استعانت السعودية بوجه استخباراتي مخضرم في إطار سعيها للانخراط في حوار متعقل مع “طالبان” لمزاحمة النفوذ الإيراني في أفغانستان، وهذا الوجه هو رئيس الاستخبارات العامة السعودية السابق الأمير “تركي الفيصل”، وفق ما كشفته دورية “إنتلجنس أونلاين” الاستخباراتية الفرنسية.

وتعتمد السعودية على إسلام أباد لتسهيل محادثاتها مع “طالبان”، وقد جددت تحالفها الاستراتيجي مع باكستان رسميا عندما زار رئيس الوزراء الباكستاني “عمران خان” جدة في 7 مايو/أيار الماضي، وأعقب ذلك زيارة وزير الخارجية السعودي “فيصل بن فرحان” لإسلام أباد لمقابلة نظيره الباكستاني “شاه محمود قريشي” في 27 يوليو/تموز.

وكشفت “إنتلجنس أونلاين” أن محادثات الرجلين تناولت قيام وكالة الاستخبارات الباكستاني، برئاسة “فايز حميد”، بالتوسط في الحوار السعودي مع “طالبان”.

كما التقى “حميد” نظيره السعودي “خالد بن علي الحميدان”، رئيس الاستخبارات العامة السعودية، في مقر المخابرات الباكستانية.

 

دور جديد لـ”تركي الفيصل”

وقالت المجلة الفرنسية إن تكليف “تركي الفيصل” بتجديد الاتصالات مع قادة “طالبان” يعود لخبرته في التعامل معهم عندما تولت الحركة السلطة قبل الغزو الأمريكي لأفغانستان في 2001.

والتقى “تركي” مؤخرا بالقيادي البارز في “طالبان”، الملا “محمد يعقوب”، ابن مؤسس “طالبان” الراحل “الملا عمر”، الذي كان يعرفه جيدا، وفق “انتلجنس أونلاين”.

كما يُفترض أن “تركي” قد سافر إلى الدوحة لمقابلة الملا “عبدالغني برادار”، الذي تفاوضت معه الولايات المتحدة في العاصمة القطرية.

وكانت السعودية أول دولة تعترف رسميا بإمارة “طالبان” الإسلامية منذ أكثر من 20 عاما، ولكنها هذه المرة عرضت أموالًا فقط مع شروط معينة، وفق ما كشفته المجلة.

ويعتقد بعض المراقبين أن السعودية وإيران ستسعيان لاتفاق ما بشأن أفغانستان في “قمة بغداد” الاستثنائية التي انطلقت في 28 أ غسطس/آب الجاري.