مطار جدة العام الماضي بعد أدائهم مناسك العمرة.

وعبّر المحتجون أمس الثلاثاء، عن قلقهم على مصير المعتقلين خاصة بعد اغتيال الصحفي السعودي جمال خاشقجي.

ورفع المتظاهرون لافتات تطالب السعودية بالكشف عن مصير الليبيين الثلاثة، وهم: محمد الخضراوي ومحمود بن رجب وحسين زعيط، وهم من قادة تجمع السابع عشر من فبراير ويتحدرون من مدينة الزاوية في ليبيا.

وأبدى المتظاهرون مخاوف من أن يكون المعتقلون الثلاثة قد واجهوا نفس مصير خاشقجي، خصوصاً أن السلطات السعودية لم تقدم أي معلومات عنهم منذ احتجازهم في مطار جدة قبل نحو عام.

وقالوا لـ”الجزيرة نت” إنه “لم يعد هناك مسلم إلا يشعر بالقلق من الاعتقال أو الاختفاء إذا قرر التوجه لأداء مناسك الحج أو العمرة”، ولفتوا إلى أن استعمال السلطات السعودية مقراتها الدبلوماسية لقتل معارض وتقطيعه “يجعل من المحتمل أن يقوموا بأي ممارسة أخرى مماثلة أو أبشع وفقا للنشطاء، خاصة مع إصرار السعودية على تسييس الحج ونصب كمائن للمعتمرين والحجاج”.

وقال أحد المشاركين في الوقفة إنه يناشد المنظمات الدولية التدخل والضغط على السعودية لإطلاق المعتقلين ووقف التسييس الممنهج لمناسك الحج والعمرة.

وأوضح المحتجون في بيان أعلنوه أمام السفارة أن وقفتهم تهدف لمشاركة أهالي الزاوية حزنهم على اختطاف أبنائهم في جدة، معتبرين أن تلك الممارسات تتجاوز كل القيم الدينية والإنسانية المتعارف عليها، كما تصنف بأنها جريمة غدر بالمستأمنين، وخاصة بعد أن أصدرت لهم السلطات تأشيرة أمان لدخول المملكة.

وأنهى المحتجون وقفتهم بالتهديد باللجوء للمحاكم الدولية إذا لم يتم إطلاق سراح المعتقلين أو الكشف عن مصيرهم، كما طالبوا في البيان حكومة الوفاق الوطني الليبية بتوضيح موقفها والإسراع في اتخاذ الإجراءات التي تضمن حرية المختفين الثلاثة.

وكانت الهيئة الدولية لمراقبة إدارة السعودية للحرمين قد أطلقت في وقت سابق عريضة موجهة للحكومات والمؤسسات الإسلامية حول العالم، تطالبها بالمشاركة في إدارة المشاعر المقدسة في السعودية، وذلك بعد ثبوت تقصير المملكة وفشلها في إدارتها وتسييس المشاعر المقدسة، وفقاً لبيان الهيئة.

وكان موقع “الخليج أونلاين” علم سابقاً من مصادر خاصة، بقيام السلطات الأمنية في السعودية باعتقال شخصيات عربية، من بينها فلسطينية وليبية ويمنية، وذلك في إطار حملة متواصلة على عدة مستويات.

وقالت المصادر، التي طلبت عدم الكشف عن هويتها، إن السلطات السعودية اعتقلت اثنين من رجال الأعمال الفلسطينيين في السعودية، إلى جانب مواطنين ليبيين وآخرين من الجنسية اليمنية.

المصادر أوضحت أن الاعتقالات بُنيت على تهم تركزت على الأفكار التي يحملونها، والزعم أنها قريبة من فكر جماعة الإخوان المسلمين، الذي توعد ولي العهد السعودي باجتثاثه.

وأضافت أن المعتقلين موجودون حالياً في أحد السجون السعودية ويخضعون للتحقيق من قِبل السلطات، مشيرة إلى استخدام جهاز الاستخبارات السعودي أساليب ضغط على عوائل المعتقلين وتهديدهم؛ في مقابل الحصول على “اعتراف” تحت الضغط.