اعتبر مساعد الرئيس الأمريكي السابق “باراك أوباما” لشؤون الشرق الأوسط، مستشار معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى، “دينيس روس”، أن هجوم السفير السعودي السابق بالولايات المتحدة الأمير “بندر بن سلطان” على القيادة الفلسطينية في حواره الأخير مع قناة “العربية” يحمل رسالة مفادها: “لن نتستّر عليكم بعد الآن، فنحن لدينا احتياجاتنا الخاصة”.

وقال “روس”، في مقال نشره بالموقع الإلكتروني للمعهد، إن الخوف تلاشى من أن يثير الفلسطينيون معارضة القادة العرب بالادعاء بأنهم يخونون التطلعات الوطنية الفلسطينية، مشيرا إلى أن هذا الخوف هو وحده ما كان يعرقل إعلان دول -كالسعودية- عن موقفها الحقيقي من الصراع بالشرق الأوسط.

واستدل المقال بما قاله “بندر”  بعد إطلاعه على معايير الرئيس الأمريكي الأسبق “بيل كلينتون” بشأن السلام في ديسمبر/كانون الأول 2000، التي أرادت السعودية أن تحث الزعيم الفلسطيني آنذاك “ياسر عرفات” على قبولها؛ إذ قال الأمير السعودي: “إذا رفض عرفات ذلك، فلن يكون [قراره] خطأ، سيكون جريمة”، حسب رواية “روس”.

وأضاف “بندر”: “في رأيي الشخصي، مع كل الأحداث التي شهدها العالم، نحن في مرحلة تستوجب منّا الاهتمام بأمننا القومي ومصالحنا الوطنية بدلا من الاهتمام بكيفية مواجهة التحديات الإسرائيلية من أجل خدمة القضية الفلسطينية”.

واعتبر مستشار معهد واشنطن أن هذا المنطق ذاته هو ما دفع دولة الإمارت لإضفاء الطابع الرسمي على علاقاتها مع (إسرائيل) في سبتمبر/أيلول الماضي، مضيفا: “لم يعد الإماراتيون يسمحون للفلسطينيين بحرمانهم مما يرون أنه في مصلحتهم”.

وإزاء ذلك، يرجح “روس” أن ما صرح به “بندر” في حواره لقناة مملوكة للسعودية وتبث من الإمارات “يمهد الطريق أمام قيام السعودية باتخاذ خطوات تجاه إسرائيل،  حسب تعبيره.

لكن مستشار معهد واشنطن لا يرجح أن تقوم السعودية بالتطبيع في قفزة كبيرة واحدة؛ إذ أن الإمارات لم تفعل ذلك، بل عملت على بناء علاقاتها مع إسرائيل على مدار العقد الماضي، وبدأت عملها بهدوء، ثم أخذت تتواصل بصورة متزايدة مع الجمهور في عام 2015 مع إنشاء وجود دبلوماسي إسرائيلي في مكتب “الوكالة الدولية للطاقة المتجددة” في أبوظبي.

ويزعم “روس” أن “بندر” سيسدي خدمةً للفلسطينيين إذا “أرغمهم” على مراجعة أنفسهم والإدراك بأن الوقت قد حان لاتخاذ “الخيار الصائب”، في إشارة إلى قبول خطة السلام الأمريكية للشرق الأوسط، المعروفة إعلاميا بـ”صفقة القرن”.

ووصف مستشار معهد واشنطن الموقف الفلسطيني من التطبيع الإماراتي مع إسرائيل بأنه تكرار لرد الفعل “المبتذل”، الذي سبق أن اتخذته من معايير “كلينتون”.

ولطالما اعتبر مراقبو الشأن الفلسطيني المستقلين “روس” أهمّ محام للمصالح الإسرائيلية في الخارجية الأمريكية منذ الثمانينيات.