تقرير خاص

لمع اسم المراسل الصحفي الإسرائيلي “هنريك زيمرمان” في سماء التطبيع بين السعودية والكيان الصهيوني، وذلك عقب التقرير الذي أعده على بعد بضعة كيلومترات من الحرم المكي من جدة، وتحدث فيه عن السعودية الجديدة بقيادة ولي العهد “محمد بن سلمان”!

إضافة إلى كشف حساب “مفتاح”؛ الشهير بتسريباته من داخل الأروقة الملكية السعودية، أن “زيمرمان” التقى “ابن سلمان” وأجرى معه حوارًا بعد أيام فقط من توليه منصب ولي العهد وبحضور أحد كبار مستشاريه!

من هو “زيمرمان”؟

إعلامي “إسرائيلي”، اشتهر بحديثه الصحفي الذي أجراه مع مؤسس حركة المقاومة الإسلامية بفلسطين “حماس”، الشيخ أحمد ياسين، كما أنه زار مقر حركة “الجهاد الإسلامي” وأعد تقريرًا حول الحركة!

ولد “زيمرمان” في مدينة بورتو البرتغالية ، واستقر والده “مائير” في البرتغال قادمًا من مسقط رأسه بولندا، بينما والدته “كوتا” تنتمي لعائلة سفاردية قديمة في جيب “مليلية” الإسباني في شمال إفريقيا.

لا تُعرف عائلة “زيمرمان” بكونها واحدة من المجتمعات اليهودية المزدهرة في أوروبا، ولا تزال تحتفظ بهوية يهودية قوية في البرتغال، وذلك بفضل والد “هنريك” وجده.

انتقل عام 1971 إلى إسرائيل حيث تزوج “يائيل” ابنة القنصل الإسرائيلي السابق في البرتغال “مايكل كهات”، واستقر في كيبوتس، وعمل بالصحافة حتى أصبح رئيس لتحرير صحيفة “كيبوتس”، ودرس علم النفس في جامعة تل أبيب، وحصل على درجة الماجستير في العلوم السياسية وعلم الاجتماع.

حصل على وظيفة في صحيفة “معاريف” العبرية، ليكون مراسلًا لها في برشلونة ، حيث عمل أيضًا مديرًا للمعلومات في المركز اليهودي بالمدينة.

– “زيمرمان” السياسي مهندس التطبيع مع العرب

إضافة إلى عمله الصحفي يعد “زيمرمان” سياسيًا مخضرمًا؛ فهو عضو قديم في حزب العمل الإسرائيلي اليساري، وهذا الحزب معروف عنه أنه المسيطر الأبرز على الصهيونية العالمية.

ومن المعروف أنه منسق محترف للعلاقات الدبلوماسية مع إسرائيل، وهو من المساهمين بالترويج للتطبيع مع الدول العربية، ومن أبرز اللقاءات التي نسقها “زيمرمان” العام الماضي زيارة رئيس حزب العمل الإسرائيلي “آفي جاباي” سراً لأبو ظبي، وكذلك هو الشخص الذي أقنع البابا “فرنسيس” بزيارة فلسطين منتصف سنة 2014، لكي يلتقي الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي ويقنعهما بإطلاق “عملية سلام” مجدداً.

التقرير المفاجأة!

استعان “ابن سلمان” بالمراسل الإسرائيلي لإعداد تقرير يُجمّل فيه ما يسميه “إصلاحات”، و يروّج مجدداً لرؤية 2030 التي ماتت على أرض الواقع.

فقد نشرت قناة “i24 News” العبرية تغطية إخبارية لفعاليات هيئة الترفيه في جدة، وهي المرة الأولى التي يتم فيها السماح لوسيلة إعلام إسرائيلية بتغطية حدث داخل الأراضي السعودية.

وبثت القناة التقرير الذي أعده “زيمرمان” باللغة الإنجليزية على هامش الفعاليات، مشيرة إلى أنه التقرير الأول الذي يتم إعداده في السعودية منذ فتح أبوابها لاستقبال السياح بما فيهم الإسرائيليون.

وبدأ “زيمرمان” تقريره بقوله: “نحن الآن في جدة على بعد 66 كم من مكة مدينة المسلمين المقدسة إنه مكان مهم لكنها أيضًا لحظات مهمة في تاريخ هذا البلد”.

وأضاف: “الآن بعد موافقة ولي العهد السعودي محمد بن سلمان على منح التأشيرات السياحية بسهولة للسياح من 50 بلدًا مختلفة، نرى أنهم يريدون تنويع مصادر الدخل هنا باتباع أسس رؤية 2030”.

وتابع: “لقد تمت أيضًا إصلاحات أخرى في أوضاع المرأة فلم يتم السماح لهن فقط بالقيادة فهن يعملن في التجارة، يمكنهن فتح حسابات مصرفية والسفر وحدهن للخارج أو إصدار جواز سفر دون وجود الأب أو الاخ أو الزوج أو حتى الابن”.

كما أشاد “زيمرمان” بولي العهد قائلا: “محمد بن سلمان يدعمه 70% من السكان الذين هم دون سن ال30ـ من الشباب الذين يريدون رؤية التغيير في السعودية”!

وأخيرًا..

كان يمكن لولي العهد أن ينحو نحو البلدان من حوله في مسألة التطبيع مع الصهاينة ليمرره بهدوء دون إثارة الزوابع أو استفزاز المواطنين، كما سبق أن حدث في مصر مثلاً وغيرها من البلدان العربية المجاورة، بدأ الأمر فيها تدريجيًا حتى صار واقعًا على الأرض، إلا أن “ابن سلمان” اختار أكثر الطرق فجاجة واستفزازًا وإثارة للمشاعر، وهذا هو منهجه الذي أعلن عنه أكثر من مرة، طريقة العلاج بالصدمة!!