اعتبرت شبكة (سي إن إن) الأمريكية أن احتمال منح الحصانة لولي العهد محمد بن سلمان رسالة دعم للطغاة حول العالم.

وقالت الشبكة: “ترسل إدارة (الرئيس الأمريكي دونالد) ترامب رسالة دعم واضحة لجميع الطغاة وهي تنظر في منح حصانة قانونية لبن سلمان”.

وأشارت الشبكة إلى أن “ابن سلمان” هو من أمر بالقتل الشنيع للصحفي البارز جمال خاشقجي قبل أكثر من عامين. وذلك وفقًا للتقييم الذي خلصت إليه وكالة المخابرات المركزية.

وأكدت الشبكة ضرورة مشاهدة فيلم المنشق (The Dissident) الوثائقي الجديد المؤثر عن مقتل خاشقجي. ثم التساؤل عن كيف يمكن لأي مسؤول من العالم الحر أن يجلس بضمير حي مع بن سلمان.

رشاوي مقابل الحصانة

وقبل أيام كشفت مصادر دبلوماسية أن بن سلمان قدم رشاوي مالية كبيرة لأقطاب في إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مؤخرا.

وقالت المصادر إن بن سلمان يستهدف تحصينه قانونيا في الولايات المتحدة في الدعاوي القضائية المرفوعة ضد هناك.

وأوضحت أن ما قدمه بن سلمان تضمن رشاوي مالية وعقود بصفقات استثمارية لأقطاب في إدارة ترامب أبرزهم جاريد كوشنير ومايك بومبيو.

استباق تسلم بايدن

وكشفت صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية أن إدارة ترامب تسارع الزمن لتوفير الحصانة القانونية لبن سلمان.

وذلك في إطار الدعوى القضائية الاتحادية التي رفعها ضابط المخابرات السعودي السابق سعد الجبري ويتهمه فيها بمحاولة اغتياله.

وأوضحت الصحيفة أن ذلك يتم مع اقتراب تسلم إدارة الرئيس المنتخب جو بايدن السلطة.

وأضافت الصحيفة أن نظام آل سعود طلب حماية بن سلمان من المسؤولية ردا على شكوى الجبري.

بن سلمان يخشى الجبري

وتقدم الجبري في أغسطس/ آب الماضي بدعوى قضائية ضد بن سلمان، في محكمة أمريكية.

حيث اتهمه إياه بإرسال فريق لقتله في كندا على غرار جريمة مقتل الصحافي السعودي جمال خاشقجي في 2018.

وفي 30 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، استدعت محكمة أمريكية بن سلمان و9 آخرين، في القضية.

إفلات من قضايا أخرى

وقالت “واشنطن بوست” إن التوصية في قضية كهذه يمكن أن تؤدي لاستبعاد بن سلمان كمتهم بقضايا أخرى تم رفعها ضده.

بما في ذلك تلك التي تتهمه بتوجيه الأوامر بقتل خاشقجي في قنصلية بلاده في اسطنبول.

والمسؤولية عن عملية قرصنة لتشويه سمعة مذيعة الجزيرة الإخبارية غادة عويس رداً على تقاريرها الانتقادية له.

وأشارت الصحيفة إلى أن وزارة الخارجية أرسلت استبيانا الشهر الماضي، إلى محامي الجبري.

بهدف الحصول على آرائه القانونية حول ما إذا كان ينبغي الموافقة على الطلب السعودي.

ومؤخرًا ذكر موقع “ويكليكس السعودية” أن إدارة ترامب تستغل القضايا المرفوعة ضد بن سلمان لابتزازه بعدة ملفات.

وأبرز تلك الملفات دفع ولي العهد لتسريع خطوات التطبيع العلني مع إسرائيل على غرار حلفائه في دولة الإمارات.