أثار خبر وفاة الداعية والعالم السعودي، الشيخ الدكتور أحمد العماري، متأثرًا بإصابته بجلطة دماغية أصابته داخل سجون النظام السعودي، أمس الأحد، ردود فعل بين حقوقيين ومعارضين للنظام السعودي.

فقد أكد الباحث في معهد جورجتاون والمعارض السعودي بالخارج، د.عبد الله العودة، في تغريدة بحسابه على موقع التدوين “تويتر” على أن “وفاة الشيخ أحمد العماري إثر سجنه وتطور وضعه الصحي حلقة في سلسلة طويلة من الانتهاكات التي شملت قتل صحفي في القنصلية وملاحقة مفكرين ومثقفين وعلماء وناشطات واقتصاديين وغيرهم في الداخل والخارج”.

بينما علقت الصحفية السعودية الهاربة إلى هولندا، ريم سليمان، على وفاة الشيخ “العماري” بقولها: “وكأني بالشيخ أحمد العماري وهو يقول لقاتله: لــيـس مــن مــات فــي عــلاه ذبـيـحاً .. إنَّ مــــن عـــاشَ بـالـهـوان الـذبـيـحُ ! .. اذبــحـونـي لــعــلَّ قــومــي يـفـيـقون .. عــلـى صـيـحـتي، فـيـصـحو الـصـحيحُ “.

بينما أوضح المعارض السعودي، د.سعد الفقيه، في سلسلة من التغريدات بحسابه على “تويتر” أن “الاعتقال والتعذيب تحت سلطة ابن سلمان لم يعد فقط للتحقيق وجمع المعلومات كما فعل المستبدون قبله.  الهدف هو ذات الاستمتاع بإيذائهم والتشفي بإهانتهم والنشوة بكسركرامتهم، بسبب الطابع السادي السيكوباثي عنده، والثأر والحسد عند حاشيته من الرموز الشعبية التي تتفوق عليهم”.

وأشار “الفقيه” في تغريداته إلى أن “اللوم على الشعب عمومًا كيف يقبل أن يعرضه ابن سلمان للإهانة والإذلال باعتقال وتعذيب أشرافه وصفوته وعلى بقايا الرموز الدينية والوطنية كيف سكتوا عن اصطياد فضلائهم واحدا تلو الآخر وعلى مهايطي القبائل الذين يتغنون بالشرف والغيرة والكرم والرجولة وبناتهم بين يدي ذئاب ابن سلمان”.

وأكد “الفقيه” على أنه “علينا أن لا نقلل من ضخامة هذه الفضيحة التاريخية المتمثلة في تسلط شرذمة من السفلة المنحطين الجهلة على شعب الجزيرة وتحويل مقدرات البلد الهائلة إلى أداة لإذلال الشعب وإهانته. ومع تقديرنا لدور الهيئات الحقوقية، فلا بد من عمل نوعي اختراقي يوقف هذه الفضيحة ويخلص الأمة من عارها”.

ولفت الحقوقي والمعارض السعودي، عبد الله الغامدي، أن “صمتنا سبب فيما تعرض له الشيخ أحمد العماري من مصائب وهناك عشرات الآلاف من المعتقلين من الرجال والنساء كحالة الشيخ؛ بل قل هناك شعب كامل تحت إرهاب ابن سعود وصدق رسول الله الذي قال (ما ترك قوم الجهاد إلا عمهم الله بالعذاب) والعذاب هنا هو الذل الذي أصابنا وجعل ابن سعود يتجرأ علينا”.

وكان “عبدالله”؛ نجل الداعية السعودي “أحمد العماري”، قد أكد وفاة أبيه، بعد أسبوع واحد من إسقاط السلطات السعودية جميع الاتهامات ضده وإطلاق سراحه في حالة موت دماغي.

وقال “عبد الله” عبر حسابه على “تويتر” “انتقل إلى رحمة الله تعالى والدي الغالي الشيخ (أحمد بن عبدالله العماري الزهراني)، إنا لله وإنا إليه راجعون، وحسبنا الله ونعم الوكيل، ولا حول ولا قوة إلا بالله”.

كما حمل “حزب الأمة الإسلامي” السلطات السعودية مسؤلية وفاة الشيخ “العماري”، وقال الحزب في تغريدة له بحسابه على “تويتر”: “حزب الأمة الإسلامي يحمل السلطات السعودية مسؤلية وفاة الشيخ الدكتور أحمد العماري (رحمه الله) بعد اعتقال ظالم تعرض خلاله لتعذيب جسدي ونفسي ومصادرة حريته، أحسن الله العزاء لشعبنا العظيم، وإنا لله وإنا إليه راجعون”.

يذكر أنه قبل أسبوع، أبلغت السلطات السعودية عائلة “العماري” أنه “تم الإفراج عنه وإسقاط التهم ضده وأنهم يستطيعون رؤيته”، لكنهم اكتشفوا أن سبب الإفراج الحقيقي هو عدم استفاقته من الغيبوبة وتأكيد الأطباء أنه بحالة “موت دماغي”.

واعتقلت السلطات السعوية “العماري” مع أحد أبنائه بعد مداهمة منزله، وهو من الشخصيات المقربة من الداعية السعودي المعتقل الشيخ “سفر الحوالي”، وقضى “العماري” 5 أشهر قيد الاعتقال دون معرفة التهم الموجهة إليه، في حالة تشابه حالات غالبية معتقلي الرأي بالسعودية منذ صعود ولي العهد الأمير “محمد بن سلمان” للسلطة.