قالت صحيفة “ديلي ميل” اللندنية إن حاجة الغرب للنفط تدفعهم للتغاضي عن جرائم ولي العهد السعودي، وذلك بعد يومين من موافقته على إعدام 81 شخصًا في يومٍ واحد.

وأضافت الصحيفة أنه على الرغم من وحشية أحدث عملية إعدام جماعي في السعودية، لم يكن أمام رئيس الحكومة البريطانية “بوريس جونسون” والرئيس الأمريكي “جو بايدن” خيار سوى التقرب من محمد بن سلمان.

وبحسب تحليل الصحيفة، فإن ذلك التقارب نابعٌ من سببٍ واحد؛ وهو ارتفاع أسعار النفط، لذا فإنها أخبار مقلقة لبوريس ومشكلة خطيرة لبايدن على وجه الخصوص، الذي يواجه انتخابات التجديد النصفي هذا العام.

من ناحية أخرى، تساعد واردات الغرب من النفط والغاز من روسيا بالطبع في دفع تكاليف حرب بوتين ضد أوكرانيا، وهذا هو السبب في أن أوروبا وأمريكا تتطلعان بشكل متزايد إلى مصدري النفط الآخرين – وخاصة الإمارات والسعودية من أجل زيادة الإنتاج وخفض الأسعار.

وأشارت إلى أن رئيسة الوزراء البريطانية الراحلة “مارغريت تاتشر” والرئيس الأمريكي الأسبق “رونالد ريغان” اتبعّا بنجاح نفس هذا النهج في الثمانينيات، بعد غزو الاتحاد السوفيتي لأفغانستان.

لكن الأمر اليوم ليس بهذه البساطة؛ فالسعوديون لديهم أسواق أخرى لنفطهم في الوقت الحاضر، وهم بحاجة إلى الغرب أقل مما كانوا يحتاجون إليه قبل 40 عامًا.

وتقول” “ديلي ميل”: في الواقع، عندما حاول البيت الأبيض فتح مفاوضات بشأن سعر النفط الأسبوع الماضي، رفض محمد بن سلمان الاستجابة لنداء بايدن. قد يكون لبوريس جونسون بعض النفوذ الإضافي – لأن السعوديين يشترون الكثير من الأسلحة من المملكة المتحدة ويقوم سلاح الجو الملكي البريطاني والجيش بتدريب قواتهم.

كما يمتلك ولي العهد ورفاقه أيضًا قدرًا كبيرًا من الثروة المستثمرة في بريطانيا، بينما يمتلك محمد بن سلمان “صندوق الثروة السيادي” الذي يُدير نيوكاسل يونايتد.

وتساءلت الصحيفة أنه إذا رفضت المملكة زيادة إنتاج النفط أو أن انتهاكاتها لحقوق الإنسان تجعل إبرام صفقة مستحيلة سياسيًا فمن أين يمكن شراء النفط ؟

وتختتم بالقول: “لا توجد خيارات جيدة على المدى القصير، حيث تمتلك إيران الكثير من “الذهب الأسود”، لكن سجلها في مجال حقوق الإنسان ليس أقل ترويعًا.