بقلم/ حازم عياد – كاتب وباحث سياسي

كشف معهد الأمن القومي الإسرائيلي، اليوم الاثنين، في تقرير اعده الباحث “أودي أويكل” ان حركة حماس عززت من سيطرتها على المشهد الفلسطيني خلال الآونة الأخيرة، لاسيما بعد موجة العمليات الأخيرة في الضفة الغربية وإطلاق الصواريخ من لبنان وقطاع غزة.

ولفت إلى أن إنجازات حماس في جولة التصعيد وفرت سيطرة كاملة على الأجندة الفلسطينية والإقليمية، وأظهرت في الوقت نفسه عدم أهمية السلطة الفلسطينية، وذلك رغم اجتماعات القمة التي عقدت مؤخرًا في العقبة بالأردن وشرم الشيخ في مصر بهدف تنسيق التحركات.

في المقابل ذهبت صحيفة هآرتس العبرية اليوم الاثنين للقول إن حركة حماس تنتهز الفرص التي تتاح لها لتعزز حضورها وموقعها في المنطقة وخارجها في وقت تتراجع فيه السلطة الفلسطينية وتضعف أكثر؛ في إشارة من الصحيفة إلى الزيارة المرتقبة لوفد قيادي من المكتب السياسي لحركة حماس برئاسة إسماعيل هنية وخالد مشعل وقيادات أخرى إلى السعودية.

الكيان الصهيوني استشعر الفشل في فرض إرادته واجندته في الضفة الغربية والقدس عبر الاستيطان وعمليات الضم وعبر الاتفاقات الابراهامية.

ومشاريع التطبيع والتنسيق الامني والتحالفات التي فقدت زخمها برغم الدعم الكبير الذي قدمته القيادة المركزية الامريكية الوسطى بقيادة الجنرال مايكل كوريلا عبر برامج ومشاريع ومناورات عسكرية برية وبحرية وجوية تهدف لإشراك الكيان في هندسة امن المنطقة العربية خصوصا في الخليج العربي والبحر الاحمر.

استقبال السعودية لقيادات حركة حماس بعد فتور كبير في العلاقات التي جمعت الحركة بالمملكة العربية السعودية قدم رسالة جديدة للكيان الصهيوني بأن محاولاته لفرض اجندته الاقليمية الامنية والسياسية لن تنجح برغم الخروقات العميقة والخطيرة التي تحققت بفعل اتفاقات التطبيع “الإبراهامية”، ولتؤكد من ناحية اخرى ان المسارات القائمة على التعاون الامني مع الاحتلال بحجة خفض التصعيد لا تمثل المسار الصحيح لتحقيق الاستقرار في المنطقة، وإنما انهاء الاحتلال الاسرائيلي خصوصا لمدينة القدس بما تحمله من رمزية دينية تربطها بمكة المكرمة والمدينة المنورة.

عزل الكيان ومحاصرته إقليميا ومواجهته فلسطينيا اكتسب زخماً إضافياً بانفتاح المملكة العربية السعودية على المقاومة الفلسطينية وتوفير الظروف لانعطافة جديدة تفقد جهود التسيق الامني ومحاولات ادماج الكيان المحتل بالمنظومة الامنية للمنطقة العربية قيمتها.

ويتحقق بذلك تناغم بين الحراك السعودي الاقليمي والحراك الفلسطيني المقاوم، وهي خسارة جديدة للكيان المحتل لا يمكن الاستهانة او التقليل من قيمتها السياسية خاصة اذا نجحت الرياض في الجمع بين محمود عباس وقيادة المقاومة بقيادة اسماعيل هنية مجددا في مكة، بعيدا عن مسار العقبة وشرم الشيخ حيث يحظى الكيان هناك بمقعد دائم.