استنكر ناشطون إزالة النظام السعودي للعقارات في حي “غليل وبترومين” جنوبي مدينة جدة، مشددين على أن ما يحدث عملية “تهجير قسري” للأهالي، تحت غطاء معالجة الأحياء العشوائية وتحسين الخدمات والمرافق.

الناشطون ذكروا عبر تغريداتهم على وسمي #نرفض_التهجير_القسري، #إزالة_غليل_وبترومين، بما فعله النظام السعودي مع قبيلة الحويطات (شمال غرب)، بطردها من موطنها التاريخي في أقصى الشمال الغربي من البلاد، لإفساح المجال أمام إنشاء مجتمعات عصرية ذات قدرات تكنولوجية فائقة على سواحل البحر الأحمر.

وتداولوا مقاطع فيديو لأحد الرافعات أثناء هدم العقارات في حي “غليل وبترومين”، وأخرى لتجمهر الأهالي وملامح “قلة الحيلة والحزن والأسى” تعتلي وجوهم وهم يرون بيوتهم تهدم أمام أعينهم.

وهاجم ناشطون ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، واتهموه بتنفيذ خططه على حساب الشعب، ووصفوا تصرفاته بـ”الصبيانية” و”غير المسؤولة”، مستهجنين إخراج الناس من بيوتهم بلا إنذار ولا تعويض، وفصل الكهرباء عنهم.

وأشاروا إلى أن ابن سلمان يقتل السعودية ويدمرها وكأنه يريد أن يعيدها كثبان رمال، مستنكرين التهور في تنفيذ مخططات التهجير القسري وفصل الخدمات بدون سابق إنذار، متسائلين عن الجهة التي ستتكفل بإعادة توطين العوائل المهجرة.

 

قطاع طرق

وصب ناشطون غضبهم على ولي العهد السعودي، ودعوا إلى التصدي له.

الكاتبة نورة الحربي، قالت إن “ابن سلمان يواصل سياسته في التهجير القسري للمواطنين، وكأن أرض المملكة ملكه وملك أبيه والناس عبيد لديهم!!”.

الدكتورة حنان العتيبي، قالت إن “السلطة السعودية تتصرف مع الشعب تصرفات قطاع الطرق؛ فالبيوت تهدم ويتم الاستيلاء على الأراضي.. هدم وإزالة منازل المواطنين في جدة”.

فيما وصف المغرد أبو حاتم، ابن سلمان بأنه “كارثة وجودية وحلت على البلاد والعباد وهو يمثل الوجه الحقيقي لآل سعود بدون أي مكياج”، مشيرا إلى أن “هدم المنازل مستمر والتهجير سيشمل كل مدن المملكة”.

وحذر أبو حاتم “من لم يقف مع إخوانه المظلومين المهجرين سيجد نفسه يوما من الأيام تحت جرافات جشع ابن سلمان”.

 

الذباب الإلكتروني

واستنكر ناشطون تكثيف الذباب الإلكتروني تغريداته دفاعا عن النظام السعودي وتبرير عمليات التهجير والإزالة، داعين لمواجهة النظام والتصدي له.

ونشرت علياء أبو تايه الحويطي، مقطع فيديو يظهر فيه الأهالي وهي تنتظر عمليات الإزالة، قائلة: “حي غليل جدة، والأعذار جاهزه للذباب! لاتتعبوا أنفسكم لا أحد يصدق نظامكم ولا أنتم بعد تهجير الحويطات وإعطاء أراضيهم لأجل مشروع صهيوني وضيع يطعن الأمة”.

وسخر مغرد بحساب “حارثة”، من كمية الذباب الإلكتروني “التي ابتلي بها المجتمع السعودي، للتطبيل لابن سلمان في كل مصيبة”، قائلا: “هم العدو والخطر الحقيقي للشعب يتلونون حسب هوى الحكومة المستبدة، ويقلبون الحقائق ويزورون التاريخ لإرضاء سيدهم الفاشل”.

ورأى المغرد “المهند”، أن الوقت جاء لنصف كل شي بمسماه الحقيقي، وأن ما يقوم به ابن سلمان بالسعودية هو “حرب وتدمير للوطن و سحقه”.

 

رفض وتذكير

وأعرب ناشطون عن رفضهم لما تفعله السلطة السعودية، مذكرين بما حدث لقبيلة الحويطات من تهجير وقمع، وطرد أبنائها من أراضيهم، التي تضم 13 قرية على طول البحر الأحمر.

وكانت صحيفة “ذي إندبندنت” البريطانية قد حذرت من أن قبيلة الحويطات في السعودية، تواجه خطر الاندثار، وذلك لفتح المجال أمام مشروع مدينة نيوم المفضل لدى ابن سلمان، الذي يضع مستقبل السعودية في مواجهة مع ماضيها.

وأشارت الصحيفة إلى أن السلطات السعودية، قامت بـ”الاعتقال والتحرش والملاحقة، بل والقتل في حق أبناء العشيرة؛ لأنهم تساءلوا عن جدوى المشروع أو لأنهم رفضوا بيع أرض أجدادهم للدولة”.

وأوضحت أن المشروع خصصت له ميزانية 500 مليار دولار، لبناء مدينة تكنولوجية حديثة، من أجل جذب الاستثمار الأجنبي، وبدء عصر اقتصاد ما بعد النفط في المملكة.

ولفتت إلى أن الحويطات قبيلة سعودية عتيقة، يرعى أبناؤها الغنم بالمنطقة، على مدى القرون.

وقالت الناشطة الحقوقية، حصة بنت محمد الماضي: “لتعلم السلطة السعودية الممثلة الآن في المجرم ابن سلمان أننا نرفض التهجير القسري الذي يحصل في جميع المناطق”.

وأعلن صاحب حساب “الرفيق المناضل”، رفضه ما يحدث للأبرياء بسبب “غباء ابن سلمان ومن معه”.

صاحب حساب “محقق خاص”، نشر مقطع فيديو لعملية الهدم، قائلا: “بينما يستمتع الكثيرون بموسم الرياض، يجبر بعض مواطنينا في جنوب جدة على ترك منازلهم، وهذا أمر بشع للغاية بالنسبة لمجتمعنا الإسلامي”.

ولفت المواطن أنس الغامدي، إلى أن “عبد الرحيم الحويطي قال إن ابن سلمان راح يسوي فيكم زي السيسي راح يهجركم ويهدم بيوتكم وإذا دافعتم عن أنفسكم راح يقتلكم ويقول عنكم إرهابيين”، مؤكدا أن “لا حل مع آل سعود غير الثورة”.

وحث حسام الشمراني أهل الحويطات وأهل غليل ومن هجروا على تجميع أوراقهم ورفعها للمحكمة الدولية، لافتا إلى أن هذه وصية (الراحل) عبد الرحيم الحويطي الذي دافع عن أرض أجداده ووصفوه بـ”الإرهاب”.